غادروا، لم يطفئوا خلفَهمْ قمرَ الحنينِ، لم يُغلقوا باباً يُطلُّ على ندى خطواتِهم، لم يشربوا ماءً ليعرفوا كيفَ الرجوعُ إلى المياه، إلى مساءٍ يسندُ وجهَهُ بيدِ الغيابِ، واضحينَ في الحكايةِ غادروا، غائمينَ في الدموع. تماثيلَ من لحمٍ ودمٍ، عابسين، مبتسمين..كيفَما شئنا نراهم. مزّقوا أحلامَهم، وارتدوا أحلامَنا، غادروا، تاركين حَبّاً وافراً لفخاخِ الذكرياتِ، لطيورِ رغبتِنا اللَّحوحةِ في العتابِ، لَم ينظروا خلفهم، غادروا وقتاً، واستظلّوا بآخرَ، حيث لا أعينَ تضحكُ ثَمَّ، ولا بكاء.
ناصر رباح شاعر فلسطيني من غزة
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لماذا تتكرر بعض أحلامنا كثيرا في المنام؟.. «رسائل غامضة وعوامل نفسية»
إذا كُنت تحلم مرارا وتكرارا بأنك تفقد أسنانك، أو تنسى الذهاب إلى الفصل، أو لا تستطع الفرار من مُلاحقة شخصٍ، فلا تقلق؛ فأنت لست وحدك، فهذه الأحلام وغيرها من المواضيع، ستتكرر عدة مرات، وتُشعرك أحيانًا بالانزعاج، ونحتاج إلى بذل جهود للتغلب على آثارها.
ما سبب تكرار الأحلام في منامنا؟وفقا لمؤسسة «Sleep Foundation»، يٌعاني نحو 60 إلى 75% من البالغين الأمريكيين من أحلام مُزعجة مُتكررة، وتُعاني النساء منها أكثر من الرجال، فالأحلام المتكررة، هي جزء طبيعي من النوم، لكن 77% من هذه الأحلام يمكن أن تصبح أكثر إزعاجًا للبعض، فمن الصعب حساب مدى تكرار الأحلام، فهو ليس شيئًا يحدث بانتظام لجميع الناس، فقد تتكرر في كل مرة، أو قد تعيد تدوير نفس الأحداث والمخاوف في عدة اختلافات.
لكن إذا كان الأمر كذلك، ثم تكرر الحلم مرارا وتكرارا، فإن الأمر يستحق التحقيق في أسبابه، إذ يقول ديردري باريت، المحاضر في علم النفس بقسم الطب النفسي في جامعة هارفارد الأمريكية: «غالبا ما تدور الأحلام المتكررة حول قضايا شخصية يمكن أن تؤثر بعمق على تجارب حياتنا، أو تزعجنا في حالة من اليقظة لكوننا جزءًا منا، فهذا يعني أنها ليست حالة لمرة فقط».
الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرةووفقًا لمجلة «L'actualité» الكندية، فإن الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرة، بل هي رسائل من العقل الباطن تعكس صراعاتنا الداخلية، هذه الأحلام غالبًا ما تتكرر في أوقات التوتر أو خلال فترات طويلة من الزمن، ما يشير إلى أهميتها في فهم حالتنا النفسية.
الأشخاص المعرضون لتكرار الأحلامأما المكتبة الوطنية الأمريكية للطب «NIH»، ذكرت أن الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات نفسية، مثل القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، غالبًا ما يٌعانون من أحلام متكررة مزعجة، فهذه الأحلام، التي تبدو واقعية للغاية، هي في الواقع مُحاولة من العقل الباطن للتعامل مع الصدمات، والمشاعر السلبية التي يُعاني منها الشخص، ففي هذه الأحلام، يُعيد الشخص تجربة الأحداث المُؤلمة، ما يزيد من شعوره بالقلق والتوتر.
ولا تقتصر أسباب تكرار الحلم على العوامل النفسية فحسب، بل تمتد لتشمل عوامل بيولوجية، فالأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي، على سبيل المثال، قد يعانون من أحلام مُتكررة مرتبطة بالاختناق أو الغرق، كما أن مرضى الصرع غالبًا ما يعانون من أحلام حية ومزعجة بشكل مُتكرر، خاصة بعد نوبات الصرع، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي بعض المحفزات البيئية، مثل الأصوات أو الضوضاء، إلى تكرار أحلام معينة.