موقع 24:
2024-12-23@23:12:28 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ما الفارق بين شعبويتي أمريكا وأوروبا؟

يعود البريطانيون في الانتخابات المقبلة إما إلى حكومة من يمين-الوسط، أو من يسار- الوسط. ومن أجل المقارنة، فإن النتائج الممكنة في الولايات المتحدة تتضمن ولاية ثانية لدونالد ترامب. وفي فرنسا، يمكن أن يفوز رئيس من التجمع الوطني. وفي هولندا، فاز المتشدد خيرت فيلدرز. أما بالنسبة لإيطاليا، فإن اليمين المتطرف وصل فعلاً إلى السلطة، بينما في ألمانيا يهدد بتحقيق اختراق في الانتخابات الفيدرالية في 2025.

الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية


ورغم الصعوبة التي يشعر بها بعض الليبراليين نتيجة لهذا الوضع، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بريطانيا الآن تعتبر ملاذاً بعيداً عن الشعبوية. وأتاح بريكست للناخبين التنفيس عن غضبهم المكبوت، وجعلهم التخبط السيئ يبتعدون عن الخوض في تجربة يمينية أخرى.
وأمر آخر عن المملكة المتحدة، ألا وهو أنها مكان جيد مقارنة مع الشعبوية في أمريكا وأوروبا. وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بينهما، لكن الاختلافات هي التي تبرز أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للمراقب من هذا المكان الوسطي.

 

“Another thing about the UK: it is a good place from which to compare American and European populism. So often conflated with each other, it is the differences between them that stand out ever more to an observer in this in-between place.” https://t.co/i5ZxwbTfNm

— john williams (@wi_john) November 29, 2023


وتقول إن الشعبوية الأوروبية هي أقل بكثير من كونها عبادة شخصية. ففي فرنسا، خاض اليمين المتطرف الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عامي 2017 و2022 في ظل مارين لوبان. لكنها فعلت ذلك في ظل والدها الأكثر استفزازاً جان-ماري لوبان عام 2002. ولدى التجمع الوطني زعيم مستقبلي معقول هو جوردان بارديللا البالغ من العمر 28 عاماً. ولا يعتتد "البديل من أجل ألمانيا" لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك، من أجل تحقيق تماسكه أو نجاحه.
وقادت جيورجيا ميلوني الشعبويين الإيطاليين بنوع من المهارة، لكن آخرين فعلوا ذلك أيضاً بالعودة على الأقل إلى سيلفيو برلوسكوني. وحتى فيلدرز الليبرالي المعادي للهجرة، هو الهولندي الوحيد الذي يهز سياسات بلاده في هذا القرن.

الشعبوية الأمريكية


وبالمقارنة، لا نعرف حتى الآن كيف ستكون الشعبوية الأمريكية من دون عنصر القوة الشخصية لترامب. ومايك بنس ورون ديسانتس هما من بين أولئك الذين حاولوا أن يقدموا للناخبين الجمهوريين على الأقل "جوهر الترامبية". لقد أخفق كلاهما. أما فيفيك راماسوامي، الذي يعتبر إلى يمين الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، فإن مؤيديه لا يصابون بالإغماء عندما يطل عليهم. ومن أجل الحصول على فكرة عن الطريقة التي باتت فيها الشعبوية الأمريكية تتمحور حول الشخص بدلاً من الأفكار، لا بد من التساؤل: ماذا لو حاول ترامب أن يقترح هدنة مع الصين، أو تبني ضرائب خضراء، أو حتى خفف بعض الشيء من موقفه حيال الهجرة، كم سيخسر من الدعم الأساسي الذي سيحظي به؟.

