نشرت شركة تروكولر Truecaller، تقريرها الشهري الأول عن مكالمات البريد العشوائي والاحتيال في الولايات المتحدة، والذي يقدم هذا تحليلا مفصلاً حول عدد المكالمات الاحتيالية أو الغير مرغوب فيها بالبلاد، والتي تم تجميعها في الفترة ما بين شهر نوفمبر 2022 إلى أكتوبر 2023.

ووفقا للتقرير، يواجه مستخدمي تطبيق معرف هوية المتصل تروكولر Truecaller، في الولايات المتحدة ما متوسطه 2.

1 مليار مكالمة غير مرغوب فيها على أساس شهري، مما يعني أن كل شخص يتلقى ما يقرب من 6 مكالمات غير مرغوب فيها كل شهر، وتستمر كل منها لأكثر من 4 دقائق.

كيف تؤثر هذه المكالمات على المستخدمين؟

ومن المثير للصدمة، أن المستخدمين أضاعوا ما يقرب من 195 مليون ساعة خلال عام 2023 في الرد على هذه المكالمات المزعجة التي كانت في ذروتها خلال موسم العطلات، حيث يشهد موسم العطلات في الولايات المتحدة ذروة عمليات الاحتيال، وتراحت هذه الاتصالات المزعجة ما بين مكالمات التبرعات الخيرية المزيفة إلى إشعارات التسليم الاحتيالية وترقيات الإجازات.

ووفقا للتقرير، فإن معظم هذه المكالمات غير المرغوب فيها كانت تهيمن عليها عمليات احتيال ذات نوايا خبيثة، وفي الوقت نفسه، كانت بقية المكالمات عبارة عن مكالمات مبيعات مشروعة، ومكالمات آلية، واستطلاعات رأي عبر الإنترنت، ومكالمات سياسية.

ويزعم التقرير أن سكان ولاية ميسيسيبي الأمريكية تلقوا أكبر عدد من المكالمات غير المرغوب فيها، وإلى جانب ميسيسيبي وكارولينا الجنوبية وأوكلاهوما، تلقي معظم المكالمات الاحتيالية أيضا مواطني ولايات هاواي ونيو هامبشاير وبورتوريكو.

ويكشف التقرير أيضا أن غالبية عمليات الاحتيال كانت مرتبطة بالاحتيال على بطاقات الائتمان، وسرقة الهوية، والرعاية الطبيةأو التأمين، والضمان الاجتماعي، وضمان السيارات،  وعمليات الاحتيال في تحصيل الديون قائمة الأنشطة الاحتيالية في عام 2023.

ويشير تقرير "تروكولر"، إلى أن متوسط وقت المكالمة البالغ 4 دقائق لكل مكالمة أيضا كانوا معظم المستلمين غير قادرين على التعرف بدقة على المكالمات غير المرغوب فيها، يوفر هذا لمرسلي البريد العشوائي أو المحتالين وقتا كافيا للايقاع بضحاياهم.

وأوضح تقرير تروكولر، أن غالبية مكالمات البريد العشوائي (90.66٪) نشأت أو يبدو أنها تنشأ من داخل الولايات المتحدة، أما نسبة 9.34% المتبقية من المكالمات فقد نشأت خارج الولايات المتحدة وجاء معظمها أكثر من 80% من الهند، إلى جانب تلقي مكالمات غير مرغوب فيها من دول أخرى مثل نيجيريا ومصر وكولومبيا وكندا وبيرو وغيرها.

ويعد هذا التقرير بمثابة دعوة للتوعية من خطورة انتشار العمليات الاحتيالية وتعقيدها، مع التأكيد على الحاجة إلى اليقظة المستمرة ضد الأساليب المتطورة التي يستخدمها الهاكرز أو المحتالون.

وفيما يتعلق بالتقرير، قال آلان ماميدي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة تروكولر Truecaller: "يستهدف المحتالون المستهلكين من خلال كل وسيلة على هواتفهم، وينشرون عمليات احتيال متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر المكالمات والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تقرير البيانات الشهري الجديد، هدفنا هو إعلام مستخدمي الهواتف الذكية بشأن عمليات الاحتيال الحديثة المتزايدة والأسواق التي تشهد أكبر عدد من عمليات الاحتيال، حتى يتمكن الأشخاص من حماية أنفسهم، لدى تروكولر مهمة طويلة الأمد تتمثل في بناء الثقة في الاتصالات، ويعكس هذا التقرير الشهري التزامنا بهذه المهمة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تروكولر عمليات الاحتيال الولایات المتحدة غیر المرغوب فیها عملیات الاحتیال غیر مرغوب فیها

إقرأ أيضاً:

المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة

تعتبر المفاوضات المطروحة على حركة حماس من قبل الوسطاء لحظة دقيقة وخطيرة في الصراع الدائر مع الكيان الصهيوني. هذه المفاوضات مختلفة عن مثيلاتها السابقة، فقادة الكيان في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات كانوا مختلفين عن حكام إسرائيل اليوم، كانوا يجمعون بين الخلفية الصهيونية والثقافية السياسية التي تجعلهم يأخذون بعين الاعتبار الحد الأدنى من الحقوق والضوابط مثلما حصل في اتفاق أوسلو. أما هذه المرة فقد اختلف الوضع جذريا، إذ تواجه حماس تواجه اليوم عصابة عنصرية لا تتقيد بعهود، ولا تقر بحقوق، ولا تعترف بأخلاق. إذ يتشكل أقصى اليمين الديني الصهيوني من مجموعات خارج القانون، تعمل على ابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية اعتمادا على القوة والسلاح.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة حتى آخر مقاتل في حماس. هذا ما صرح به خلال حملته الانتخابية.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة
ورغم أهمية صعود كل من حزب العمال في بريطانيا واليسار في فرنسا، إلا أن تأثيرهما على السياسة الإسرائيلية يبقى محدودا، مع ذلك ليس مستبعدا حصول مفاوضات في تاريخ قريب.

