كتابات من تحت القصف.. النار بين الأصابع
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
***
هي المعركة السرمديّة بين أنبياء الأرض ومصّاصي الدماء، وبين الزيتون والنار، بين ثقافة الكرامة والأنفة والحياة والخلاص والحلم والانتفاضات العبقرية، القائمة على ثقافة «اقرأ» السماوية، وبين ثقافة الاحتلال المتمثلة بالهدم والحرق والقتل والتخريب والجهل والضيق والموت والحصار والخرافات الدمويّة والاستلاب والشطب والإلغاء، وتطوير كل أشكال القمع عبر التاريخ، وإعادة إنتاجها بساديّة، على كلّ ما هو فلسطيني!
***
يحمل الشهيد فسيلة خضراء لها صورة السكين، فيواجهه القتلة بالرصاص والهراوات والفزع والفسفور، والتّعدي المنفلت المسعور، على الشيوخ والنساء والصغار والبيوت، وبالرصاص المجنون والغاز المسيل للعار؟ ثم بالقصف السافر الممتد الذي لا ينتهي.
أنا الأوّل، هنا، والخالد في المثَلَ الباكي وفي بذور المكان. وأنا بصمة الجَمْر، وأغنيتي الصعبة مكابرة وإصرار. أنا الهندي الأحمر الجديد الذي سيبدّل نهاية الحكاية، ويبقى في عناد الحياة وقوّتها الباقية.
***
أيّها المُسجّى على الهتافِ المشتعل بالقلوب، والمُرصّع بأنابيب التغذية الجبرية المُحرّمة، خوفا من موتك الحاسم الزلزال.
أيُّها الصاعدُ على استطالةِ المآذنِ وشعلة الجُلّنار.
أيّها المتماهي بغيم الجنّةِ الُمتناسخِ، من أثوابِ الساحل الشاميّ إِلى سدْرة المُنتَهى.. وصولاً إلى مدية الغاضب ورصاصة الشجاع.
أيتها الزّفةُ الرانخةُ بَعِرق الملائكةِ في صَهْد العُرْسِ المستحيل، والأيّلُ بقرنيه البرقيّين، يُطْلقُ شِعابَ الرّعدِ في السماء.
أيّها الفصيحُ المتلعثمُ من فرْط اتّساع عيون الغزالةِ، التي تأخُذكَ إلى شالها المُطهم بالشّهد.
أيّها المسكونُ بالشمس لتمحوَ ظلْمةَ النهارِ، وتجعلَ الليلَ نهارياً مثلَ ملامحكَ الواضحةِ في العتمةِ وبين الغرباء.
أيُّها الحيُّ المقتولُ الذي لا يموت، وصورتهُ في البيوت..
إنك حيٌ، ولا يليق بك الغياب.
***
أيها السامع المرتبك! لا تكتم أنفاس ضميرك، واسْمَع القصف كما ينبغي. كانت بيوت غزة أغنية للبحر، تحبّ البرتقال، وتنام على وردة التعب! لكنها شمعة كونيّة، يتحلّق حولها الضوء والملائكة! وكان شعبها حقيقيا يسكن في ترابه وسمائه.. لكنّ الاحتلال الإسرائيلي سعى، منذ عقود لفرضِ مقاربة إذلالٍ مستحيلة عليه.. فرفض! والحقيقة واضحة للذين يرون! لكنّ السيدة العمياء «العدالة» لم تنتبه، وظلّ الفلسطينيون في الحصار، وتحت «بساطير» الجنود والاستهداف. ومنذ شهر ونصف الشهر رأينا الجوارح الوحشية قد اجتاحت مداخل غزة، واتخذت هيئة الانقضاض.. ولم يبقَ شيء في المدينة غير مخلّفات الطائرات والجنود وقنابل الفسفور! وها هو جنرال الموت يعلن بأن هارمجيدو قد بدأت.. وستفيض الطرقات بالجثث والديدان.
