لجريدة عمان:
2024-10-06@04:08:18 GMT

كتابات من تحت القصف.. معطف أمي والهدنة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

كتابات من تحت القصف.. معطف أمي والهدنة

1- معطف أمي

عندما تم إخلاء حارتنا في بداية الحرب، نسيت أمي أن تأخذ معها معطفها المفضل الذي تدعي بأنه من ماركة عالمية مهمة وهو في الأصل مجرد معطف جميل وعادي من البازار. بعد مرور أيام بدأ القلق والأفكار غير المنطقية تطفو في رأسها وفي رأس أخي الذي يرافقها وأبي في الحرب والنزوح. كلهم قلقون على البيت وأمي قلقة على معطفها الثمين.

بعد مضي أسبوع، أصر أخي على الذهاب إلى البيت؛ ليطمئن بأنه لم يصب بالصواريخ وكي ينقذ معطف أمي أيضا. وبالفعل ذهب أخي كالمجنون، ولكنه لم يجد الحارة. اختفت الحارة وسكنها الركام والصمت. عاد إلى أمي بصورة للبيت على الهاتف وهو محطم، وكان أول ما صاحت به أمي «والبالطو الغالي (المعطف)؟». من يومها وهنَ صوت أمي على الهاتف وكل مرة تقول «شفتي يما الصورة.. دارنا بطلت واقفة وكل الحارة وقعت حتى البالطو اللي بحبو».

2- استراحة مؤقتة من الحرب

أعلنوا وقف النار،

أما الناس فيقولون «انتهت الحرب»

نعدّ الحروب واحدة وراء الأخرى

هي حروب طالما هنالك قتلى

بيولوجيا وفيزيائيا

يعطونا استراحة

لنلملم أشلاء أحبتنا

ونضمد جراح أجسادنا وعقولنا

نفكر باليوم فقط

استيقظنا من النوم

هل حقا مرّت ليلة بدون صواريخ؟

كأنَّه حلم أو كابوس

أن تستيقظ ويختلط الواقع بالخيال

هل أنت في غرفتك وعلى سريريك؟

هل صوت الطناجر التي تعد أمك فيها المقلوبة

هي صوت طناجر أم قنابل؟

غدا سوف نبدأ من جديد

رحلة علاج الذاكرة والصدمات

هنالك عشرات الكدمات الزرقاء في رؤوسنا

الدم محتبس عند أطراف الأكتاف

توجعنا الأكتاف كثيرا

حملناها رعبنا

وأغرقناها بدموع أطفالنا

وفوق ذلك أتعبناها بحقائب الهروب

في كل مرة هددوا بالإخلاء والقصف.

أنتم تأخذون جولة تفقّد الأماكن

كأنكم نزلتم من كوكب آخر

أليس هذا الركام بيت صديقنا؟

لا هذا ركام قلب صديقنا..

أما أنا

فأفتح جوجل مابس

أتجول في الخطوط المرسومة

إنها نفس الخطوط في الحرب والسلم

كأنها خريطة تجريدية

لعالم آخر

أتتبع الخطوط حتى أصل بيتي الذي ربما نجا..

كوثر أبو هاني شاعرة فلسطينية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ابن جاسم: قد نشهد بداية لنهاية التصعيد في المنطقة.. ما هي الخطوط الحمراء؟

قال رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الأسبق حمد بن جاسم، إن المنطقة قد تشهد قريبا مرحلة بداية لنهاية التصعيد الأخير.

وقال ابن جاسم في مقا عبر "إكس"، إن كلا من إيران وإسرائيل لديهما خطوط حمراء، لا يقبلان لأحد بتجاوزهما.

وقال "لست أحاول هنا تحليل الوضع السياسي في المنطقة، ولكنني أظن أننا قد نشهد بداية لنهاية التصعيد الراهن بشرط أن تحترم الخطوط الحمراء لكل من إسرائيل وإيران".

فإيران خطها الأحمر الذي لن تسمح أو تتهاون تجاه تجاوزه هو منجزاتها النووية. وإسرائيل في المقابل تريد عودة الهدوء إلى جبهة الشمال مع لبنان وضمان ألا يتكرر تعرضها لأي هجوم إيراني كالذي حدث مؤخراً، وما حدث في ٧ أكتوبر".

وأضاف "كذلك فإن الطرفين ينتظرون نتيجة الانتخابات الأمريكية لمعرفة من سيكون الرئيس القادم في البيت الأبيض. فنتنياهو يريد أن يعرف من سيجلس في المكتب البيضاوي وما إذا كان سيعطيه ما أعطاه سلفه من وقت ومماطلة قبل الموافقة على وقف إطلاق النار".

