الدواء المضاد للإكتئاب: صديق اللبناني المفضّل؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أهو شعور عابر بالتعب والقلق أو ما يحدث يرقى نحو الإكتئاب؟ سؤال لا بد من أنه يتبادر إلى عقل كل من يخطو خطوة باتجاه تناول الأدوية المضادة للإكتئاب مع كل فجر جديد يبزغ عليه. فالتعامل مع الأعباء اليومية التي نعايشها في لبنان، ليس بالأمر السهل. وبالطبع، تختلف طريقة الترويح عن النفس بين شخص وآخر. ففي حال كنت ممن لجأوا أو يخططون إلى اللجوء للأدوية المذكورة آنفاً، هذا الموضوع يهمّك.
منعطف مهمّ
حاولت ريمي الإنتحار مرات عدّة، وفي كل مرة كادت أن تصل فيها إلى نقطة الإقدام على هذه الخطوة، عادت أدراجها. "لحظة تخلّي"، تصفها.
الشابة الثلاثينية روت لـ"لبنان 24" أن الضغوطات اليومية التي تعيشها باتت تفوق قدرتها، وقالت: "حاولت بشتّى الطرق التخلّص من الأفكار السوداوية التي تجتاح عقلي وتمنعني من العيش بشكل طبيعي"، موضحة أنها ليست مقرّبة من أفراد عائلتها بشكل يتيح لها فرصة الإفصاح لأحدهم عمّا تفكّر به.
وأضافت: "لم يعد أمامي سوى حلّ واحد، الإنتحار، إلا أنني في كلّ مرة أتراجع في اللحظة الأخيرة لسبب أجهله حتى الآن"، مشيرة إلى أن المرة الأخيرة التي حاولت فيها إنهاء حياتها كانت منذ حوالى السنة.
وكشفت أنّها فيما كانت تقود سيارتها في أحد الأيام، استمعت عبر الراديو لطبيبة نفسية أثناء مقابلة إذاعية، تحدّثت خلالها عن أهمية الأدوية المضادة للإكتئآب في حال تفكير المرء بالإنتحار، وحتى قبل هذه المرحلة بأشواط.
وتابعت: "شعرت أن هذا الأمر من شأنه أن يشكّل منعطفاً مهماً في حياتي التي كنت أكره كل تفصيل صغير منها، وكنت أكره الإستيقاظ صباحاً لأنني أردت الهروب من مشاكلي بأي شكل".
وأضافت ريمي: "على الرغم من اليأس الكبير الذي كنت أعيشه، إلا أنني قررت زيارة الطبيبة النفسية عينها التي استمعت إلى حديثها، وبالفعل وصفت لي بضعة الأدوية لمحاربة الإكتئاب الذي كان يخيّم على حياتي، وبدأت رحلة العلاج التي بات عمرها اليوم حوالى السنة".
ارتفاع متزايد في استخدام مضادات الاكتئاب
بحسب المنصة العالمية للبيانات وذكاء الأعمال "Statista"، فإن استخدام مضادات الاكتئاب في ارتفاع متزايد على الصعيد العالمي. وأوضحت المنصة أن اضطرابات الصحة العقلية تؤثر على نسبة كبيرة من السكان.
وعلى الرغم من العوائق التي تحول دون جمع البيانات حول الصحة العقلية، فقد أجريت بعض الدراسات الكمية العالمية للمساعدة في فهم حالات معينة بشكل أفضل. وبحسب "Statista"، فإن الصحة العقلية هي من بين أهم ثلاثة اهتمامات صحية بين البالغين في كل أنحاء العالم. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن حوالي 13% من إجمالي السكان يعانون من بعض اضطرابات الصحة العقلية.
ماذا عن لبنان؟
في لبنان، لا أرقام رسمية تشير إلى أعداد المواطنين الذي يتناولون الأدوية المضادة للإكتئاب، إلا أن الصيدليات قد تدلّ إلى الواقع المُعاش.
إذ أكّدت مالكة إحدى الصيدليات لـ"لبنان 24" أن "الإقبال كثيف على طلب مضادات الإكتئاب منذ العام 2019، حين تغيّرت الحياة بالنسبة للكثيرين بشكل مفاجئ، سواء على الصعيد المادي، الإجتماعي، النفسي وسواها".
