لجريدة عمان:
2025-01-03@06:52:46 GMT

كتابات من تحت القصف.. أطفال رحمي يتساقطون

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

كتابات من تحت القصف.. أطفال رحمي يتساقطون

أتسمر في غرفة معتمة إلا من إضاءة كاميرا تصوير يبزغ منها ضوء بسيط. تطلّ كلماتي من ثغري إلى عالم ينتظر صبرها. وأطفال رحمي يتساقطون. الصورة تقطر دمًا في داخلي. بينما يختفي اللون عن وجهي.

نزيف يبحر بي وبغزة في قارب لا يقبل سراب واحة في الصحراء. كيس تلو الآخر تملأه الدماء يغادرني إلى الرماد. كنت وغزة في جسد يغادر مساحته من الأمان.

الطوابق سوّت بالأرض، كانت تفتعل عمارة للسكان، ضجيجًا حكواتيًا لقصصهم، احتضنت الأسرة الفلسطينية بين جدرانها الضيقة. أين لجأت الأصوات الناعمة تحت وطأة من صراخ الطائرات المهتاجة بذخيرتها.

فرغت وابل غضبها سرًا وسمًا في رحمي. ورصاصًا ومواد متفجرة بأطفال طوابقي. لربما يشتاقون لخيمات تضم بقيتنا فوق كومة من الركام. لم تعد حضارة في البناء تناسب المدى في تصويرهم المسائي لوجودنا.

«بابا انزللهم» طفلي ينادي والده لرمي الحجارة على طائرة عنيفة ضلّت طريقها. «باربي، بدي باربي» طفلة حفظت عن ذاكرة أمانها اسم لعبتها.

«ضللي واحد؟» أم قبرت أطفالها الأربعة، تتضرع إلى السماء ولو ببقية حياة في أحد أبنائها. «بين الأرجل أسير ليلَا» ممرض يحصي أعداد النازحين إلى مكان آمن، ما من مأوى لهم، وما من أسرّة بقيت لجريح قادم إلى علاجنا. يصل بوابة المصعد كانت معتمة. فرغ المكان من الوقود.

«من ثمانية أيام ما أكلت، قبل شوي حتى التمرة ما أكلتها» لا تريد مغادرة فراشها على أرض مشفى، تريد أن تموت ولا تضيع في صحراء بعيدة.

جفّ رحمي، والمشاعر لم تجف. أو لربما تصوراتي عنها، أسقطوا عني دهون جسدي، أذابوني على مهل، حتى كانت الجرعة الكبيرة. قتلوني مرة واحدة وبقي مني صوت وحرف وانتماء إلى ذاكرة إنسان - لا يريد الاعتذار عن تغريبته.

ينفجر المصوّرون والصحفيون والإعلاميون وما زالت الكاميرا تبحث عن شحوب في وجهي، كما أوصاها صانعو الموت المدبر. ملّوا إشراقًا كفلته لي الأمواج في بحري.

لا القمر ولا الشمس تلملما في ثوب يسدل ساعات اليوم على قدري، كنت غزة وكان الصبر والجبل فينا معًا.

ينسحب البنيان شيئًا فشيئًا من إدراك يصل إلى تواقيت أرخت حيّنا في الذاكرة. عرق العمال، زرع الفلاح، مكنسة قشت من هذا الشارع بذور السهر يومًا.

العناوين تسقط، وجديد ما يُكتب. أين الحداثة في روح نبأ لا يعلم عن المكان إلا خرائط الأخبار. الانفجارات تتوالى لم تعد ساخنة، اكتنزت البرودة مباغتة حتمية مع القدر.

لعب الإيمان في قدر الجماعة رصاصة الرحمة. لكنه الحب الأمل الشوق الغضب، لا وقت للحزن، فنحن في سجنه، والابتسامة ترسم ثغرها على وجوه الأطفال الضائعين من سنة دراسية.

حتى المخيم افتعل يومًا من المرح، يطلّ مراسل صغير يمسك بقبضة يده لمبة كميكرفون محتمل، يهزأ يسخر يضحك على هدير طائرة. ويصبح نجم الواقع على صفحات سوشيال ميديا، تتلوّى بين الترفيه والملل والشبق إلى عدل في موت محتمل.

أين الرقصة الأخيرة في صفحات الهوية، أتتربع على جرس القيمة الخفية؟ أين تقبع القيم في إبادة العصر الجماعية؟ هل اختلفت حسابات المعارك ووهنت سرًا منها القواعد؟

مع كل تلك الجثامين المتفحّمة والرخوة المضرجة بعذابات الدماء، فقدت العيون ماءها وكسا الدخان الأسود بغباشه صدق العاطفة. سرعة الإحصاء في ذرات المادة امتلكت ذراعي الربح والخسارة.

ماذا! ضاع الإنسان واحترق رحمي في أرضي. لكنه الضياء يغطي وجهي الشاحب، في صباح يوم لم أكن لأحسب الإذن في توقيته. وأنتم كذلك لن تمتلكوا منه الإذن.

قد تتشوّه المخيلة والسرديات والألوان فيكم، لكنها حتمًا تبقى فينا نحن من نمتلك الأمل والألم.

شعبي أقبل أقدامكم.

