بعد رفض البرلمان وحفتر.. هل فشلت مبادرة باتيلي في ليبيا؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
طرح رفض اللواء الليبي، خليفة حفتر المشاركة في الحوار الذي دعا له المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي من أجل حل أزمة الانتخابات بعض التساؤلات حول دلالة الرفض وما إذا كانت المبادرة قد فشلت قبل أن تبدأ.
وأكد مصدر رفيع المستوى في القيادة العامة للجيش (قوات حفتر) أن "أي حوار سياسي لا يتضمن دعوة لممثلي الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة، أسامة حماد هو حوار غير متوازن وغير مقبول، وكون المبعوث الأممي قد استبعد في مبادرته دعوة الحكومة فإن الجيش يعلنها رسميا أنه لن يشارك في هذا الحوار".
ضغط واشتراطات
في حين، اشترط رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إقصاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة من المشاركة في الحوار الذي دعا إليه باتيلي، لجمع القادة الرئيسيين في البلاد بهدف حل خلافات الانتخابات.
وقال صالح في جلسة المجلس الثلاثاء إن "الدبيبة ليس طرفا في العملية السياسية، باعتبار أن حكومته منتهية الولاية منذ أن تم سحب الثقة منها"، وأن "الحكومة الشرعية هي المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد وأن مشاركته مرهونة بتحديد جدول أعمال الاجتماع، الذي يجب أن يتضمن تشكيل حكومة مصغرة مهامها محددة، تحصل على تزكية من مجلسي النواب والدولة، وتعطى الثقة من البرلمان"، وفق قوله.
هجوم واتهامات
في المقابل، اتهم باتيلي القادة الليبيين بأنهم "لا يريدون حلا لأزمة بلادهم وأن معظم هؤلاء لا يريدون الانتخابات وعودة الاستقرار، ما يهمهم هو المكاسب غير المتوقعة من النفط، والاستمرار في ضمان الوصول إلى جزء من هذا المورد"، وفق حديث إلى مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
فما تأثير رفض حفتر ومن قبله عقيلة صالح لمبادرة باتيلي على الخطوة؟وهل ترضخ البعثة لمطالبهم بإشراك حكومة الشرق في الحوار؟.
مطالب وشروط غير واقعية
من جهته، رأى وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "اشتراطات الأطراف الليبية على المبعوث الأممي سواء العسكريين أو البرلمان غير واقعية، فكيف يتم دعوة حكومتين لبلد واحدة، وأيضا كيف يشارك "المشير" حفتر في الحوار إذا كان باتيلى نفسه صرح أنه لا يوجد جيش وطني في ليبيا بل جيش في الشرق وآخر في الغرب".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "أيضا كيف يشترك عقيلة صالح في نفس الحوار إذا كان المبعوث الأممي وصف البرلمان بأنه منتهي الولاية، وحقيقة أؤيد ما قاله باتيلي طالما أن الجيش منقسم على نفسه شرقا وغربا وتتحكم فيه العصابات المسلحة غير النظامية"، وفق قوله.
حفتر والسيطرة على الانتخابات
في حين قال المستشار السياسي السابق للقيادة العامة (حفتر) والكاتب السياسي الليبي، محمد بويصير إن "اجتماع باتيلي ليس للإعداد لانتخابات تخدم تطلعات الليبيين ولكنه لتقاسم السلطة والثروة ولو من خلال انتخابات صورية، لذلك يريد حفتر أن يكون له صوتين وحليف، صوت عن طريق الجيش الوطني وصوت عن طريق حكومة حماد أو بالأحرى نجله بلقاسم وحليفه عقيلة صالح أي 3 أصوات تعادل الأصوات الثلاثة الأخرى في الاجتماع".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "ربما ينصاع باتيلى لهذه الاشتراطات وربما يرفع يده ويقدم استقالته، والأمران سواء فهو ثامن فشل أممي وليس الأول، ونجاح الأمم المتحدة في ليبيا يتحقق فقط بتغيير دور البعثة من مساندة الاستقرار إلى تحقيق الاستقرار"، حسب رأيه.
