ابتكار "رقعة من الأنسجة" لتصحيح عيوب القلب الخلقية عند الرضع
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ابتكر العلماء رقعة سميكة للغاية باستخدام الأنسجة المعدة مختبريا، قابلة للتحلل البيولوجي، قد تنجح في تصحيح عيوب القلب الخلقية عند الرضع، والحد من العمليات الجراحية.
وقال جيفري جاكوت، كبير مؤلفي الدراسة، والأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية بجامعة هارفارد في كلية الطب بجامعة كولورادو: "الهدف النهائي هو صنع أنسجة القلب المزروعة في المختبر من خلايا المريض نفسها والتي يمكن استخدامها لإعادة هيكلة القلب لتصحيح عيوبه".
ويخضع الأطفال المولودين بعيب خلقي لإجراء عملية جراحية في السنة الأولى من العمر. وبعض هذه العمليات تتطلب زرع رقعة قلب، لكن المواد الحالية المستخدمة في الرقعة غير حية وغير قابلة للتحلل. وهي لا تنمو مع المريض وغالبا ما تفشل لأنها لا تتكامل مع القلب.
وأوضح جاكوت أن الرقعة التي طورها مختبره، والتي تسمى "رقعة عضلة القلب المُصممة بالأنسجة"، يمكن أن تنجو من القوى الميكانيكية لجدار القلب وتندمج في القلب نفسه. ومن الناحية المثالية، فإنها سوف تستمر طوال حياة المريض.
وكشفت الدراسة أن "مواد التصحيح الحالية المتاحة لجراحي القلب للأطفال هي حصريا غير حية وغير قابلة للتحلل، والتي غالبا ما تفشل في فعاليتها العلاجية على المدى الطويل بسبب انخفاض المطاوعة، وزيادة خطر الإصابة بتجلط الدم وتضخم أنسجة البطانة، وعدم قدرتها على إعادة التشكيل والتكامل مع القلب".
وتتطلب الإصلاحات الدائمة مواد حيوية قابلة للتحلل ولكنها تعمل أيضا على تعزيز تجديد القلب بحيث يتم استبدال البقع في النهاية بعضلة القلب السليمة، وهي الطبقة العضلية الوسطى للقلب والأكثر سمكا.
وقال جاكوت: "أي بقع لا يتم استبدالها بأنسجة سليمة قبل تدهورها ستفشل حتما وتؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد".
إقرأ المزيدوتم إنشاء الرقعة في المختبر باستخدام تقنية تُعرف باسم الغزل الكهربائي، حيث يتم تطبيق الكهرباء على المحاليل السائلة لإنشاء ألياف نانوية تستخدم لصنع سقالة (إطار). ثم يتم حقن السقالة بالخلايا الحية، وهذا ما يصبح الرقعة المطورة في نهاية المطاف. وتبين أن السقالة كافية ميكانيكيا لإصلاح جدار القلب. لقد تمكنت الخلايا الوعائية من التسلل إلى أكثر من منتصف الطريق عبر السقالة في الخلايا المستزرعة (culture) الثابتة خلال ثلاثة أسابيع".
وتتطلب الرقعة المزيد من الاختبارات قبل أن يتم استخدامها على البشر.
ويأمل الفريق أنها ستلعب دورا حاسما في العلاج المستقبلي لعيوب القلب الخلقية وغيرها من أمراض القلب.
نشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة Materials Today Communications.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض امراض القلب قابلة للتحلل
إقرأ أيضاً:
التبرع بالـ.دم يقلل من الإصابة بمرض خطير
كشفت دراسة أجراها معهد فرانسيس كريك في لندن عن وجود صلة غير متوقعة بين التبرع المتكرر بالدم وانخفاض خطر الإصابة بسرطانات الدم، مع تقدمنا في العمر تتراكم الطفرات بشكل طبيعي في الخلايا الجذعية المكونة للدم، وهي عملية تُعرف باسم تكون الدم النسيلي، يمكن لبعض هذه الطفرات أن تزيد من خطر الإصابة بـ سرطان الدم واضطرابات الدم الأخرى.
