لبنان ٢٤:
2025-01-03@23:12:15 GMT

هل تنفجر الجبهة الجنوبية بعد هدنة غزة؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

هل تنفجر الجبهة الجنوبية بعد هدنة غزة؟

ما الذي ينتظره أهل غزة بعد هذه الهدنة الإنسانية الممدّدة، وكيف يمكن أن يكون عليه غدهم، وهم الذين يعيشون أصعب أيام حياتهم بعدما انجلى غبار الحرب، التي تركت وراءها الكثير من الخسائر، بشرًا وحجرًا، والكثير من الدموع، ولكن في الوقت نفسه الكثير من التصميم على الصمود والمقاومة؟ وما ينطبق على غزة ينطبق على جنوب لبنان انطلاقًا من وحدوية الساحات أو تكاملها، خصوصًا وأن قادة "حماس" يعترفون بأن ما يقوم به "حزب الله" ضد مواقع العدو على طول الشريط الأزرق يخفّف الضغط الذي تمارسه إسرائيل عن غزة، ويزيد بالتالي من قلق الإسرائيليين.

 
الجواب عن هذا السؤال البديهي والطبيعي جاء سريعًا من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي أبلغ الأميركيين أن قصف القطاع سيعود أقوى من ذي قبل ما أن تنتهي الهدنة الإنسانية، وبعد الافراج عن عدد من الرهائن المحتجزين لدى كتائب "القسام"، وبعد إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. 
وبهذا يكون نتنياهو قد حسم الجدل حول "السيناريوهات"، التي كان يتم التداول بها لمرحلة ما بعد الهدنة. ومن بين هذه "السيناريوهات" واحد عن تكريس وقف إطلاق النار، وهو أمر طبيعي بعد كل جولة من جولات القتال المتعددة. وهذا ما قد يقود طبيعيًا إلى الشروع في البحث عن الحلول السياسية، وذلك استنادًا إلى عدد من المؤشرات والمعطيات، ومن بينها: أن إسرائيل في حروبها السابقة، سواء في فلسطين المحتلة أو في لبنان، كانت تعتمد مبدأ الحروب السريعة. أمّا في حربها اليوم فإنها تأخذ في الاعتبار ما تواجهه من ضغوط قد تجبرها على وقفها. ومن بين هذه الضغوط ما هو عسكري وما هو اقتصادي، فضلًا عمّا تواجهه من حملات شعبية في مختلف الدول العربية والغربية، ومن بينها الشارع الأميركي. 
فبعد مضي شهرين تقريباً على هذه الحرب المدّمرة أيقنت إسرائيل أنها غير قادرة على القضاء على حركة "حماس" كحركة مقاومة ومنظمّة، خصوصًا أنها أثبتت بعد عملية "طوفان الأقصى" وصمودها المتواصل في القطاع أنها رقم صعب من غير المنطقي ألا تفكرّ إسرائيل في فتح حوار مع قادتها توصلًا إلى حل سياسي، ولو مؤقت، تمامًا كما فاوضتها في مسألة إطلاق الأسرى.  
في المقابل فإن هذه الهدنة تأتي في وقت بدأت فيه الفصائل الفلسطينية تشعر بأن مساعيها لتوحيد الساحات لم تنجح، وأن امتداد الحرب وتوسعها بعد مضي شهرين من اندلاعها أصبح احتمالاً أقل من السابق، ما يعني أن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من الاستنزاف لمخزونات تلك الفصائل من السلاح والعتاد، وكذلك إلى المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين من سكان قطاع غزة. وهذا ما كشفته كاميرات التلفزة من داخل القطاع.
فاستمرار الحرب يعني تعاظم مخاطرها على إسرائيل، ومن أجل وضع حد لتلك المخاطر يتعزز خيار تكريس وقف إطلاق النار الذي يتضمن الاكتفاء بمنطقة عازلة داخل غزة بشكل مؤقت، وشن حملات أكثر تنظيماً وطويلة المدى لاحقاً، مع استمرار الصراعات المنخفضة الحدة كعمليات الالتحام والضرب من وراء المنطقة العازلة، والإبقاء على العمليات الجوية لكن في حدود منخفضة. 
أمّا إذا لم تصمد الهدنة الممدّدة فإن استئناف الحرب من حيث توقفت تبقى خيارًا واردًا، خصوصًا على جبهة لبنان الجنوبي، حيث يُنقل عن "حزب الله" أنه سينقل المناوشات، التي كانت تدور على محاور التماس، إلى مرحلة جديدة، وهو يحضرّ للعدو مفاجآت من شأنها، كما يعتقد قادة "الحزب"، أن تغيّر الكثير من الوقائع، التي ستفرض على العدو التعاطي معها بطريقة مختلفة. وهذا يعني في موازين القوى أن هذه المناوشات ستكون أشمل، وقد يكون لها طابع آخر لا يستبعد كثير من المحللين أن تكون حربًا شاملة. ولا يزال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بما يلزم من اتصالات ومساعٍ في الخارج والداخل لتجنيب لبنان تجرّع هذه الكأس المرّة. 