وتابع: "هذا الأمر يحتاج إلى قرار واضح وصريح فيه تكليف كامل مثل ذلك الذي كان في القرار 1509 عام 2003 بخصوص ليبيريا، وتزويد البعثة بخطة عمل تدعمها قوة على الأرض من قوات حفظ سلام دولية تعيد صياغة العملية السياسية في ليبيا بعيدا عن النخبة المتصارعة على السلطة والثروة"، كما قال.
مناورة ومناكفة سياسية
رئيس تجمع "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبد الكبير قال من جانبه إنه "حتى الآن لم يصل البعثة رد صريح ورسمي من قبل حفتر برفض المشاركة في الحوار، لذا كل ما يحدث من تصريحات أو تسريبات هو نوع من المناورة السياسية للضغط على البعثة من أجل الموافقة على مشاركة حكومة حماد في الحوار".
وأوضح أنه "من غير المتوقع أن تقبل البعثة بدعوة حكومة حماد للحوار لأسباب عديدة، أهمها: حكومة حماد غير معترف بها من الأمم المتحدة، وكذلك قبول البعثة بمشاركة حماد ستقابل برفض صريح من حكومة الدبيبة والتي تعتبر مشاركتها أساس نجاح الحوار"، وفق تقديره.
وأضاف لـ"عربي21": "في اعتقادي أن مبادرة باتيلي مصيرها الفشل لتضارب مصالح الأطراف الرئيسية التي من الصعب أن تصل إلى توافق فيما بينها حول النقاط الخِلافية، خاصة مع إصرار عقيلة صالح على تشكيل حكومة جديدة موحدة"، كما رأى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حفتر عبد الله باتيلي عقيلة صالح الدبيبة ليبيا ليبيا حفتر الحوار الليبي عقيلة صالح الدبيبة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المبعوث الأممی عقیلة صالح حکومة حماد فی الحوار فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
حكومة دولة الإمارات تطلق مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” لوضع إطار حكومي شامل لتعزيز الهوية الوطنية وتوحيد المبادرات والمشاريع المتعلقة بها
أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة “ترميز الهوية الوطنية”، وهي الأولى من نوعها، بهدف وضع إطار حكومي شامل لتعزيز الهوية الوطنية وتوحيد المبادرات والمشاريع المتعلقة بها عبر مختلف القطاعات، ضمن آلية وطنية تعكس قيم وتاريخ وثقافة الإمارات وتواكب متطلبات العصر، وذلك خلال خلوة الهوية الوطنية ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في دورتها الـجديدة لعام 2024، بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية.
وتسعى مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” إلى إنشاء مرجع موحد للهوية الوطنية وتمكين الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والمؤسسات في القطاع الخاص، والمؤسسات المجتمعية، وأفراد المجتمع من الاستعانة بهذا المرجع في المبادرات المختلفة، ووضع نهج تعاوني شامل يعزز التكامل بين مختلف هذه القطاعات، وإتاحة الأدلة والأطر التي تساهم في تعريف الهوية الإماراتية الوطنية، لكل من يعيش على أرض الدولة.
ركائز الهوية الوطنية.
وجمعت الخلوة التي تم تنظيمها بالشراكة بين وزارة الثقافة ومكتب المشاريع الوطنية في ديوان الرئاسة، نخبة من المسؤولين من الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والخبراء والمتخصصين ومجموعة مشاركة تعكس ثراء وتنوع مجتمع الإمارات، بما يضمن وضع تصور مشترك حول مبادرة ترميز الهوية الوطنية الإماراتية.
وهدفت خلوة الهوية الوطنية، التي استضافت القيادات الإماراتية من مختلف القطاعات التنموية، إلى مناقشة تعريف الهوية وركائزها الأساسية، وتحديد أسس الفهم المشترك للتحديات والوضع الراهن لترميز الهوية الوطنية، والتوافق على منهجية ترميز الهوية بشكل محدد بحيث يكون شاملاً للقطاعات ذات الأولوية، ووضع أبرز المبادرات لتفعيل الهوية الوطنية في القطاعات الرئيسية بناء على القيم والمبادئ الإماراتية.
