وجد علماء الفلك أن درب التبانة كانت بمثابة "صحراء نيوترينو" لعدة عشرات الآلاف من السنين على الأقل.

ولم توجد بداخلها مصادر النيوترينوات عالية الطاقة، التي يوجد مثلها في المجرات البعيدة عنا. وقد نشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة Nature Astronomy.

وجاء في الدراسة: " مقارنتنا لإشعاع الخلفية أظهرت أن مجرة ​​درب التبانة أقل بـ20 مرة تقريبا من المجرات البعيدة عنا من حيث "سطوع" إشعاع النيوترينو، الأمر الذي يشير إلى أنه لم تكن في عشرات الآلاف من السنين القليلة الماضية داخل مجرتنا أي مصادر لتلك الأنواع من النيوترينوات عالية الطاقة والتي عادة ما تسود في إشعاع الخلفية خارج درب التبانة".

إقرأ المزيد ظواهر فلكية مميزة ستزين السماء قبل نهاية السنة

تم التوصل إلى هذا الاستنتاج من قبل مجموعة من علماء الفلك بقيادة البروفيسورة المساعدة في جامعة "ويسكونسن" في ماديسون الأمريكية كي فان، التي درست بيانات تم جمعها بواسطة مرصد IceCube  لنيوترينو الأرض، وكذلك تلسكوب "فيرمي" المداري خلال سنوات عديدة من أرصاد الأشعة الكونية، بصفتها جسيمات عالية الطاقة داخل درب التبانة وخارجها.

ويهتم علماء الفلك منذ فترة طويلة بكميات هذه الجسيمات التي تنشأ داخل مجرة ​​درب التبانة وما هي أجرام سماوية يمكن أن تولدها. ووجدت كي فان وزملاؤها أن عدد ومستوى نشاط المصادر داخل المجرة لمثل هذه الأشعة يمكن تحديده من نتيجة رصد إشعاع غاما المتناثر للمجرة والتدفق المتناثر لجسيمات النيوترينو، بالإضافة إلى الجسيمات والإشعاعات المماثلة التي تأتي من خارج المجرة.

واسترشادا بهذه الاعتبارات، حدد العلماء مواصفات المناطق داخل درب التبانة وخارجها باستخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة مختبر IceCube وتلسكوب Fermi طوال عملهما. ونتيجة لذلك، اكتشف علماء الفلك أن مجرة ​​درب التبانة تنتج كمية أقل بحوالي 20 مرة من النيوترينوات ذات الطاقة العالية وأشعة غاما المتناثرة المرتبطة بها مقارنة بالمجرات البعيدة، وهو الوضع الذي استمر لعدة عشرات الآلاف من السنين على الأقل.

ويدل ذلك على أن مجرة ​​درب التبانة هي نوع من "صحراء النيوترينو" حيث لا توجد مصادر مهمة لجسيمات الطاقة العالية للغاية، كما هو موجود في مجرات أخرى. وخلص الباحثون إلى أن دورها  يلعبه اندلاع نشاط الثقوب السوداء فائقة الكتلة، بما في ذلك مشاهد تدمير النجوم الناتج عن جاذبية تلك الثقوب السوداء، وهو ما لم يحدث في مجرتنا منذ مئات آلاف أو ملايين السنين.

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الفضاء علماء الفلک درب التبانة

إقرأ أيضاً:

علماء: التكفير يؤدي إلى تفرقة الأمة ولا يجوز تكفير أحد إلا بحكم القاضي

أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التكفير والتحديد في الأحكام الدينية أمر منوط بالقضاء الشرعي فقط، موضحا أن في الفقه الإسلامي، لا يجوز لأي فرد أن يقرر بشكل شخصي أن شخصًا آخر كافر أو مرتد، هذا الدور محصور في القاضي الشرعي، الذي يعتمد على معايير وأدلة دقيقة في الحكم على الحالات، ولا يمكن لأي شخص أن يحدد التكفير على شخص بعينه بناءً على تصرف أو قول عابر.

وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريح له، إلى أنه في حال شاهد شخصًا يتصرف بطريقة قد تكون مخالفة للدين، لا يمكن التسرع في الحكم عليه، موضحا: "قد أرى شخصًا يقوم بفعل قد يراه البعض كفرًا، ولكن لا يجوز لي القول بتكفيره، حتى لو كان الفعل يشير إلى الكفر بنسبة 99%، يجب أن أترك مجالًا للاحتمال، وأفترض أن هناك إمكانية لحمل الفعل على تفسير إسلامي معقول بنسبة %1".

وأكد أن هذه النقاط ذات أهمية بالغة في فهم الدين الإسلامي بشكل صحيح، مشددًا على ضرورة الحذر من التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين، موضحا أن العديد من الناس في المجتمعات قد يتخذون مواقف متسرعة من بعض التصرفات، مما يؤدي إلى الطعن في عرض الآخرين وتكفيرهم. 


