ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يعود البريطانيون في الانتخابات المقبلة إما إلى حكومة من يمين-الوسط، أو من يسار- الوسط. ومن أجل المقارنة، فإن النتائج الممكنة في الولايات المتحدة تتضمن ولاية ثانية لدونالد ترامب. وفي فرنسا، يمكن أن يفوز رئيس من التجمع الوطني. وفي هولندا، فاز المتشدد خيرت فيلدرز. أما بالنسبة لإيطاليا، فإن اليمين المتطرف وصل فعلاً إلى السلطة، بينما في ألمانيا يهدد بتحقيق اختراق في الانتخابات الفيدرالية في 2025.
الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية
ورغم الصعوبة التي يشعر بها بعض الليبراليين نتيجة لهذا الوضع، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بريطانيا الآن تعتبر ملاذاً بعيداً عن الشعبوية. وأتاح بريكست للناخبين التنفيس عن غضبهم المكبوت، وجعلهم التخبط السيئ يبتعدون عن الخوض في تجربة يمينية أخرى.
وأمر آخر عن المملكة المتحدة، ألا وهو أنها مكان جيد مقارنة مع الشعبوية في أمريكا وأوروبا. وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بينهما، لكن الاختلافات هي التي تبرز أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للمراقب من هذا المكان الوسطي.
“Another thing about the UK: it is a good place from which to compare American and European populism. So often conflated with each other, it is the differences between them that stand out ever more to an observer in this in-between place.” https://t.co/i5ZxwbTfNm
— john williams (@wi_john) November 29, 2023
وتقول إن الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية. ففي فرنسا، خاض اليمين المتطرف الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عامي 2017 و2022 في ظل مارين لوبان. لكنها فعلت ذلك في ظل والدها الأكثر استفزازاً جان-ماري لوبان عام 2002. ولدى التجمع الوطني زعيم مستقبلي معقول هو جوردان بارديللا البالغ من العمر 28 عاماً. ولا يعتتد "البديل من أجل ألمانيا" لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك، من أجل تحقيق تماسكه أو نجاحه.
وقادت جيورجيا ميلوني الشعبويين الإيطاليين بنوع من المهارة، لكن آخرين فعلوا ذلك أيضاً بالعودة على الأقل إلى سيلفيو برلوسكوني. وحتى فيلدرز الليبرالي المعادي للهجرة، هو الهولندي الوحيد الذي يهز سياسات بلاده في هذا القرن.
وبالمقارنة، لا نعرف حتى الآن كيف ستكون الشعبوية الأمريكية من دون عنصر القوة الشخصية لترامب. ومايك بنس ورون ديسانتس هما من بين أولئك الذين حاولوا أن يقدموا للناخبين الجمهوريين على الأقل "جوهر الترامبية". لقد أخفق كلاهما. أما فيفيك راماسوامي، الذي يعتبر إلى يمين الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، فإن مؤيديه لا يصابون بالإغماء عندما يطل عليهم. ومن أجل الحصول على فكرة عن الطريقة التي باتت فيها الشعبوية الأمريكية تتمحور حول الشخص بدلاً من الأفكار، لا بد من التساؤل: ماذا لو حاول ترامب أن يقترح هدنة مع الصين، أو تبني ضرائب خضراء، أو حتى خفف بعض الشيء من موقفه حيال الهجرة، كم سيخسر من الدعم الأساسي الذي سيحظي به؟.
European #populism is much less of a personality cult. In contrast, we still don’t know what American populism amounts to without the elemental personal force of #Trump via @FT
https://t.co/1ELNOONDpp
وإذا افترضنا أن ترامب دافع عن اللقاحات ضد وباء كوفيد-19، التي لا يثق بها الكثيرون من قاعدته، فهل كان هؤلاء لينفروا منه، أظن أن الجواب "أقل مما نعتقد".
هل يوجد شعبوي أوروبي ناشط في سياسات اليمين يمكنه ارتكاب مثل هذه الهرطقات الإيديولوجية، دون أن يدفع ثمناً انتخابياً؟ هل تستطيع مارين لوبن أن تدخل ولو تعديلاً بسيطاً على الشؤون الخارجية أو على القضايا الاجتماعية، دون أن تجازف بشق اليمين؟، وها هي ميلوني تدعم أوكرانيا ضد روسيا على مسؤوليتها اليومية. إن الشيء الأصعب بالنسبة لظاهرة ترامب، خصوصاً بالنسبة للمثقفين المدربين على التفكير وفقاً للمذاهب الفلسفية، هو مدى ثانوية محتواها. إن الشعبوية الأوروبية تتعلق بشيء ما. أما الشعبوية الأمريكية وإلى حد مذهل، تتعلق بشخص.
