جنوب غزة.. هكذا سيكون شكل عدوان إسرائيل وموقف أمريكا
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
بعد انتهاء الهدنة الإنسانية بين حركة "حماس" وجيش الاحتلال، من المرجح أن يشن الأخير عمليات نوعية دقيقة في جنوب قطاع غزة المكتظ بالنازحين؛ لتجنب تكرار خسائر بشرية كبيرة من المحتمل أن توتر العلاقات مع الحليف الأمريكي، بحسب تحليل في موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد".
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بدأت هدنة لمدة 4 أيام جرى تمديدها ليومين إضافيين حتى صباح غد الخميس، وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.
وقال "ستراتفور" إنه "بمجرد استئناف القتال، من المحتمل أن تكثف الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل للحد من الخسائر بين المدنيين، وخاصة في الجنوب، حيث فر حتى الآن نحو 1.7 مليون فلسطيني".
ومنذ اندلاع الحرب، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن لإسرائيل، وأعلن مرارا رفضه وقف القتال بشكل دائم؛ بزعم أن "حماس" ستستفيد منه.
"ستراتفور" تابع أن "الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة اتسمت بقصف مكثف للمناطق المبنية بهدف إضعاف وردع حماس، لكن أسفرت أيضا عن خسائر كبيرة بين المدنيين وادعاءات بجرائم حرب".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
فيما قتلت "حماس" أكثر من 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بدأت في مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
اقرأ أيضاً
الكشف عن الخطوط العريضة لمفاوضات الدوحة.. هدنة طويلة تشمل تبادل كل الأسرى
عمليات دقيقة
و"في حين أن جنوب غزة لا يحتوي على مناطق مبنية كبيرة مثل الشمال، إلا أن هناك حوالي 1.7 مليون نازح في المنطقة يتجمعون إلى حد كبير على طول الحدود بين مصر وغزة"، كما لفت "ستراتفور".
وأضاف أنه "سيكون من الصعب حماية هؤلاء النازحين إذا قررت إسرائيل تنفيذ قصف جوي آخر واسع النطاق قبل تحريك القوات البرية إلى الجزء الجنوبي من القطاع".
وقال إن "الولايات المتحدة ستكون حريصة على تجنب تكرار حوادث مثل انفجار المستشفى الأهلي ومعركة مستشفى الشفاء، والتي أثارت غضبا شعبيا إسلاميا وعربيا كبيرا وهددت باستفزاز إيران وتصعيد الميليشيات المتحالفة معها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل".
و"من المرجح أن تدفع واشنطن إسرائيل إلى تنفيذ المزيد من الهجمات الجراحية (الدقيقة) في الجنوب وتجنب المعارك في المناطق التي توجد بها أعداد كبيرة من النازحين، بينما تحاول أيضا إنشاء مناطق آمنة للمدنيين"، وفقا لـ"ستراتفور".
ويقول قادة الاحتلال إنهم مصرون على استئناف القتال، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل غزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
اقرأ أيضاً
بن غفير مهددا: وقف الحرب على حماس يساوي إسقاط الحكومة الائتلافية
خسائر كبيرة
ومن المرجح، كما زارد "ستراتفور"، "أن تؤدي حوادث قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى تأجيج المشاعر المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة وإثارة المزيد من الاحتجاجات والاضطرابات على مستوى العالم".
وأردف أن "تقديرات الأمم المتحدة تفيد بأن 60% من المساكن في غزة قد دمرت حتى الآن. وهذا يعني أن الفلسطينيين لا يستطيعون العودة بسهولة إلى الشمال مع اقتراب العمليات القتالية هناك".
وتابع أنه "إذا كانت إسرائيل غير راغبة أو غير قادرة على التقليل من الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين، بمجرد أن تبدأ حملتها العسكرية المتوقعة في جنوب غزة، فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستتوتر عندما يصبح المشرعون في الكونجرس، وخاصة الديمقراطيون، أكثر انتقادا في العلن لسياسات إسرائيل".
واستدرك "ستراتفور": "لكن حتى في الحملات الجراحية للغاية، فإن وقوع إصابات بين المدنيين أمر لا مفر منه، وقد تؤدي العمليات، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، إلى خسائر كبيرة بين المدنيين، خاصة أن إسرائيل قالت إنها تعتزم العودة إلى نفس شدة القتال التي كانت موجودة قبل الهدنة".
واستطرد: "فضلا عن ذلك فإن ضبط النفس قد يؤدي أيضا إلى إطالة أمد الحملة العسكرية في غزة، وهو ما لا يصب في مصلحة إسرائيل، حيث تتلهف حكومتها إلى إعلان النصر وإنهاء حالة الحرب والتعويض عن الانتقادات العالمية".
و"مع ذلك، إذا كان هناك عدد كبير من الضحايا المدنيين في الجنوب، فسيزيد من تضرر صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تتزايد المشاعر المنتقدة لسياسات إسرائيل، وستتجلى في جدل في الكونجرس حول المساعدات لإسرائيل"، كما ختم "ستراتفور".
