موقع 24:
2024-07-03@01:27:43 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

يعود البريطانيون في الانتخابات المقبلة إما إلى حكومة من يمين-الوسط، أو من يسار- الوسط. ومن أجل المقارنة، فإن النتائج الممكنة في الولايات المتحدة تتضمن ولاية ثانية لدونالد ترامب. وفي فرنسا، يمكن أن يفوز رئيس من التجمع الوطني. وفي هولندا، فاز المتشدد خيرت فيلدرز. أما بالنسبة لإيطاليا، فإن اليمين المتطرف وصل فعلاً إلى السلطة، بينما في ألمانيا يهدد بتحقيق اختراق في الانتخابات الفيدرالية في 2025.

الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية


ورغم الصعوبة التي يشعر بها بعض الليبراليين نتيجة لهذا الوضع، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بريطانيا الآن تعتبر ملاذاً بعيداً عن الشعبوية. وأتاح بريكست للناخبين التنفيس عن غضبهم المكبوت، وجعلهم التخبط السيئ يبتعدون عن الخوض في تجربة يمينية أخرى.
وأمر آخر عن المملكة المتحدة، ألا وهو أنها مكان جيد مقارنة مع الشعبوية في أمريكا وأوروبا. وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بينهما، لكن الاختلافات هي التي تبرز أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للمراقب من هذا المكان الوسطي.

 

“Another thing about the UK: it is a good place from which to compare American and European populism. So often conflated with each other, it is the differences between them that stand out ever more to an observer in this in-between place.” https://t.co/i5ZxwbTfNm

— john williams (@wi_john) November 29, 2023


وتقول إن الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية. ففي فرنسا، خاض اليمين المتطرف الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عامي 2017 و2022 في ظل مارين لوبان. لكنها فعلت ذلك في ظل والدها الأكثر استفزازاً جان-ماري لوبان عام 2002. ولدى التجمع الوطني زعيم مستقبلي معقول هو جوردان بارديللا البالغ من العمر 28 عاماً. ولا يعتتد "البديل من أجل ألمانيا" لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك، من أجل تحقيق تماسكه أو نجاحه.
وقادت جيورجيا ميلوني الشعبويين الإيطاليين بنوع من المهارة، لكن آخرين فعلوا ذلك أيضاً بالعودة على الأقل إلى سيلفيو برلوسكوني. وحتى فيلدرز الليبرالي المعادي للهجرة، هو الهولندي الوحيد الذي يهز سياسات بلاده في هذا القرن.

الشعبوية الأمريكية


وبالمقارنة، لا نعرف حتى الآن كيف ستكون الشعبوية الأمريكية من دون عنصر القوة الشخصية لترامب. ومايك بنس ورون ديسانتس هما من بين أولئك الذين حاولوا أن يقدموا للناخبين الجمهوريين على الأقل "جوهر الترامبية". لقد أخفق كلاهما. أما فيفيك راماسوامي، الذي يعتبر إلى يمين الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، فإن مؤيديه لا يصابون بالإغماء عندما يطل عليهم. ومن أجل الحصول على فكرة عن الطريقة التي باتت فيها الشعبوية الأمريكية تتمحور حول الشخص بدلاً من الأفكار، لا بد من التساؤل: ماذا لو حاول ترامب أن يقترح هدنة مع الصين، أو تبني ضرائب خضراء، أو حتى خفف بعض الشيء من موقفه حيال الهجرة، كم سيخسر من الدعم الأساسي الذي سيحظي به؟.

 

European #populism is much less of a personality cult. In contrast, we still don’t know what American populism amounts to without the elemental personal force of #Trump via @FT
https://t.co/1ELNOONDpp

— Hammad (@hammadsarfraz) November 28, 2023


وإذا افترضنا أن ترامب دافع عن اللقاحات ضد وباء كوفيد-19، التي لا يثق بها الكثيرون من قاعدته، فهل كان هؤلاء لينفروا منه، أظن أن الجواب "أقل مما نعتقد".
هل يوجد شعبوي أوروبي ناشط في سياسات اليمين يمكنه ارتكاب مثل هذه الهرطقات الإيديولوجية، دون أن يدفع ثمناً انتخابياً؟ هل تستطيع مارين لوبن أن تدخل ولو تعديلاً بسيطاً على الشؤون الخارجية أو على القضايا الاجتماعية، دون أن تجازف بشق اليمين؟، وها هي ميلوني تدعم أوكرانيا ضد روسيا على مسؤوليتها اليومية. إن الشيء الأصعب بالنسبة لظاهرة ترامب، خصوصاً بالنسبة للمثقفين المدربين على التفكير وفقاً للمذاهب الفلسفية، هو مدى ثانوية محتواها. إن الشعبوية الأوروبية تتعلق بشيء ما. أما الشعبوية الأمريكية وإلى حد مذهل، تتعلق بشخص.

