لجريدة عمان:
2024-11-22@02:40:16 GMT

كتابات من تحت القصف.. معلقة الظن الأبدي

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ما صوت الطائرة إلّا مُعلّقة الظن الأبديّ بأنَّ البلادَ جمعُ أجسادٍ شتيت. خابت، وهي العارفة أنَّ البلاد ميثاق وردةٍ تشبه الذاكرة، وترفض الذكريات.. بدافعٍ؛ الاستمرار في لازمات الهوية/ في أسماء المقدّس ونعوته/ في مجاهيل طريقٍ أخّر معلومَها دمٌ بكتف السائل: أين البلاد؟ أينها، وهي تسأل العائدين عن الرواية وصمت اللغات.

كان أهلي يحلمون بغريبٍ يقرأ أرضًا على سمع الغُزاة، لكنَّ ولدًا عدَّد المعجزات، ومضى إلى آخر دربه قبل البداية. أنا الغريب/ أنا ابنكم.. فحمّلوني كتابًا، علّموني سيرتي، لأنَّ وجدانًا فسيحًا زادُ أسئلةِ الفراغ، وما أنا يا أهلي بالفارغ، لكنّي الفرق والفارقُ وافتراق الليلِ عن ليله.. على حين أرضٍ آخذتني، وما أخذتني.

كان أهلي يتشابهون وغربةَ الزمن العتيق، لكنّ يدي وهي تحملُ الراية؛ سرقَت ملامحَهم والملاحمَ من سرديةٍ أخرى بلا سابقةٍ ولاحقة.. صار أهلي مرّة أخرى أهلًا.

صار نقصي يعيشُ حقيقتَه، يجهل الأسماء على ساحلِ التجربة. لم يكُن نقصي شيخًا وقد تأخّر هزيعُه حتى اكتملت أسئلةُ الغياب، وامتلأ البحر بصور الشهداء.. ما البحر إلّا حكمة الموت، وهي تبتعد عن نظمِها ونفيِها ونردِها.. صار نقصي عذقًا ناضجًا؛ تقطفُ الآيات حصّتها منه حبّةً حبّة، وتُطعم المواعيد؛ فلا تكتمل ولا أكتمل. كلّ نقصٍ على حين خارطتي اكتمال/ كل هواءٍ نقيٍّ بلاد، وكل بلادٍ هواءٌ نقيّ.

أريد من صلفي سؤالًا عمّا يجري على مرأى الخفايا، وما أريد إلّا الظن.. أضِئ ترابي بزيت صمتِك والخُطى؛ قال الخائف، ثم سكتت مساعيه، ولم يلبِّ صلفٌ إرادتي كأنّي هزيمٌ أو سقيطُ حبور سقيم..

لا عمر يكفي كيّ يراقصَني ممكنٌ أعزل/ لا عمر يكفي لأسرد لضيفٍ قداسةَ السبعين. ما ظل مني يشبه طلّة العمّ القويِّ على سرٍّ أجلتني حكمتُه. وقد ظلّت الأشياء في صدر بكارتِها، تسأل: هل بلغنا مجمع البحرين أو مضينا حقبا؟

هاشم شلولة شاعر فلسطيني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة: «معاناة لا يمكن تصورها» وسط القصف والحصار

هديل ذات الـ(35) عامًا أم لأربعة أطفال، تم أسر زوجها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية الاجتياح البري لشمال غزة في ديسمبر الماضي، تعرضت لظروف قاسية وصعبة، تتنقل من منطقة إلى أخرى برفقة أبنائها الأربعة، انتهى بها المطاف شهيدة برفقة أولادها خلال الأسبوع الماضي جراء القصف الإسرائيلي العنيف الذي تعرضت له مدينة بيت لاهيا.

أما الطفل عبدالعزيز خريس ذو الـ(10) سنوات، فهو الناجي الوحيد من عائلة استشهدت خلال قصف إسرائيلي في المحافظة الوسطى ولم يتبقَ سواه، أصيب خلال القصف بجروح خطيرة في الصدر والأمعاء والقدم.

أخبرني عمه قائلًا: »لقد ولد عبدالعزيز بعد عقم دام لسنوات طويلة، قام والداه بإجراء عملية زراعة أنابيب بعد محاولات عدة، فرزقا به، وقد تركت ولادته فرحه كبيرة لكافه أفراد العائلة، لكن هذه الفرحة لم تكتمل فقد أصيب عبدالعزيز إصابة خطيرة مكث على إثرها داخل مستشفى شهداء الأقصى، لكنه بحاجة للسفر كي يتمكن من الحصول على العلاج المناسب، لكن إغلاق معبر رفح البري المنفذ الوحيد لقطاع غزة أحال دون سفره».

هذه حكاية واحدة من مئات الحكايا التي تزدحم بها حياتنا، لقد خلّفت حرب الإبادة آثارًا إنسانية كارثية واسعة.