وأردف "والمهم عندما تنتهي المعركة الحالية، هل ستكون لدى العرب عموماً والفلسطينيين بالذات، والولايات المتحدة، استراتيجية للوصول إلى حل أو البدء بوضع حلول للقضية الفلسطينية تؤدي الي حل الدولتين وانطلاق عملية سلام شامل؟ مع أني أشك في أن نتنياهو يريد سلاماً عبر حل الدولتين، بل يريد استمرار الوضع الراهن تحت سيطرة حكومته وقواته، وهذا هو التحدي الأكبر".


ابن جاسم قال في وصف الدول العربية "مع أننا نحن العرب نعترف بأننا عاجزون، عسكرياً أولا، عن تغيير الوضع الراهن، فإنه لابد لنا من أن نضع لأنفسنا استراتيجية لمعركة سلام طويلة واضحة المعالم، تعتمد على المعايير الدولية والقانونية وقرارات الشرعية الدولية".

وأضاف "وعلينا أن نعي أن هناك اليوم رأياً عاماً دولياً وشعبياً يساند حصول الفلسطينيين على حقوقهم، وهو ما يجب علينا استغلاله بسرعة من أجل وضع أسس سلام عادل يؤمن للمنطقة الاستقرار، وينهي كل أسباب الإرهاب، ويحبط مخططات من لا يريدون الاستقرار في المنطقة".

ورأى ابن جاسم أن "نتنياهو يشعر اليوم بنشوة نصر ستتعاظم إذا استطاع أن يحقق في جبهة الشمال نوعاً من التوغل في لبنان، وإذا استطاع أن يقتل في غزة من يسعي لقتلهم، خاصة يحيى السنوار، وبذلك ينتهي التوتر والإرهاب حسب زعمه".

وتابع "هذه كلها تحديات كبيرة أمام العرب تحتاج الي تفكير عميق وهادئ، لكن ما أخشاه هو أن يعترينا الوهم حين تنتهي المعركة بأن الاستقرار عاد، فنغرق بعدها في سباتنا العميق كما كان يحدث في السابق، ونفوت على أنفسنا الفرصة لتحقيق الاستقرار، وإفشال مخططات من لا يريدون الاستقرار".

وزاد حمد بن جاسم "ربما تمر هذه الأزمة من دون أن يشتعل فتيل الفوضى وعدم الاستقرار في دولنا بسبب الشعور العام بالإحباط، وأسباب أخرى لا أريد أن أخوض فيها، لكن المستقبل قد يحمل لنا ذلك حين تتزايد الضغوط الشعبية فتجبر الساسة وأصحاب القرار على اتخاذ قرارات صعبة".

وقال إن "على العرب أن يبدؤوا من الآن من أجل بلوغ السلام. وكما يعرف الجميع، فعند غزو العراق للكويت كان هناك موقف عربي ودولي موحد تقريباً لإحلال السلام وتحقق تقدم جيد، وهذا ما يجب أن يحصل الآن".

وحذر من أنه في حال لم يحصل موقف موحد، وتم تجاوز الخطوط الحمراء التي أشرنا اليها، "فإننا سنرى توتراً وحرب استنزاف طويلة الأمد في المنطقة لأنه قد لا يبق لإيران ما تخسره، وستستغل ذلك الجهات التي تريد استمرار التوتر".

وختم حمد بن جاسم مقاله بالمثل العربي الشهير "من أمن العقوبة أساء الأدب"، معلقا "هذا ينطبق على بنيامين نتنياهو أولا".

لست أحاول هنا تحليل الوضع السياسي في المنطقة، ولكنني اظن أننا قد نشهد بداية لنهاية التصعيد الراهن بشرط أن تحترم الخطوط الحمراء لكل من إسرائيل وإيران. فإيران خطها الأحمر الذي لن تسمح او تتهاون تجاه تجاوزه هو منجزاتها النووية. وإسرائيل في المقابل تريد عودة الهدوء إلى جبهة الشمال مع…

— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) October 5, 2024

مقالات مشابهة

  • لبنان تحت القصف.. الاحتلال يستهدف مناطق متفرقة في الجنوب ويقتل المدنيين
  • ابن جاسم: قد نشهد بداية لنهاية التصعيد في المنطقة.. ما هي الخطوط الحمراء؟
  • أوكرانيا: تسجيل 159 اشتباكا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية
  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • الخطوط الجوية البريطانية تمدّد تعليق رحلاتها الى تل أبيب حتى نهاية أكتوبر
  • جلسة في الحمراء تستعرض مبادرة التجديد الحضري للحارة القديمة
  • بدء فعاليات الدورة الـ 11 من ملتقى الشارقة للخط العربي
  • شمشون يكتب نهايته في لبنان.. قراءة في كتابات إسرائيلية وغربية
  • طقس الخميس: نزول قطرات متفرقة مع استمرار  الأجواء الحارة في الجنوب