لبنان ٢٤:
2024-07-07@02:25:26 GMT

هل تنفجر الجبهة الجنوبية بعد هدنة غزة؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

هل تنفجر الجبهة الجنوبية بعد هدنة غزة؟

ما الذي ينتظره أهل غزة بعد هذه الهدنة الإنسانية الممدّدة، وكيف يمكن أن يكون عليه غدهم، وهم الذين يعيشون أصعب أيام حياتهم بعدما انجلى غبار الحرب، التي تركت وراءها الكثير من الخسائر، بشرًا وحجرًا، والكثير من الدموع، ولكن في الوقت نفسه الكثير من التصميم على الصمود والمقاومة؟ وما ينطبق على غزة ينطبق على جنوب لبنان انطلاقًا من وحدوية الساحات أو تكاملها، خصوصًا وأن قادة "حماس" يعترفون بأن ما يقوم به "حزب الله" ضد مواقع العدو على طول الشريط الأزرق يخفّف الضغط الذي تمارسه إسرائيل عن غزة، ويزيد بالتالي من قلق الإسرائيليين.

 
الجواب عن هذا السؤال البديهي والطبيعي جاء سريعًا من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي أبلغ الأميركيين أن قصف القطاع سيعود أقوى من ذي قبل ما أن تنتهي الهدنة الإنسانية، وبعد الافراج عن عدد من الرهائن المحتجزين لدى كتائب "القسام"، وبعد إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. 
وبهذا يكون نتنياهو قد حسم الجدل حول "السيناريوهات"، التي كان يتم التداول بها لمرحلة ما بعد الهدنة. ومن بين هذه "السيناريوهات" واحد عن تكريس وقف إطلاق النار، وهو أمر طبيعي بعد كل جولة من جولات القتال المتعددة. وهذا ما قد يقود طبيعيًا إلى الشروع في البحث عن الحلول السياسية، وذلك استنادًا إلى عدد من المؤشرات والمعطيات، ومن بينها: أن إسرائيل في حروبها السابقة، سواء في فلسطين المحتلة أو في لبنان، كانت تعتمد مبدأ الحروب السريعة. أمّا في حربها اليوم فإنها تأخذ في الاعتبار ما تواجهه من ضغوط قد تجبرها على وقفها. ومن بين هذه الضغوط ما هو عسكري وما هو اقتصادي، فضلًا عمّا تواجهه من حملات شعبية في مختلف الدول العربية والغربية، ومن بينها الشارع الأميركي. 
فبعد مضي شهرين تقريباً على هذه الحرب المدّمرة أيقنت إسرائيل أنها غير قادرة على القضاء على حركة "حماس" كحركة مقاومة ومنظمّة، خصوصًا أنها أثبتت بعد عملية "طوفان الأقصى" وصمودها المتواصل في القطاع أنها رقم صعب من غير المنطقي ألا تفكرّ إسرائيل في فتح حوار مع قادتها توصلًا إلى حل سياسي، ولو مؤقت، تمامًا كما فاوضتها في مسألة إطلاق الأسرى.  
في المقابل فإن هذه الهدنة تأتي في وقت بدأت فيه الفصائل الفلسطينية تشعر بأن مساعيها لتوحيد الساحات لم تنجح، وأن امتداد الحرب وتوسعها بعد مضي شهرين من اندلاعها أصبح احتمالاً أقل من السابق، ما يعني أن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من الاستنزاف لمخزونات تلك الفصائل من السلاح والعتاد، وكذلك إلى المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين من سكان قطاع غزة. وهذا ما كشفته كاميرات التلفزة من داخل القطاع.
فاستمرار الحرب يعني تعاظم مخاطرها على إسرائيل، ومن أجل وضع حد لتلك المخاطر يتعزز خيار تكريس وقف إطلاق النار الذي يتضمن الاكتفاء بمنطقة عازلة داخل غزة بشكل مؤقت، وشن حملات أكثر تنظيماً وطويلة المدى لاحقاً، مع استمرار الصراعات المنخفضة الحدة كعمليات الالتحام والضرب من وراء المنطقة العازلة، والإبقاء على العمليات الجوية لكن في حدود منخفضة. 
أمّا إذا لم تصمد الهدنة الممدّدة فإن استئناف الحرب من حيث توقفت تبقى خيارًا واردًا، خصوصًا على جبهة لبنان الجنوبي، حيث يُنقل عن "حزب الله" أنه سينقل المناوشات، التي كانت تدور على محاور التماس، إلى مرحلة جديدة، وهو يحضرّ للعدو مفاجآت من شأنها، كما يعتقد قادة "الحزب"، أن تغيّر الكثير من الوقائع، التي ستفرض على العدو التعاطي معها بطريقة مختلفة. وهذا يعني في موازين القوى أن هذه المناوشات ستكون أشمل، وقد يكون لها طابع آخر لا يستبعد كثير من المحللين أن تكون حربًا شاملة. ولا يزال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بما يلزم من اتصالات ومساعٍ في الخارج والداخل لتجنيب لبنان تجرّع هذه الكأس المرّة. 

