نقد.. السخرية السياسية في «طفولة حامضة» لخميس قلم
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
الشاعر العماني ليس بمنأى عن السياسة الخارجية وهو صوت الوطن الكبير، وضمير الناس، لذا نجد قضية فلسطين تشغل هاجسا في دواوينه وأشعاره، بل نجد السخرية حاضرة عند تناولها.
يتشكل الوجه الساخر للسياسة في مجموعة خميس قلم «طفولة حامضة» 2005م، منشورات وزارة التراث؛ بصورة أكثر اتزانًا، بل تقنية أكثر حبكة ونسجًا؛ ونص «فدائية» من النصوص التي تظهر فيه السخرية من خلال نبش الثقافة لدى القارئ ذاته، لكون الثقافة التي يحملها القارئ مهمة جدًا لبناء النظرة الناقدة لثقافة من حوله أو الأمة التي هو منها:
«يا حـــزنــنا وهــديرُ الأمسِ يعصِف بي
أسقيـكَ ذاكرتــي إن كنــــــتَ عـــطشانا
تفديكَ رعشة قلبي حـــــين أطـــــلقــها
من عمق لا شيء أو من حمق ما كانا
وحـــلٌ أنــا أشتــــهي شمسي تُبخّرني
كي أستـــــحيل سلاطيــــــنا وطـوفانا
غنّــــت على الجرح أصواتٌ مشردة
واستهـــلك البوح للأقصـــى نوايــــانا (1)»!
الأقصى الجريح هو المحرك الأقوى في الجانب السياسي للشاعر العماني مهما كانت القصائد موجهة لقضايا سياسية كثيرة يظل الأقصى هو المستقطب الأول والأكثر للشعراء، فالحزن الذي يبدأ به الشاعر وجعل عواطفه في مواجهة عاصفة من المشاعر المتدفقة اتجاه الأقصى، لقد كان الأقصى هو المحرك الأول للصراخ «فمثل هذه الصرخة كانت قمينة بتحريك النفوس السادرة في غواياتها وعماياتها، فضلًا عن همم الملوك والسلاطين الذين كانوا يدبرون شؤون العالم الإسلامي في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الإسلام لينشطوا لتحرير المقدسات وتطهيرها من رجس الصليبيين الغزاة!»(2).
وتتكون السخرية هنا أيضًا من وضع صفات لجلد الذات (وحل أنا) حيث التماهي بالوحل يجعل الشاعر في تعادل مع المتخاذلين الذين صنعوا هذا الخذلان، والاعتماد على أصوات غريبة وغير غريبة من الشعراء والأدباء العالميين الذين جعلوا قضية الأقصى قضية إنسانية عامة لا تخص العرب وحدهم، (غنت على الجرح أصوات مشردة) وقد نال هذه الأصوات التقاطع في التشريد، والكل قد تغنى للأقصى ولكن النية هي المختلفة، إذ يسخر الشاعر من الذين يستغلون القضية لأجل مآربهم الشخصية، «كل التراتيل في الأسفار أذرعةٌ ونستعير يدًا، تحصي قضايانا»!
حيث جعل الشاعر القضايا العربية الخاصة بالعرب مباحة لغير العرب، بل لقد كثرت هذه القضايا وما عادت تحصى لكثرتها؛ فمن العجيب أن نبحث عن الغريب والأجنبي الذي لا علاقة له بنا كي يعبِّر عن غُصّتنا، «إن تخاذل المسلمين، وإفراطهم في الثقة في وعود المتحكمين في مصائر الناس، وشؤون العالم جرّأ هؤلاء الأقوياء على التلاعب بمشاعر المسلمين، وعواطفهم، والمراهنة على مستقبلهم»(3) ونحن من يجب أن يعبّر عن هذه القضايا ومن يطالب بحلها ويرجع الحقوق لأهلها. هذا النسق المضمر من الاستغاثة بالغريب وتمجيد الغرباء، ولكن لا نثق بمن هم يحملون هاجس الوطن وهم أبناء هذا الوطن.