الأكثر خطراً


ما هو "الشيء" الذي تدور حوله الشعبوية الأوروبية، وتتقدم فيه الأفكار على كل الزعامات؟ إنها عدم الثقة بالاتحاد الأوروبي (وإن لم يكن بصراحة تصل إلى المعارضة التي أبداها المحافظون البريطانيون). ورفض للأعراف الحديثة المتعلقة بالجنس والعرق بصفتها بدعة أنغلوساكسونية مستوردة.
وعلاوة على كل ذلك، العداء لمزيد من الهجرة الأوروبية عموماً والإسلامية خصوصاً. وما من قضية قادرة على توحيد فيلدرز مع الكاثوليكية ميلوني والتجمع الوطني المشكك بالولايات المتحدة مع الديماغوجيين الأطلسيين في أقصى شرق أوروبا.
في أي نصف من بلاد الغرب، تعتبر الليبرالية أكثر عرضة للخطر: في الولايات المتحدة أم في أوروبا؟ حسناً، إن القوة الفردية الخام لترامب توحد وتغذي اليمين المتشدد في أمريكا. وما يشكل الدور الموازي في أوروبا هو شعور بالحصار الديموغرافي والثقافي. والفارق هو أن ترامب سيرحل ذات يوم.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب من أجل

إقرأ أيضاً:

ترامب يتقدَّم... الرجاء ربطُ الأحزمة

خرجَ جو بايدن من المبارزة مع دونالد ترمب جريحا؛ خانَه العمر، ومن عادته أن يفعل. خيانة في لحظة الذروةِ وأمام عشراتِ الملايين المسمَّرين أمامَ الشاشات. فشلَ بايدن في أداء دور الهداف، وفي دورِ المدافع، وفي إظهارِ كفاءة حارسِ المرمى. الأضواءُ تحوّل النكسةَ نكبةً. والرأي العام صارم وحقود، ويكفيه انطباع ليقلبَ صفحة رجل كائنا من كان. لا تساهلَ ولا رحمة. وسائلُ التواصلِ الاجتماعي تعجُّ بالقساةِ والشامتين والذئاب. لا شيءَ يسعفُ الضعيف في هذا العالم، خصوصا إذا كانَ يطالب بتمديد إقامته في البيت الأبيض. لا يمكن تسليم مفاتيح العالم وقيادة قافلة الأساطيل لرجل يعجز عن استدعاء ذاكرته.

بدا بايدن في صورة حصان أصيب بعطب عميق قبل الشوط الأخير. نصحته «نيويورك تايمز» بالخروج من السباق. هذه النصيحة ليست بسيطة على الإطلاق، وتبعتها نصائح من القماشة نفسها. لم يخف أعضاء في الحزب الديمقراطي قناعتهم بضرورة استبداله لتفادي هزيمة محققة. استبداله في هذه اللحظة من السباق، ليس سهلا. العملية نفسها معقدة، خصوصا إذا أصرّ على متابعة الرحلة. لكنّ خيار الاستبدال ليس مستحيلا، خصوصا إذا ترسَّخ الانطباع أنّه الخيار الوحيد لإبعاد كأسِ ترامب عن شفاه أمريكا والعالم. كثيرون يراهنونَ على أن تتولّى السيدة جيل بايدن، زوجة الرئيس، مهمة إنقاذه وربّما إنقاذ الحزب والبلاد من فوز ملاكم مقلق اسمه ترامب. يراهن آخرون أن يتولّى باراك أوباما تشجيعَ بايدن على تجرّع الكأس.

ما أصعب أن تقنعَ سياسيا مدمنا بالتقاعد! كأنّك تطالبه بتجرع الهزيمة تحت أوراق الشيخوخة. وتزداد الصعوبة حين يكون الرجل أمضى عقودا في المؤسسات والمواقع توّجها بالرئاسة، واعتاد على الإقامة في القصر بصحبة الأختام. ما أقسَى أن يسلّمَ السياسي أن دوره انتهى، وأنّ زمانه أفل! السلطة أم الولائم، لا يتركها إلا زاهد «مريض». تذكّرت أنني ذهبت ذات يوم لزيارة سياسي حصيف، افتتح رحلة الثمانينيات من العمر. قلت له: «معالي الوزير لا يحقّ لك أن تبقِي تجربتك الغنية بعيدة عن متناول القراء». قال؛ إنّ الوقت غير مناسب. جدّدت المطالبة، فتجاوب وقال: موافق، وسنعقد جلسات عدة. سألته أين؟ فأجاب: «في قصر الرئاسة». صعقني الجواب، وكنت أعرف أنّ طريقَ القصر مزروعة بالافخاخ ومشروطة بالتواءات وانحناءات. شممت في كلامه رائحة «لعنة القصر».
غريبة المناظرة التي تابعها العالم؛ لأنّ نتائجَها تمسّ أمنه واستقراره وازدهاره. لم تستطع أمريكا في عصر الثورات التكنولوجية المتلاحقة والذكاء الاصطناعي، دفعَ شاب أو شبه شاب إلى سباق البيت الأبيض! لا تَعدُ المناظرةُ الأمريكيين بغير تعميق الانقسام. ولا تعدُ العالم بغير مزيد من الاضطراب في الغابة الدولية. لا أحدَ ينصح أمريكا بشبيه لريشي سوناك، الذي يقود حزبَ المحافظين إلى نوع من التقاعد بعد أيام. ولا بماكرون الذي بدّد بمبادراته وارتجالاته هيبة جمهورية ديغول وميتران وشيراك. ولا بشبيه للرجل الجالس في مكتب ميركل.

