رام الله- مع تجدد مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تعود إلى المشهد أسماء بارزة وقيادات وازنة محكومة بالسجن المؤبد، بعضهم من قيادات الحركة وجناحها العسكري وبعضهم من فصائل أخرى رفضت إسرائيل الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.

والسجن المؤبد غير محدد بسنوات، والإجابة المتداولة بين المحامين أنه يعني السجن مدى الحياة، لكن مع عودة الاحتلال إلى احتجاز جثامين الشهداء عام 2015 فإن السجن المؤبد يعني إمكانية سجن الجسد بعد الوفاة.

ويُتهم أسرى المؤبدات بالتخطيط أو التنفيذ أو المشاركة في عمليات أدت إلى قتل إسرائيليين، وعادة يدل كل حكم بالسجن المؤبد على وجود قتيل، وتعدد المؤبدات يعني تعدد القتلى، وقد يصل إلى عشرات المؤبدات، وهم كثر.

إصرار حركة حماس

وتصدرت بعض الأسماء قائمة الأسرى الذين سبق أن طالبت بهم حركة حماس خلال مفاوضات صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي جلعاد شاليط ولم يفرج عنهم، ثم تصدرت أسماؤهم قائمة مطالب الحركة بعد أسرها جنودا خلال عدوان 2014 وبعده، ويتوقع مختصون أن تعود تلك الأسماء إلى الواجهة الآن.

ووفق مصدر فلسطيني اطلع على مفاوضات صفقة 2011، فإن لدى إسرائيل موقفا ثابتا بعدم الإفراج عن أسرى تعتبرهم "الأخطر" على الإطلاق، سواء من حيث الفكر أو العقلية أو المشاركة في عمليات.

وينقل المصدر -وهو أسير سابق- عن ضابط إسرائيلي قوله "حتى لو افترضنا أن إسرائيل انتهت فإن هؤلاء سنأخذهم معنا إلى حيث نذهب"، وذكر منهم محمود عيسى والشقيقين معاذ وعثمان بلال وعبد الناصر عيسى وإبراهيم حامد وعباس السيد وعبد الله البرغوثي.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها تمكنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أسر ما بين 200 و250 إسرائيليا -بينهم جنود- لمبادلتهم بنحو 7 آلاف أسير فلسطيني، ضمنهم أكثر من 550 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد مرة أو مرات عدة.


وفي ما يلي تعريف موجز بأبرز القادة الأسرى:

 محمود عيسى (حماس)

اعتقل الأسير محمود عيسى (55 عاما) -وهو من بلدة عناتا شرقي القدس– في 3 يونيو/حزيران 1993 قبل توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات و40 عاما بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي في محاولة لتحرير أسرى، على رأسهم مؤسس حركة حماس الراحل الشيخ أحمد ياسين.

معاذ وعثمان سعيد بلال (حماس)

اعتقل الأخوان عثمان (53 عاما) ومعاذ (52 عاما) -وهما من مدينة نابلس- في 19 أغسطس/آب 1995، وحكم على عثمان -وهو من أبرز قيادات حماس- بالسجن المؤبد 27 مرة بتهمة الوقوف وراء سلسلة عمليات استشهادية أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، فيما حكم على معاذ بالسجن المؤبد مرة واحدة بتهمة مشابهة.

عبد الناصر عيسى (حماس)

اعتقل عبد الناصر عيسى (55 عاما) مع الأسير عثمان بلال في نابلس بتاريخ 19 أغسطس/آب 1995، واتُهم بالضلوع في عملية استشهادية بالقدس حكم على إثرها بالسجن المؤبد مرتين و20 عاما، وهو من أبرز قادة الحركة الأسيرة.

إبراهيم حامد (حماس)

اعتقل إبراهيم حامد (58 عاما) من مدينة رام الله بعد مطاردة استمرت 8 أعوام بتاريخ 23 أغسطس/آب 2006، ويُتهم بقيادة كتائب القسام في الضفة الغربية والمسؤولية عن إعداد عمليات استشهادية، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 54 مرة.