لقد بلغ عدد الأطفال الشهداء منذ السابع من أكتوبر حوالي (17289) طفلًا شهيدًا، كما أن أكثر من (786) طفلًا رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام، إلى جانب العديد من الأطفال المفقودين تحت الركام، وبلغ عدد المعتقلين الأطفال في فلسطين (270) طفلًا معتقلًا وفق مركز الإحصاء الفلسطيني، كما بلغ عدد الأطفال الذين يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما (35055) طفلًا وطفلة، وأصيب أكثر من (6168) طفلًا منهم إصابات أدت إلى حالات بتر وإعاقات دائمة، كما يفقد أكثر من (10) أطفال في المتوسط إحدى ساقيهما، أو كلتيهما يوميا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي وذلك وفق منظمة إنقاذ الطفولة.

وحسب ما ورد عن الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني فإن أكثر من (3500) طفل وطفلة معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، وأكثر من (816) ألف طفل بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ووثق (28) حالة وفاة من الأطفال بسبب الحصار والمجاعة وسوء التغذية في المستشفيات.

أما المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل فقال:

إنه منذ أكثر من 400 يوم يتعرض قطاع غزة لحرب إبادة حقيقية خصوصًا في شمال قطاع غزة وقد ظهرت علامات الجفاف على الأطفال بسبب عدم الحصول على الطعام والغذاء المطلوب، كما أن مدينة غزة تتعرض لسياسة تجويع والاحتلال يمنع عنها الخضار والفاكهة وغاز الطهي.

إن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المتواصل لأكثر من 404 أيام التي سلبت المواطنين في قطاع غزة حقهم في الحصول على مختلف الخدمات الصحية والإنسانية، جراء العقوبات الجماعية واستمرار جريمة النزوح القسري دون توقف، وإغلاق المعابر والممرات والطرق الإنسانية ومنع إيصال المعونات وحرمان المواطنين في قطاع غزة من الحصول على المساعدات الإنسانية ما تسبب في فرض كارثة إنسانية ومجاعة تتعمق فصولها كل يوم من خلال استمرار ارتكاب المجازر وأعمال القتل التي أدت إلى استشهاد وفقدان ما يزيد عن (53163) منهم (11815) شهيدة من النساء و(17289) طفلًا، فيما جرى تدمير قرابة 86% من منازل ومباني القطاع ليصبح أكثر من مليون نازح بلا مأوى، ليصل عدد النازحين المقيمين في مدارس الإيواء (600) ألف يقيمون في أكثر من 92 مدرسة فيما يقدر يعيش قرابة مليون نازح في الخيام، نصفهم يتخذون من الشاطئ مكانًا للسكن الإجباري حيث وصلت المساحة الآمنة حسب مسمى الاحتلال إلى 36كلم بنسبة9.5% من إجمالي مساحة قطاع غزة.

إن ما يجري في قطاع غزة يتطلب من المجتمع الدولي العمل على إجبار الاحتلال الإسرائيلي على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2728) بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومطالبة مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الإسراع واتخاذ كل التدابير اللازمة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2720) الخاص بتوسيع المساعدات وضمان وصولها إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى حث المجتمع الدولي لتسهيل ومرور المساعدات الطبية والتطعيمات الخاصة بالأطفال لحمايتهم من خطر الموت وتفشي الأمراض وسوء التغذية وضمان وصولهم إليهم دون تعريض حياتهم للخطر، وتقديم التسهيلات اللازمة للأونروا في تقديمهم للمساعدات وعدم استهداف الطواقم الدولية.

كما يجب مطالبة الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية العمل على ضمان محاكمة إسرائيل حول ارتكابها المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة واستخدامها الأسلحة المحرمة دوليًا ضد المدنيين والأطفال، كما يجب على المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة إجبار إسرائيل على فتح منافذ المعابر في قطاع غزة وتسهيل حركة المسافرين للعلاج.

مقالات مشابهة

  • تشكيل أهلي جدة أمام الفيحاء في دوري روشن
  • أهلي 2007 يتفوق على إنبي بدوري الجمهورية للناشئين
  • «أهلي 2007» يواجه المنيا اليوم في بطولة الجمهورية
  • قصف مدفعي للاحتلال على أطراف بلدة الناقورة بقضاء صور جنوبي لبنان
  • أهلي 2008 يتأهل إلى نصف نهائي كأس مصر على حساب سيراميكا
  • لاعب أهلي وحيد في التشكيل المثالي لتصفيات أمم أفريقيا
  • استشهاد فلسطينيين في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة اليوم
  • أطفال غزة: «معاناة لا يمكن تصورها» وسط القصف والحصار
  • «وين نروح».. الفلسطينيون ينزحون من بيت لاهيا هربًا من القصف والجوع
  • النور الأبدي: تاج ملكة جمال الكون 2024 يُبهر العالم بجماله وقيمته