التعامل مع الأسرى بين إنسانية المقاومة وبربرية الاحتلال
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
الرؤية- الوكالات
باءت مساعي جيش الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى شيطنة المقاومة الفلسطينية بالفشل، حين ادعى أن المقاومة تتعامل بطريقة وحشية مع الأسرى الإسرائيليين وخاصة النساء والأطفال، في حين فضح الأسرى الفلسطينيون المحررون جرائم الاحتلال ضد الأطفال والنساء في السجون.
ولقد تهاوت ادعاءات الاحتلال بالصوت والصورة من خلال مشاهد تسليم الأسرى ضمن اتفاق الهدنة، والمشاهد التي نشرتها المقاومة خلال تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، والتي ظهر فيها التعامل الإنساني من قبل أفراد المقاومة مع الأطفال الإسرائيليين داخل المستوطنات.
ففي اليوم الأول من "طوفان الأقصى"، نشرت القسام فيديو ظهر فيه المقاتلون وهم يتعاملون بإنسانية مع أطفال إسرائيليين خلال المعارك في "كيبوتس حوليت"، وتضمنت المشاهد مقاتلا وهو يلاعب أحد الأطفال، وآخر يحمل طفلين في يديه، وثالث يهز مهد رضيع لمساعدته على النوم.
وحين أفرجت المقاومة عن أسيرتين لدواع إنسانية، قالت إحداهما- يوخفد ليفشيتز- في مؤتمر صحفي بإحدى المستشفيات الإسرائيلية إنها ومن معها من الأسرى تلقوا معاملة جيدة من قبل مقاتلي الحركة الذين كانوا ودودين معهم، واهتموا باحتياجاتهم ووفروا لهم الرعاية الطبية اللازمة.
وأضافت أن عناصر المقاومة الفلسطينية الذين احتجزوها وأسرى آخرين طمأنوهم بأنهم لن يلحقوا بهم أي أذى، ووفروا لهم المأكل والمشرب خلال فترة احتجازهم، متابعة: "قالوا لنا إنهم يؤمنون بالقرآن، وإنهم لن يؤذونا، وسيعاملوننا كما يعاملون من حولهم، وكان يأتينا طبيب كل بضعة أيام ليتابع حالتنا وكان حريصا على توفير الأدوية لنا، وكنا نأكل الخبز مع الجبن الأبيض والخيار تماما مثلما يأكلون".
وردا على سؤال وُجّه إليها عن سبب مصافحتها عناصر المقاومة الفلسطينية الذين رافقوها ومسنة أخرى أثناء الإفراج عنها، أجابت بأنها فعلت ذلك لأنهم "عاملوها وباقي الأسرى بشكل جيد واهتموا بجميع احتياجاتهم".
وعقب إقرار الهدنة الإنسانية والاتفاق على تبادل الأسرى، كانت صورة الإنسانية أكثر وضوحا، إذ كان الأسرى الإسرائيليون في حالة صحية ونفسية جيدة، وأظهروا مشاعر الود لأفراد القسام وتبادلوا السلام معهم والتحية، في مشاهد تناولتها كل وسائل الإعلام، كما أن مديرة إحدى المستشفيات الإسرائيلية أكدت أن الصحة العامة لعموم الأسرى جيدة.
ولقد أكد هذا التعامل الإنساني، رسالة خطية لإحدى الأسيرات الإسرائيلية قبل الإفراج عنها، أعربت فيها عن امتنانها لعناصر وقادة القسام على حسن المعاملة معها ومع طفلتها خلال فترة أسرها.
وأضافت في الرسالة التي كتبتها بالعبرية ونشرتها كتائب القسام مترجمة إلى العربية: "للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق غدا، لكنني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه ابنتي إميليا، كنتم مثل الأبوين، دعوتموها إلى غرفتكم في كل فرصة أرادتها.. هي تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء؛ وإنما أحباب جيدون.. شكرًا شكرًا شكرًا على الساعات الكثيرة التي كنتم فيها كالمربية، الأولاد لا يحبون أن يكونوا في الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم في الطريق، اعتبرت ابنتي نفسها ملكة في غزة.. بشكل عام تعترف بالشعور بأنها ملكة".
ويقول محللون إن مثل هذه المشاهد في طريقة التعامل مع الأطفال والنساء، ومشاهد الوداع بين الأسرى ومقاتلي القسام تبطل الأكاذيب التي روجتها إسرائيل وحلفاؤها من أن المقاومة الفلسطينية قتلت أطفالا إسرائيليين.
ولقد أحدثت هذه المشاهد صدمة في الشارع الإسرائيلي، كما أن سلطات الاحتلال منعت الأسرى من الظهور أو الحديث لوسائل الإعلام، حتى لا يكشفوا أي جوانب إيجابية وإنسانية للمقاومةـ، مثلما فعلت الأسيرة المفرج عنها يوخفد ليفشيتز.
