تعد الحيوانات الأليفة من المخلوقات التي يفضل كثيرون اقتناءها في المنزل والعناية بها، الأمر الذي تسبب في تساؤل كثيرين عن  حكم اقتناء الحيوانات الطاهرة والانتفاع بها وتداولها بالبيع والشراء، بالإضافة إلى حكم لعب الأطفال الصغار مع الطيور، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية.

حكم اقتناء الحيوانات الطاهرة والانتفاع بها

وحول الحكم الشرعي فقد أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أنّ الأصل في الحيوانات الطاهرة المنتفع بها هو جواز اقتنائها والانتفاع بها وتداولها بعقود البيع والشراء ونحوها؛ وذلك لكونها بعضًا ممَّا سخره الله تعالى لمنفعة الإنسان وخدمته وتنعمه.

ولفتت «الإفتاء» إلى أنّ الانتفاع بالحيوان كما يكون بالأكل والحلب والركوب وحراثة الأرض، يكون أيضًا بجمال صوته كما في البلابل، وبجمال صورته ولونه كما في الطواويس، فالتنعم بمثل هذا يُعدُّ من الأمور التحسينية المباحة؛ فهو ضرب من الانتفاع بنعم الله سبحانه وتعالى، وباب لتدبر جليل آياته في إبداع الخلق وإتقان الصنع؛ قال تعالى: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ۞ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ﴾ [السجدة: 6-7]، وقال سبحانه: ﴿صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل: 88].

وتابعت: "وقد جاء في آيات القرآن الكريم ما يدل على جواز اقتناء الحيوانات وغيرها بقصد الانتفاع بحسنها والتحلي بها؛ طلبًا لإدخال السرور على النفس؛ قال تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾" [النحل: 8]، وقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" أن الصحابيَّ الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه كان له أخُ صغير يقال له: أبو عمير رضي الله عنه، وكان له نُغَرٌ يلعب به -أي طائر صغير يشبه العصفور، أحمر المنقار، وقيل: هو البلبل- فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء فرأى أبا عمير لاطفه وقال له: «أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ».

جواز لعب الصغير بالطير

وأشارت إلى أنّ في الحديث دلالة ظاهرة على جواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه وقص جناح الطير؛ إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية الحيوانات اقتناء الحيوانات

إقرأ أيضاً:

الشهداء.. أوسمةُ الخلود ومشاعلُ النصر على درب القدس

عدنان ناصر الشامي

في مقامٍ لا يماثله مقام، وفي منزلةٍ ليست كالمنزلة، يقف الشهداء العظماء على عتبات المجد، أُولئك الذين ناداهم الله إلى جواره وقلّدهم أوسمة الخلود، وألبسهم من كرامته تاجًا ومن شرفه حلّةً أبدية.

ليسوا أمواتًا في علم الله، بل هم نورٌ لا ينطفئ، وأملٌ لا يخبو، ورجالٌ لا يشوبهم شك ولا تخالط صدقهم خيانة. لقد باعوا دنياهم، ورهنوا أرواحهم للبارئ، فسُجّلوا في كتابه حياةً خالدة وذكرًا عبقًا يعمُّ الأرض.

ليسوا مُجَـرّد أسماء في صفحات التاريخ، بل هم رجالٌ صدقوا الوعد، وعاشوا الرجولة في صميمها، وجمعوا الفضائل من أطرافها. هم من صانوا المروءة والشهامة، وزينوا أنفسهم بالكرامة ولم يخشوا في الله لومة لائم، بل وقفوا كالجبل في وجه الظلم، فأذلّوا أعداء الله وأعلوا كلمة العدل. هؤلاء هم رجالات الله، رجال الحق الذين لا يتراجعون، ولا يتنازلون عن شرفهم ولا عزتهم.

بفضل دماء الشهداء الطاهرة، نهض شعبنا اليمني العظيم، ليصبح قوةً لا تُقهر، وجيشًا يزلزل الأرض تحت أقدام أعدائه، وأمةً تنحني لها الهامات. بفضل الله، وبفضل المشروع الذي أرساه الشهيد القائد، أصبحنا منارةً للأُمَّـة، نصون الكرامة، ونقود الأُمَّــة نحو مستقبل ناصع.

شهداء المسيرة القرآنية هم ورثة المشروع المقدَّس الذي أسَّسه الشهيد القائد، بدمائه الطاهرة وتضحياته العظيمة. لقد صنع بدمائه الطاهرة طوفانًا يجتاح كُـلّ طاغية ومستبد، ليعلن أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأمانة لا يحملها إلا من صدقوا العهد. لقد حملوا في قلوبهم القضية الفلسطينية، وأثبتوا أن لا عزة ولا شرف إلا بتحرير الأرض وتطهير المقدسات. حدّد الشهيد القائد للأُمَّـة عدوها الحقيقي، فربط الأُمَّــة بقضية فلسطين؛ باعتبَارها شرف الأُمَّــة ومحور عزتها.

فتحوا لنا أبوابَ النصر بدمائهم، وأعلوا راية العدالة، ودافعوا عن قيم الله في وجه الباطل. بذلوا أرواحهم؛ مِن أجلِ أن تبقى الأُمَّــة شامخة، ومن أجل إعلاء كلمة الله، ومن أجل تسييد الحق ودفع الباطل عن ديار المسلمين، وصون المبادئ التي أسسوا عليها حياتهم وجهادهم.

أحيوا الأُمَّــة، حرّروها من قيود الوصاية، ووهبوها حياة العزة والحرية. ولا تزال قوافل الشهداء تسير، ومنارات التضحية تضيء دروب النصر، وأبطال المقاومة يرصدون العدوّ في كُـلّ زاوية. تضحياتهم تغمر الأُمَّــة عزةً وبركة، وتجعل من أعدائنا عبرةً لأولي الألباب.

في أسبوع الشهيد، نرفع هاماتنا فخرًا واعتزازًا بمن قدّموا أرواحهم في سبيل الحق والكرامة.

الشهداء هم نور الأُمَّــة ومشعل النصر، هم من فتحوا لنا دروبَ العزة بدمائهم الطاهرة، وجعلوا من تضحياتهم بذورًا تنبت أملَ الحرية.

نستمد من عزائمهم وقود الصمود، ونستلهم من إرادتهم معاني التضحية، مؤكّـدين أن خطاهم الخالدة هي سبيلنا نحو التحرير والتمكين.

مقالات مشابهة

  • حكم البكاء على الميت وهل يعذبه ويأثم فاعله؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حجارة أثرية تحسم الجدل حول تاريخ اختراع العجلة
  • زيارة قبر الوالدين يوم الجمعة.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • شاهد...العرافة الشهيرة ليلى عبد اللطيف تحسم الجدل: هل يقترب مصير الحوثي من النهاية؟ تفاصيل مثيرة عن مستقبل صنعاء
  • الشهداء.. أوسمةُ الخلود ومشاعلُ النصر على درب القدس
  • الإفتاء تحسم الخلاف حول عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة
  • الحكومة تحسم الجدل بشأن طلب مصر زيادة شريحة صندوق النقد
  • حكم الشرع في عدم القدرة على الوضوء
  • زيادة الشريحة الرابعة| الحكومة تحسم الجدل حول ملياري دولار صندوق النقد.. وخبير: شائعات
  • «الإفتاء» تحسم الجدل حول حكم الصلاة عند إمامة المحدث للناس ناسيا