صحفي بريطاني عن فيلم إسرائيلي لـ7 أكتوبر: مشاهد لتمييز حماس بين المدنيين والعسكريين
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كشف صحفي بريطاني حضر عرضا مصورا حول هجوم الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل (طوفان الأقصى)، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نظّمه الملحق العسكري الإسرائيلي في لندن؛ عن خلاصة ما شاهده، مشيرا إلى أنها لا تقدم أدلة على جرائم تقول إسرائيل إن حماس ارتكبتها، مثل قتل أطفال أو اعتداءات جنسية أو قطع رؤوس، بل إن الصحفي أوين جونز كشف أن أحد المشاهد يظهر عناصر حماس وهم يسألون أشخاصا في السيارات إن كانوا مدنيين أم عسكريين، أي أنه كانت هناك محاولة لـ"التمييز".
وقال جونز إن العرض الذي دُعيت إليه مجموعة صغيرة من الصحفيين في لندن، كان يهدف، بالإضافة إلى عرض ما تقول إسرائيل إنها جرائم ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فإنه كان أيضا "كقضية علاقات عامة لتبرير المذبحة الإسرائيلية ضد غزة".
وقال إن من قتلتهم إسرائيل من المدنيين في غزة يبلغ نحو 20 ضعف عدد من قتلوا من المدنيين الإسرائيليين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، موضحا أن بين الشهداء في غزة نحو 8 آلاف طفل. وذكر أن نحو 1 في المئة سكان غزة "تم القضاء عليهم"، وأكد ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب و"إبادة جماعية" في غزة.
والمشاهد التي عُرضت في لندن وواشنطن أمام صحفيين وسياسيين، قيل إنها صُورت عبر كاميرات كان يرتديها عناصر حماس، وكاميرات المراقبة، والهواتف المحمولة، والكاميرات المثبتة في السيارات، وكذلك تم عرض تسجيلات صوتية زعم الإسرائيليون أنها لاتصالات تم اعتراضها لعناصر من حماس. وهي مشاهد من آلاف الساعات التي تم الحصول عليها، لكن "هذه المشاهد لم يتم اختيارها عشوائيا"، كما يقول جونز.
وأوضح جونز أنه "لا يستطيع صحفي مستقل أو مؤرخ الوصول لنتيجة أو تقييم حاسم لما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من هذه المشاهد".
وذكر جونز أنه تم الترويج سابقا بأن 40 رضيعا إسرائيليا تعرضوا للذبح، "والآن في المشاهد التي تم عرضها ظهر جندي مقطوع الرأس، ولكن لا يبدو قطع رأس كطريقة للإعدام"، موضحا أنه لم يتم عرض أي مشهد لقطع رؤوس أشخاص أحياء.
كما أنه "إذا كان هناك تعذيب فلم يظهر دليل عليه في المشاهد، وإذا كان هناك اغتصاب أو عنف جنسي، فلم نشاهد هذا في الصور كذلك".
وقال إنه تم عرض صور لجثة محروقة بدون ملابس داخلية كدليل على الاغتصاب "ولكن هذا لا يعد دليلا حاسما"، مضيفا: "لا نرى (في الصور) أطفالا يُقتلون"، رغم أن شخصا كان يتحدث خلال العرض قال إن هناك أطفالا قُتلوا. وأوضح جونز أن ما ظهر كان صور أطفال وقد طُمست ملامح وجوههم دون إثبات على أنه تم قتلهم من قبل حماس، وهو ما أكده ممثل جيش الاحتلال أيضا خلال العرض، حيث ذكر أنه لا توجد صور لقتل أطفال إسرائيليين.
كما عُرضت مشاهد من الهجوم على الحفل الموسيقي، وذكر جونز أنه ظهر عناصر من حماس وهم يوقفون السيارات ويسألون أشخاصا في داخلها إن كانوا جنودا، "فمن الواضح أنه كان هناك بعض التمييز بين المدنيين والجنود.. في المشاهد التي تم اختيارها من بين آلاف الساعات".
وقال جونز إن "السؤال الكبير" هو حول ما قيل عن اعتراض اتصالات حماس، وتم الحديث عن بعضها في المشاهد التي عُرضت.
وفي إحدى المحادثات المزعومة، يتحدث أحد عناصر حماس مع والديه من هاتف أحد ضحاياه، وأنه تم تسجيل المكالمة على الهاتف. وفي محادثة أخرى يطلب أحدهم قطع الرؤوس واللعب بها كرة قدم، فيما يتفاخر آخر في محادثة على هاتف ضحيته؛ بقتل 10 يهود وأنه طلب مشاهدة الصور على واتساب.
لكن جونز شكك في هذه التسجيلات، وقال إن "هذا المستوى من السادية لم يظهر في المشاهد التي عُرضت في الفيديو"، مؤكدا ان هذه التسجيلات بحاجة للتحقق.
وأشار إلى أنه "خلال هذا الصراع نشرت إسرائيل تسجيلات في وقت سابق، لمحادثات مفترضة تم اعتراضها، لكن تم تحدّيها من قبل خبراء"، وقال إنه لا يوجد سبب يمنع نشر التسجيلات لإتاحتها للخبراء.
ولفت جونز إلى أنه تمت مراجعة عدد القتلى الإسرائيليين المدنيين لينخفض من 1100 إلى 900، وقال: "لا نعرف كيف قُتل هؤلاء"، مشيرا إلى أن العديد من الجثث المحترقة التي قيل سابقا إنها لإسرائيليين تبين أنها لعناصر حماس (200 جثة)، بحسب متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية. وتساءل جونز عما إذا كان عناصر قد أحرقوا أنفسهم متعمدين.