إن الغزاة، بكلّ حمولتهم الفولاذية الحداثية الحارقة، قد استهدفوا كلّ مناحي الحياة؛ من ماء وكهرباء ومخابز ومشافي وتموين، في مشهد عريض يذكّر بالتطهير العرقيّ والمذابح المفتوحة، ودون رحمة! وليدفعوا الجموع لأن تخرج من أحيائها، وتتجه نحو نكبة جديدة، وتقيم خيامها على أرض أخرى ليست لهم، في سيناء.
فماذا سيقول العالَم الذي خذل نفسه، قبل أن يخذلنا، ولم يستطع أن يحمي آلاف الأطفال والنساء والشيوخ؟ وقد رأى القوانين والأعراف والقيم، تُداس ببسطار المحتلّ الفاشيّ الإسرائيلي؟
إن كل مَن يساند الاحتلال بالذرائع أو الدعم المادي أو السياسي، أو يصمت أمام المجازر.. هو شريك في هذه المجزرة المروّعة، غير المسبوقة!
إن القطاع الثقافي والإعلاميّ مُطالبٌ بأن يقدّم نصَّه للضحايا المدنيين الأبرياء، دون تأخير، لعلّه يساهم في إيقاف الموت الذي يختطف طفلاً يُقتل كل عشرة دقائق، وإنسانا، في غزة، كل أربع دقائق!
وإلا؛ ماذا سنقول لامرأة هدموا بيتها، وترى كلّ أولادها ممدّدين في قبر جماعيّ؟ فهل سيحتمل التاريخ دموعها الكاوية، التي تماثل الزجاج المطحون أو معدنٌ مصهور يغلي؟
إن أعداء غزّة، على اختلاف عصورهم ووجوههم وألسنتهم، كانوا يأتون من الرماد، ولا يشربون إلاّ الدم ! وهذا الذي سيجعلهم ينصرفون عنها، فأرضها لا تحتمل القراصنة، وطعام شهدائها من الجنّة.
.. إننا نناشدكم،أيها الأشقاء، والنار بين أصابعنا.
***
سيكونُ الثلجُ أحمرَ هذا العام، جمريّا يتوهّجُ مثل جِفْتِ عَجَم الزيتون المُعَجّن بالزيت اللاذع الموّار في الموقد الكبير.
ستلفح الموجةُ البيضاء وجوهَ السكون الخائفة من مواقد الشجر الساحر على التلال، التي لا يرفّ جفنها فزعاً من كبّارة البلد المتكلّسة المنحوتة على شكل السكون، تلك التي ترى المدن الضائعة والرؤوس المقطوعة والأفواه الفارغة من الأصوات، والتي رضيت أن تأنس للضبع الناهش لحم أمها؛ البيارة الخالدة.
سيكونُ تقويمٌ آخر لأعراسِ الربيع ولوزِ النوّار، وستأخذُ الحقائبُ نشيدها كاملا من أبجديةِ النبع المتجدّد، ليبدأَ دْرسُ فلسطين؛ حيث بسملةِ العودةِ.. ويمضي إلى التفاحةِ كاملةً من ذُرى الكرمل إلى نقبِ الرمل الساخن، ومن الليمون إلى القمر، ويرفعُ ألوانَ البيرقِ فوق القبّة التي تُرضع النجوم، عاصمةً إلى أبدِ الدهّرِ، لينتهي على أسوار الدولةِ الأكيدةِ، لزمن جديدٍ، نذكرُ فيه الشهداءَ والجرحى وأسرى الحرية القاسية، ويفهقُ من ضوئهم نور الرجل، الذي لن يترجّل دون ميعاد للحياة.
***
ثمة دبيب في رَحْم الشوارع، وثمة نبض يخفق في الجدران، وثمة انفجار قادم في كل مكان، بدأ من القدس،إلى جنين، وتوقّف في غزّة، لكن صداه سيكون في المرايا القريبة والبعيدة!