وأضافت: " بسبب تزايد الطلب وانخفاض قيمة العملة اللبنانية، نواجه دوماً صعوية في شراء وتأمين هذه الأدوية للمواطنين إذ أنها مستوردة"، لافتة إلى أنّ الوضع أفضل بشكل طفيف عمّا كان عليه من حوالى العام ونصف العام، حين اختفت هذه الأدوية بشكل تامّ من على الرفوف.
وتابعت: "على الرغم من أن أغلبية الأدوية المضادة للاكتئاب لا تتوفر إلا بوصفة طبية، إلا أن هناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية المتاحة من دون وصفة طبية والتي يمكن اللجوء إليها، وقد تساعد في تخفيف الأعراض غير الشديدة التي تنتج عن الإكتئاب، إلا أنه يفضّل دوماً أن يتجّه المريض نحو الطبيب للإشراف على حالته".
هل تسبب هذه الأدوية الإدمان؟
وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية، لا تسبّب مضادات الاكتئاب الإدمان، إلا أن توقف المريض فجأة عن تناول مضادات الاكتئاب الموصوفة له، قد يعرضه لآثار غير مرغوب فيها.
من هنا، التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI)، إلى أن ما يصل إلى 80% من الأشخاص الذين يتوقفون فجأة عن تناول هذا النوع من الأدوية أو يقللون جرعتهم بسرعة كبيرة، يعانون من متلازمة التوقف أو أعراض الانسحاب.
وتتطور هذه الأعراض عادةً في غضون أيام قليلة من إيقاف الدواء وقد تستمر لأسابيع، ومنها الأعراض المرتبطة بالمزاج مثل الانفعالات، العدوانية وغيرها.، ناهيك عن الأعراض الجسدية، مثل التعب أو التعرق غير المبرر، الأرق، والكوابيس المفرطة، أحلام اليقظة، الغثيان والقيء، وتشنجات البطن، والإسهال... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مضادات الاکتئاب الأدویة المضادة الصحة العقلیة إلا أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب اللبناني: إسرائيل أقامت منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية للبلاد
لبنان – أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن إسرائيل أقامت منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية للبلاد، وأن الشريط الحدودي المحتل يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل الأراضي اللبنانية.
وفي حديث لصحيفة “الديار”، أشار بري إلى أن “السياسة العدوانية التي ينتهجها اليمين المتطرف في إسرائيل لا تبعث على الطمأنينة، بل تؤكد استمرار الاحتلال في تنفيذ مخططاته التوسعية”.
وكشف أن “الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر على احتلال التلال الخمس الحدودية فحسب، بل أعاد إقامة شريط حدودي محتل يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل الأراضي اللبنانية، ما يعني عمليًا نشوء منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية للبنان”، مشددا على أن “لبنان يراقب هذه التحركات عن كثب ولن يسمح بفرض وقائع جديدة على الأرض”.
وأكد أن “أي تغيير في الوضع الحدودي يتطلب موقفا وطنيا موحدا، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في وقف هذه الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية”.
أما في ما يتعلق بملف إعادة الإعمار والمساعدات الدولية، فقد أكد بري أن “لبنان لن يقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء أكانت متعلقة بسلاح المقاومة شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية”، لافتا إلى أن “إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي يجب أن يكون أولوية وطنية، وأن لبنان يسعى للحصول على الدعم الدولي دون التفريط بحقوقه السيادية أو تقديم تنازلات تمس بمبادئه الوطنية”.
وفي سياق تحليله للوضع الإقليمي، أوضح أن “إسرائيل لا تكتفي بمحاولات فرض أمر واقع في لبنان، بل تسعى أيضا إلى التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، لا سيما سوريا، عبر العبث بتركيبتها الديموغرافية وإدعاء حماية بعض المكونات، مثل الدروز”.
وأشاد بري بالموقف الذي يتخذه الرئيس السابق للحزب التقديم الاشتراكي وليد جنبلاط في مواجهة هذه المخططات، سواء في سوريا أو لبنان، مشيرا إلى أن موقفه من القضايا القومية والاستراتيجية لم يتبدل، خصوصًا فيما يتعلق بالمقاومة ورفض الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: “الديار”ت