أوردت مجلة إيكونوميست البريطانية (The Economist) أنباء عن نبش قبور وحرق جثث في منطقة تيغراي الإثيوبية، وقالت يبدو أنها تُنفذ لإخفاء أدلة على أعمال تطهير عرقي هناك.

وأوضحت المجلة -في تقرير لها- أن الادعاءات القائلة إن الأدلة على الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في إثيوبيا يتم تدميرها، ليست جديدة.

ففي أبريل/نيسان 2022، نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية تقريرا مشتركا مطولا، خلص إلى أن السلطات في منطقة أمهرة الإثيوبية قتلت بشكل منهجي أو طردت مئات الآلاف من غرب تيغراي.

إخفاء الجثث والتخلص منها

وفي وقت سابق من هذا العام، بحسب المجلة، انتشرت تقارير مقلقة عبر مخيمات اللاجئين في شرق السودان التي تستضيف لاجئين من تيغراي، تفيد بأن رفات ضحايا التيغراي الذين قُتلوا خلال جولات "التطهير العرقي" الأخيرة، يجري إخراجها من القبور أو حرقها "لإخفاء الجثث والتخلص منها".

وقالت إيكونوميست إن هناك أكثر من 100 صورة أقمار اصطناعية لمواقع اعتقال معروفة ومقابر مشتبه بها في غرب تيغراي قد تم تشويه أو إتلاف بعض الأدلة فيها، وإن الصور التي تم جمعها وتحليلها بواسطة مجموعة فيغيل مونيتور (Vigil Monitor) -وهي مجموعة أبحاث في الصراعات مقرها بريطانيا- قد أظهرت تغييرات في المواقع التي حددها شهود العيان بشكل منفصل كمواقع للتخلص من الجثث.


المحاسبة جزء من اتفاق السلام

وبالقرب من ثلاثة معسكرات اعتقال، أصبحت هذه التغييرات -مثل الأرض المحروقة حديثا- مرئية بعد وقت قصير من توقيع اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي، والذي تُعد محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية جزءا منه.

ويضيف تقرير المجلة أنه في بعض الأحيان -كما يقول شهود العيان والمعتقلون السابقون- كانت الجثث تُترك في العراء لتلتهمها الحيوانات. وقال رجل من التيغراي قضى أكثر من عام ونصف في سجن الحُمرا قبل أن يفرّ إلى السودان إن حراس السجن أجبروه على حمل جثث 16 من زملائه إلى شاحنات غادرت إلى أماكن مجهولة.

منع الدخول إلى غرب تيغراي

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بحسب التقرير، مُنع الصحفيون وعمال الإغاثة عموما من دخول غرب تيغراي، ومُنع محققو الأمم المتحدة الذين زاروا إثيوبيا العام الماضي من السفر إلى خارج العاصمة أديس أبابا.

ونسبت إيكونوميست إلى تقرير جديد لهيومن رايتس ووتش، القول إنه لم يتم عزل أو تقديم أي مسؤول إثيوبي عن التطهير العرقي إلى العدالة. ويقول مستشار إثيوبي كان يطالب بالعدالة: "في جميع الاحتمالات، سينتقلون مباشرة إلى المصالحة ودفن الفظائع تحت البساط".

وأضاف التقرير أنه من الناحية النظرية، تُعتبر هذه المحاسبة شرطا لإثيوبيا لتحسين علاقاتها مع الغرب بعد أكثر من عامين من الجمود الدبلوماسي العميق، مشيرا إلى أن حكومة آبي أحمد درجت على ترديد أنها تتبنى العدالة الانتقالية، في الوقت الذي تقوم فيه بعرقلة الجهود المبذولة لكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة، وقد تكون متواطئة أيضا في التستر على الجرائم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎

الثورة نت

أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” عاموس هرئيل إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تعبر سيرًا على الأقدام من ممر “نِتساريم” في طريقها إلى ما تبقى من بيوتها في شمال غزة، تعكس بأرجحية عالية أيضًا نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس، مؤكدًا أن الصور التي تم التقاطها، يوم أمس الاثنين، تحطم أيضًا الأوهام حول النصر المطلق التي نشرها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى أشهر طويلة، وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “إسرائيلي” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على “إسرائيل” استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – “إسرائيلية” وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء “إسرائيلي”.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: الحرب في جنين جزء من مخطط إسرائيلي لتوسيع الاحتلال (فيديو)
  • تقرير رسمي: ضبط أكثر من 13 ألف جريمة جنائية بالمحافظات المحررة خلال 2024
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • جيش الاحتلال على حافة أزمة غير مسبوقة بعد أكثر من عام على حربه في غزة
  • إيكونوميست: خطة رواندا المتهورة لإعادة رسم خريطة أفريقيا
  • غوغل ومايكروسوفت متورطتان في جرائم الحرب المرتكبة بغزة ولبنان
  • غوغل ومايكروسوف متورطتان في جرائم الحرب المرتكبة بغزة ولبنان
  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد الضباب
  • غزة..ارتفاع حصيلة الحرب إلى 47317 قتيلاً