***
لقد رأيته، لقد رأيته، لقد ألقى فَرْش العجين إلى بيت النار، وظلّ الناس يتضوّرون قهراً، فجفّ الحبَق!
وكانوا أسرابا تملأ الأفق، من المذبحة إلى الخيمة إلى المجزرة..
ضعفاء، مساكين، ثكالى، عطاشى، بين الركام العظيم بلا طريق.. لا حول لهم ولا قوة، عاجزون، مشرّدون.
لكنهم هتفوا: عاش الوميض الذي سيرفعنا إلى السارية.
المتوكل طه شاعر فلسطيني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
الثالوث الذي دمر حميدتي
تظلّ دراسة الخصائص الشخصية والنفسية للقادة- مدنيين كانوا أم عسكريين، متفقين معهم كنا أم مختلفين- أمرًا مهمًا يكتسب أهمية قصوى في سياق الحاجة لمعرفة توجهاتهم وطرق تفكيرهم، وهو ما يساعد على القراءة والتنبّؤ بخطواتهم اللاحقة وبكيفية تعاملهم مع المواقف والأحداث.
وحين تكون الشخصية محل الدراسة، مؤثرة في حياة الناس سلبًا أو إيجابًا تزداد أهمية ذلك، فعلم النفس حول سلوك وسمات القادة الفعّالين، يكشف كيف يؤثر القادة على مواقف أتباعهم وسلوكياتهم وأدائهم.
تلك كانت مؤشرات الدراسات الاجتماعية والنفسية حول القادة، وهنا نحن أمام حالة ربما يعجز حتى علم النفس الحديث عن سبر أغوارها وتناول شخصيتها التي حطّت رحالها على عجل في المشهد السياسيّ والعسكريّ السوداني، فهي بلا تاريخ ولا حيثيات مقنعة لتتصدر كلّ هذا المشهد، ولتلعب كل هذه الأدوار الخطيرة والمدمرة.
إنها شخصية قائد مليشيا الدعم المتمرد السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، ومن خلال هذا المقال تلمس نشأتها في بواكير حياتها الأولى ليتضح من غير عناء أن شخصيته كانت أقرب (للمادة الخام) التي لم تُستصلح خامتها بالتطوير ولم تكتسب قيمتها بالإضافة.
فهو لم ينل حظًا وافرًا من التعليم، فقط مجرد إنسان بدوي بسيط على سجيته اكتسب شيئًا من طبائع البادية، حيث يولد الناس هناك أغلبهم أذكياء بالفطرة وشجعان بالميلاد، تطغى فراستهم على خوفهم وصدقهم على كذبهم، ورعايتهم للعهود على خيانتهم لها، بهذه الشخصية (الخام) وبكثير من الطموح القاتل الناتج عن الحرمان، ولج حميدتي المدن ودخل العواصم، ثم رأى الحضر وأهله لتختلط عليه الأمور متناسيًا البادية وأهلها، ومتخلّيًا عن طبائعها.
إعلانوحول أخلاق أهل البادية يرى ابن خلدون أنها في المجمل مكان لجملة من الفضائل الإنسانية فيقول: (البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر وإن البادية أصل العمران، والأمصار مدد لها)، ثم يرى في كتابه أن الحضارة (تضعف من يملك أسبابها، ويستسلم لنعيمها، فتفسد الحضارة طبعه، ويستولي عليه الترف، فيفسد ويضمحل). وفي فصول أخرى، يبدأ ذمَّه لبعض حالات البداوة، وانتقاصه من شأنها.
بهذه الخصائص الشخصية والأوصاف النفسية دخل الجنرال في الدنيا الجديدة بكل تعقيداتها وتشعباتها العصية على مدارك فهمه وقدرة استيعابه، هناك حيث عِلية القوم وأكابر الناس، وحيث القادة العسكريون الحقيقيون تملأ النجوم والنياشين أكتافهم، تفتح لهم الأبواب وتصطف لهم طوابير الشرف، فيها رأى أصحاب المال والأعمال وخالط الأثرياء واحتك بالعوائل الغنية.