ثمة من يعتقد أنّ صحةَ الغرب تشبه صحة بايدن. وأنّه لم يعد قادرا على إدارة العالم. وأنّه يرفض الاعتراف بالوقائع الجديدة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. وأنَّ مهمةَ أيّ رئيسٍ أمريكي جديد ستكون أصعبَ من السابق. روسيا تغيّرت، ومثلها الصين وأوروبا، فضلا عن القوى الإقليمية التي ترى دورها في التسلّل إلى خرائط جيرانها.

في ختام المناظرة، وجدَ العالم نفسَه أمام حقيقة صعبة وربما مكلفة. ظهر ترامب وكأنّه قدر أمريكيّ ودولي يصعب الفرار منه. ليس بسيطا أن يكون سيد البيت الأبيض رجلا يصعب التكهن بتوجهاته، ويصعب النوم على وسادته. هذا مقلق للأعداء والحلفاء معا. ترامب ليس ابنَ المؤسسات كما هو حال بايدن.

اكتشف العالم أنّ الأمريكيين قد يلقون في الانتخابات المقبلةِ بحجر كبير في البحيرة الدولية التي ازدادت اضطرابا. يشمل القلق حكام أوروبا وجنرالات حلف «الناتو» وزيلينسكي. هل يرغم ترامب الرئيس الأوكراني على الذهاب إلى مفاوضات سلام مع فلاديمير بوتين، الذي لا يستطيع العودة خاسرا من رحلته الأوكرانية؟ استرضاء القيصر بقطعة من الجسد الأوكراني، يدفع أوروبيين إلى التحذير من تكرار عملية استرضاء هتلر، على رغم عدم التشابه بين الرجلين والمرحلتين. شعور ترامب بأنّه رجلُ «الصفقة»، لا يطمئن القارةَ القديمة التي اكتشفت أنّ قدسيةَ الحدودِ الدولية فيها سقطت على الأرض الأوكرانية.

تصريحات ترامب تؤكد أنّه لا يشمّ جديا رائحة ما يسميه الأوروبيون «الخطر الروسي». ترامب يعتقد أنّ الخطر الحقيقي على أمريكا يأتي من «مصنع العالم» أي من الصين. هل يحتمل العالم سياسات أمريكية تقوم على عرقلة الصادرات الصينية، وهل تدفع هذه السياسة بكين إلى الانخراط في تحالف بلا حدود مع روسيا، يعلن رسمياً العودة إلى عالم المعسكرين؟ وهل تستطيع أوروبا القلقة من روسيا وصعودِ اليمين المتطرف احتمالَ أعباء عالم من هذا النوع؟

وماذا عن الشرق الأوسط الذي يغلي على نار المذبحة المفتوحة في غزة، واحتمالات انتقال الحرب إلى الجبهة اللبنانية؟ وماذا عن «الدولة الفلسطينية» التّي قد تشكل المخرجَ الوحيدَ لضمان عدم تكرار «الطوفان» والحروب المواكبة؟ وماذا عن الخلاف النووي مع إيران التي قد يجد المسؤولون فيها صعوبة في إبرام أي اتفاق مع الرجل الذي أمرَ بقتل قاسم سليماني؟

كانتِ المناظرة مثيرة. ترامب يتقدّم والرجاء ربط الأحزمة.

(الشرق الأوسط اللندنية)

مقالات مشابهة

  • موعد مباراة البرازيل وكولومبيا بكوبا أمريكا
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • قبيل انتخابات فنزويلا.. مادورو يقبل استئناف المحادثات مع أمريكا
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي
  • لا يوجد ملوك في أمريكا.. بايدن يصدر تحذيرًا شديدًا بعد قرار المحكمة العليا بـحصانة ترامب
  • روسيا ترد على تصريحات ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية
  • ترامب يتقدَّم... الرجاء ربطُ الأحزمة
  • «إنه فلسطيني».. هكذا شتم ترامب بايدن
  • «شارة نصر»