كشف صحفي بريطاني حضر عرضا مصورا حول هجوم الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل (طوفان الأقصى)، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نظّمه الملحق العسكري الإسرائيلي في لندن؛ عن خلاصة ما شاهده، مشيرا إلى أنها لا تقدم أدلة على جرائم تقول إسرائيل إن حماس ارتكبتها، مثل قتل أطفال أو اعتداءات جنسية أو قطع رؤوس، بل إن الصحفي أوين جونز كشف أن أحد المشاهد يظهر عناصر حماس وهم يسألون أشخاصا في السيارات إن كانوا مدنيين أم عسكريين، أي أنه كانت هناك محاولة لـ"التمييز".



وقال جونز إن العرض الذي دُعيت إليه مجموعة صغيرة من الصحفيين في لندن، كان يهدف، بالإضافة إلى عرض ما تقول إسرائيل إنها جرائم ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فإنه كان أيضا "كقضية علاقات عامة لتبرير المذبحة الإسرائيلية ضد غزة".

وقال إن من قتلتهم إسرائيل من المدنيين في غزة يبلغ نحو 20 ضعف عدد من قتلوا من المدنيين الإسرائيليين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، موضحا أن بين الشهداء في غزة نحو 8 آلاف طفل. وذكر أن نحو 1 في المئة سكان غزة "تم القضاء عليهم"، وأكد ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب و"إبادة جماعية" في غزة.


والمشاهد التي عُرضت في لندن وواشنطن أمام صحفيين وسياسيين، قيل إنها صُورت عبر كاميرات كان يرتديها عناصر حماس، وكاميرات المراقبة، والهواتف المحمولة، والكاميرات المثبتة في السيارات، وكذلك تم عرض تسجيلات صوتية زعم الإسرائيليون أنها لاتصالات تم اعتراضها لعناصر من حماس. وهي مشاهد من آلاف الساعات التي تم الحصول عليها، لكن "هذه المشاهد لم يتم اختيارها عشوائيا"، كما يقول جونز.

وأوضح جونز أنه "لا يستطيع صحفي مستقل أو مؤرخ الوصول لنتيجة أو تقييم حاسم لما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من هذه المشاهد".

وذكر جونز أنه تم الترويج سابقا بأن 40 رضيعا إسرائيليا تعرضوا للذبح، "والآن في المشاهد التي تم عرضها ظهر جندي مقطوع الرأس، ولكن لا يبدو قطع رأس كطريقة للإعدام"، موضحا أنه لم يتم عرض أي مشهد لقطع رؤوس أشخاص أحياء.

كما أنه "إذا كان هناك تعذيب فلم يظهر دليل عليه في المشاهد، وإذا كان هناك اغتصاب أو عنف جنسي، فلم نشاهد هذا في الصور كذلك".

وقال إنه تم عرض صور لجثة محروقة بدون ملابس داخلية كدليل على الاغتصاب "ولكن هذا لا يعد دليلا حاسما"، مضيفا: "لا نرى (في الصور) أطفالا يُقتلون"، رغم أن شخصا كان يتحدث خلال العرض قال إن هناك أطفالا قُتلوا. وأوضح جونز أن ما ظهر كان صور أطفال وقد طُمست ملامح وجوههم دون إثبات على أنه تم قتلهم من قبل حماس، وهو ما أكده ممثل جيش الاحتلال أيضا خلال العرض، حيث ذكر أنه لا توجد صور لقتل أطفال إسرائيليين.


كما عُرضت مشاهد من الهجوم على الحفل الموسيقي، وذكر جونز أنه ظهر عناصر من حماس وهم يوقفون السيارات ويسألون أشخاصا في داخلها إن كانوا جنودا، "فمن الواضح أنه كان هناك بعض التمييز بين المدنيين والجنود.. في المشاهد التي تم اختيارها من بين آلاف الساعات".

وقال جونز إن "السؤال الكبير" هو حول ما قيل عن اعتراض اتصالات حماس، وتم الحديث عن بعضها في المشاهد التي عُرضت.

وفي إحدى المحادثات المزعومة، يتحدث أحد عناصر حماس مع والديه من هاتف أحد ضحاياه، وأنه تم تسجيل المكالمة على الهاتف. وفي محادثة أخرى يطلب أحدهم قطع الرؤوس واللعب بها كرة قدم، فيما يتفاخر آخر في محادثة على هاتف ضحيته؛ بقتل 10 يهود وأنه طلب مشاهدة الصور على واتساب.

لكن جونز شكك في هذه التسجيلات، وقال إن "هذا المستوى من السادية لم يظهر في المشاهد التي عُرضت في الفيديو"، مؤكدا ان هذه التسجيلات بحاجة للتحقق.

