الخليج الجديد:
2024-12-18@10:52:02 GMT

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي لكنه هام

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي لكنه هام

تغيير طفيف في الإعلام الإسرائيلي… لكنه هام

هل تنتقل عدوى التغيير في الخطاب الإعلامي، وإن كان محدودا، إلى أصحاب القرار بإسرائيل الذين ما زالوا على لهجة التهديد بالعودة إلى الحرب بعد الهدنة؟

بدأ الإعلام الغربي على خجل النزول من شجرة الانحياز لإسرائيل فشرعت بعض الصحف وقنوات التلفزة الأمريكية والغربية في بث روايات أخرى عما جرى في غزة.

ما كان لهذا التحوّل التدريجي المحدود إعلاميا أن يتبدى دون: الصمود الأسطوري لأهالي غزة رغم كل الدمار الهائل وقدرة المقاومة على إلحاق الأذى بقوات الاحتلال.

«الصحافيون الأجانب يأتون إلى هنا فلا يصدّقون أعينهم: (..) لا توجد أبدا ضحية اسمها غزة، وهي غائبة، ليس فقط في الخطاب الإسرائيلي العام، بل عن النشرات العامة للأخبار».

«نشرات الأخبار في التلفزيون الإسرائيلي هي الوحيدة في العالم التي لا تعرف أننا قتلنا أطفالا والإعلام الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي لا يعرف أن الجيش الإسرائيلي ارتكب في هذه الحرب جريمة حرب صغيرة واحدة»!

* * *

ظل المشهد الإسرائيلي الداخلي كتلة صمّاء، لأكثر من شهر، لا أحد خلاله تجرّأ على أن يفعل غير أن يطلق العنان للرغبة الجامحة في مزيد الانتقام من الفلسطينيين جراء ما حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

لا يهم في ذلك لا المباني المدنية ولا المستشفيات ولا المدارس، ولا يهم كذلك أن يكون الضحايا من النساء والأطفال، بل ولا أحد يرغب حتى في معرفة ما يجري أصلا في غزة.

في مقال تحت عنوان «الوحشية تحوّلت إلى نمط سائد في وسط الخريطة السياسية وإلى يسارها أيضا» كتب الصحافي الإسرائيلي البارز «جدعون ليفي» المعروف بآرائه الجريئة والمختلفة دائما، أن «الصحافيين الأجانب الذين يأتون إلى هنا لا يصدّقون أعينهم: (..) لا توجد أبدا ضحية اسمها غزة، وهي غائبة، ليس فقط في الخطاب الإسرائيلي العام، بل أيضا عن النشرات العامة للأخبار».

ويضيف في مقالة في «هآرتس» الخميس الماضي أن «النشرات الإخبارية في التلفزيون الإسرائيلي هي الوحيدة في العالم التي لا تعرف أننا قتلنا أطفالا والإعلام الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي لا يعرف أن الجيش الإسرائيلي ارتكب في هذه الحرب جريمة حرب صغيرة واحدة».

هذه الكتلة الصمّاء، التي تجمع بين الإنكار وشهوة الانتقام الأعمى، بدأت في الأيام القليلة الماضية في التصدّع قليلا، قليلا ليس إلا، لكنه تصدّع جدير بالرصد والمتابعة مع أنه غير موجود حاليا سوى في بعض المقالات الصحافية المتناثرة وبعض البرامج التلفزيونية، وليس في الطبقة السياسية أو القيادات العسكرية.

أما نقطة التحوّل في هذا الاتجاه فكانت بالدرجة الأولى اتفاق الهدنة المؤقتة أكثر من أي اعتبار آخر، له علاقة بالدمار الذي أصاب غزة ولا سمعة إسرائيل في أوساط غربية عديدة عدّلت تدريجيا لهجة التأييد الأعمى الأول.

«هآرتس» التي تكاد الجريدة الوحيدة التي يمكن أن تقرأ على صفحاتها مقالات مختلفة عن السائد – ما دعا بعض الغلاة إلى طلب وقف أي دعم حكومي لها عبر الإعلانات أو الاشتراكات- نشرت الأحد الماضي مقالا للصحافية إيريس لعال تقول فيه إن المحتجزين لدى حركة «حماس» كان «بالإمكان تحريرهم قبل شهر لكن الجمهور لم يكن مستعدا لسماع ذلك» وإن الفارق الذي جعل عرض اليوم يبدو قابلا للتحقيق هو «نضج الجمهور الإسرائيلي» ليس إلا.

وتخلص الكاتبة في النهاية إلى القول إنه «يتعيّن على الجمهور أن يدرك بسرعة أننا لن نخرج منتصرين من هذه الكارثة، وإن السبيل الوحيد أمامنا هو استعادة جميع المخطوفين، حتى آخر واحد بينهم، وهذا لن يكون انتصارا، لكنه سيريح النفوس قليلا».

ما كان لهذا التحوّل التدريجي، والمحدود حاليا على الصعيد الإعلامي، أن يتبدى شيئا فشيئا دون أمرين أساسيين:

- الأول الصمود الأسطوري لأهالي غزة رغم كل الدمار الهائل،

- الثاني قدرة المقاومة على إلحاق الأذى بقوات الاحتلال، حتى وإن لم يجر الاعتراف الرسمي بذلك، وكلاهما هو من فتح الطريق لإنضاج فترة الهدنة المؤقتة وعملية تبادل الأسرى والمحتجزين.