أجرى الباحثون دراسة قارنوا فيها مجموعتين من الرجال الأصحاء في الستينيات من عمرهم، تبرعت إحدى المجموعتين بالدم ثلاث مرات في السنة لمدة 40 عامًا، بينما تبرعت المجموعة الأخرى بحوالي خمس مرات فقط في المجموع، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام: كان لدى كلتا المجموعتين عدد مماثل من الطفرات الجينية، ولكن المتبرعين المتكررين كان لديهم انتشار أعلى للطفرات التي لا ترتبط عادة بالسرطان.
يعتقد العلماء أن التبرع المنتظم بالدم قد يشجع على إنتاج خلايا دم جديدة، مما قد يُغير التركيب الجيني بشكل مفيد، وبينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث، تُشير هذه النتائج إلى تأثير وقائي محتمل ضد سرطانات الدم.
التبرع بالدم وصحة القلب
من أكثر فوائد التبرع بالدم توثيقًا تأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية، تلعب لزوجة الدم مدى كثافة دمك أو رقته دورًا حاسمًا في أمراض القلب، عندما يكون الدم كثيفًا جدًا، فإنه يزيد من خطر التجلط وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
بالتبرع بالدم، تُساعد في تقليل اللزوجة، مما يُسهل على قلبك ضخ الدم ويقلل من خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية.
فائدة أخرى لصحة القلب؟ يُساعد التبرع بالدم على تنظيم مستويات الحديد، فبينما يُعد الحديد ضروريًا لنقل الأكسجين، إلا أن الكميات الزائدة منه قد تُسهم في الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وكلاهما مرتبط بأمراض القلب.
يُمكّن التبرع بالدم بانتظام الجسم من التخلص من الحديد الزائد بشكل طبيعي، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن التبرع بالدم قد يُساعد في خفض ضغط الدم، خاصةً لدى الأشخاص المُصابين بارتفاع ضغط الدم.
أشارت الأبحاث الأولية إلى وجود صلة مُحتملة بين التبرع بالدم وتحسين حساسية الأنسولين، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، على الرغم من أن الدراسات لا تزال جارية، إلا أن الفكرة واعدة، خاصةً بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين مرض السكري وصحة القلب والأوعية الدموية.
مع أن التبرع بالدم ليس بديلاً عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة، إلا أنه قد يُوفر حماية إضافية من مرض السكري، من خلال الحفاظ على مستويات الحديد المُتوازنة وتحسين الدورة الدموية، يُمكن للتبرع المُنتظم أن يدعم الصحة الأيضية العامة.
فحص صحي مُختصر
في كل مرة تتبرع فيها بالدم، ستخضع لفحص صحي مجاني. قبل التبرع، يقوم الأطباء بفحص ضغط الدم ومستويات الهيموغلوبين ونبض القلب في بعض الحالات، يقومون أيضًا بفحص الأمراض المُعدية، على الرغم من أن هذا لا يُغني عن الفحوصات الطبية الروتينية، إلا أنه يُمكن أن يكون بمثابة نظام إنذار مُبكر للمخاوف الصحية المُحتملة.
بالنسبة للكثيرين، يُطمئن هذا الفحص الصحي المصغر الأشخاص على صحتهم العامة، ويُساعدهم على تحديد المشاكل الصحية قبل أن تتفاقم، في بعض الحالات، يكتشف المتبرعون بالدم حالات مثل فقر الدم أو ارتفاع ضغط الدم مبكرًا، مما يُمكّنهم من طلب العلاج الطبي قبل ظهور المضاعفات.
"تأثير المتبرع السليم"
يبقى سؤال واحد: هل هذه الفوائد الصحية نتيجة مباشرة للتبرع بالدم، أم أنها ببساطة تعكس "تأثير المتبرع السليم"؟ يجب على المتبرعين بالدم استيفاء معايير أهلية صارمة، باستثناء المصابين بأمراض مزمنة، أو بعض أنواع العدوى، أو من لديهم تاريخ مرضي بالسرطان. هذا يعني أن المتبرعين المنتظمين قد يكونون بالفعل يتمتعون بصحة أفضل من عامة الأشخاص.
ومع ذلك، حتى لو لم يقي التبرع بالدم من الأمراض بشكل مباشر، فإن أثره المنقذ للحياة على الآخرين لا يمكن إنكاره، ويظل التبرع بالدم مبادرة صحية عامة بالغة الأهمية تضمن للمستشفيات وخدمات الطوارئ الحصول على الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى المحتاجين بشدة.
المصدر: timesnownews