وأشار إلى أنه "خلال هذا الصراع نشرت إسرائيل تسجيلات في وقت سابق، لمحادثات مفترضة تم اعتراضها، لكن تم تحدّيها من قبل خبراء"، وقال إنه لا يوجد سبب يمنع نشر التسجيلات لإتاحتها للخبراء.

ولفت جونز إلى أنه تمت مراجعة عدد القتلى الإسرائيليين المدنيين لينخفض من 1100 إلى 900، وقال: "لا نعرف كيف قُتل هؤلاء"، مشيرا إلى أن العديد من الجثث المحترقة التي قيل سابقا إنها لإسرائيليين تبين أنها لعناصر حماس (200 جثة)، بحسب متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية. وتساءل جونز عما إذا كان عناصر قد أحرقوا أنفسهم متعمدين.

وبينما قال إن حماس مسؤولة عن قتل مدنيين إسرائيليين واتهمها بارتكاب "جرائم حرب" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تساءل أيضا عن عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا بسبب إطلاق النار والقصف من القوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات، وهو ما أشارت إليه صحف إسرائيلية.

وانتقد جونز وصف المتحدثين الإسرائيليين حماسَ بأنها "أسوأ من النازيين" بناء على الصور التي تم عرضها، وقال "إن هذا يسيء للأدلة التاريخية"، نظرا لمسؤولية النازيين عن الهولوكست وقتل ملايين اليهود، وحذر من خطورة طمس هذا التاريخ مع تصاعد اليمين المتطرف.

 

— Owen Jones (@OwenJones84) November 28, 2023
سعي لإدانة من الأمم المتحدة

وسعت إسرائيل للحصول على إدانة من الأمم المتحدة لما قالت إنه عنف جنسي ضد النساء خلال هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تزعم وقوع اعتداءات جنسية على النساء، بما في ذلك الاغتصاب، بحجة العثور على جثث عارية.

وفي هذا السياق، عقد المندوب الإسرائيلي اجتماعا بمقر الأمم المتحدة في جنيف مساء الاثنين.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه ندد بهجوم الفصائل الفلسطينية ووصفه بأنه "شنيع ووحشي وصادم"، لكن إسرائيل لم تسمح حتى الآن لمراقبي المكتب بالدخول لبدء تحقيق.

وزعمت روث هالبرين كداري، الأستاذة المشاركة في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، والتي ألقت كلمة خلال الاجتماع، أن منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة "قللت من شأن" العنف الجنسي "واستهانت به".

وقالت متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ إن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، طلب دخول إسرائيل للمراقبة وجمع المعلومات حول هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لكنه لم يتلق ردا من إسرائيل.


ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة رافينا شامداساني قولها: "يحاول المكتب إجراء مراقبة عن بُعد لهذه الانتهاكات وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وأدى عدم إمكانية الوصول المباشر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى إعاقة العمل".

ومن بين الهيئات التي يقول خبراء حقوق الإنسان إنها يمكنها التحقيق بهذا الشأن؛ لجنة تحقيق مستقلة شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكن إسرائيل لا تتعاون معها بدعوى التحيز. كما دعا مكتب تورك السلطات الإسرائيلية إلى التعاون مع هذا التحقيق.

وسبق أن كذّبت حماس المزاعم الإسرائيلية، سواء بشأن هذه الاعتداءات أو جرائم أخرى مثل قطع رؤوس الأطفال,

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينية إسرائيل جرائم غزة إسرائيل فلسطين غزة جرائم طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی 7 تشرین الأول فی المشاهد التی الأمم المتحدة للأمم المتحدة حقوق الإنسان عناصر حماس التی تم وقال إن إلى أن أنه تم تم عرض

إقرأ أيضاً:

المقاومة بغزة تعيد تنظيم صفوفها وتسليحها وسط توقعات بـ حرب استنزاف طويلة

أطلقت المقاومة الفلسطينية الإثنين، إحدى أكبر رشقات الصواريخ باتجاه "إسرائيل" منذ شهور، بينما عاودت القوات الإسرائيلية الاشتباك مع مقاتلي حماس في أحد أحياء بمدينة غزة والذي كانوا قد اجتاحوه سابقًا، مما يدل على أن الصراع يواجه خطر التحول إلى حرب استنزاف مطولة مع إعادة تنظيم صفوف المقاتلين وإعادة تسليحهم.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: إنها أطلقت صواريخ على جنوب الأراضي المحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض الهجوم إلى حد كبير، ولم يتسبب في أي أضرار، وكان قد شمل 20 قذيفة جاءت من منطقة خانيونس؛ حيث نفذت "إسرائيل" عملية استمرت عدة أشهر هناك ضد الجماعات المسلحة وانتهت في أوائل نيسان/ أبريل.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "هذا الوابل عزز التحدي الذي تواجهه "إسرائيل" في سعيها لشن حملة ضد تمرد المسلحين الذين يحتفظون بقدرات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بعد حوالي تسعة أشهر من بدء الحملة الإسرائيلية لتدميرهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطاب يوم الإثنين: “نقترب من نهاية مرحلة تدمير جيش الإرهاب التابع لحماس وعلينا أن نستهدف بقاياه في المستقبل”، في إشارة إلى أن إسرائيل تستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة في القتال.


