علي جمعة: الفرق بين النصيحة والفضيحة هذا الأمر
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الستر في اللغة هو الحجب ؛ وهو أن شيئا حجب شيئا آخر ، والستر في الشرع هو عدم الفضيحة، وسيدنا النبي ﷺ أمرنا فقال : "الدين النصيحة" وليس الدين الفضيحة ، ولذلك فرق العلماء بين النصيحة والفضيحة ؛ النصيحة تكون بإخلاص وتكون في السر , في الستر , في الحجاب الذي لا يراه الناس , لأنها نصيحة تريد التغيير لا التعيير.
أما الفضيحة تريد التعيير ، فعندما أرى أحد الناس وقد ابتلي بذنب من الذنوب فلا يكون شهوتي أن أشهر به وأن أفضحه وأن أعيره « مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ » فلو عيرته بذنب إذًا أنا أتكبر عليه بطاعتي ، وقد تتحول الطاعة التي من شأنها الأجر والثواب والمغفرة إلى لعنة ، فلا أعير حتى العاصي لعله يتوب ويقبل الله توبته ويكون شأنه عند الله أعلى وأبر ممن عيره.
إذن هناك فرق بين النصيحة والفضيحة ، وبين التعيير والتغيير ؛ وهو "الستر" فالستر هو النصيحة هو الخفاء والحكمة والإيجاب وإرادة التغيير ؛ فأنا أنصح حتى يقلع عن هذا الذنب ويتوب إلى الله ويفعل عكس ذلك .
والأصل في الشريعة الستر على كل المستويات ، بمعنى أنني عملت ذنبا فلابد أن أستره على نفسي فلو لم أستر نفسي فأكون ممن يجهر بالسوء {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ }وهذا فعل يغضب الله عزوجل واستهانه بالذنب ، بعض أصحاب الأفكار التحررية يقول لك (كن شفافا وأخبرني بذنوبك التي فعلتها) وهذا كأنه لا يعبأ بالذنب ولا يؤلمه ، لكن المؤمن يحاول أن يغير ويبدأ صفحة جديدة مع الله ؛ بمعنى أنه يريد أن ينسى هذا الذنب الذي وقع فيه لكن ليس استهانة لأنه يريد صفحة جديدة مع الله ويعلم أن « كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ».
فمع نفسي شأني الستر ، ومع غيري الستر أولى «ولو أن تستر أخاك بهدبة ثوبك» أي تمسك طرف ثوبك حتى لا يراه الناس ، « وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أداء ركعتين فقط بنية تحية المسجد والسنة القبلية..علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث من دخل المسجد أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس تحية للمسجد؛ فقال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس» متفق عليه، ويجوز للمصلي أن يصلي تحية المسجد مع الركعتين اللتين بين الأذان والإقامة؛ نص على ذلك الشافعية وغيرهم.
وأضاف: "قال الحافظ السيوطي في كتابه "الأشباه والنظائر": أحرم بصلاة ونوى بها الفرض والتحية: صحت، وحصلا معا، قال في "شرح المهذب": اتفق عليه أصحابنا، ولم أر فيه خلافا بعد البحث الشديد سنين] اه، وقال في موضع آخر عن التحية مع صلاة أخرى: [تحصل ضمنا ولو لم ينوها] اه، فالمقصود من تحية المسجد عدم الجلوس قبل الصلاة أيا كان نوع الصلاة: مؤداة أو فائتة أو راتبة أو نفلا مطلقا أو مقيدا، لا أنها صلاة مستقلة بذاتها".
وأجاب مجمع البحوث الإسلامية، أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن صلاة النوافل في البيوت أفضل منها في المساجد، ما لم يسن لها الاجتماع، كصلاة الخسوف وغيرها، قال المرغيناني الحنفي رحمه الله: والأفضل في عامة السنن والنوافل المنزل هو المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام قال النووي رحمه الله: إن كانت الصلاة مما يتنفل بعدها فالسنة أن يرجع إلى بيته لفعل النافلة؛ لأن فعلها في البيت أفضل.
وأضاف مجمع البحوث أن ابن قدامة رحمه الله قال: والتطوع في البيت أفضل … ولأن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، وهو من عمل السر، وفعله في المسجد علانية، والسر أفضل.
في السياق ذاته، ورد سؤال إلى الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، يقول: "هل نية صلاة الفرض من الممكن أن تغيرها أثناء الصلاة إلى سنة والعكس؟".