وفي المقابل، تمارس سلطات الاحتلال أبشع أشكال التنكيل والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها، وخاصة مع الأطفال والنساء.
وبعد الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق تبادل الأسرى ضمن الهدنة الإنسانية، تحدثت الأسيرات الفلسطينيات المحررات عن تعرضهن لمعاملة سيئة في السجون الإسرائيلية تصل حد الركل والضرب والحرمان من النوم والطعام والدواء.
كما تحدث الأطفال الفلسطينيون الأسرى المحررون عن تعرضهم للضرب والتجويع، وتعمّد الاحتلال لإذلالهم وإهانتهم حتى في لحظات الإفراج عنهم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
تحقيق إسرائيلي: الإجراءات العسكرية كان لها تأثير بمقتل 6 أسرى في رفح
كشف تحقيق عسكري "إسرائيلي"، أن أنشطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كان لها تأثير على قرار حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس قتل ستة أسرى في غزة في آب/أغسطس الماضي.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري حينها، أن الأسرى الرهائن الست قتلوا "قبل وقت قصير من وصولنا إليهم" وأنهم كانوا في نفق بمنطقة رفح.
وخلص التحقيق إلى أن الأسرى قُتلوا على يد خاطفيهم، وأن نشاط الجيش الإسرائيلي "في المنطقة، على الرغم من كونه تدريجيا وحذرا، كان له تأثير في حينه على قرار المسلحين بتنفيذ عمليات القتل.
وأوضح التحقيق أن الجيش لم يكن لديه معلومات مخابراتية مسبقة عن وجود الرهائن الستة في المنطقة.
من جانبه قال منتدى الأسرى والعائلات المفقودة في بيان الثلاثاء، إن "التحقيق الذي نُشر الليلة مرة أخرى يثبت أن عودة جميع الرهائن لن تكون ممكنة إلا من خلال صفقة".
وكان المنتدى قال عقب استعادة جثث الأسرى إن "إسرائيل ملزمة أخلاقيا وأدبيا باستعادة جميع المقتولين وإعادة جميع الرهائن الأحياء".
والأحد الماضي، كشفت القناة 12 العبرية، أن قوات الاحتلال وقعت في كمين وفشل استخباري، قبل نحو عام في قطاع غزة، أثناء عملية لإخراج أحد الأسرى من قطاع غزة.
وقالت القناة، إن الرقابة العسكرية سمحت بنشر تفاصيل ما جرى، في عملية نفذها جيش الاحتلال، لإخراج الأسيرة نوعا أرغماني، لكن المفاجأة كانت أن المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها كانت خاطئة، ولم تكن الأسيرة في المكان، وكان الموجود هو ساعر باروخ.
ووفق القناة فإن "المقاتلين وصلوا إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفورا في اللحظة الأولى فتح المسلحون النار عليهم بوابل كثيف من الرصاص، وتحولت عملية الإنقاذ بشكل مفاجئ إلى عملية لإجلاء الجرحى، حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروح خطيرة خلال المواجهة".
وبحسب ما كشفت القناة، فإن "المقاتلين عادوا بعد ساعات طويلة، وفي ذلك الوقت تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) معلومات استخبارية صدمت الجميع حيث اتضح أن الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير باروخ، الذي أسر من منزله في بئيري".
وأشارت القناة 12 إلى أنه "خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قتل ساهر بإطلاق نار على رأسه، وحتى اليوم، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قتل على يد المسلحين أو أصيب عن طريق الخطأ بنيران القوات".
ورغم تكتم الاحتلال عن هذه التفاصيل طيلة الفترة الماضية، فإن كتائب القسام، كشفت عن ما جرى منذ اللحظات الأولى لوقوع الاحتلال في الكمين، وكشفت أنه استخدم سيارة نقل تابعة لمنظمة دولية لم يسمها، ويشتبه بأنها الصليب الأحمر، لحمل قواته إلى مكان وجود الأسير.
وكشفت كتائب القسام كذلك أن الأسير الذي قتل هو ساهر باروخ، وعرضت مشاهد لجثته وقالت إنه قتل بنيران جيش الاحتلال، خلال العملية، فضلا عن نشرها مشاهد لدماء كثيفة لجنود الاحتلال غطت المكان بعد تعرضها لنيران "القسام"، وفقدانهم معدات عسكرية وإحدى الأسلحة الخاصة بهم.
وصرحت عائلة سهر باروخ للقناة 12: "الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل الأسرى، نأمل ألا تحدث وفيات أخرى من هذا النوع، وأن يعود جميع الأسرى في أسرع وقت من خلال صفقة".