ما هو "الشيء" الذي تدور حوله الشعبوية الأوروبية، وتتقدم فيه الأفكار على كل الزعامات؟ إنها عدم الثقة بالاتحاد الأوروبي (وإن لم يكن بصراحة تصل إلى المعارضة التي أبداها المحافظون البريطانيون). ورفض للأعراف الحديثة المتعلقة بالجنس والعرق بصفتها بدعة أنغلوساكسونية مستوردة.
وعلاوة على كل ذلك، العداء لمزيد من الهجرة الأوروبية عموماً والإسلامية خصوصاً. وما من قضية قادرة على توحيد فيلدرز مع الكاثوليكية ميلوني والتجمع الوطني المشكك بالولايات المتحدة مع الديماغوجيين الأطلسيين في أقصى شرق أوروبا.
في أي نصف من بلاد الغرب، تعتبر الليبرالية أكثر عرضة للخطر: في الولايات المتحدة أم في أوروبا؟ حسناً، إن القوة الفردية الخام لترامب توحد وتغذي اليمين المتشدد في أمريكا. وما يشكل الدور الموازي في أوروبا هو شعور بالحصار الديموغرافي والثقافي. والفارق هو أن ترامب سيرحل ذات يوم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب من أجل
إقرأ أيضاً:
أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال، تشارلز براون، وتعيين مكانه الجنرال المتقاعد في القوات الجوية دان رزاين كين.
ترامب يعلن تعيين دان رواينوقال ترامب، في منشورعلى منصته «Truth Social»: «أود أن أشكر الجنرال بروان على خدمته لبلادنا على مدار 40 عاما، بالإضافة إلى ولاية رئيس هيئة الأركان المشتركة، كما أود أن أعلن تعيين دان رواين من القوات الجوية بدلا منه».
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الجنرال كين «طيار ماهر وخبير في الأمن القومي ويتمتع بخبرة قوية في الوكالات والعمليات الخاصة»، مشيرا إلى الدور الذي قام به «كين» ضد داعش.
وتابع: «كين لعب دور بارز في القضاء على تنظيم داعش في وقت قياسي في الوقت الذي قال فيه بقية القادة العسكريين انه سيستغرق الامر عدة سنوات، لكن كاين قد وفى بعهده».
يذكر أن براون كان أول أمريكي من أصول إفريقية يتولي رئيس هيئة الأركان قيادة الجيش في تاريخ الولايات المتحدة، قد عيَّنه ترامب قائد للقوات الجوية في ولايته الاولي ثم رشحه الرئيس السابق جو بايدن ليشغل منصب رئيس هيئة الأركان في 2023 وكان من المفترض ان ينتهني ولاية براون في 2027.
أسباب إقالة براونوتأتي إقالة براون بسبب رؤية الرئيس الأمريكي ترامب في أن قيادات الجيش الأمريكي باتت مهووسة بقضايا الاندماج والمساواة وغفلت عن دورها الأساسي وهو أمن البلاد.
وبدوره صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيسغيث، أن براون يجب أن يقال بسبب تركيز على برامج التنوع والمساواة داخل الجيش.
وتقول وكالة رويترز إن هذة الخطوة ستزيد من تصاعد التوترات في وزارة الدفاع الأمريكية التي تستعد بالفعل لإقالة موظفين مدنيين واجراء إصلاحات جذرية في ميزانيتها.
ترامب يلمح بإقالات مستقبلية في وزارة الدفاعكما ألمح ترامب أنه سوف تكون هناك إقالات مستقبلية في قيادات الجيش الأمريكي، إذ قال «وجهت لوزير الدفاع خمسة أسماء رفيعة المستوى في قيادات الجيش سوف يتم الاعلان عنها قريبا».
وفي سياق أخر أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيان أقال فيه أول امراءة تقود القوات البحرية الأمريكية.
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامبأعلنت وزارة العدل الأمريكية في بيان لها، في قرار غير مسبوق إقالة 12 مسؤولا شاركوا في محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطوة تعكس رغبة الحكومة الجديدة التخلص من غير الموالين لها.
كما كشفت صحيفة واشنطن بوست عن إقالة إدارة الرئيس الأمريكي دونالدج ترامب عن 12 مفتشا عاما في وكالات اتحادية بما وصفتها عملية تطهير والوكالات هي الدفاع والخارجية والنقل وشؤون قدامى المحاربين والإسكان.
كما أقال الرئيس الأمريكي ترامب في 21 يناير الماضي 4 موظفين من بينهم الجنرال السابق مارك ميلي من المجلس الاستشاري، وهم خوسيه أندريس من المجلس الرئاسي للرياضة، وبراين هوك من مركز ويلسون للباحثين، وكيشا لانس بوتوموس من المجلس الرئاسي للصادرات، بالإضافة إلى ميلي أوضح أن سبب إقالتهم هو أنهم غير متوافقين مع رؤيته لجعل أمريكا أقوى.