لجريدة عمان:
2024-12-23@01:50:18 GMT

شعر: نشيد سردون

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

شعر: نشيد سردون

لكن ما هذا الليل الذي يتنفس عذاب النبع

أنحني لأمير التراب

أتوج البخار بخار التاريخ حائطا نخليا

أجلس على منصة التتويج

طبع علاقاتك مع الشجر الذابل ارحل بعيدا حيث

خيام التاريخ

غطِ الطفل المستحم بنفلاء البهجة

واطمس عين الملح، إن البهجة تميل ليسار القلب

لكن ما هذا الإنسان المزمل بأقنوم النعمة

الهارب من جبل الفجر

ما هذا الطيش؟

وللهواء عبارات العزلة كما بيوض التاريخ

المتوجة بثمار الليل

أيتها العذراء يا شجرة الطباع العدم

هل لي أن أمضغ حبر الهواء لتلد النجمة من مرهم

السماع؟ هل لي طاقة التاريخ لأنسج للسردون شرشفا

من هيولى القول

أيتها الرؤوس الناسجة لترانيم البهجة

يدغدغني هدير اليتم هديل المساء

يسكنني ذبول المادة

وأنا السابح في لوتس الأسرة

أقيم محافل لسلاحف المدن

لأكسر عجينة الغطاءات المسافرة صوب

انكسار الظل كدنيا متاع يلهو بعصر الحجر

يلهو بعود الند

يسود صحائف الأيك بألوان تأتي من صخرة

التاريخ.

..

أجلس على قارعة الهتك.. الحلم اليأس

أسوس طباع النجم

تميل الحياة إلى يسار اللذة، تسكن جرن العواصف

الملتهبة

تأنس أحلام الغابة غاب الأبجدية

والتنوير وتراب من أقنعة الكوارث

يلهو يزاوج بين الريح وصبر الزيتون

يلج أقواس الكون

لكنه يشيخ يشب يطول ويقصر

وفق دبيب الفصول الذاهلة وخيط الهطول

يستريح على مجرة الذات الظاهرة

في سديم وثن

لينكشف شجر الزان وأودية المجاهدة

نسغ التمني الجسد الماطر

ومتع من غزل منمق قرب مهد

الزمن المكشر اللاسع

ينام على غضب المصاعد المنهكة

يكنس موسيقى الخنق

يرتع بضجر النهر العائد إلى سبائب المجرة

قوس يفرك جفن الشمس

يعيد للآلة مجدا تليد

هي حداثة التكوين الرؤى المعنى ونور بذاكرة السلب

المهرب في حقق من نوء

ولما تصغي إلى صمت الهدهد تجده

عاصيا لجوع المراحل

يسافر في أنوار الطبع الملبد

وأحوال النفس والألم المضمر في أبدية التسبيح

يذود على أجج الذكرى

يرسم بخرم الصنوبر المعجون قباب

ونوافذ تجهر بالفضح للعاب العرى

يهتك خماسية اليوم

ينئ بنشيد السردون

إلى مطب الكلس الجامع لقواقع التاريخ

يسمي سردون آي اللطف

كياسة الترحال ونون الأترج المباح

يعيد له طاعة الحلم وكرسي الطاعة

يسبح لثلوجه لخلوته

يكنس غباره المودع لناقة اليتم

يمضي به إلى أسفل الذكرى، يسقيه خمر الأنثى

ليستوي السردون جنديا منتصرا توجته

عاصفة الضمور ومدارج النسيان

وكلما جزأ غيم الفصوص ملأ الفراغ بزمن يتشهى

قراط الحول

يسكن حاشية المواكب الراحلة في غربته.

سردون: سلسلة جبلية شرق الجزائر دائمة الخضرة

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأكراد بين فخ التاريخ وبؤس الجغرافيا

جغرافيا سياسية بائسة حولت الأكراد عبر التاريخ إلى أدوات بين القوى الإقليمية والدولية وكبش فداء في الوقت نفسه، وما شهده الأكراد في سوريا منذ عام 2011 آخر الشواهد التاريخية على بؤس الجغرافيا وخيانة التاريخ.

