خبير عسكري: خيارات إسرائيل في غزة تضيق وسقف الدعم الأميركي بدأ يتراجع
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن جملة من العوامل تضغط على جيش الاحتلال وصانع القرار السياسي في إسرائيل بشأن عودة العمليات العسكرية في قطاع غزة، رغم أن الجيش لديه القدرة القتالية بوجود جسر جوي أميركي.
وشكك -خلال تحليله لقناة الجزيرة- في استمرار دعم واشنطن للحرب على غزة، لافتا إلى أن سقف الدعم بدأ يتراجع، في وقت يريد الحزب الديمقراطي أن ينقذ نفسه.
وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي -بعد عودة المحتجزين وفشل الجيش في إطلاق أي أسير- يتجه لتفضيل المسار السلمي، خاصة إذا كانت فاتورة تكاليف الخسائر البشرية عالية.
فشل كاملوبشأن إقرار رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بفشل الجيش والاستخبارات في منع هجوم 7 أكتوبر، قال الدويري إن الفشل كان سياسيا وكذلك عسكريا من الناحية الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، ثم توالى الفشل في الأيام اللاحقة بعمليات إنزال خلف الخطوط في غلاف غزة واقتحام قاعدة زيكيم البحرية.
وفيما يتعلق بالهجوم البري على غزة، أكد أن الاحتلال اعتمد على عامل السرعة والمفاجأة تحت مبدأ الترويع والصدمة، لكن مسار العمليات على الأرض كان دائما فشلا استخباريا رغم القصف الناري غير المسبوق.
وجدد تأكيده أن الاحتلال يتعامل مع "أشباح وصندوق أسود"، في إشارة إلى عناصر المقاومة في غزة، وقال إن هؤلاء يبحثون عن حياة أزلية وليس حياة دنيوية فانية.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعد ذاك الجيش الذي هزم الجيوش العربية بعدما اعتمد في السنوات الأخيرة على التكنولوجيا بشكل مفرط وبناء الجدران على طول الحدود مع سيناء والأردن وغزة، "وبات متحصنا خلف جدر".
وحول ما قاله أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- بأن جنود الاحتلال غير جاهزين ويطلقون صرخات واستغاثات في أرض المعركة، بين الدويري أن هذا الجيش يصول ويجول في الضفة الغربية لأنه يواجه أناسا عزلا، في حين يكون أجبن من أن يواجه أي قوة عسكرية.
أما بشأن دقة الأرقام التي يعلنها جيش الاحتلال كخسائر في صفوفه، استحضر الدويري البعد التاريخي حيث جرت العادة الإعلان عن أرقام ولكن الأرقام الفعلية تظهر لاحقا وتكشفها الصحافة ويتم تمريرها عبر أحداث مختلفة.
وقال إن إعلان خسائر جيش الاحتلال الجديدة جاء تحت ضغط صحيفة "هآرتس" -التي ووجهت بتصريحات مضادة تطالب بإغلاقها- مما دفعها بالتهديد باللجوء إلى المحكمة العليا، معتقدا أن هذا إعلان أولي سيتلوه إعلانات لاحقة ستأخذ إطارا زمنيا واسعا.
وأكد أن أبو عبيدة لديه مصداقية بالشارع الإسرائيلي، وفيديوهات القسام تضمنت مشاهد مختلفة بعضها انفجار كامل في الآليات، مما يعني وصول قذيفة الياسين الترادفية إلى نقطة قاتلة ترتب عليها انفجار الآليات وسقوط من بداخلها قتلى.
كما كشفت فيديوهات أخرى عن وصول قذيفة الياسين إلى نقطة أقل تأثيرا كالبرج أو الصفائح الواقية، وهنا -يقول الدويري- تتعطل الآلية ويجبر من فيها من جنود على النزول وحينئذ يواجهون بأسلحة رشاشة ويسقط أغلبهم جرحى.
وباستعراض عدد قتلى جيش الاحتلال ما بين حربي 1948 و2023، أكد الدويري أن القتال من مسافة صفرية يفضي إلى خسائر بشرية كبيرة جدا، مستدلا بخسائر إسرائيل على مدار حروبها السابقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
#سواليف
يحاول #الاحتلال_الإسرائيلي منذ أكثر من شهر #تهجير سكان شمال قطاع #غزة قسرا، من خلال فرض #حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش #النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من #الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم #جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من #الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى #رماد.
مقالات ذات صلة المسيّرات تتساقط على الأردن.. من أين تأتي؟ وكيف يواجهها؟ 2024/11/07وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة “إكس”: “هذه ليست #القنبلة_النووية التي سقطت على #هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع”.
كما علق أحد المدونين: “عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية”.
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: “صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك”.
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: “جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود”.
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: “منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات”.
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة “إكس” يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة “الأمن”.
إعلان
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: “صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة”.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
إعلان
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.