السعودية تفوز بإكسبو 2030.. ماذا تجني الدولة المضيفة؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ثمة شيء واحد مشترك بين تمثال الحرية وبرج إيفل، وهو أن كليهما عُرض في معرض باريس إكسبو، عندما عرض رأس تمثال الحرية لأول مرة في معرض باريس عام 1878، وكان برج إيفل رمزا لمعرض إكسبو باريس عام 1889، الذي أقيم للاحتفال بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية.
وبعد حوالي 145 عاما، وقع الاختيار على العاصمة السعودية، الرياض، الثلاثاء، لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 بعد عرضها الذي ركز على تشكيل مستقبل مزدهر ومستدام، متفوقة على روما ومدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية في حدث من المتوقع أن يجذب ملايين الزوار، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
والمعرض الدولي، الذي يقام كل خمس سنوات، ستنظمه المملكة في الفترة من أكتوبر 2030 إلى مارس 2031. وستكون هذه هي المرة الثانية التي يقام فيها هذا الحدث في الشرق الأوسط بعد استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 الذي تأخر بسبب وباء كوفيد، وفقا لوكالة "بلومبرغ".
وكات الحكومة السعودية قد قالت إنها تخطط لإنفاق 7.8 مليار دولار لتنظيم المعرض إذا نجحت في عرضها الذي كان تحت عنوان "عصر التغيير: معًا من أجل غد مستنير".
ما هو إكسبو؟يعد معرض إكسبو العالمي، الذي يعود تاريخه إلى المعرض الكبير عام 1851 في لندن والمعرض العالمي عام 1889 في باريس الذي شهد بناء برج إيفل، حدثًا استعراضيًا يستمر لأشهر ويجذب ملايين الزوار ويهدف إلى الاستجابة للتحديات العالمية، بحسب وكالة "فرانس برس".
ووفقًا للمكتب الدولي للمعارض (BIE)، المنظمة الحكومية الدولية المسؤولة عن الإشراف على إكسبو وتنظيمها، فإن جميع هذه المعارض الدولية تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع وهي ذات طبيعة غير تجارية.
وفي البداية، كانت المعارض عبارة عن منصات لعرض الاختراعات المبتكرة والتقنيات الجديدة مثل الهاتف والسيارات والآلة الكاتبة والتلفزيون والمصعد. وعلى سبيل المثال، كشف ألكسندر غراهام بيل عن الهاتف في معرض إكسبو عام 1876 الذي أقيم في فيلادلفيا، وتم عرض التلفزيون، الذي اخترعه فيلو تايلور فارنسورث في عام 1927، في معرض إكسبو العالمي في نيويورك عام 1939.
وتوفر هذه المعارض فرصة للاحتفال بالأحداث التاريخية الكبرى. فبالإضافة إلى معرض باريس عام 1889، الذي كان يحتفل بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية، استضافت فيلادلفيا معرضًا في عام 1876 للاحتفال بالذكرى المئوية لاستقلال الولايات المتحدة. وشهد معرض دايغون في عام 1993 مرور 100 عام على أول مشاركة لكوريا الجنوبية في المعرض الدولي، وفقا لمجلة "ذا ديبلومات".
وتساعد المعارض في تعزيز الصورة العامة للبلد المضيف والمكانة الوطنية والعالمية.
وعلى مستوى أكثر عملية، من المتوقع أن تحقق استضافة المعرض فوائد اقتصادية ضخمة، خاصة في خلق فرص العمل وتعزيز السياحة، بحسب المجلة.
ويمثل معرض إكسبو فرصًا لجني الأموال الكبيرة للدول المستضيفة، إذ يدر الأموال والوظائف ويُحدث ضجة عالمية، وفقا لمجلة "بوليتيكو".
ما أهمية إكسبو بالنسبة للسعودية؟أطلقت السعودية حملة تسويقية كبيرة تضمنت معرض "الرياض 2030" بالقرب من برج إيفل وإعلانات واسعة النطاق في جميع أنحاء باريس، بحسب "أسوشيتد برس".
وخصصت المملكة ما لا يقل عن 7.8 مليار دولار للمشروع التاريخي الذي يحمل شعار: "عصر التغيير: معًا لغدٍ مستنير"، وفقا لـ"بوليتيكو".
وحظي العرض السعودي، الذي يسعى إلى تنويع اقتصاد المملكة وتعزيز مكانتها الدولية، بدعم رسمي من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحسب "أسوشيتد برس".
وبالنسبة للسعودية، ترى الوكالة أن استضافة المعرض من شأنه أن يعزز مساعي ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة الذي يهيمن عليه النفط وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.
وتشمل الخطط السعودية شبكة نقل عام رئيسية ومساحة مستديرة رئيسية فيها حدائق عامة ومرافق ألعاب إلكترونية ومنصات للعروض واسعة النطاق وأماكن رياضية. ويتضمن المشروع التركيز على "تسريع الابتكارات" للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، فهد الرشيد، للوكالة إن خطة معرض المملكة تتضمن تحويل الرياض إلى "معرض فني مفتوح بلا جدران".
وتأمل المملكة أن يجلب المعرض 40 مليون زائر إلى عاصمتها، بحسب الوكالة.
وأشار ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، في بيان إلى المعرض باعتباره فرصة للتوسع في خططه التنموية. وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية: "أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة مثالية لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى، بما في ذلك معرض إكسبو العالمي الموقر".