نحن كسالى حتى في مطالبنا، نحن اتكاليون في كل شيء حتى في إرجاع الحقوق لذلك لم تعد الحقوق لنا، هذه اللفتة الساخرة من الذات وما عليه الأمة تأتي من خلال البحث عن مخرج ومخلص من كل هذا الحال السيئة:
«يلفنا ضجر الأشجار واقفة
ترنو إلى النجم إحباطا وتحنانا
الريح تعزف للأزهار أغنية
فيرقص الظل رغما عنه حيرانا
والرمل يفلق زحف النخل باسقة
وينزف القحط كثبانا فكثبانا
من نحن؟ ما نحن؟ ردوا ألف أسألكم
أطفال نفط تفشى في خلايانا(4)»!
تأتي السخرية في جملة وعبارة أطفال نفط، وامتعاض الشاعر من الاتكالية وتجهيل الشعوب الخليجية، النفط الذي يعيش عليه الخليجيون ما هو إلا وبال ومصيبة على الأجيال التي لم تتعلم المطالبة بالحرية. يحرك الشاعر بسخريته المطالبة بالحقوق والتحرر من الجهل واللجوء إلى الحرية السياسية في اختيار من يقوده، أما النفط الذي هو مصدر قوة السلطة وهو نفسه مصدر ضعف الشعب الذي لم ينل الكفاية من التعلم والعلم والبحث عن الكيفية المطالبة بحقوقه، يغرس الشاعر في ثقافة القارئ كل ما يمكنه أن ينتشله من الجهل والاتكالية على السلطة التي لا تريد ولا تقتنع بأن الشعب قد كبر وتعلم، وهذا ما يجعله يلح في سؤاله على الجواب من نحن؟ ردوا ألف أسألكم؟ الإصرار على الإجابة أهم من السؤال، حيث يجلب الشاعر ثقافة الآخر عن الشعب الذي يصدّر بلده النفط.
أبناء نفط ما هي إلا وصمة عار ورصاصة يسخر بها الشاعر على نفسه وأبناء جلدته:
«نحن الصحارى امتداد الأفق شهوتنا
صوت الفراغ رؤانا كيف ننسانا(5)»!
تتوالى الصفات التي يجلد بها الشاعر ذاته؛ حيث السخرية من تقديس الشهوة، وما من شيء يحبه العربي إلا تفريغ شهوته، وهذا نسق مضمر يعبّر عن شهوانية الرجل العربي، فالشهوة هي أهم من العلم والتكنولوجيا والمعرفة والعلوم، هذا الجلد الجماعي والمجتمعي لا يمكن تجاهله، فالشاعر يجعل السخرية محاولة للنجاة من الحال الصعب الذي يمر عليه هو وأبناء وطنه من حيث يملكون مصدر المال ولكنه هو نفسه يعريهم من الثقافة الصحيحة وهي محاولة الوصول إلى الإنجاز الحقيقي للإنسان وهو العلم والتنوير. «فالساخر من نفسه قد يلفت النظر إليها على عكس ما قد يتبادر إلينا من أن رغبته أن يغل الأنظار عنه»(6)!
أما ما يفعله الناس هنا هو امتداد وتلبية للشهوة، كما أن صوت الفراغ هي رؤى هؤلاء الناس، فهو يطلق عليهم بأنهم فارغون من الرؤيا والتفكير.
«نحن الخطايا اعتراف الجرح يفضحنا
لا يوقظ الوجع المكبوت إلانا(7)»!
وهذه تتمة لهذا الجلد الجماعي والذات، حيث يصف الشاعر الناس ونفسه بأنه خطايا، خطايا التاريخ والمال والثروة وخطايا ناتجة من الرفاهية ومن النفط بل من استغلال السياسة لإنسانية الشعوب وإهمال جانب التربية والتعليم وغرس فيهم قناعتهم بأنهم بحاجة للقائد وأنهم أي السياسيين أوصياء على الشعوب.