وأضاف نتنياهو إنه لن ينهي الحرب دون “النصر الكامل” على حماس، فيما قال الجيش الإسرائيلي علنًا الشهر الماضي إن التدمير الكامل للجماعة هو هدف غير قابل للتحقيق.

ويُظهر  اجتياح الجيش الإسرائيلي لحي الشجاعية في مدينة غزة، الذي بدأ الأسبوع الماضي وأدى إلى نزوح العائلات الفلسطينية للنجاة بحياتها، مدى صعوبة تحقيق "إسرائيل" لهدف الحرب المعلن من قبل الحكومة الإسرائيلية وهو استئصال حماس من القطاع.

وتعد العملية في الشجاعية هي الأحدث في سلسلة من المداهمات التي اضطر فيها الجيش الإسرائيلي للعودة إلى منطقة كان قد انسحب منها، لأن حماس كانت قد أعادت تنظيمها واستعادت بعض السيطرة.

وتقول حماس إنها تقاتل في الشجاعية؛ حيث أصدرت الحركة، يوم الأحد، شريط فيديو قالت إنه يُظهر قواتها تطلق قذائف هاون على القوات الإسرائيلية في المنطقة.

لقد عادت القوات الإسرائيلية إلى عدد من المناطق التي اجتاحتها سابقًا في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع وأكبر مستشفى في القطاع، الشفاء، الذي اتهمه الجيش بأنه مركز قيادة وتحكم لحماس. ويقول محللون أمنيون إن إسرائيل معرضة لخطر الوقوع في صراع طويل الأمد مع حماس التي أظهرت قدرتها على البقاء كجماعة متمردة، معتمدة على بعض الدعم من جمهور أوسع في غزة.

وقال جوست هيلتيرمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “إنه مأزق. وسيكون صراعًا منخفض الحدة لفترة طويلة”.

وأضاف هيلتيرمان: “يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في النهاية سيعودون عبر نظام الأنفاق أو برًّا. إنهم يكتسبون مجندين جدد كل يوم؛ حيث سيلتحق بهم الشباب الذين فقدوا عائلاتهم”.

بعد وابل الصواريخ صباح الإثنين، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بالمغادرة المدنيين الفلسطينيين في منطقة واسعة من جنوب غزة، بما في ذلك مناطق خانيونس ورفح، مما قد يكون مؤشرًا على عمليات إسرائيلية إضافية في المناطق التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق من الحرب.

وعلى الرغم من أن القدرات العسكرية لحماس قد تقلصت بفعل الهجوم الإسرائيلي، إلا أن الجماعة أظهرت قدرتها المستمرة على مهاجمة القوات الإسرائيلية، غالبًا بالعمل في مجموعات صغيرة من المقاتلين واستخدام تكتيكات الكر والفر لجماعة متمردة. كما أن الجناح العسكري للتنظيم يمتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة، بحسب تقييم استخباراتي أمريكي نقلته وول ستريت جورنال.

وقال تقييم منفصل ومعلن من مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في شباط/ فبراير إن إسرائيل من المرجح أن تواجه “مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة”.

وتقول "إسرائيل" إنها تعمل حاليًا على خنق قدرة حماس على تهريب أسلحة إضافية إلى القطاع بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على حدود غزة مع مصر.

ويأتي القتال في الشجاعية، وهو حي كبير في مدينة غزة اجتاحته إسرائيل في وقت سابق من الحرب، بينما أشار المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إلى أنهم يقتربون من نهاية العمليات القتالية الرئيسية في مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، والتي قالت إسرائيل إنها كانت آخر معاقل حماس.

وقال نتنياهو في الأشهر الأخيرة إن عملية رفح كانت ضرورية لتحقيق رؤيته للنصر الكامل. وبعد رفح، من المتوقع أن يتحول الجيش إلى مرحلة جديدة من القتال الأقل حدة والذي يتكون من الغارات المستندة إلى المعلومات الاستخبارية.


وقد غزت إسرائيل شمال غزة ردًّا على هجمات حماس في 7 تشرين الأول / أكتوبر في جنوب إسرائيل، والتي قُتل فيها 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، واحتجز نحو 250 شخصًا كرهائن، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأدت الحرب في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، وفقًا لأرقام السلطات الفلسطينية التي لا تحدد عدد المقاتلين. وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تحويل جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.

