يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن  موجة غضب وانتقادات عميقة بسبب تضامنه مع إسرائيل في حربها الشرسة ضد أهل غزة.

وطالت الانتقادت حتى مؤيديه، وبعض موظفي إدارته الذين أعبروا عن خيبة أملهم تجاه الرئيس.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، الثلاثاء، أنه بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، دعا بايدن مجموعة صغيرة من الأمريكيين المسلمين البارزين إلى البيت الأبيض؛ لمناقشة الإسلاموفوبيا.

 وكان المشاركون في اللقاء صريحين معه، إذ أكدوا له أن دعمه لإسرائيل يعتبر من وجهة نظر كثيرين بمثابة إذن للحرب على غزة.

وقالوا (حسبما أشار 4 منهم)  إن بيان الرئيس الذي شكك في عدد القتلى بين الفلسطينيين كان مهينًا.

اقرأ أيضاً

واشنطن: نسعى لتحقيق مد إضافي للهدنة بين حماس وإسرائيل

وأضافوا أن الطعن المميت لصبي مسلم يبلغ من العمر 6 سنوات خارج شيكاجو كان مجرد نتيجة مدمرة لتجريد مجتمعهم من إنسانيته.(في إشارة إلى حادث تم أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في إلينوي).

وقال الحاضرون للصحيفة إن الجلسة الخاصة، التي كان من المقرر أن تستمر 30 دقيقة، امتدت إلى أكثر من ساعة دون تحقيق ما كانت تطمح إليه؛ وهو وعد من بايدن بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وترى الصحيفة أن الاجتماع كان بمثابة لمحة عن معضلة أكبر يواجهها بايدن، وهي محاولة التغلب على الغضب العميق بين مؤيديه حتى داخل البيت الأبيض، خاصة أولئك الذين لديهم خلفيات عربية أو إسلامية، ويشعرون بخيبة الأمل.

ووفقًا للصحيفة، يقول مسؤولو إدارة بايدن إن دعم الرئيس لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس ليس سوى جانب واحد من القصة، لأن هذا الدعم صاحبه دعوات أكثر قوة للحذر وحماية المدنيين الفلسطينيين مع وصول عدد القتلى إلى مستويات كارثية.

ويشير المسؤولون إلى خطابه، في 20 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، عندما ندد بكراهية الإسلام، وبوفاة الصبي ذي 6 سنوات، وقال بايدن إنه مفطور القلب بسبب خسارة أرواح الفلسطينيين في الحرب.

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن تضامن بايدن مع إسرائيل سمح له بممارسة النفوذ على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن المساعدات الإنسانية، وفتح معبر رفح مع مصر.

ونقلت الصحيفة عن وائل الزيات، الرئيس التنفيذي لمنظمة  Emgage وهي مجموعة تحشد الناخبين المسلمين، قوله: "لقد استمع الرئيس لنا وأدرك أنه ربما كانت هناك أخطاء في خطابه، كما أظهر التعاطف ووعد بالقيام بما هو أفضل، خاصة في ما يتعلق بإضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين".

وقال كيث إليسون، المدعي العام في مينيسوتا، الذي حضر الاجتماع أيضًا، إن الحرب زادت المخاطر على الأمريكيين أيضًا.

اقرأ أيضاً

بايدن: استمرار حرب غزة يعطي حماس ما تسعى إليه

هجمات مضادة على أمريكيين

وأضاف: "أخبر زعماء المجتمع المسلم الرئيس بايدن أن معاناة سكان غزة الأبرياء الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة للغاية زادت في الواقع من احتمال وقوع هجمات معادية للإسلام في الولايات المتحدة".

وعلق بايدن، الاثنين، على حادث إطلاق النار على ثلاثة طلاب من أصول فلسطينية، بولاية فيرمونت الأميركية، قائلاً: "إنه وزوجته جيل شعرا بالرعب عندما علما بالجريمة".

وأضاف الرئيس الأمريكي على حسابه على موقع إكس، الاثنين، "وبينما ننتظر مزيدا من الحقائق، فإننا نعلم هذا: لا يوجد مكان على الإطلاق للكراهية في أمريكا".

وفي وقت تتصاعد فيه أفعال تصنف على أنها "جرائم كراهية" جراء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت إدارة بايدن، في ٢ نوفمبر، أنها ستضع استراتيجية لمكافحة الإسلاموفوبيا.

ومن المتوقع أن يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تخرج الاستراتيجية في شكل رسمي، بعد عملية مماثلة لخطة مكافحة معاداة السامية التي تشمل مختلف الوكالات الحكومية.

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أوائل أكتوبر، ارتفعت جرائم الكراهية المعادية للعرب والمسلمين والسامية بشكل كبير في المدن الأمريكية الكبرى، بما في ذلك مدينة نيويورك ولوس أنجلوس".

اقرأ أيضاً

رئيس استخبارات مجلس الشيوخ الأمريكي: إسرائيل تفقد تعاطف الناس عالميا

 

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إدارة بايدن الدعم الأمريكي لإسرائيل جرائم الكراهية غزة حماس حرب غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

داخل البيت الأبيض.. كيف يدير ترامب يومه وسط زخم القرارات والمفاجآت؟

 

منذ اللحظة الأولى التي عاد فيها إلى البيت الأبيض، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلوبًا إداريًا حيويًا، حيث يمزج بين الاجتماعات المتواصلة، واتخاذ القرارات المثيرة للجدل، والتفاعل المباشر مع المسؤولين وقادة العالم أسلوبه غير التقليدي حوّل البيت الأبيض إلى خلية نحل تعجّ بالحركة، في مشهد يعكس رغبته الجامحة في إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بوتيرة غير مسبوقة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست.