الملاحظ أن الشاعر يمتد امتدادًا كبيرًا في سخريته وجلده للذات فلا يحصرها على شعب وطنه الصغير، بل يجعلها ممتدة إلى الوطن العربي الكبير ويرى أن القضية المهمة التي جعلت ورفعت للعيان هذا التردي هي إهمال القضية الأم وهي فلسطين:
«من قال «إنا اشتعال الحرف «قل» عبثاً
الصمت يبعث في الأرواح أشجانا
«القدس صورتنا» «القدس سورتنا»
«باسم الفدائي» تنمو من شظايانا (8)»!
نعم يجعل الشاعر صمت العرب عن القدس هو انعكاس لكل هذا الخذلان المتتالي الذي يلاحق العرب، وكل هذا بسبب عدم اعتبار القدس القضية الأولى التي ينبغي أن يهتم بها العرب جميعًا؛ فالقدس كما عبّر عنها الشاعر صورة وانعكاس لأي خذلان حينما نبتعد عنها ولا ننصف القضية، تلك هي رؤيا إنسانية ولا رؤيا جامدة أو رومانسية تنبني على عواطف، بل هي مبنية على الأمل من جهة وعلى الإنسان الذي طمست هويته مع الزمن.
باسم الفدائي تنمو صورة المضحي بنفسه لأجل الآخرين، تبين مدى تشويه الروح الجماعية وذلك بعدما تحول الجهد من الفرد للجماعة، ونرى أن شظايانا هنا تحيل لمعنى تشويه الصورة، حيث تشظت الصورة إلى قالب جديد وصورة جديدة لا تعكس حقيقة ما يقدمه الفدائي لأجل الجماعة.
لذا يوجه الشاعر كل الغضب بسخرية مرة إلى الذين خذلوا القضية وينتصر الشاعر للفدائي الذي يستحق التفاخر به.
«آمنت بالموت ظلا لا يفارقني
يفنى بذاتي وأفنى فيه سكرانا(9)»!
فما الذي يجعل الشاعر في مقتبل العمر يتمنى الموت؟ بل يجعله خلاصًا وإيمانًا، الشاعر وهو يمدح الفدائي الذي يجعل من الموت فارقًا مهمًا للخلاص، بل يحقر كل شيء يكون أقل مستوى من الموت، لا قيمة ولا فخر للحياة، بل العزة في الموت.
«إياك أحسد» يا حبا تلبّسني
وصار من ثورة الأعماق أضغانا
إياك أحسد» يا جرحا جبلت على
تضميده واستحال الآن بركانا
نم هادئا، لا تنم، النوم سيرتنا
نم غاضبا وكفاك الصبح أحزانا(10)»!
تبلغ السخرية ذروتها في اللجوء إلى الموروث الثقافي؛ وخاصة الديني منه، فما من مسلم إلا ويعلم ويقرأ إياك نعبد، وهنا تشير إياك نحسد، استرجاع الماضي في قالب جديد من أجل رفع شأن الفدائي الذي يقدم ذاته للآخرين.
لكن ماذا يحسد الشاعر، هل الحب الذي تكون لهذا الفدائي الذي قدّم روحه لأجل الجماعة؟
هل هذا الحب صار من ثورة الأعماق منقلبا ومتغيرا؟
لقد كرّس الشاعر زمنًا من عمره محاولا تضميد جراح القدس، بل جراح الأمة، ولكن صار العلاج مستحيلا بعدما تحول الجرح لبركان عظيم.
أما صيغ الأمر والنهي فقد كونت فقد عملت فارقا في الحال الذي آل إليه الفدائي هل ينام مرتاحًا أم لا ينام لأن النوم قد كوّن صورة في المخيلة العربية وهي أن العرب نيام عن القضايا السياسية والتطور والمعرفة.
نم غاضبًا فهذا الأمر يكوّن صورة من السخرية على حال العرب ويستنهض الأمة بالغضب والتعبير عن الثورة.