وركزت الخلوة في مجموعاتها الرئيسية على عدد من الموضوعات التي تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية واعتزاز الشباب بها، والتمسك بالتاريخ الإماراتي وما حققته الدولة من نجاحات ومنجزات رائدة عالمياً، وشملت التراث واللغة، والاقتصاد والسياحة، والصناعات الثقافية والإبداعية، إضافة إلى المجتمع والتعليم والإعلام.
وتناولت الخلوة مجموعة المبادرات التي تعمل على إنجازها الجهات الحكومية، والمؤسسات الخاصة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية، وضرورة توحيد هذه الجهود من خلال وضع منظومة عمل كمرجع وطني موحد تعمق الفهم والاعتزاز بالثقافة الإماراتية، وتعزز التفاهم والتواصل بين أفراد المجتمع من أبناء مختلف الثقافات التي تعيش على أرض الدولة.
مبادرة “ترميز الهوية الوطنية”.
تسعى مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” إلى وضع تعريف شامل للهوية الوطنية وتوحيد مفهومها عبر القطاعات الحيوية، بما يضمن تأصيلها في جميع المبادرات والمشاريع الوطنية الحالية، وتبنيها في التخطيط الاستراتيجي لمستقبل دولة الإمارات، والحفاظ على منظومة القيم المغروسة في المجتمع والتقاليد وجعلها متاحة للجميع.
وتسهم كذلك في وضع إطار شامل للترميز عبر مبادرات تشاركية تجمع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة لوضع أفكارها ومقترحاتها ورؤاها نحو المستقبل، بما يضمن وضع إطار مرجعي موثوق يوحد الرسائل الوطنية عبر جميع المبادرات والبرامج، ويعزز الجهود الحكومية والتعليمية والإعلامية بما يضمن نشر وتعزيز الهوية الإماراتية بنهج موحدة ومتجانسة ومتسق عبر مختلف المستويات المحلية والدولية.
وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة تقدير القيادة الرشيدة، لأهمية تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الأصيلة التي تشكل أساساً لنهج الإمارات في بناء مستقبل مستدام، مشيراً معاليه إلى أن الهوية الوطنية الإماراتية تعدّ جوهر الحياة الاجتماعية والأخلاقية في الدولة، والتي تستند إليها الأجيال القادمة.
مرجعية مؤسسية موحدة.
وأضاف معاليه أنّ ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية وتعزيز قيمها للأجيال القادمة ينطلق أساساً من تأسيس مرجعية مؤسسية موحدة، وخطط وسياسات متوازنة، تعمل جميعها على حشد الجهود الوطنية وتنسيقها من أجل صون موروثنا، وإبراز عناصر ثقافتنا الإماراتية في مختلف القطاعات.
وأكد معاليه : “هويتنا الوطنية تعكس حاضرنا وماضينا، وتدعم مستقبلنا، ما يحتم علينا وضع إطار وطني موحد يمنح جميع المقيمين على أرض الدولة سبلًا واضحة للارتباط بها والتفاعل معها، وبما يساهم أيضا في التعريف بالهوية الوطنية لدولة الإمارات على الصعيد الدولي:.
من جهته أكد معالي أحمد بن محمد الحميري أمين عام ديوان الرئاسة أن خلوة الهوية الوطنية تعكس توجيهات قيادة دولة الإمارات بضرورة الوقوف على منجزاتنا الحالية، وتسهم في وضع تصور للمستهدفات والأولويات الوطنية المستقبلية من خلال تنظيم اللقاءات التي توحد العمل الحكومي الشامل وتكامل الجهود المختلفة التي تبذلها جميع القطاعات والشرائح المجتمعية.
وأضاف سعادته أن إطلاق مبادرة “ترميز الهوية الوطنية” ضمن أعمال الخلوة، يشكل خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق الأهداف الوطنية، عبر وضع مرجع موحد تعتمد عليه مختلف القطاعات في إطلاق المبادرات وتخطيط المشاريع بما ينسجم مع الهوية الوطنية الإماراتية، ويدعم منظومة القيم وأبعاد المواطنة الأصيلة.