في هذا العالم الجديد حيث مباهج الحياة ومغرياتها، دخل الجنرال في متاهة عميقة من الحوار العنيف بينه وبين نفسه، يحاورها ويستمع لصداها وهو يريد أن يكون كلَّ هذا؛ قائدًا عسكريًا عظيمًا كتفًا بكتف مع الجنرالات عبود وسوار الذهب والنميري والبشير والبرهان، ورأسماليًا كبيرًا يكنز الأموال ويحتكر الأعمال، يشيد المصانع ويناطح الأثرياء، يريد أن يصبح زعيمًا سياسيًا ضخمًا له من الأتباع ما يبزّ الترابي وآل المهدي وآل الميرغني.
باختصار، إنه يرغب في أن يكون كل شيء وبأقصى سرعة. فإذا كان قد وجد الطريق سالكًا نحو مقعد الرجل الثاني في الدولة، فلمَ لا يكون الأول فيصبح رئيسًا للسودان، كل السودان بمثقفيه ونخبه وعلمائه وجامعاته، بتاريخه ونضالاته، من لدن مملكة سنار وسلطنة دارفور إلى المهدية وجمعية اللواء الأبيض، ومنذ مثقفي نادي الخريجين ولحين مأثرة رفع الأزهري والمحجوب لعلم دولة 56 على سارية الاستقلال.
لِمَ لا، وقد اجتمع له ما لم يجتمع لغيره؛ المال والرجال، والسلاح والنفوذ، وفوق هذا وذاك الوهم الذي بلغ به حدًّا جعله يعتقد أن أي شيء في السودان قابل للبيع والشراء، الذمم والمواقف، الرجال والنساء، ما دام أن مناجم ذهبه لا تنضب، لقد وصل حمدان إلى نقطة اللاعودة.
إعلانهذه الشخصيات المتعددة في جلباب حميدتي والتي تعيش داخل نفسه سوّلت له أمره وصنعت تلك الشخصية الجديدة المتخلقة (الهجين) التي تمسي هنا وتصبح هناك، تصالح اليوم وتعادي غدًا، تدخل في هذا الحلف وتنشئ غيره، تقول الشيء وتفعل ضده.
الشخصية الهجين هذه كانت أسيرة لثلاثية الجهل والمال والطموح، فاندفعت وانتفخت للحد الذي قادها لتنفجر على نفسها، ظن حمدان أن بمقدوره أن يتملك السودان بأرضه وشعبه وتاريخه، وأنه سيتوج نفسه أميرًا عليه.
كانت تلك سمات شخصيته المزهوة التي عبر عنها بعد يومين من اندلاع الحرب بكل غرور الدنيا وصلف العالمين حين قال: (البرهان ما عندنا معاه كلام، يسلم بس، وكان ما سلم بنستلمه).
كان حميدتي في داخله مفتونًا بالنخبة السودانية بوعيها وتاريخها وأرستقراطيتها وأمجادها وبأسلوب حياتها، واجتهد ما وسعه الجهد في مجاراتها، وعندما رأى نفسه صفرًا في مكيال التعليم وميزان الثقافة امتلأ حقدًا عليها، وراح يتعالى بالنياشين الكذوبة على كتفه ويظهر ذلك الحقد في تصريحه الشهير قبيل الحرب مهددًا سكان العاصمة الخرطوم: (لو قامت الحرب، عماراتكم السمحة دي إلا تسكنها الكدايس)، يقصد القطط.
كما قال الدكتور مصطفى محمود: فإن أشق الحروب هي حرب الإنسان مع نفسه، وهذا عين ما فعله حمدان بنفسه، من النعيم إلى الجحيم، ومن سعة الدنيا إلى ضيقها، من الاستحواذ على كل شيء إلى لا شيء.