اقرأ أيضاً
بعد الهدنة.. لهذا يصر الاحتلال على استئناف عدوانه على غزة
المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جنوب غزة عدوان إسرائيل أمريكا حرب حماس الولایات المتحدة بین المدنیین
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن أن تتأثر الصين بقرار حظر تيك توك في أمريكا؟
تطبيق تيك توك (مواقع)
مع إعلان الولايات المتحدة عن قرار حظر تطبيق "تيك توك" على أراضيها، تتوجه الأنظار إلى الصين، البلد الأم للشركة المالكة للتطبيق، لمعرفة التداعيات المحتملة لهذا القرار على عدة مستويات.
وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من التوتر المتزايد بين واشنطن وبكين، الذي يشمل مجالات التجارة، التكنولوجيا، والأمن القومي.
اقرأ أيضاً بعد حظره في أمريكا.. هل التيك توك معرض لخطر الحظر حول العالم؟ 18 يناير، 2025 3عادات تسرّع الشيخوخة وأخرى تبطئها.. تعرف عليها 18 يناير، 2025التأثير الاقتصادي على الشركة المالكة
شركة "بايت دانس" (ByteDance)، المالكة لتطبيق تيك توك، تواجه تحديًا ماليًا كبيرًا في حال تنفيذ الحظر داخل الولايات المتحدة، أحد أكبر أسواق التطبيق وأكثرها ربحية.
الخسائر في الإيرادات:
سيؤدي الحظر إلى تراجع كبير في إيرادات الإعلانات داخل السوق الأمريكي، مما يضعف الأداء المالي للشركة ويجعلها تعيد تقييم خططها التوسعية.
انخفاض الاستثمارات:
قد يثني الحظر المستثمرين العالميين عن تمويل الشركة، خاصةً إذا استمرت الضغوط الأمريكية على الشركات الصينية العاملة في قطاع التكنولوجيا.
ضربة للنفوذ التكنولوجي الصيني
تعتبر "تيك توك" واحدة من أبرز قصص النجاح التكنولوجية الصينية عالميًا، حيث أثبتت قدرة الصين على إنتاج تطبيق ينافس الشركات العملاقة مثل فيسبوك ويوتيوب.
تهديد للابتكار الصيني:
إذا نجحت الولايات المتحدة في فرض قيود على تيك توك، فقد يتسبب ذلك في تقليل الثقة العالمية بالتكنولوجيا الصينية، مما يُضعف طموحات الصين في تصدير تقنياتها إلى العالم.
استغلال المنافسين للوضع:
ستستفيد شركات التقنية الأمريكية، مثل ميتا (فيسبوك) ويوتيوب، من غياب تيك توك لتعزيز حصتها السوقية في قطاع الفيديو القصير.
تصعيد الحرب التكنولوجية بين الصين وأمريكا
يمثل قرار حظر تيك توك جزءًا من صراع أوسع بين الصين وأمريكا على الهيمنة التكنولوجية.
تصعيد الضغوط الدبلوماسية:
قد تعتبر بكين الحظر الأمريكي تصرفًا عدائيًا يستهدف الحد من صعود التكنولوجيا الصينية، مما يدفعها إلى الرد عبر فرض قيود على الشركات الأمريكية العاملة في الصين.
تسريع الاستقلال التكنولوجي:
قد يشجع الحظر الصين على تعزيز جهودها في تحقيق الاستقلال التكنولوجي وتقليل اعتمادها على الأسواق الغربية.
الأثر على العلاقات الثقافية والشبابية
على الرغم من أن القرار يبدو اقتصاديًا وأمنيًا في ظاهره، إلا أنه يحمل بُعدًا ثقافيًا. تيك توك كان أداة هامة للتأثير الثقافي بين الشباب في مختلف الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تقلص التأثير الثقافي:
الحظر قد يحد من انتشار المحتوى الصيني بين الشباب الغربي، مما يقلل من قدرة الصين على استخدام التطبيقات الاجتماعية كوسيلة للتأثير الثقافي.
انعكاسات على المستخدمين الدوليين
حظر تيك توك في الولايات المتحدة قد يدفع دولًا أخرى، خاصة الحليفة لأمريكا، إلى اتخاذ خطوات مشابهة. مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تراجع التطبيق على المستوى الدولي، مما يسبب خسائر ضخمة للصين في قطاع التكنولوجيا العالمي.
الخلاصة
قرار حظر تيك توك في أمريكا ليس مجرد قضية تقنية أو أمنية؛ بل هو حلقة جديدة في صراع طويل الأمد بين واشنطن وبكين. بالنسبة للصين، فإن تأثير القرار قد يتجاوز شركة "بايت دانس" ليصل إلى صورة الابتكار الصيني عالميًا وعلاقاتها مع الدول الأخرى. ورد فعل بكين على هذا القرار سيكون عاملًا رئيسيًا في تحديد طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع بين القوتين العظميين.