كتابات من تحت القصف.. معلقة الظن الأبدي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ما صوت الطائرة إلّا مُعلّقة الظن الأبديّ بأنَّ البلادَ جمعُ أجسادٍ شتيت. خابت، وهي العارفة أنَّ البلاد ميثاق وردةٍ تشبه الذاكرة، وترفض الذكريات.. بدافعٍ؛ الاستمرار في لازمات الهوية/ في أسماء المقدّس ونعوته/ في مجاهيل طريقٍ أخّر معلومَها دمٌ بكتف السائل: أين البلاد؟ أينها، وهي تسأل العائدين عن الرواية وصمت اللغات.
كان أهلي يحلمون بغريبٍ يقرأ أرضًا على سمع الغُزاة، لكنَّ ولدًا عدَّد المعجزات، ومضى إلى آخر دربه قبل البداية. أنا الغريب/ أنا ابنكم.. فحمّلوني كتابًا، علّموني سيرتي، لأنَّ وجدانًا فسيحًا زادُ أسئلةِ الفراغ، وما أنا يا أهلي بالفارغ، لكنّي الفرق والفارقُ وافتراق الليلِ عن ليله.. على حين أرضٍ آخذتني، وما أخذتني.
كان أهلي يتشابهون وغربةَ الزمن العتيق، لكنّ يدي وهي تحملُ الراية؛ سرقَت ملامحَهم والملاحمَ من سرديةٍ أخرى بلا سابقةٍ ولاحقة.. صار أهلي مرّة أخرى أهلًا.
صار نقصي يعيشُ حقيقتَه، يجهل الأسماء على ساحلِ التجربة. لم يكُن نقصي شيخًا وقد تأخّر هزيعُه حتى اكتملت أسئلةُ الغياب، وامتلأ البحر بصور الشهداء.. ما البحر إلّا حكمة الموت، وهي تبتعد عن نظمِها ونفيِها ونردِها.. صار نقصي عذقًا ناضجًا؛ تقطفُ الآيات حصّتها منه حبّةً حبّة، وتُطعم المواعيد؛ فلا تكتمل ولا أكتمل. كلّ نقصٍ على حين خارطتي اكتمال/ كل هواءٍ نقيٍّ بلاد، وكل بلادٍ هواءٌ نقيّ.
أريد من صلفي سؤالًا عمّا يجري على مرأى الخفايا، وما أريد إلّا الظن.. أضِئ ترابي بزيت صمتِك والخُطى؛ قال الخائف، ثم سكتت مساعيه، ولم يلبِّ صلفٌ إرادتي كأنّي هزيمٌ أو سقيطُ حبور سقيم..
لا عمر يكفي كيّ يراقصَني ممكنٌ أعزل/ لا عمر يكفي لأسرد لضيفٍ قداسةَ السبعين. ما ظل مني يشبه طلّة العمّ القويِّ على سرٍّ أجلتني حكمتُه. وقد ظلّت الأشياء في صدر بكارتِها، تسأل: هل بلغنا مجمع البحرين أو مضينا حقبا؟
هاشم شلولة شاعر فلسطيني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء
شن الجيش الأميركي غارات جوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، يوم السبت، وفق ما أكده مسؤول أميركي.
وذكرت مصادر محلية أن القصف طال مواقع عسكرية، وثكنات تسيطر عليها ميليشيا الحوثي عند سفح جبل نقم شرقي المدينة ومواقع أخرى.
وتحتوي نقم وعطان على معسكرات ومخازن صواريخ وأسلحة في داخل الجبال.
وأشار أحد السكان في صنعاء لرويترز إلى تصاعد الدخان وألسنة اللهب من المواقع المستهدفة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القصف على صنعاء أميركي.
أتت هذه الغارات، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق يوم السبت، أن محاولات اعتراض الصاروخ القادم من اليمن فشلت بعد انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل ورصد سقوط مقذوف في المنطقة.
فيما أظهرت مشاهد متداولة آثار الدمار الذي ألحقه الصاروخ، بينما ذكرت أجهزة الإسعاف أن 17 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة ونقِلوا إلى المستشفى.