وقال مسؤول عسكري بارز للصحيفة إن العملية العسكرية في الشجاعية كانت تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك. وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المسلحين قتلوا حتى الآن في الشجاعية، وإنه عثر على أسلحة وداهم مجمعات مفخخة وفكك منشآت تخزين وتصنيع الأسلحة.

وأضاف المسؤول من داخل الشجاعية: “سنناور مرارًا وتكرارًا كلما رأينا أن هناك محاولة لإعادة التجمع أو محاولة إعادة الحكم أو محاولة جلب أي نوع من الأسلحة”.

وأوضح أن حماس تحاول مهاجمة "إسرائيل" من هناك بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض وأيضًا من تحت الأرض عبر أنفاق الهجوم، وأضاف: “لن نسمح بحدوث ذلك”.

وذكر أن الغارة الأخيرة استندت إلى معلومات استخباراتية، وأضاف: “لم أكن لأدخل إذا لم تكن لدي معلومات”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهدف إلى إزالة الأنفاق، خاصة تلك التي يمكن استخدامها لشن هجمات داخل إسرائيل، والمجمعات الموجودة فوق الأرض التي سيطرت عليها حماس في الشجاعية. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، عن تدمير نفق بطول كيلومتر واحد وسط قطاع غزة.

وقد أعادت الغارة الإسرائيلية الحالية على مدينة غزة القوات الإسرائيلية إلى مناطق القطاع التي دمرت إلى حد كبير في حملة الغزو والقصف الأولية السنة الماضية. ففي تشرين الأول/ أكتوبر، حث الجيش أكثر من مليون شخص من سكان شمال غزة على مغادرة منازلهم، مما أدى إلى فرار جماعي إلى الطرف الجنوبي من القطاع، رغم بقاء بعضهم في الشمال.

وقال محمد عساف، وهو أب لأربعة أطفال، إنه فر هو وأسرته من الشجاعية بعد ساعات من الغارات التي استهدفت منطقة قريبة من مبناه يوم الجمعة. وقال: “لقد قيل لنا أن الدبابات التي تقدمت في الأيام الأخيرة قادمة، لذلك هربنا بالملابس التي كنا نرتديها فقط. وأكبر أحلامي هو الحصول على الماء الآن لعائلتي”.


وقد توجه عساف وعائلته، مثل آخرين فارين من الشجاعية، إلى المناطق الغربية من مدينة غزة مثل حي الرمال، وهو أحد الأحياء الراقية في مدينة غزة والذي تعرض الآن للدمار إلى حد كبير.

وأصدر الجيش في 27 حزيران/ يونيو تحذيرات يحث فيها الفلسطينيين في شرق مدينة غزة على المغادرة حفاظًا على سلامتهم. وقد نزح في ذلك اليوم ما بين 60 ألف إلى 80 ألف شخص من مناطق شرق وشمال شرق مدينة غزة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وشهدت الشجاعية قتالًا عنيفًا في وقت سابق من الحرب وكانت موقعًا لأحد أكثر الحوادث دموية على الجانب الإسرائيلي عندما قتل تسعة جنود في ديسمبر كانون الأول في كمين نصبه مسلحون. كما تم احتجاز رهائن في المنطقة. وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ وقتل ثلاثة رهائن هناك، معتقدًا أنهم من المسلحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل نحو 14 ألف مسلح في القطاع، أي حوالي نصف مقاتلي حماس الذين يعتقد أنهم كانوا يعملون في غزة في بداية الحرب، لكن حماس لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين.

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلها في حي الشجاعية بمدينة غزة الأسبوع الماضي
وقال محللون عسكريون إن حماس قامت بنقل قواتها المسلحة من مكان إلى آخر، متجنبة في كثير من الأحيان الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء وشن حملة حرب عصابات.

وقال الجنرال عساف أوريون، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد: “لا أعتقد أن حماس تتطلع إلى معركة واسعة وضارية تكون فيها جميع قواتها في الميدان بانتظار أن ننهيها. إنهم يتحركون ويتجنبون الاتصال بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة”.

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: تلقينا اليوم رد حماس من الوسطاء وسندرسه ونرد عليه
  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة
  • المقاومة بغزة تعيد تنظيم صفوفها وتسليحها وسط توقعات بـ حرب استنزاف طويلة
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب قطاع غزة
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • محللون عسكريون: إسرائيل باتت في خطر الغرق في حرب طويلة الأمد مع “حماس”
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • التقاعد تباشر بصرف رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين لشهر تموز