يمتاز شعر خميس قلم بعدد من الإحالات الثقافية؛ يعبّر من خلالها عن ثورة ساخرة على الأنظمة، ويواري كل هذا بلغة تعبيرية ذات مجاز غير متأتٍ للجميع، بل لمن يتعمق في النص ويستخرجه من القراءات العديدة، ففي نص من سفر الوجع نقرأ هذه الثورات التعبيرية والصرخات على أذن القارئ العربي بأهمية الانتباه لحالنا التي وصلنا عليها وكيف يتناول جرح العرب الغائر:
«والسورْ
والبلد المسحورْ
وحصنه المهجورْ
يا أيها الإنسان لا تكابرْ (11)»!
نعم هذه الأبيات لا تحاكي القرآن بقدر ما تجلب انتباه القارئ إلى أمر غير ملتفت له، بل تنبه القارئ العربي تحديدًا إلى المخاطر التي تحدق به وكلها جوانب سياسية:
«كم من ذرى الأمجاد من مقابر
يرفّع التاريخ منها جسده
وينشر الزمان فيها مدده
يخاتل التراب جوقة المحاجر
وينبش الضمير ما يندس في
مزابل الصدور(12)»!
السياسة هي المصالح، ولكن الشاعر يرى أن الإنسانية هي المصالح، يرى أهمية الرجوع للإنسانية، هذا الإنسان قد دفن ضميره الحي، في مزابل الصدور، من الملاحظ أن الشعر يؤجج العاطفة ويعتمد على الثقافة العاطفية لدى الشعوب وما من عاطفة يتفق عليها العرب مثل القضية الفلسطينية، فهذا ما يستدرجه الشاعر من «عواطف في النص:
والجوعْ
والكاهل المخلوعْ
والقلق النابت بين غابة
الضلوع
إنا نذوب في انتظار شيخنا
المهدي كالشموع،
ونرهن الفأس لإسرائيل
والقلوعْ
فأي ذنب قد جنينا أيها الجموعْ
يوم تركنا الجسر يهذي خلفنا
يستنفر الرجوعْ
ما أسهل الدموغْ!
ما أسهل الدموع!(13) «!
يستفز هذا النص الحفيظة، ويشحذ ما في النفس من البكاء بضحكة مكبوتة بألم، كأن قسَم الشاعر بالجوع أمر عظيم جدًا، فقد أرهق الكاهل وأتعبه كثرة انتظار المخلص الذي ينقذ الشعب والناس من إسرائيل التي أصبحت واقعا، فهل ينفع أن تجتمع الجموع تحت الجسر وهو تلميح بربيع عربي وانتفاضة عربية كبرى، هازئًا من المهدي أو المخلص الذي هو يعبّر عن ضعف وعجز واقعي اتجاه القضايا الكبرى، وما من قضية تشغل العرب كالقضية الفلسطينية؛ برغم حدوث الثورات والربيع العربي، وحتى الانتفاضة، ولكن هذا لم يُفقد الشاعر بهاء السخرية، بل تعمق فيها أكثر نظرًا لأن الواقع هو ذاته لم يتغير وهذا خلاف لرؤية إحسان عباس بأن الثورة تضعف السخرية» ولعل ارتباط الشعر بالثورة هو الذي أفقد الشاعر الحديث قسطًا كبيرًا من ثورته على السخرية، لأن الغاضب الذي فيه حنق لا يستطيع أن يسخر، مع أن السخرية أداة فعالة في التشكيك بالمسلمات» (14) وهذا الاعتراض يؤكده الشاعر في السطور الآتية:
«والداءْ
والأمة الرعناءْ
والكلمة الخرساءْ
والوجع المكبوت في الأحشاءْ
لا شيء يروي هامة المجد الذي
أستبيح في نفوسنا
إلا الدماءْ»!