ومن عجب أن المباهج ومغريات المدن لم تنسِه البادية وحدها، بل أنسته حتى طباعها التي جُبلت على مكارم الأخلاق، حين خاض حربه بلا أخلاق ولا مكارم، لم يكن حمدان ومرتزقته رجالًا ولا فرسانًا حيث خاضوا حربهم بأكثر درجات الجبن والنذالة، حرب الاستباحة لأملاك الناس والتعدي على حقوقهم وحرماتهم، هكذا كانت حرب الجنجويد من النوع البشع الغارق في الرذائل.
الآن أكملت حرب الجنجويد على السودانيين عامها الثاني، وهي تمضي نحو خواتيمها، إلى طردهم وإنهاء أسطورة حميدتي، الذي لم يتمكن من استلام البرهان ولا من حكم السودان، بل انتهى إلى مصير غامض ما بين هارب متخفٍ من ميدان المعركة إلى ميت لا وجود له إلا من خلال فيديوهات قصيرة، يعتقد أغلب السودانيين تهكمًا أنها مفبركة من إنتاج الذكاء الاصطناعي، بهدف خديعة جنوده بأن القائد معهم وبينهم في ميادين القتال يخوض المعارك.
إعلانلم يحقق حميدتي شيئًا، ولم ينجح في شيء إلا الهزيمة واكتساب كراهية السودانيين ولعناتهم التي ستلاحقه حيًا وميتًا، فمشاعرهم الغاضبة لن تغفر تلك الآلام وذلك البؤس الذي صنعه بهم، فهي لم تتفق مجتمعة على أمر كاتفاقها على كراهية حميدتي ومليشياته، للدرجة التي تحولت إلى مزاج شعبي ومجتمعي عام لن ينساها السودانيون، ولن تطويها الأيام.
انتهى حميدتي إلى كونه ظاهرة صوتية، تظهر من حين لآخر عند كل هزيمة كبيرة يلحقها به الجيش السوداني، يبدو فيها دائمًا في حالة مزاجية سيئة، يكيل الشتائم والسباب على الجميع بطريقة أقرب للتشنج والتوتر، ثم يُمَنِّي ما تبقى معه من مرتزقة بنصر قريب لكنه لا يأتي أبداً.
ولأن حميدتي لا يملك مشروعًا واضح المعالم، سياسيًا أو فكريًا، غير تلك الخطابات الارتجالية التي تندرج تحت بند الكلام الدارج الذي يقال أمام الناس وفقًا لما يطلبه المستمعون، والذي يقابله عادة الناس كفاصل درامي يلعب فيه حميدتي دور البطل المهرج، فقد كان وِفَاضُ القائد خاليًا من أن يقدم مشروعًا متكاملًا يوازي أحلامه العريضة ورغبته الجامحة في حكم السودان.
المشروع الوحيد عند حميدتي هو مشروعه الشخصي القائم على الطموح الجامح، وحتى هذا كان أمرًا هلاميًا بلا سيقان أو هوية محددة تمكنه من التنفيذ، فغاب بالتالي مشروعه بغيابه هو كقائد، وانتهى كل شيء، الأحلام والأماني والقوات التي لا تُقهر ولا تخسر، وتبقت جزر المليشيا معزولة ومقهورة، تنتظر مصيرها المحتوم بالموت والهلاك.
كان ذلك هو مشروع حميدتي الهلامي، الذي ما استقرت له وجهة، ولا عُرف له مؤيدون، سوى من تم شراؤهم بحفنة معدودة من المال، سقط هذا المشروع بسقوط صاحبه، وشيِّع أتباعه ملفوظين من المجتمع السوداني السليم.
انتهى حميدتي، وانتهت قواته، وبقي السودان، رغم ما به من جراح غائرة، وحريق ورماد، إلا أنه سينهض ويحلق في الفضاءات من جديد، كما يفعل طائر الفينيق، معلنًا عودته للحياة مرة أخرى، فإرادة الشعوب الحرة لا تنكسر، وعزائمها الأبية لا تخور.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline