لبنان ٢٤:
2024-11-14@10:51:35 GMT

الدواء المضاد للإكتئاب: صديق اللبناني المفضّل؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الدواء المضاد للإكتئاب: صديق اللبناني المفضّل؟

أهو شعور عابر بالتعب والقلق أو ما يحدث يرقى نحو الإكتئاب؟ سؤال لا بد من أنه يتبادر إلى عقل كل من يخطو خطوة باتجاه تناول الأدوية المضادة للإكتئاب مع كل فجر جديد يبزغ عليه. فالتعامل مع الأعباء اليومية التي نعايشها في لبنان، ليس بالأمر السهل. وبالطبع، تختلف طريقة الترويح عن النفس بين شخص وآخر. ففي حال كنت ممن لجأوا أو يخططون إلى اللجوء للأدوية المذكورة آنفاً، هذا الموضوع يهمّك.

 
منعطف مهمّ 
حاولت ريمي الإنتحار مرات عدّة، وفي كل مرة كادت أن تصل  فيها إلى نقطة الإقدام على هذه الخطوة، عادت أدراجها. "لحظة تخلّي"، تصفها. 
الشابة الثلاثينية روت لـ"لبنان 24" أن الضغوطات اليومية التي تعيشها باتت تفوق قدرتها، وقالت: "حاولت بشتّى الطرق التخلّص من الأفكار السوداوية التي تجتاح عقلي وتمنعني من العيش بشكل طبيعي"، موضحة أنها ليست مقرّبة من أفراد عائلتها بشكل يتيح لها فرصة الإفصاح لأحدهم عمّا تفكّر به. 
وأضافت: "لم يعد أمامي سوى حلّ واحد، الإنتحار، إلا أنني في كلّ مرة أتراجع في اللحظة الأخيرة لسبب أجهله حتى الآن"، مشيرة إلى أن المرة الأخيرة التي حاولت فيها إنهاء حياتها كانت منذ حوالى السنة. 
وكشفت أنّها فيما كانت تقود سيارتها في أحد الأيام، استمعت عبر الراديو لطبيبة  نفسية أثناء مقابلة إذاعية، تحدّثت خلالها عن أهمية الأدوية المضادة للإكتئآب في حال تفكير المرء بالإنتحار،  وحتى قبل هذه المرحلة بأشواط. 
وتابعت: "شعرت أن هذا الأمر من شأنه أن يشكّل منعطفاً مهماً في حياتي التي كنت أكره كل تفصيل صغير منها، وكنت أكره الإستيقاظ صباحاً لأنني أردت الهروب من مشاكلي بأي شكل". 
وأضافت ريمي: "على الرغم من اليأس الكبير الذي كنت أعيشه، إلا أنني قررت زيارة الطبيبة النفسية عينها التي استمعت إلى حديثها، وبالفعل وصفت لي بضعة الأدوية لمحاربة الإكتئاب الذي كان يخيّم على حياتي، وبدأت رحلة العلاج التي بات عمرها اليوم حوالى السنة". 
ارتفاع متزايد في استخدام مضادات الاكتئاب 
بحسب المنصة العالمية للبيانات وذكاء الأعمال "Statista"، فإن استخدام مضادات الاكتئاب في ارتفاع متزايد على الصعيد العالمي. وأوضحت المنصة أن اضطرابات الصحة العقلية تؤثر على نسبة كبيرة من السكان.
وعلى الرغم من العوائق التي تحول دون جمع البيانات حول الصحة العقلية، فقد أجريت بعض الدراسات الكمية العالمية للمساعدة في فهم حالات معينة بشكل أفضل. وبحسب "Statista"، فإن الصحة العقلية هي من بين أهم ثلاثة اهتمامات صحية بين البالغين في كل أنحاء العالم. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن حوالي 13% من إجمالي السكان يعانون من بعض اضطرابات الصحة العقلية. 
ماذا عن لبنان؟ 
في لبنان، لا أرقام رسمية تشير إلى أعداد المواطنين الذي يتناولون الأدوية المضادة للإكتئاب، إلا أن الصيدليات قد تدلّ إلى الواقع المُعاش. 
إذ أكّدت مالكة إحدى الصيدليات لـ"لبنان 24" أن "الإقبال  كثيف على طلب مضادات الإكتئاب منذ العام 2019، حين تغيّرت الحياة بالنسبة للكثيرين بشكل مفاجئ، سواء على الصعيد المادي، الإجتماعي، النفسي وسواها". 
وأضافت: " بسبب تزايد الطلب وانخفاض قيمة العملة اللبنانية، نواجه دوماً صعوية في شراء وتأمين هذه الأدوية للمواطنين إذ أنها مستوردة"، لافتة إلى أنّ الوضع أفضل بشكل طفيف عمّا كان عليه من حوالى العام ونصف العام، حين اختفت هذه الأدوية بشكل تامّ من على الرفوف. 
وتابعت: "على الرغم من أن أغلبية الأدوية المضادة للاكتئاب لا تتوفر إلا بوصفة طبية، إلا أن هناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية المتاحة من دون وصفة طبية والتي يمكن اللجوء إليها، وقد تساعد في تخفيف الأعراض غير الشديدة التي تنتج عن الإكتئاب، إلا أنه يفضّل دوماً أن يتجّه المريض نحو الطبيب للإشراف على حالته". 
هل تسبب هذه الأدوية الإدمان؟ 
وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية، لا تسبّب مضادات الاكتئاب الإدمان، إلا أن  توقف المريض فجأة عن تناول مضادات الاكتئاب الموصوفة له، قد يعرضه لآثار غير مرغوب فيها.  
من هنا، التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI)، إلى أن ما يصل إلى 80% من الأشخاص الذين يتوقفون فجأة عن تناول هذا النوع من الأدوية أو يقللون جرعتهم بسرعة كبيرة، يعانون من متلازمة التوقف أو أعراض الانسحاب.  
وتتطور هذه الأعراض عادةً في غضون أيام قليلة من إيقاف الدواء وقد تستمر لأسابيع، ومنها الأعراض المرتبطة بالمزاج مثل الانفعالات، العدوانية وغيرها.، ناهيك عن الأعراض الجسدية، مثل التعب أو التعرق غير المبرر،  الأرق، والكوابيس المفرطة، أحلام اليقظة، الغثيان والقيء، وتشنجات البطن، والإسهال...  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مضادات الاکتئاب الأدویة المضادة الصحة العقلیة إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

نائب بالبرلمان اللبناني: النازحون يتعرضون لمشكلات صحية في ظل افتقار الأدوية

قال الدكتور عبدالرحمن البزري، النائب في البرلمان اللبناني، إنّ هناك ارتفاعا كبيرا في أعداد النازحين بلبنان، موضحا أنهم يتعرضون لمشكلات صحية، خاصة في ظل عدم توفير الأدوية، خاصة أنّ اللبنانيين تركوا منازلهم وبلداتهم بصورة سريعة وطارئة، هربا من التعرض للعدوان الإسرائيلي، بالتالي تركوا ملفاتهم الطبية ويحتاج البعض منهم إلى أدوية.

أهمية كبيرة للتنسيق بين المجتمعين الطبي والمدني

وأضاف «البزري»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية منى عوكل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ هناك أهمية كبيرة للتنسيق بين المجتمعين الطبي والمدني، والتنسيق أيضا بين المؤسسات الدولية ووزارة الصحة، بهدف توفير الاحتياجات للشعب اللبناني واستهداف ذوي الأمراض المزمنة، موضحا: «ما نفعله الآن عبارة عن شراكة بين وزارة الصحة ونظام الرعاية الصحية الأولية، ومؤسسات المجتمع المدني».

تغطية الاحتياجات الطبية للشعب اللبناني

وتابع: «منظمات الرعاية الصحية الأولية تشرف على مراكز الإيواء، بالتالي تغطي الاحتياجات والكشف الروتيني والفحص المبكر على الكثير من الأمراض، ومحاولة تأمين الأدوية للشعب اللبناني»، لافتا إلى أنّ التحدي الأكبر هو النازحين الذين تركوا منازلهم؛ إذ إنهم يحتاجون إلى شبكة متكاملة من المتطوعين، حتى تستطيع الوصول إلى كل من ترك منزله وسكن خارج عنوانه الرئيسي، وبالتالي توضيح كيفية التواصل مع مراكز الرعاية الصحية الأولية.

مقالات مشابهة

  • استمرار انقطاع بعض الأدوية من الصيدليات المغربية يهدد صحة مرضى القلب والشرايين
  • وزير الخارجية: الجيش اللبناني أحد أهم مؤسسات الدولة التي تحمي تماسكها
  • هيئة الدواء: نسعى إلى تحويل مصر لمركز إقليمي لصناعة وتصدير الأدوية
  • ‏جيروزاليم بوست: نتنياهو كان على علم بتسريب الوثيقة السرية التي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني
  • نائب بالبرلمان اللبناني: النازحون يتعرضون لمشكلات صحية في ظل افتقار الأدوية
  • نقابة الصيادلة: أزمة نقص الأدوية انتهت بنسبة كبيرة
  • هيئة الدواء: التعاون الإفريقي بمجال الأدوية محور أساسي لتعزيز الأمن الصحي بالقارة
  • تكريم أبرز النجوم والأعمال التي صنعت علامة فارقة في عالم الترفيه خلال العام الماضي 2024
  • تحسين جودة وسلامة الأدوية في القارة السمراء
  • هيئة الدواء: تفعيل التعاون الإقليمي مع دول إفريقيا في مجال الأدوية واللقاحات