الأسير إبراهيم حامد يقضي حكما بالسجن المؤبد 54 مرة (الجزيرة) عباس السيد (حماس)

ينحدر الأسير عباس السيد (57 عاما) من مدينة طولكرم، وكان اعتقاله الأخير في 8 مايو/أيار 2002، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 36 مرة إضافة إلى 200 سنة.

عبد الله البرغوثي (حماس)

ولد البرغوثي (51 عاما) في الكويت عام 1972، وانتقل للعيش في الأردن بعد حرب الخليج الثانية سنة 1990، يحمل الجنسية الأردنية، وانتقل إلى فلسطين عام 1997.

اعتُقل في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية في 5 مارس/آذار2003، وهو صاحب أكبر حكم يصدر في تاريخ الاحتلال، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة إضافة إلى 5200 عام بتهمة تنفيذه 7 عمليات فدائية وضلوعه في 7 عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل 67 إسرائيليا وجرح أكثر من 500 آخرين.

عبد الله البرغوثي صاحب أكبر حكم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي (مواقع التواصل الاجتماعي) وائل محمود محمد علي قاسم (حماس)

ينحدر قاسم (53 عاما) من بلدة سلوان في القدس، واعتقل في 18 أغسطس/آب 2002، محكوم عليه بالسجن 35 مؤبدا و50 عاما بتهمة الانتماء إلى حركة حماس والعمل مع خلية مسلحة تابعة لجناحها العسكري.

جمال أبو الهيجا (حماس)

ولد أبو الهيجا (64 عاما) في مخيم جنين، وتنقّل بين السعودية والكويت قبل عودته إلى فلسطين عام 1990، واعتُقل آخر مرة في 26 أغسطس/آب 2002، حكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات بتهمة قيادة العمل العسكري في مخيم جنين إبان اجتياحه في 2002 والضلوع في عملية قتل فيها 7 إسرائيليين.

عمار الزبن (حماس)

الأسير الزبن (48 عاما) من رأس العين قضاء مدينة نابلس، ومعتقل منذ 11 يناير/كانون الثاني 1998، حكم عليه بالسجن المؤبد 27 مرة بالإضافة إلى 25 سنة بتهمة العضوية في كتائب القسام والمسؤولية عن تنفيذ سلسلة عمليات.

الأسير نائل البرغوثي يقضي عامه الـ44 في سجون الاحتلال (مواقع التواصل الاجتماعي) نائل البرغوثي (حماس)

خلال نوفمبر/تشرين الثاني الحالي دخل الأسير نائل البرغوثي (66 سنة) عامه الـ44 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما في سجن متواصل، ليكون بذلك أقدم الأسرى الفلسطينيين.

اعتُقل نائل مرات عدة كان أبرزها في ديسمبر/كانون الأول 1977 وحكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاما، ثم أطلق سراحه في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، لكن أعيد اعتقاله بعد أقل من 3 سنوات وأعيد له حكمه السابق.

مروان البرغوثي (فتح)

ولد العضو في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي (65 عاما) في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، واعتقل مرات عدة منذ 1967 وأُبعد عن الضفة، قبل أن يعود إليها مع قيام السلطة، محكوم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة خلال انتفاضة الأقصى.

مروان البرغوثي قيادي بارز في حركة فتح يقضي الحكم المؤبد 5 مرات في سجون الاحتلال (ناشطون) محمد أبو وردة (حماس)

اعتقل الأسير محمد عطية محمود أبو وردة (47 عاما) -وهو من مخيم الفوار في محافظة الخليل- بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، محكوم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة بتهمة الانتماء إلى كتائب القسام والمسؤولية عن عمليات عدة أدت إلى مقتل 45 إسرائيليا.

أحمد المغربي (حماس)

اعتقل أحمد يوسف أحمد المغربي (48 عاما) -وهو من بيت لحم- في 27 مايو/أيار 2002، محكوم عليه بالسجن المؤبد 18 مرة بتهمه الاشتراك في تنفيذ عمليات أوقعت قتلى إسرائيليين.

الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين (الجزيرة) أحمد سعدات (الجبهة الشعبية)

ينحدر أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات (70 عاما) من مدينة البيرة، واعتقل من سجن للسلطة الفلسطينية بمدينة أريحا في 14 مارس/آذار 2006، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما بتهمة علاقته بعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي من قبل أعضاء في الجبهة عام 2001.