 

European #populism is much less of a personality cult. In contrast, we still don’t know what American populism amounts to without the elemental personal force of #Trump via @FT
https://t.co/1ELNOONDpp

— Hammad (@hammadsarfraz) November 28, 2023


وإذا افترضنا أن ترامب دافع عن اللقاحات ضد وباء كوفيد-19، التي لا يثق بها الكثيرون من قاعدته، فهل كان هؤلاء لينفروا منه، أظن أن الجواب "أقل مما نعتقد".
هل يوجد شعبوي أوروبي ناشط في سياسات اليمين يمكنه ارتكاب مثل هذه الهرطقات الإيديولوجية، دون أن يدفع ثمناً انتخابياً؟ هل تستطيع مارين لوبن أن تدخل ولو تعديلاً بسيطاً على الشؤون الخارجية أو على القضايا الاجتماعية، دون أن تجازف بشق اليمين؟، وها هي ميلوني تدعم أوكرانيا ضد روسيا على مسؤوليتها اليومية. إن الشيء الأصعب بالنسبة لظاهرة ترامب، خصوصاً بالنسبة للمثقفين المدربين على التفكير وفقاً للمذاهب الفلسفية، هو مدى ثانوية محتواها. إن الشعبوية الأوروبية تتعلق بشيء ما. أما الشعبوية الأمريكية وإلى حد مذهل، تتعلق بشخص.

الأكثر خطراً


ما هو "الشيء" الذي تدور حوله الشعبوية الأوروبية، وتتقدم فيه الأفكار على كل الزعامات؟ إنها عدم الثقة بالاتحاد الأوروبي (وإن لم يكن بصراحة تصل إلى المعارضة التي أبداها المحافظون البريطانيون). ورفض للأعراف الحديثة المتعلقة بالجنس والعرق بصفتها بدعة أنغلوساكسونية مستوردة.
وعلاوة على كل ذلك، العداء لمزيد من الهجرة الأوروبية عموماً والإسلامية خصوصاً. وما من قضية قادرة على توحيد فيلدرز مع الكاثوليكية ميلوني والتجمع الوطني المشكك بالولايات المتحدة مع الديماغوجيين الأطلسيين في أقصى شرق أوروبا.
في أي نصف من بلاد الغرب، تعتبر الليبرالية أكثر عرضة للخطر: في الولايات المتحدة أم في أوروبا؟ حسناً، إن القوة الفردية الخام لترامب توحد وتغذي اليمين المتشدد في أمريكا. وما يشكل الدور الموازي في أوروبا هو شعور بالحصار الديموغرافي والثقافي. والفارق هو أن ترامب سيرحل ذات يوم.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب من أجل

إقرأ أيضاً:

بوتين لا يستبعد تحسن العلاقات مع أمريكا بعد قدوم ترامب

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يمكن تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إذا كانت هناك رغبة حقيقية ومستعدون لبناء علاقات مع دول أخرى، وفق ما أوردت وكالة سبوتنيك الروسية.

أكد بوتين أن روسيا مستعدة لبناء علاقات مع دول أخرى على أساس مصالحها، مشيرًا بذلك إلى فترة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى الرئاسة في 20 يناير المقبل.

وأِشار إلى إن "المخاطر تتزايد فيما يتعلق باحتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة ولكن لا داعي لإثارة الذعر".

وشدد على وقوف روسيا ضد أي تصعيد ضدها، بقوله:"يمكن لخصوم روسيا تصعيد الموقف إذا أرادوا ذلك ولكن موسكو سترد دائمًا على أي تحد".

ونوه بقوله "عندما يدرك خصوم روسيا مدى استعدادها للرد على أي تحديات سيفهمون أن الوقت قد حان للبحث عن حلول توافقية".

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد اهتمامه بشراء وسيطرة أمريكا على إقليم غرينلاند الدنماركي
  • «تراشق بالتصريحات وسخرية».. أزمة جديدة بين أمريكا وبنما بسبب القناة
  • ترامب يكشف موقفه من إغلاق تيك توك في أمريكا.. هل يستطيع وقف حظره؟
  • ترامب يريد منع الحرب العالمية الثالثة وحماية سماء أمريكا بـقبة حديدية
  • خبير بشؤون شرق أوروبا: ترامب سيعيد النظر في دعم أمريكا لأوكرانيا
  • إذا رغبت واشنطن..بوتين: مستعدون لتحسين العلاقات مع أمريكا
  • بوتين لا يستبعد تحسن العلاقات مع أمريكا بعد قدوم ترامب
  • علاقات قوية مع زعماء متطرفين.. مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
  • مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
  • هبوط الأسهم الأوروبية وسط قلق المستثمرين بشأن تحذيرات ترامب