السيناريو الثاني: استئناف الحرب كما كانت
السيناريو الثالث: تغير طبيعة الحرب
وأخيراً؛ فإن سؤال مسار الحرب ما بعد الهدنة، لن يُصبح واقعاً إلا إذا صمدت الهدنة طوال أيامها الأربعة، وهي مسألة بالغة الصعوبة في ظل ميدان الحرب الذي يعتبر بيئة معقدة، وفي ضوء الانتشار العسكري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، واستمرار عمليات الرصد الاستخباراتية، ومخاطر التصرفات الفردية والتحصينات المعقدة، وكذلك تداخل لبعض الجبهات بين قطاع غزة ولبنان، مع ذلك فإن موقف الأطراف وضمانات الوسطاء تبقي احتمال نجاح الهدنة قائماً، ومنه تأتي سيناريوهات ما بعدها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان

سرايا - يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت قصف قطاع غزة ويخوض معارك مع مقاومين من حركة حماس في عدة مناطق من القطاع المدمر، فيما استمر تبادل إطلاق نار مع حزب الله عبر الحدود مع لبنان.

وبينما تدخل الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر الأحد، تنتظر حركة حماس ردا من إسرائيل على "أفكار" جديدة لوقف إطلاق النار.

وأدت الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى استشهاد 38098 شخصا على الأقل.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت أنه في الساعات الـ48 الماضية وصل 87 شهيدا على الأقل إلى المستشفيات في القطاع.

وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح في المياه والغذاء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطيرة محذرة من خطر المجاعة جراء الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.

وأفاد مسعفون السبت عن استشهاد عشرة أشخاص بينهم ثلاثة صحافيين محليين في غارة جوية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

واستشهد صحافي رابع في مدينة غزة شمال القطاع، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وقال الشاب محمد أبو مراحيل من النصيرات "كنا نائمين في بيوتنا. فجأة وقعت ضربة وسقط كل الركام والغبار فوقنا. وسقط الصاروخ مباشرة فوقنا. حرام الناس والأطفال يموتون".

وبعدما تقدم انطلاقا من الشمال، باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أيار/مايو عملية برية في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، قُدِّمت على أنها المرحلة الأخيرة من الحرب.

إلا أنّ المعارك تجددت في الأسابيع الأخيرة في مناطق عدة سبق للجيش أن أعلن سيطرته عليها، ولا سيما حي الشجاعية في شرق مدينة غزة في شمال القطاع حيث باشر الجنود الإسرائيليون عملية برية في 27 حزيران/يونيو.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه "تم القضاء على عناصر إرهابية من حماس خلال القتال " في الشجاعية، مشيرا إلى "تدمير أسلحة وبنية تحتية" بما فيها أنفاق.

كما تواصل القتال في رفح (جنوب) حيث تم، بحسب الجيش، "القضاء على خلايا إرهابية" و"تدمير عدة أنفاق والاستيلاء على أسلحة" بمساعدة الطيران.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن اثنين من موظفيها استشهدا في مخيم البريج (وسط القطاع) بدون مزيد من التفاصيل.

وفيما لا تزال المحادثات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار تصطدم بمطالب الطرفين، تزداد المخاوف من اتخاذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأعلن حزب الله في بيان صباح السبت أن مقاوميه شنوا "هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية" على مربض مدفعية في بيت هلل، في شمال إسرائيل.

وقال إن الهجوم جاء "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة والاعتداء على المدنيين".

ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وأفاد الجيش عن "اعتراض هدف جوي مشبوه" وسقوط "طائرة معادية" مشيرا إلى أن طائراته قصفت "أهدافا لحزب الله الإرهابي" في جنوب لبنان.

تنتظر حماس ردا من إسرائيل بحلول السبت على "أفكار" جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما غادر رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين تناولت خطة لوقف النار والإفراج عن المحتجزين.

لاحقا، أعلن متحدث باسم مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود "تباعد بين الجانبين".

قبيل ذلك، أعلن المسؤول في حركة حماس أسامة حمدان لوكالة فرانس برس أن الحركة تتوقع ردا من إسرائيل على مقترحاتها لوقف النار في غزة بحلول السبت. وقال "نحن لا نرغب بالتحدث عن تفاصيل هذه الأفكار، بانتظار أن نسمع ردا غالبا أن يكون اليوم أو غدا".

ومع مغادرة برنيع الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين، شدّد حمدان على أن القدرات العسكرية للحركة في قطاع غزة "لا تزال في وضع جيد يمكنها من الاستمرار" في الحرب.

وأصر حمدان على أن "الحديث عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى مبكّر".


مقالات مشابهة

  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • السجن أصبح مقبرة..؟
  • غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان
  • حول انسحاب أمريكا من المفاوضات
  • حرب مدمرة وشيكة.. حزب الله يرد بهجوم نوعي على إسرائيل أدى إلى مقتل ضابط كبير
  • تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان
  • تقرير لـNewsweek: لماذا على إسرائيل شنّ حرب على حزب الله وإيران؟
  • هل يمكن أن تؤدي المواجهات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب أهلية في لبنان؟.. تقرير يجيب
  • التسوية بعد الهدنة.. لن تنتظر النقاط الخلافية