ثائر حماد (فتح)

اعتقل ثائر كايد قدورة حماد (43 عاما) -وهو من سكان بلدة سلواد قضاء رام الله- في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2004، محكوم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، ويلقب بقناص عيون الحرامية لتنفيذه عملية قنص في منطقة عيون الحرامية قرب رام الله عام 2002 أدت إلى مقتل 11 جنديا إسرائيليا.

الأسرى الستة الذين استطاعوا الهرب من سجن جلبوع شديد التحصين (مواقع التواصل) أسرى النفق (الجهاد الإسلامي وفتح)

في 6 سبتمبر/أيلول 2021 تمكن الأسرى مناضل يعقوب نفيعات ومحمد قاسم العارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله العارضة من حركة الجهاد الإسلامي وزكريا الزبيدي القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى من الهروب عبر نفق من سجن جلبوع، ثم أعيد اعتقالهم خلال الأسابيع التالية.

أسرى ما قبل أوسلو

يستمر اعتقال 22 فلسطينيا منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 2023 والتي تأسست بموجبها السلطة الفلسطينية، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ عام 1985.

محررو صفقة وفاء الأحرار 2011

من بين المعتقلين الذين تكرر ذكرهم على لسان قادة حماس محررو صفقة "وفاء الأحرار"، وبينهم 11 محررا أعيد اعتقالهم عام 2014 وأعيدت لهم أحكامهم السابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وفاء الأحرار أدت إلى مقتل حرکة حماس عبد الله رام الله من مدینة أغسطس آب وهو من

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. خبير: إسرائيل استغلت "طوفان الأقصى" لتحقيق أهدافها في المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل استغلت عملية "طوفان الأقصى" كذريعة لتسريع تنفيذ وتحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، المتمثلة في مزيد من التوسع في الأراضي العربية، سواء في غزة أو الضفة أو لبنان أو سوريا، ويظهر ذلك من خلال تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، فيما يتعلق بتحقيق أهدافه ومعادلاته في المنطقة ورسم الخرائط الجديدة في تلك المناطق.

وأضاف "سيد"، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تأتي ضمن مخطط خبيث قديم لفرض معادلات جديدة وأمر واقع من قبل المجموعة التي تحكم دولة الاحتلال الآن، والتي تعتبر الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.

وتابع خبير العلاقات الدولية: "الحكومة الإسرائيلية استغلت الظروف الراهنة في المنطقة بل ساهمت في صناعتها بما يدفع إلى نشر مزيد من الفوضى، وبالتالي تنفيذ مخططاتها."

وأشار إلى أن الاعتداءات والتعديات الإسرائيلية في سوريا جاءت عقب لحظات قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، فضلاً عن الإسراع في تدمير مقدرات الجيش السوري، والتوغل العسكري وضم أراضٍ جديدة مثل الجولان ومنطقة جبل الشيخ، والوصول حتى حدود محافظة دمشق، والاستيلاء على مناطق مثل القنيطرة ودرعا. وهو ما يعكس المخطط الإسرائيلي الذي يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وانتهاكًا سافرًا للسيادة السورية، وخرقًا للاتفاقيات والمعاهدات بما في ذلك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: طوفان الأقصى أحدث زلزالا كبيرا في المنطقة
  • خبير عسكري يكشف ملامح الصفقة المنتظرة بين إسرائيل وحماس وأعداد أسرى التبادل
  • أحمد موسى: غزة لن تعود كما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى
  • الصهاينة يعانون صدمة جماعية متواصلة بسبب أن الأسرى في يد حماس
  • أمسية ثقافية في المشنة بإب تحت شعار “طوفان الأقصى جهادٌ وانتصار”
  • الحديدة.. مسيران لخريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس والزيدية
  • تدشين الدورات العسكرية المفتوحة في مديرية الوحدة بأمانة العاصمة
  • بعد 11 عاماً.. المنيا تؤيد أحكامًا بالسجن المشدد لـ4 متهمين في أحداث عنف العدوة
  • بالفيديو.. خبير: إسرائيل استغلت "طوفان الأقصى" لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • اختتام دورات “طوفان الأقصى” في إدارات أمن مديريات الضالع