خلفيات تاريخية

بدأت المسألة الكردية منذ القرن السادس عشر نتيجة الصراع بين الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية في معركة جالديران عام 1514، كان من نتائجها الاتفاق على عدم إقامة كيان كردي مستقل، ثم الاتفاق عام 1555 على تقسيم منطقة كردستان بين الإمبراطوريتين.

استمر الوضع على ما هو عليه حتى مطلع القرن العشرين مع انهيار الإمبراطورية العثمانية، فاستغل الأكراد اتفاقية سايكس بيكو الموقعة عام 1916، الخاصة بتقسيم التركة العثمانية، للحصول على كيان مستقل.

نجح الأكراد في وضع قضيتهم على بساط المجتمع الدولي والحصول على دعم دولي عبرت عنه اتفاقية سيفر عام 1920 التي ألزمت الدولة العثمانية بالتخلي عن الأراضي التي يقطنها غير الناطقين بالتركية، وحل المشكلة الكردية على مراحل تنتهي بالاستقلال.

مع قلة الخيارات الكردية، تجد "الإدارة الذاتية الكردية" و"قوات سوريا الديمقراطية" أنفسهم بين أفخاخ التاريخ وبؤس الجغرافيا، لكن هذه المرة يبدو من الخطاب الكردي أن ثمة وعي بحقائق التاريخ وواقع الجغرافيا.لكن المعاهدة بقيت حبرا على ورق مع وصول مصطفى كمال أتاتورك إلى رئاسة تركيا وتأسيسه لما عرف بتركيا الحديثة ذات الحدود القومية الواضحة، وبسبب موقع تركيا الجيوسياسي، واستعاد الدولة لتواجدها، تغاضى المجتمع الدولي عن العهود التي منحها للأكراد.

تكرر الأمر نفسه في العراق، فقد استغلت لندن ظلمهم من أجل تحريضهم ضد الدولة العراقية مطلع عشرينيات القرن الماضي، لكن التحرك الكردي أخذ بعدا آخر في ستينيات القرن الماضي، فنظموا أول تمرد عسكري عام 1961 ضد حكومة بغداد بدعم من تركيا وإيران وإسرائيل بسبب عداوتهم لبغداد، لكن هذه الدول الثلاثة تخلت أخيرا عن الأكراد وتركتهم لمصيرهم مع الدولة العراقية بعيد توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران عام 1975.

مع الغزو الأميركي للعراق عام 1991، بدأ ما يمكن تسميته الربيع الكردي، فقد حصلوا على دعم سياسي وعسكري أميركي مكنهم من إقامة حكما ذاتيا (إقليم كردستان العراق).

في عام 2017، وبسبب الخلاف مع بغداد على عوائد النفط، نظم إقليم كردستان استفتاءً للانفصال، حصل على تأييد أكثر من 90 % من أصوات الأكراد، لكن خذلان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والقوى الإقليمية وتعنت بغداد، أحبط المشروع الانفصالي.

ظروف الحرب السورية

استغل الأكراد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم منذ عام 2012 لتشكيل قوة عسكرية سرعان ما حصلت على دعم عسكري أميركي مع نشوء "تنظيم الدولة" وتوسعه في سوريا.

نشأ لدى أكراد سوريا فورة قومية ناجمة عن قوة عسكرية ودعم من الولايات المتحدة، فوسعوا سيطرتهم في سوريا، ثم بدأوا بترتيب بيتهم السياسي على أمل استغلال اللحظة التاريخية التي تمنحهم إما حقوقا كاملة ضمن دولة سورية موحدة، أو كيانا ذاتيا على غرار إقليم كردستان العراق.

لكن الخذلان الإقليمي والدولي كان حاضرا دائما، وكان الأكراد عام ألفين وستة عشر على موعد مع بدء تركيا أولى عملياتها العسكرية في سوريا (درع الفرات)، ثم أعقبت عام 2018 بعملية عسكرية أخرى (غصن الزيتون) ثم بعملية ثالثة عام 2019 (نبع السلام)، لم تلق اعتراضا أميركيا.

أدت هذه العمليات العسكرية الثلاثة إلى قضم أراضي كانت تحت هيمنة "قوات سوريا الديمقراطية"، وجعلتهم بين فكي كماشة: قوات المعارضة السورية والجيش التركي في الشمال والشمال الغربي، وبين قوات النظام السوري في الشرق والجنوب الغربي.