لهذا، من حق المقاومة أن تكون حذرة رغم تعلقها الشديد بالمفاوضات كآلية للتوصل إلى تسوية مؤقتة، فالنتائج التي ستترتب عن ذلك ستكشف إلى أي حد كان الهجوم المباغت الذي تم الإقدام القيام به يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كان ضروريا لقلب المعادلة العسكرية والسياسية مع العدو. فالعبرة في كل معركة تحسب بخواتمها، خاصة وأن حصيلة المواجهة كانت ثقيلة في الأرواح وفي البنية التحتية، فكل تنازل قد تقدم عليه المقاومة عن الحقوق ستحاسب عليه تاريخيا.

هناك سباق مع الزمن، فمن جهة تعب الغزيون من حرب لا ترحم حيث تكاد مدينتهم تمسح تماما من الخارطة، ومن جهة أخرى، يسعى المستوطنون على قدم وساق نحو إقامة ما تسميها التوراة "مملكة يهودا والسامرة" على أراضي الضفة الغربية. هذا جزء من خطة قديمة تم الشروع في تنفيذها منذ قيام الكيان الصهيوني، مع حرص خاص على تمكين هذه المملكة المزعومة من استقلالية واسعة عن "دولة إسرائيل" يحكمها ويسيّرها غزاة قادمون من مختلف الآفاق.

واستغل هؤلاء أجواء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر للقيام باختراق جغرافي واسع النطاق في عملية تسريع غير مسبوقة في تاريخ الاستيطان باستعمال القوة لترهيب السكان الفلسطينيين. وأمام هذا الخطر الوجودي الزاحف بدأت أغلبية سكان الضفة يطالبون بالدفاع الشرعي لحماية أرواحهم وأراضيهم ومزارعهم. فاستطلاع الرأي الأخير كشف عن أن النسبة الأكبر (٤٥ في المئة) من سكان الضفة الغربية يعتقدون بأن "الوسائل الأكثر فاعلية والأكثر واقعية في الوقت ذاته لمكافحة هذا الإرهاب؛ تتمثل في تشكيل مجموعات مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة".

و افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟
فهؤلاء المستوطنون لم يعد ينفع معهم محاولات إقناعهم باحترام القوانين والحقوق، لأنهم جاؤوا معبئين بأفكار عنصرية غذت فيهم رغبة السرقة والنهب المنظم وطرد السكان بكل الوسائل المتاحة لديهم. ورغم خطورة هذه السياسة الاستعمارية، لا يزال الغرب يتعامل معها عبر إصدار البيانات التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.

هناك مؤامرة ضخمة على الفلسطينيين، والذين يتآمرون كثر، ولكل مصلحته وحساباته. فما حققته المقاومة من صمود نادر في سياق إقليمي منهار لا يطمئن الكثيرين، وهو ما من شأنه أن يزيد في تسميم المناخ التفاوضي وتعقيده. الأهم من ذلك هو التساؤل حول مدى قدرة الوسطاء على توفير الضمانات لأي اتفاق يتم التوصل إليه.

فالرئيس الأمريكي الذي يعتبر الحلقة الأقوى في المعادلة ضاعت هيبته واستخف به نتنياهو، حتى أصبح أشبه بالدمية التي لا تفقه ما الذي يدور حولها وباسمها. فلو افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟

المفاوضات مع الصهاينة ضرورة، وفي الآن نفسه مغامرة خطيرة وغير مضمونة.

مقالات مشابهة

  • بوينغ تقر بالذنب في الاحتيال بعد كارثة 737 ماكس
  • المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة
  • انفجر الجميع بالضحك.. جو بايدن في تصريح صادم: أنا زوج هذا الرئيس الأمريكي ”فيديو”
  • كيف نحمي أنفسنا من «الاحتيال عبر الانترنت»؟
  • كشافة المملكة يستكشفون علوم وتقنيات الفضاء في “ناسا الأمريكية”
  • وزير الداخلية يستعرض مشاركته في المؤتمر الرابع لقمة وزراء الداخلية ومدراء الشرطة في الدول الاعضاء في الامم المتحدة بنيويورك
  • تحذير عاجل من شركة آبل بشأن اختراق هواتف آيفون.. تجنب السرقة بهذه الحيلة
  • رقم صادم.. 200 ألف حالة إصابة بالسكتة الدماغية سنويا في مصر
  • وزير الداخلية يعود للبلاد بعد مشاركته فى اجتماعات المؤتمر الرابع لوزراء الداخلية وقادة الشرطة حول العالم بالولايات المتحدة الامريكية
  • «هتوفر في المكالمات والإنترنت».. 8 معلومات عن شرائح الاتصالات الإلكترونية المدمجة