السيناريو الثاني: استئناف الحرب كما كانت
السيناريو الثالث: تغير طبيعة الحرب
وأخيراً؛ فإن سؤال مسار الحرب ما بعد الهدنة، لن يُصبح واقعاً إلا إذا صمدت الهدنة طوال أيامها الأربعة، وهي مسألة بالغة الصعوبة في ظل ميدان الحرب الذي يعتبر بيئة معقدة، وفي ضوء الانتشار العسكري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، واستمرار عمليات الرصد الاستخباراتية، ومخاطر التصرفات الفردية والتحصينات المعقدة، وكذلك تداخل لبعض الجبهات بين قطاع غزة ولبنان، مع ذلك فإن موقف الأطراف وضمانات الوسطاء تبقي احتمال نجاح الهدنة قائماً، ومنه تأتي سيناريوهات ما بعدها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف تستعد إسرائيل لاختلاف "حرب الجبهات" في 2025؟

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن أحد التحديات الرئيسية لإسرائيل في عام 2024 كانت الحرب متعددة الجبهات، بعد أن شنت حركة حماس هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، لتصبح الحرب متعددة الجبهات التحدي الرئيسي، موضحة أن الحرب نفسها مستمرة في 2025، ولكن بشكل مُختلف.

 

وأضافت "جيروزاليم بوست"، في تحليل تحت عنوان "حرب إسرائيل متعددة الجبهات.. ماذا سيحدث في 2025؟"، أن تنظيم "حزب الله" اللبناني انضم إلى حماس بعد هجومها، بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، ومئات الهجمات بطائرات بدون طيار بحلول أغسطس (آب) 2024، كما بدأ الحوثيون في الهجمات بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، ثم على سفن مختلفة في البحر الأحمر.
وبعد ذلك جاءت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق، وبدأت في استهداف إسرائيل بطائرات بدون طيار، وبحلول نهاية العام، أطلق الحوثيون نحو 200 صاروخ و170 طائرة بدون طيار على إسرائيل، كما هاجمت إيران إسرائيل مرتين، مرة بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومرة أخرى بـ180 صاروخاً باليستياً.

 

تقرير: حماس تعود بقوة في غزة https://t.co/3shSUtSITq pic.twitter.com/kdrWf57EW2

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025

 

 


احتواء الجبهات

وقالت الصحيفة، إن إسرائيل حاولت في مواجهة هذه الجبهات، أن تحتويها، كما أنها كانت في البداية حذرة في ردها على إيران باستهداف عدد محدود فقط من الأهداف في أبريل (نيسان) 2024، كما انتظرت في ردها على الحوثيين، حتى قتلوا شخصاً في تل أبيب في يوليو (تموز)، ثم جاء الرد الإسرائيلي، وبالإضافة إلى ذلك، استغرقت إسرائيل وقتاً طويلاً لبدء اغتيال القادة الكبار، حيث قُتل إسماعيل هنية في طهران، وبعد ذلك صعدت تل أبيب حربها على حزب الله في منتصف سبتمبر  (أيلول) 2024.


خلع القفازات

وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) كانت أكثر شمولاً من الضربات الأولى في أبريل (نيسان)، كما وسعت إسرائيل ضرباتها على الحوثيين بـ4 ضربات إجمالية في عام 2024، ولكن بشكل عام، لم يتم ردعهم.
وشنت إسرائيل بعض الغارات واسعة النطاق في الضفة الغربية لمنع الفصائل الفلسطينية من زيادة تهديداتها هناك، كما نفذت إسرائيل ضربات في سوريا ضد أهداف إيرانية، وبعد 8 ديسمبر (كانون الأول) نفذت ضربات أخرى ضد بقايا الأصول العسكرية السورية.