نيروز قرموط كاتبة وباحثة فلسطينية من غزة

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إسلام كابونجا: مقابلة حمو بيكا كانت حلم حياتى (فيديو)

كشف مطرب المهرجانات إسلام كابونجا سبب دخوله مجال الغناء لافتا إلى أنه كان يمارس كرة القدم وتوقف بسبب إصابه تعرض لها.

بعد سجنه.. ظهور مفاجئ لمغني المهرجانات حمو بيكا: أفوض أمري لله (صورة) عصام صاصا يساند حمو بيكا بعد حبسه شهرين بسجن برج العرب| شاهد

وأوضح إسلام كابونجا خلال حواره مع برنامج “كلام الناس” المذاع عبر قناة “ام بي سي مصر” تقديم الإعلامية ياسمين عز، أنه بدأ في مجال الفن عن طريق الكتابه في البداية وكتب أغاني للعديد من كبار الفنانين مثل حكيم ومحمود الليثي وكذلك مطرب المهرجانات حمو بيكا.

كنت بكتب مهرجانات

وتابع إسلام كابونجا:" كنت بكتب مهرجانات في البداية وكان حلم حياتي أقابل حمو بيكا ولما قابلته عجبته كتابتي واشتغلت معاه".

ولفت إسلام كابونجا إلى أنه دخل عالم الغناء لانه لم يكن يحصل على مقابل مادي كبير من كتابه الاغاني،معقبا:" اتظلمت كتير فقررت أغنى".

بعد سجنه.. ظهور مفاجئ لمغني المهرجانات حمو بيكا: أفوض أمري لله
خرج مغني المهرجانات حمو بيكا عن صمته في أول تعليق له بعد تأييد حكم حبسه لمدة شهرين، وذلك خلال منشور قصير عبر حسابه الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام".

نشر حمو بيكا صورته وأرفقها بتعليق: "وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد".

جاء تعليق بيكا، بعدما رفض المحامى العام لنيابات الدخيلة والعامرية استئنافه، وأيد الحكم بحبسه لمدة شهرين، وترحيله لتنفيذ الحكم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله.

وكان حمو بيكا، وصل إلى قسم شرطة الدخيلة أمس اليوم السبت، بعد ترحيله من قبل نيابة قصر النيل، على ذمة قضايا بالحبس، وتعود الواقعة التي يحاكم عليها حمو بيكا إلى 2018، عندما أحيا حفلة "وش غضب" بمنطقة البيطاش بالإسكندرية، بدون تصريح.

وحررت نقابة المهن الموسيقية محضرا ضده لإقامته حفل بدون تصريح فى ذلك الوقت، وصدر ضده حكما بالحبس شهرين، وفى عام 2021 تم الاستئناف على حكم أول درجة، ورفض الإستئناف وبعد ذلك تم تأييد الحكم عليه.

وكانت ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، قد ألقت القبض على مغني المهرجانات حمو بيكا في الزمالك، بصحبة المفني طيخا، وبحوزتهما سلاح أبيض.

كشفت التحريات أنه تم القبض على حمو بيكا، بينما كان يقود سيارة أودي في منطقة الزمالك، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضده.

كما تبين أن مطرب المهرجانات هارب من تنفيذ 3 أحكام جنح، كما عليه قضيتا تبديد وأخرى ترخيص.

وعليه، تم القبض عليه وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وبدوره، أعلن د. محمد عبد الله، وكيل النقابة العامة للمهن الموسيقية والمتحدث الرسمي بإسمها، أن النقابة العامة تساند جميع حاملي تراخيص العمل الصادرة عنها، سواء كانوا أعضاء عاملين أو حاصلين على تصاريح سنوية أو ربع سنوية، وذلك وفقًا للقانون الذي ينظم ممارسة المهنة.

وأكد الدكتور عبد الله فيما يخص قرار القبض على المطرب حمو بيكا، وبحيازته سلاح أبيض قائلا أن النقابة تكلف الشئون القانونية بمتابعة أي أزمات قانونية قد تواجه من يخضعون لقانون النقابة، باستثناء القضايا المتعلقة بالجرائم المخلة بالآداب العامة أو المخدرات، وذلك تماشيًا مع التصريحات السابقة لنقيب المهن الموسيقية الفنان مصطفى كامل.

مقالات مشابهة

  • إسلام كابونجا: مقابلة حمو بيكا كانت حلم حياتى (فيديو)
  • الاحتلال يصعّد قصفه الوحشي على قطاع غزة.. عشرات الشهداء والجرحى
  • شاهد.. آثار القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي
  • هل الشرق الأوسط على أبواب ربيع جديد؟ قراءة في كتابات غربية
  • 8 شهداء فلسطينيين في القصف الإسرائيلي على حي الشجاعية
  • بين القصف والبرد.. مأساة أطفال غزة لا تنتهي
  • "أكشن ايد": الأشهر الـ3 الماضية كانت الأقسى على سكان قطاع غزة
  • رحمي: تنمية المشروعات يضخ 6 مليارات جنيه لتمويل قطاع المشروعات خلال 2024
  • بينهم أطفال ونساء.. 17 شهيدًا فلسطينيًا في قصف إسرائيل مخيمي البريج وجباليا
  • رحاب الجمل: ٢٠٢٤ كانت سنة حلوة إلا لو الأهلي اتغلب فيها