وترى "فرانس برس" أن استضافة المعرض تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسعودية التي يسعى ولي عهدها لتنظيم أهم الأحداث في العالم لوضع المملكة على الخريطة العالمية ولإثبات سيرها في اتجاه أكثر تقدمية اجتماعيًا، فضلا عن احتضانها لقطاعات متطورة مثل التكنولوجيا الخضراء والرعاية الصحية.
كما يُعد تاريخ 2030 أيضًا رمزيًا إلى حد كبير لأنه يتزامن مع معلم رئيسي في برنامج رؤية 2030 لبن سلمان لتنويع صورة السعودية اقتصاديًا وثقافيًا أيضًا.
وأيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السعودية أمام إيطاليا وكوريا الجنوبية. ويأتي تأييد باريس في الوقت الذي كثف فيه ماكرون جهوده لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، بما في ذلك من خلال زيارتين لمحمد بن سلمان إلى الإليزيه على مدى العامين الماضيين، وفقا لـ"بوليتيكو".
وبنى ماكرون ومحمد بن سلمان علاقة شخصية جيدة يمكن أن تكون مفيدة من الناحية الاستراتيجية لفرنسا خاصة أنه من المتوقع أن تلعب المملكة دورًا رئيسيًا في محاولات حل الصراع بين إسرائيل وحماس، بحسب المجلة.
وتعد المصالح التجارية والاستراتيجية القوية أيضًا، بحسب المجلة، أمرًا بالغ الأهمية لهذه العلاقة، حيث تتطلع الشركات الفرنسية إلى إبرام عقود مدنية وعسكرية ضخمة في السعودية.
واستخدمت دبي معرض إكسبو 2020، الذي تأخر لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19 في عام 2021، كوسيلة لإنعاش اقتصادها في وقت بدأ فيه العالم في الخروج من عمليات إغلاق السفر. وقالت إن أكثر من 24 مليون شخص زاروا الموقع خلال الحدث الذي استمر ستة أشهر، وفقا لـ"بلومبرغ".
وحاليا ستستخدم دبي موقع المعرض، الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار، لاستضافة محادثات المناخ "كوب 28 " للأمم المتحدة، الأسبوع الجاري، بحسب "أسوشيتد برس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أسوشیتد برس بن سلمان فی معرض وفقا لـ فی عام معرض ا
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح أمس الاثنين، افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” الذي يقام في المتحف الوطني العماني، ويستمر حتى شهر مايو من العام الجاري ليشكل منصة ثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في مجال حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بكلمة لجمال الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني العماني رحب فيها بسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة والحضور في افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” والذي يأتي بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوّره، وهو ثمرة التعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الموسوي أن الأقسام الثلاثة التي يشتمل عليها المعرض، وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، والقسم الثالث الموسوم بالتناغم والتنوع، تستعرض عددا من القطع التي تؤكد الثراء والتنوّع والعمق الحضاري للفنون الإسلامية على مرّ العصور، وهو الأمر الذي يعمل المتحف الوطني على إبرازه وتعريف الزائرين به، كما أن تنظيم هذا المعرض يأتي في سياق الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني.
كما ألقت عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف كلمة أعربت خلالها عن سعادتها بافتتاح المعرض في صرح ثقافي عريق مما يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في ظل دعم ورعاية القيادة الحكيمة للبلدين.
وأشارت ديماس إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى سلطنة عمان شكلت حافزا رئيساً لتنظيم هذا المعرض ترجمةً لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتبلورة على مدار سنوات ممتدة في عمق التاريخ في كل المجالات.
وقالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف : إن هذا المعرض لا يقتصر على كونه منصة لعرض مجموعة من القطع الفنية الإسلامية النادرة، بل هو نافذة تتيح لنا فرصة التأمل في الإرث التاريخي الغني الذي نتشاركه، ويعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ويسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة .
واختتمت ديماس كلمتها بتوجيه الشكر والعرفان إلى فريق عمل المتحف الوطني العماني وكافة القائمين عليه على تنظيم هذا الحدث الثقافي المتميز، الذي يتيح فرصة استكشاف وتذوق الجمال الخالد للحضارة الإسلامية.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها بين منصاته مستمعاً لشرح مفصل حول المقتنيات وأبرز المشاهد والدلالات التاريخية والثقافية والفنية التي تقدمها للزائر، ويضم 82 قطعة فنية نادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل المعروضات المخطوطات الإسلامية، والمقتنيات المعدنية، والخزفيات، والمسكوكات التاريخية التي تعكس تطور وثراء الإرث الفني الذي تميزت به الحضارات الإسلامية المتعاقبة.
واطلع سموه على عدد من القطع المعروضة التي تعد ذات قيمة تاريخية وثقافية استثنائية، من بينها كأس فضي يحمل طغراء “التوقيع السلطاني” للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ونموذج كرسي عشاء سداسي الشكل صُنع للناصر محمد بن قلاوون، إلى جانب أول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي، وتُعرض مبخرة على شكل قطة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي، وإبريق خزفي مذهّب يعود إلى القرن الثالث عشر، حيث تعكس هذه المقتنيات التنوع الفني الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور.
ويأتي المعرض تتويجا للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تعزيز التعاون الثقافي وجعل الفنون جسراً للحوار والتواصل بين الشعوب، ويتيح الحدث للزوار فرصة استكشاف الجوانب الجمالية والفنية للحضارة الإسلامية العريقة، من خلال مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تروي قصصا تمتد عبر قرون من التاريخ الإسلامي.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للحضارة الإسلامية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، والتعريف بتراث العالم الإسلامي الغني، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي.
حضر افتتاح المعرض بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من، معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني العماني، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى سلطنة عمان الشقيقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وجمال الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني العماني، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.وام