جدول مزدحم حتى منتصف الليل

يبدأ ترامب يومه في السادسة صباحًا، ولا ينتهي إلا قبيل منتصف الليل بعد سلسلة من الاجتماعات والقرارات والمباحثات.

ورغم بلوغه 78 عامًا، يظهر ترامب طاقة غير مألوفة، متفوقًا في حيويته حتى على من هم أصغر منه بأربعة عقود، أول ما يخطر في باله عند الاستيقاظ هو "العمل، كل شيء عمل.. إنه عمل سياسي"، وفق ما ينقل عنه التقرير.

في المقابل، لا يفوّت ترامب الفرصة لانتقاد سلفه، الرئيس جو بايدن، معتبرًا إياه رمزًا للركود السياسي، حيث قال متهكمًا: "لا أفكر في الاستجمام أو الذهاب إلى الشاطئ مثل جو بايدن النائم، الذي غلبه النعاس أمام الصحفيين، كيف تغفو أمام الصحافة؟".

العلاقات الدولية

في غضون أسابيع قليلة فقط، ترك ترامب بصمته على الساحة السياسية الأمريكية والدولية.

فقد وقع على 500 إجراء تنفيذي، واستقبل في البيت الأبيض زعماء بارزين مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الياباني شيغيرو إيشيبا، وأجرى محادثات مع عشرات القادة السياسيين الأمريكيين والعالميين.

على النقيض من بايدن، الذي فضّل اللقاءات الصحفية المحدودة، يحرص ترامب على عقد مؤتمرات صحفية حاشدة، يتفاعل فيها مع الصحفيين بشكل مباشر، ما يعزز حضوره السياسي في المشهد الإعلامي.

إيلون ماسك على خط المواجهة ضد الفساد

من أبرز الشخصيات التي يعتمد عليها ترامب في رؤيته لإعادة هيكلة الحكومة، الملياردير إيلون ماسك، الذي كلفه ترامب بمهمة القضاء على الهدر والفساد الحكومي، ما وفر بالفعل أكثر من تريليون دولار سنويًا لدافعي الضرائب.

ماسك يرأس فريقًا جديدًا يُدعى "إدارة الكفاءة الحكومية" (DOGE)، والذي يضم نخبة من الخبراء الشباب لإصلاح الهيئات الفيدرالية الكبرى.

وفي تطور لافت، أجرى ترامب مراجعة واسعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، معتبرًا أنها تعاني من مشاكل كبيرة، وقال صراحة: "أعتقد أنه يجب إغلاقها ودمجها ضمن وزارة الخارجية".

كما منح ماسك صلاحيات إضافية لتوظيف 45 شخصًا من شركاته التكنولوجية المختلفة للمساعدة في عمليات الإصلاح.

والخطوة التالية قد تشمل إعادة هيكلة وزارة الدفاع (البنتاغون)، وربما مراجعة دقيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA).

ترامب وماسك علاقة غير تقليدية

حسب التقرير، يتعامل ترامب مع ماسك بمودة أبوية، ويراه واحدًا من أكثر الأشخاص الذين أحدثوا تغييرًا جوهريًا في الولايات المتحدة، ويصفه قائلًا: "إنه شخص مختلف.. رجل جيد جدًا وذكي للغاية لطالما اعتقدت أنه انطوائي، لكنه أصبح اجتماعيًا بشكل مذهل إنه يشعر أن ما يفعله الآن هو أحد أهم الأمور التي يمكنه القيام بها".

وكان ماسك قد زار المكتب البيضاوي بصحبة الصحفي تاكر كارلسون، وكلاهما يرتدي قبعات "MAGA" الحمراء الشهيرة.

في المقابل، نشر ماسك على منصته "إكس" تعليقًا لافتًا، قال فيه: "أنا أحب دونالد ترامب بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلًا آخر".

إدارة ترامب بين الجرأة والجدل

لا شك أن أسلوب ترامب في الحكم يواصل إثارة الجدل، فهو يمزج بين الحزم والقرارات المفاجئة، ويعتمد على شخصيات غير تقليدية لإحداث تغييرات جذرية.

وبينما يرى أنصاره أنه القائد القادر على "إنقاذ البلاد"، يصفه منتقدوه بأنه رئيس لا يتردد في تجاوز الأعراف السياسية.

مقالات مشابهة

  • ليس الاستهداف فقط.. خروقات إسرائيل لوقف الهدنة شملت مجال الإغاثة
  • خلال اجتماع البيت الأبيض.. ملك الأردن يبلغ ترامب بقرب وضع خطة بشأن غزة
  • «عاهل الأردن» من البيت الأبيض: يجب أن ننتظر لنرى خطة من مصر بشأن غزة
  • بدء لقاء الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني في البيت الأبيض
  • بدء القمة بين الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني في البيت الأبيض
  • ملك الأردن يصل إلى البيت الأبيض للقاء ترامب
  • أحلام التاجر الأصفر في البيت الأبيض
  • "كأس العالم" خلف ترامب.. كيف وصل إلى البيت الأبيض؟
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: مصر تبلغ البيت الأبيض أنها لا تنوي أن تكون شريكا في مقترح ترامب
  • داخل البيت الأبيض.. كيف يدير ترامب يومه وسط زخم القرارات والمفاجآت؟