وأضاف: "يجب أن نتعامل مع القضايا الدينية بالحذر، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتكفير شخص ما، لأن الحكم على الآخرين من أكبر الأمور التي يجب أن تظل محصورة في القضاء الشرعي، وليس في أيدي الأفراد".

وشدد على ضرورة الالتزام بما ذكره العلماء وأهل الفقه في هذه المسائل، مشددًا على أن حماية أعراض المسلمين والحفاظ على وحدة الأمة تقتضي ألا نتسرع في إصدار الأحكام، وعلينا أن نترك مجالًا دائمًا للتوبة والمراجعة، وأن نغض الطرف عن 99% من الشكوك ونركز على 1% من الأمور التي قد تحتمل التفسير الصحيح.

وواصل: أن ما شهدناه في أوقات سابقة من موجات إرهابية كان مثالًا حيًا على مخاطر التكفير، كما حدث في حادثة مسجد الروضة بشمال سيناء، حيث قتل المجرمون المصلين أثناء صلاة الجمعة، وكانوا يعتقدون أن هؤلاء المصلين ليسوا مسلمين، رغم أنهم كانوا يؤدون الصلاة ويشتركون في ذات العقيدة، وهذا هو أحد تجليات الفكر التكفيري الذي لا يرى إلا ما يراه هو.

وحذر من خطورة التكفير كأداة من أدوات الإرهاب الفكري التي قد تستغلها بعض الجهات لأهداف سياسية أو اجتماعية، وهناك جهات تعرف تمامًا أنها تروج لأفكار لا تمت بصلة للدين، ولكن هناك آخرون يقعون فريسة للجهل ويعتقدون أن تكفير الآخرين هو عمل ديني صحيح.

وشدد على أن التكفير ليس حقًا لأي فرد، بل هو أمر مختص بالقضاء الشرعي والفقهاء المتخصصين، ومن حق القضاء والعلماء المختصين أن يحددوا ما إذا كان الشخص كافرًا أم لا، أما الأفراد العاديون، فلا يجوز لهم أن يتخذوا هذا الحكم. فالله وحده يعلم ما في القلوب، ولا يحق لأحد أن يحكم على شخص آخر بناءً على تصرفاته فقط."

التكفير يؤدي إلى تفرقة الأمة وتشويه صورة الدين 


أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن خطبة الجمعة غدًا في مساجد مصر ستتطرق إلى التحذير من التكفير وأثره الخطير على وحدة الأمة، مضيفًا أنه سيتم التركيز على "خطورة التكفير، هذا الفعل الذي يؤدي إلى تفرقة الأمة الإسلامية، ويشوه صورة الدين، بل وقد يؤدي إلى استباحة الدماء.

وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، في تصريح له، أن التكفير ليس مجرد كلمة، بل هو قضية كبيرة جدًا في الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن التكفير كان موجودًا في تاريخ البشرية بشكل عام، وفي تاريخنا الإسلامي تحديدًا، وعانينا منه في فترات مختلفة، وهناك جماعات وفرق كانت ترفع هذا اللواء على مدار التاريخ، وكان لكل عصر طابع خاص بها، لكن هذه الفكرة في الوقت الحالي تُستخدم بشكل خاطئ من قبل البعض، مما يؤدي إلى تشويه صورة الدين الإسلامي".

ولفت الدكتور أيمن إلى أن هذه الخطبة تأتي في إطار حماية شباب الأمة من الفكر التكفيري الذي يروج له بعض الأفراد، خاصة الشباب، بدافع الغيرة على الدين والحماسة، قد يتصورون بعض الأمور بشكل خاطئ، ويبدأون بتشدد، ثم ينظرون إلى الآخرين باعتبارهم مفرطين في الدين، وقد يصل بهم الأمر إلى تكفيرهم".

مقالات مشابهة

  • علماء يختبرون عقار لعلاج أشكال نادرة من ضمور العضلات
  • دماء داخل البيوت.. الجرائم الأسرية عرض مستمر.. خبراء: من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمعات الحديثة وغياب الأدوار الثقافية والتربوية سبب رئيسي
  • بعد عقد من الاكتشافات.. غايا تكشف أسراراً تعيد رسم تاريخ درب التبانة وتغير مفهوم الكون
  • علماء: التكفير يؤدي إلى تفرقة الأمة ولا يجوز تكفير أحد إلا بحكم القاضي
  • لجنة فنية تكشف عدم أثرية 88 قطعة بحوزة مندوب شحن بالفيوم
  • وزيرة التضامن تتلقى تقريرًا عن زيارة لمركز الفلك لرعاية وتأهيل أطفال متلازمة داون بالغربية
  • إحالة عاطل بتهمة حيازة سلاح ناري وذخيرة في السلام للمحاكمة الجنائية
  • وفد التضامن يتفقد مركز الفلك لرعاية وتأهيل أطفال متلازمة داون سيندروم
  • إحالة عاطل بتهمة حيازة سلاح ناري وذخيرة بالسلام
  • إزالة 20 حالة تعدٍ في نطاق 5 مراكز بالبحيرة