نلاحظ توالي القسم، ولكن هذا اليمين المقسم عليه هو بمثابة أداة مسلطة على رقاب المتخاذلين فما أقسى أن يقسم الشاعر بشيء هو استهزاء عليه وعلى أمته ويكون فيه تفكه وسخرية لاذعة على ما آلت إليه الأمة من وجع وذل ومهانة، يقسم بالداء والخرس والصمت والوجع، والنتيجة المحتومة لا مفر من الثورة والدماء حتى تستيقظ الأمة:
«يا ذلك المجد الذي استبيح ألف
مرة
واغتيل ألف مرة
إني أقيم اليوم للعروبة
المخصيّة العزاء
يؤسفني أن أرتدي عباءةً
وأنطوي منتحبًا
في جملة النساء(15)»!
تظهر الفكاهة والسخرية في اغتيال العروبة المخصيّة، كما وصفها الشاعر؛ فهي غير ولّادة، بسبب هذا الإقصاء برغم أن الخصاء لا يكون إلا للذكور، فقد استعملها الشاعر هنا للأنثى، حتى تظهر هذا الكم الكبير من الفكاهة والاستهزاء على الوضع الراهن للعرب، فقد أصبح الآن ضعيفا بل يستهان به من الجميع، ثم استخدام مخصية لكلمة مؤنثة تدل على سخرية لاذعة من الوضع فعملية الخصي لا تكون إلا للذكور، وهنا يكسب الشاعر العروبة ذكورية التصرف ولكنها غير فاعلة، يمكننا أن نعتبر هذا من قبيل النسق المضمر، حيث تتعالى أصوات الذكورية في الإنجازات العربية ولكن الشاعر يحطم هذه الإنجازات أمام ما يحدث للعرب سياسيا فأين الذكور وإنجازاتهم مقابل الاعتداءات المتتالية عليهم وعلى قضاياهم.
____________________________________
الهوامش:
1- طفولة حامضة، خميس قلم، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، الطبعة الأولى، ص11.
2- القدس في الأدب العربي القديم، دكتور خليل أبو ذباب، مجلة رابطة الأب الأدب الإسلامي العالمية، 19-1-2021م.
3- العرب واليهود في الميزان عند الأقوياء، عيون البصائر، نشر في جريدة البصائر الثانية، ع22، 29-02-1948م، ص493.
4- المصدر نفسه، ص12.
5- طفولة حامضة، 12.
6- السخرية في أدب المازني، ص 309.
7- طفولة حامضة، ص12.
8- المصدر نفسه، ص13.
9- طفولة حامضة، ص13.
10- المصدر نفسه، ص13.
11- المصدر نفسه، ص33.
12- طفولة حامضة، ص33.
13- المصدر نفسه، ص34.
14- اتجاهات الشعر العربي المعاصر، إحسان عباس، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1978، ص206.
15- طفولة حامضة، ص35.
د. عبدالله بن أحمد الكعبي شاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المصدر نفسه الشاعر فی ا الشاعر کل هذا
إقرأ أيضاً:
فيروز: الطرابلسي نصّب نفسه قيّماً على المجتمع
أكدت الأمين العام السابق لحزب الجبهة الديمقراطية، فيروز النعاس، أن عماد الطرابلسي، وزير داخلية الدبيبة، تجاوز دوره كوزير داخلية، ونصَّب نفسه قيمًّا على المجتمع.
وقالت النعاس، في تصريحات لموقع عربي 21 الممول من قطر، إن “تصريحات الطرابلسي عبارة عن سلسلة جديدة من القمع والتعسف، سيمارسه ضد كل من لا يروق له”.
وأضافت أن “الطرابلسي يريد أن يفرض واقعًا قمعيًا جديدًا بحجة الحفاظ على الأخلاق والدين، وتصريحاته مخالفة لكل ما ورد بالإعلان الدستوري المؤقت في ما يخص باب الحريات والحقوق”.
ولفتت إلى أن “بعض الجماعات الدينية ستحاول استغلال هذه التصريحات وتجييرها لمصلحتها لفرض بعض أفكارها”.
وختمت موضحة أن “ما صرح به الطرابلسي مجرد تصريحات غير مدروسة العواقب، ولا تتماشى مع النسق العام لما ترعاه الحكومة من مهرجانات ونشاطات”.
الوسومفيروز