وبينما قال إن حماس مسؤولة عن قتل مدنيين إسرائيليين واتهمها بارتكاب "جرائم حرب" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تساءل أيضا عن عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا بسبب إطلاق النار والقصف من القوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات، وهو ما أشارت إليه صحف إسرائيلية.
وانتقد جونز وصف المتحدثين الإسرائيليين حماسَ بأنها "أسوأ من النازيين" بناء على الصور التي تم عرضها، وقال "إن هذا يسيء للأدلة التاريخية"، نظرا لمسؤولية النازيين عن الهولوكست وقتل ملايين اليهود، وحذر من خطورة طمس هذا التاريخ مع تصاعد اليمين المتطرف.
— Owen Jones (@OwenJones84) November 28, 2023
سعي لإدانة من الأمم المتحدة
وسعت إسرائيل للحصول على إدانة من الأمم المتحدة لما قالت إنه عنف جنسي ضد النساء خلال هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تزعم وقوع اعتداءات جنسية على النساء، بما في ذلك الاغتصاب، بحجة العثور على جثث عارية.
وفي هذا السياق، عقد المندوب الإسرائيلي اجتماعا بمقر الأمم المتحدة في جنيف مساء الاثنين.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه ندد بهجوم الفصائل الفلسطينية ووصفه بأنه "شنيع ووحشي وصادم"، لكن إسرائيل لم تسمح حتى الآن لمراقبي المكتب بالدخول لبدء تحقيق.
وزعمت روث هالبرين كداري، الأستاذة المشاركة في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، والتي ألقت كلمة خلال الاجتماع، أن منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة "قللت من شأن" العنف الجنسي "واستهانت به".
وقالت متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ إن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، طلب دخول إسرائيل للمراقبة وجمع المعلومات حول هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لكنه لم يتلق ردا من إسرائيل.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة رافينا شامداساني قولها: "يحاول المكتب إجراء مراقبة عن بُعد لهذه الانتهاكات وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وأدى عدم إمكانية الوصول المباشر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى إعاقة العمل".
ومن بين الهيئات التي يقول خبراء حقوق الإنسان إنها يمكنها التحقيق بهذا الشأن؛ لجنة تحقيق مستقلة شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكن إسرائيل لا تتعاون معها بدعوى التحيز. كما دعا مكتب تورك السلطات الإسرائيلية إلى التعاون مع هذا التحقيق.
وسبق أن كذّبت حماس المزاعم الإسرائيلية، سواء بشأن هذه الاعتداءات أو جرائم أخرى مثل قطع رؤوس الأطفال,
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينية إسرائيل جرائم غزة إسرائيل فلسطين غزة جرائم طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی 7 تشرین الأول فی المشاهد التی الأمم المتحدة للأمم المتحدة حقوق الإنسان عناصر حماس التی تم وقال إن إلى أن أنه تم تم عرض
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: الافتقار للاستخبارات والتنظيم وراء فشل 7 أكتوبر
قال المحلل العسكري آفي اشكنازي -عبر صحيفة معاريف الإسرائيلية- إن معركة معبر إيريز (بيت حانون) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجسد النقاط الأساسية لفشل ذلك اليوم، وهي "الافتقار للاستخبارات والتحضير والتنظيم والتنسيق، والافتقار للقيادة".
وذكر أنه قُتل 9 جنود خلال اشتباكات داخل معسكر معبر إيريز، وأُسر 3 آخرون في قطاع غزة.
وأضاف أن المقاومين الفلسطينيين وصلوا إلى الحاجز واحتلوه، وانسحب حراس الأمن التابعون لوزارة الحرب، وعددهم 5، إلى غرفة الاتصالات في الطابق الثاني وأغلقوا الباب على أنفسهم.
بعدها، وصل نائب قائد سرية المدرعات، التي كانت قوة احتياطية، إلى بوابة المحطة وتعرض لإطلاق نار، منعه من فتح بوابة الدخول.
في هذه الأثناء، ورد تقرير عن تسلل إلى المستوطنة بالقرب من "نيتف هعتسراه"، وبناءً على تعليمات قائد الكتيبة، غادرت قوة الشرطة العسكرية الإسرائيلية المكان وهرعت للوصول إلى المستوطنة.
ووصف المحلل تفاصيل معركة معبر إيريز العسكري وما جرى فيها من الإجهاز على جنود الاحتلال وأسر عدد منهم.
وأشار إلى أنه في الساعة 07:01 صباحا وصل المقاومون إلى بوابة الدخول إلى القاعدة، وأطلقوا صاروخا مضادا للدبابات على الموقع.
إعلانوفي غضون 15 دقيقة تقريبا، تمكن 20 مقاوما فلسطينيا من قتل 3 جنود وأسر 3 آخرين. وحاول قائد الخدمة بجيش الاحتلال وعدد من الجنود الاشتباك بالأسلحة النارية، لكن في مرحلة ما نفدت ذخيرتهم وتم حبسهم داخل مقر العمليات المحمي بالحاجز.
وأشار المحلل إلى أنه رغم كل هذه "الثغرات" في سلوك القادة ونتائج المعركة الصعبة التي جرت على حاجز إيريز، فإن الجيش الإسرائيلي اختار منح قائد المنشأة، وهو ضابط برتبة مقدم، وسام الاستحقاق العسكري، إذ تم تعيينه مؤخرا ملحقا عسكريا للجيش في بلجيكا.
يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية شنت فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية على إسرائيل، شملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة. وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.