هذه الهدنة التي كان الفضل فيها لما طرأ من تعديل على الكثير من المواقف الدولية بدءا من واشنطن وعديد العواصم الأوروبية التي باتت محرجة لأقصى حد وهي ترى استمرار القتل المجنون ضد النساء والأطفال العزل، قتل فضحته عدسات كاميرات التلفزيونات ونشطاء مواقع التواصل رغم أنف الإعلام الغربي المتحامل والمتعامي على كل ذلك.

حتى هذا الإعلام الغربي بدأ على خجل في النزول من شجرة الانحياز غير المعقول لإسرائيل فقد شرعت بعض الصحف وقنوات التلفزيون الأمريكية، وكذلك الغربية، في نشر روايات أخرى عما جرى حقيقة في غزة، بعيدا عن السردية السابقة التي اكتفت بإدانة ما جرى في السابع من أكتوبر وإغماض العينين وسد الأذنين عما حدث قبل ذلك من عذابات فلسطينية، وعما يحدث بعده.

وما قد يزيد في اتضاح هذا المنحنى هو تلك اللقطات المصوّرة المعبّرة للغاية التي ظهرت خلال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في الأيام الماضية فقد أبانت على مفارقات صارخة في كيفية تعامل كل من سلطات الاحتلال وحركة «حماس» مع من كان بحوزتهم.

وكيف كانت ملامح هؤلاء وهم يودّعون مسلحي «كتائب القسّام» وما الذي قالوه بعد إطلاق سراحهم، حتى أن برامج حوارية في محطات تلفزيون إسرائيلية لم تجد مفرا من الإشادة بما سمعوه من هؤلاء عن حسن معاملة خلال الحجز من غذاء ودواء وحتى أنشطة مختلفة.

ويبقى التحدّي الأكبر أن تنتقل «عدوى» هذا التعديل في الخطاب الإعلامي، وإن كان محدودا، إلى أصحاب القرار الإسرائيليين الذين ما زالوا على لهجة التهديد بالعودة إلى الحرب بعد الهدنة.

هذه العدوى قد تكون بدأت بتصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت التي قال إن إعلان الحكومة القضاء على «حماس» «أعطى توقعات غير واقعية» وأنه «بعد انتهاء العملية العسكرية يجب أن تعلن إسرائيل استعدادها البدء بمفاوضات حل الدولتين»… وتلك جولة أخرى لا تقل تعقيدا.

*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل حماس الخطاب الإعلامي الإعلام الإسرائيلي الإعلام الغربي إيهود أولمرت جدعون ليفي كتائب القسام الانحياز لإسرائيل الإعلام الإسرائیلی فی العالم فی الخطاب

إقرأ أيضاً:

تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة

دينا محمود (غزة، لندن)

أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 45 ألفاً الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة

شهدت مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تقدماً كبيراً بعد تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، فيما أعربت أوساط سياسية متابعة لملف الحرب عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع لإدارة ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن بلاده أصبحت «أقرب من أي وقت مضى» لإبرام صفقة للإفراج عن المختطفين في قطاع غزة.
وأشار كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه ستكون هناك أغلبية كبيرة في الحكومة تدعم الصفقة، لكنه شدد أيضاً على «ضرورة تقليل الحديث الآن في هذا الموضوع»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» تشهد تقدماً، لكنه حذر من أن «بعض الرهائن ربما يظلون في غزة لفترة طويلة، حال عدم تقديم تنازلات تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسماً، حيث من المتوقع أن ترد حركة «حماس» على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إنه ناقش الملف مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، موضحاً أن إسرائيل ستستمر في العمل من أجل إعادة جميع المختطفين «الأحياء والأموات».
وفي السياق، قال قيادي في حركة «حماس» أمس، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحات صحفية: «نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق». وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن «تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة».
وذكر أن «حماس والفصائل قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا».
وشدد على أن «حماس» والفصائل لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين و«صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى.
وأقر بأن «الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب»، وأوضح أن «الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب».
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات، إنه تم «إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترامب».
وقبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه، أعربت دوائر تحليلية وأوساط سياسية متابعة لملف الحرب في غزة، عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع للإدارة الجمهورية المقبلة، على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
فالتحركات الأخيرة لذلك الفريق، والتي شملت إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في بعض الدول المعنية بملف الحرب أواخر الشهر الماضي، أفضت على ما يبدو لإعادة تحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بإمكانية استئناف المحادثات الرامية، إلى التقريب بين وجهات نظر أطراف الصراع، من أجل التوافق على هدنة قريبة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يزور جبل الشيخ في سوريا الذي احتله الجيش الإسرائيلي بعد سقوط الأسد
  • الزيود: رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٢٩٠ دينار ليس كافيا لكنه خطوة بالاتجاه الصحيح
  • بيان لوزارة الزراعة بشأن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء العدوان الإسرائيليّ
  • ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟
  • تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
  • انخفاض طفيف لأسعار خام البصرة
  • شاهد بالفيديو.. المحترف السوداني بالدوري المصري سيف تيري: (الهلال ليس أفضل من المريخ لكنه يتفوق عليه بالاستقرار)
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • وزير التربية السوري: لا تغيير على المناهج الحالية إلا الرموز التي تمجد النظام السابق
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: التطورات الأخيرة في سوريا تفاقم المخاطر على الرغم من الاعتدال الذي يحاول قادة الفصائل إظهاره