واقع جديد

مع سقوط نظام الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على الحكم في سوريا، نشأ واقع جديد، ونشأت معه مقاربات إقليمية ودولية جديدة حيال سوريا، عنوانها الرئيس وحدة الأراضي السورية.

تغير أدركه الاكراد سريعا، فرفعوا علم سوريا على مقراتهم بدلا من علم الإدارة الذاتية، في إشارة إلى تأييد وحدة الأراضي السورية، لكن الأكراد الواعين أيضا للحظة التاريخية الفارقة ولقوتهم وتماسكهم في آن معا، أعلنوا أنهم لن يكونوا جزءا من مشروع الدولة الجديدة إلا بعد مفاوضات مع المعارضة على تفاصيل الدستور الجديد وتشكيل الإدارة الجديدة وضمان حقوق جميع المكونات السورية.

إذا كانت الحقوق الكردية قد تحولت خلال السنوات الماضية إلى مسألة وطنية يُجمع عليها كل السوريين، فإن عملية الوصول إلى هذه الأهداف قد تؤدي إلى تفجر الوضع: الأكراد يطالبون أولا بمفاوضات حول حقوقهم وطبيعة النظام السياسي المقبل، في حين تُولي فصائل المعارضة وتركيا الأولوية إلى ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية في ساحة سورية ليست مستقر ومُهددة.خطاب متناقض في الظاهر، في أحد وجوهه ليونة تعكس تراجع الوفرة القومية التي نشأت خلال السنوات الماضية في الوعي لصالح مشروع وطني جامع لكل السوريين، وفي وجهه الآخر تشدد يعكس وعي فائض بالقوة العسكرية.

وإذا كانت الحقوق الكردية قد تحولت خلال السنوات الماضية إلى مسألة وطنية يُجمع عليها كل السوريين، فإن عملية الوصول إلى هذه الأهداف قد تؤدي إلى تفجر الوضع: الأكراد يطالبون أولا بمفاوضات حول حقوقهم وطبيعة النظام السياسي المقبل، في حين تُولي فصائل المعارضة وتركيا الأولوية إلى ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية في ساحة سورية ليست مستقر ومُهددة.

هنا، يجد الأكراد أنفسهم في عنق الزجاجة، فلا واقع ميداني متناقض يمكن اللعب عليه الآن بعد سقوط النظام السوري وخروج روسيا وإيران من المعادلة، وتوجه أميركي جديد داعم لوحدة سوريا، ولا مرونة لدى حكام سوريا الجدد المدعومون من تركيا، العدو اللدود للإدارة الذاتية الكردية.

وليس معروفا حتى الآن في ظل تطورات الأوضاع في سوريا من جهة، والخذلان الأميركي للأكراد من جهة أخرى، ما إذا كانت المسألة ستحل بقوة السلاح أم بتنازل كردي عسكري.

ومع قلة الخيارات الكردية، تجد "الإدارة الذاتية الكردية" و"قوات سوريا الديمقراطية" أنفسهم بين أفخاخ التاريخ وبؤس الجغرافيا، لكن هذه المرة يبدو من الخطاب الكردي أن ثمة وعي بحقائق التاريخ وواقع الجغرافيا.

مقالات مشابهة

  • تحالف الفتح عن حل الحشد الشعبي: هذا الحلم لم ولن يتحقق
  • تفسير حلم رؤية خيانة الزوج في المنام.. هل يحذرك من أمر ما بالواقع؟
  • تفسير حلم قص الشعر في المنام .. متى يخلصك من الألم؟
  • «الأبيض» يبدأ مشوار «الحلم الخليجي» بـ«نقطة العنابي»
  • شاهد | كليب الحلم العبري … لــ مصطفى المومري
  • شاهد .. كليب الحلم العبري ... للمبدع | مصطفى المومري
  • الأكراد بين فخ التاريخ وبؤس الجغرافيا
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: الحلم يعود من جديد
  • اربح المليون دولار.. تفاصيل الاشتراك في مسابقة الحلم 2024 بجميع الدول العربية
  • تفسير حلم رؤية الميت أكبر من عمره في المنام لابن سيرين.. إشارة للترقية أو التحديات