 

 

حركة "الجهاد" تعلن رهينة إسرائيلي حاول الانتحارhttps://t.co/KzYN1SZraH

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025

 


الاستراتيجية الإسرائيلية

ووصفت الصحيفة الاستراتيجية الإسرائيلية بأنها جاءت على مراحل بهدف تحطيم "عدو واحد" في كل مرحلة، لأن إسرائيل لم تشعر أنها تستطيع القتال على 7 جبهات في الوقت نفسه، ولذلك، اختارت معاركها بعناية، واستخدمت القوات الخاصة والعمليات الأخرى عند الضرورة، بالإضافة إلى تعاون وثيق مع القيادة المركزية الأمريكية، التي دعمت إسرائيل في كثير من الأحيان، مثل الهجمات الإيرانية في أبريل (نيسان) 2024، وأكتوبر (تشرين الأول) 2024.


تقليص الجبهات


وترى الصحيفة الإسرائيلية، أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا قد يلغي إحدى الجبهات، كما أن إيران لم تعد قادرة على ترسيخ وجودها في سوريا، ولكن جبهة تنظيم "حزب الله" لا تزال تمثل مشكلة، وسوف تنتهي الهدنة التي استمرت 60 يوماً، في أواخر يناير (كانون الثاني) 2025، وستحتاج إسرائيل إلى معرفة ما إذا كان بوسعها تمديد هذه الهدنة أم لا، موضحة أن حزب الله تعرض بالفعل لضربات، ولكنه لا يزال يمتلك ترسانة من الأسلحة، كما أن الحوثيين في اليمن لم يتراجعوا، بالإضافة إلى أن خلايا حماس والجهاد في شمال الضفة الغربية تشكل تهديداً إضافياً.

 

اشتباكات جنين اختبار حاسم للسلطة الفلسطينيةhttps://t.co/LQrhu5d6qK pic.twitter.com/GBCuNOvV39

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025

 


حرب مختلفة

وترجح الصحيفة أن عام 2025 سيشهد حرباً مستمرة على جبهات متعددة، ولكنها مختلفة بشكل كبير عن عام 2024، لأن الجماعات المدعومة من إيران شعرت بأنها تتفوق على إسرائيل، ولكن بعد الأحداث التي شهدها العام الماضي، فإن إسرائيل أصبحت هي المسيطرة، وهو ما أدى إلى انقسامات بين تلك الجماعات، بشكل أكبر مما كانت عليه العام الماضي.
وأضافت أن إسرائيل تحتاج إلى الاستفادة من ذلك الانقسام في توجيه ضربة إلى حماس، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه حال عدم انتهاء الحرب في قطاع غزة، فإن الجبهات الأخرى قد تشتعل.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الاحتلال نقض الهدنة مع لبنان.. واللجنة الخماسية عاجزة عن إجباره
  • كيف تستعد إسرائيل لاختلاف "حرب الجبهات" في 2025؟
  • ‏وسائل إعلام لبنانية: قوة إسرائيلية مزودة بجرافتين تقدمت باتجاه بلدة مجدل زون الجنوبية
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • مستوطنو شمال إسرائيل غير متفائلين بالعودة إلى منازلهم على حدود لبنان
  • المنجم الذي تنبأ بانفجار مرفأ بيروت يعود مجدداّ ليتوقع : حماس ستوفق برأس إسرائيل ” ضخم ” وهذا ماسيحدث لليمن ولكل الدول العربية
  • إسرائيل تخرق الهدنة في جنوب لبنان.. تحركات دولية وسط أزمة سياسية خانقة
  • إذا لم تنجح هدنة الـ60 يوماً.. هل يستطيع حزب الله العودة إلى الحرب؟
  • كيف بدأت غزة عام 2025؟ إسرائيل تقتل وتصيب عشرات الفلسطنيين في جباليا والبريج ولا هدنة قبل عودة ترامب
  • الكشف عن قيمة الدعم المالي الهائل الذي قدمته أمريكا لـ إسرائيل منذ 7 أكتوبر .. أرقام صادمة وشراكة في الإبادة