لبنان ٢٤:
2024-11-12@20:28:20 GMT
كولوكيوم ومعادلات مزوّرة: انكشاف شبكة الفساد؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": لم تُقفل قضيّة الموقوفين في تزوير الشهادات وتلقي الرشى في المعادلات والمصادقات في وزارة التربية، إذ تتكشف فضائح لدى موظفين محميّين سياسياً وطائفياً عن مخالفات معشّشة في المكاتب منذ سنوات وراكم أصحابها أموالاً وصلت لدى بعضهم إلى مئات آلاف الدولارات. ولا تزال تصدر مذكرات بحث وتحرٍّ أو إجراء تحقيقات مع بعض المشتبه فيهم أو المتورطين، خصوصاً أن التوقيفات والإحالة إلى القضاء لم تقتصر فقط على موظفين في التربية بل طالت مندوبي جامعات متورطة في ملفات تزوير للطلاب العراقيين.
تتحدث المعلومات عن أن عدد الموقوفين تخطى الـ13، بينهم مسؤولون في التربية وعلى رأس أمانات السر في المعادلات والكولوكيوم والمصادقات. وطالت التوقيفات أخيراً موظفاً رفع وزير التربية عباس الحلبي الغطاء عنه، تبيّن أنه في مكتبه، إذ قالت المصادر إن الوزير فتح الباب واسعاً للتوقيفات من دون أي تدخل بهدف ضبط ما يحدث من ممارسات مخالفة للقانون، متوارثة وممتدّة منذ سنوات طويلة، وأدّت بسبب التدخلات إلى تحويل بعض المكاتب إلى محميّات مستقلة يمارس القائمون عليها شتى أنواع التزوير بالتواصل مع مافيات السماسرة، والذي وصل إلى استصدار كولوكيوم لأطباء تمكنهم من مزاولة المهنة من دون نجاح.
لم يتأخر وزير التربية في تكليف موظفين لمتابعة الأعمال في أمانتي سر المعادلات والمصادقات، أولاً لإنجاز العدد الهائل من الشهادات للطلاب اللبنانيين والأجانب ولا سيما العراقيين، وثانياً الأهم، لإعادة ضبط العمل الإداري في التربية انطلاقاً من الخطة الإصلاحية التي أطلقها قبل أشهر، لكنها لا تكتمل من دون إجراءات تطال كل الهيكل التربوي، عبر وضع أسس جديدة وشروط تنظم العمل من دون تدخلات خارجية. ولعل ما حدث كان مناسبة لإعادة انتظام العمل رغم الصعوبات، إذ تقرر على مستوى التعليم العالي، تعديل نظام عمل اللجان الفاحصة للكولوكيوم بحيث تصبح مشابهة لامتحانات مجلس الخدمة المدنية، وعليه تجتمع اللجان الفاحصة في الصباح لوضع الاختبار الخطي وتبقى في حالة اجتماع مغلق حتى توزيع المسابقات. فيما كُلف موظف لمتابعة أمانة سر المعادلات والكولوكيوم، بعدما تبين أن التزوير كان يطال كل شيء بما في ذلك إصدار معادلات لاختصاصات تبيّن أن الجامعات لا تدرّسها.
وكُلّف موظف فُرز من التعليم المهني والتقني لأمانة سر المصادقات بعد توقيف الموظفة الأولى، للإسراع في إنجاز المعاملات المتراكمة.
يتبيّن وفق المعلومات وما تنقله مصادر تربوية أن شبكة الفساد مترابطة بين موظفين في الوزارة ومندوبي جامعات وسماسرة كانوا يتحكمون بكل مفاصل الوزارة. وتنقل المصادر أن أحد الموظفين الكبار كان يتلقى أكثر من ألفي دولار عن المعاملة الواحدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من دون
إقرأ أيضاً:
وقائع.. هل سيفترق حزب الله عن إيران؟
حديثٌ تلو حديث عن إمكانية "تنصّل" إيران من "حزب الله" أو الإفتراق عنهُ بعد الحرب الحالية التي يخوضها ضدّ إسرائيل، لكن ما يتبين في الوقائع أنّ هذا الأمر لن يحصل لأسباب عديدة مرتبطة بما يمكن أن يفعله "حزب الله" ميدانياً بالإضافة إلى أمورٍ أخرى تهمّ إيران بالدرجة الأولى.البداية ستكونُ من لبنان، فهنا يُدير "حزب الله" معركته ضدّ إسرائيل انطلاقاً من أرض الجنوب التي أسس فيها ميداناً عسكرياً يعلم تفاصيله تماماً. هنا، يقول خبراءٌ معنيون بالشأن العسكريّ إن "حزب الله" استطاعَ تثبيت معادلة أنّ أرض الجنوب لا يدري بها إلا أصحابها، وما يتبين هو أنّ "المرونة" في العمليات العسكرية أكدت أن هناك استثماراً واضحاً في كل المعالم الميدانية بغية تنفيذ العمليات المطلوبة.
ترى المصادر أن الوقائع الميدانية انطلاقاً من عدم إحتلال إسرائيل أي قرية لبنانية، وعدم قدرتها على التوسع والتوغل داخل الجنوب، يمنح "حزب الله" عوامل قوّة أساسها إنّ الأخير تمكن حتى الآن من لجمِ التقدم الإسرائيلي، وبالتالي إحباط المخططات التوسعية التي تريد تل أبيب تحقيقها عبر إقامة منطقة عازلة محكومة بوجودٍ عسكريّ إسرائيليّ داخل لبنان.
إذاً، فإن كل هذه الأمور التي أفشلها "حزب الله" مع تحقيقه التقدّم الميداني، لا يمكن إلا استثماره من قبل إيران التي تعتبرُ أن الحزب ما زالَ "ورقة رابحة" بالنسبة لها، خصوصاً أن قوته ما زالت قائمة لا سيما على صعيد القتال ضدّ إسرائيل. أما الأمر الأهم، فهو أن إيران، أدركت، مدى قدرة "حزب الله" على استخدام الصواريخ الثقيلة والنوعية والدقيقة كـ"فاتح 110"، وأدخل "حزب الله" هذا السلاح في المعركة حتى يؤكد للإيرانيين أن قوته ما زالت محفوظة وبالتالي فإن الأنفاق الإستراتيجية الخاصة به لم تتأذّ بفعل القصف الإسرائيليّ.
أمام كل ذلك، فإن المقدرات الإستراتيجية التي تريدها إيران ما زالت قائمة من الناحية العسكرية لحفظ "حزب الله" وضمان استمرارِ دوره، في حين أنّ التراجع عن ذلك سيعني خسارة طهران لورقة قوية في المنطقة خصوصاً إن تمكن الحزبُ من إلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل.. فهل هذا الأمر لمصلحتها؟ هنا، تقول المصادر إن إيران لن تنفذ هذا الهدف الذي كانت تخطط له إسرائيل، فالمعارك التي يتم خوضها على مدى عشرات السنوات لن تنتهي بتسليمٍ واضحٍ لـ"رقبة الحزب" إلى من يطلبها.
سياسياً، فإنّ إيران عادت لتحظى بـ"دعم" من الخارج، أقله من خلال المواقف، وفق المصادر، التي تضيف: "إثر الإنتخابات الأميركية الأخيرة التي أوصلت الرئيس الأميركي دونالد ترامب مُجدداً إلى البيت الأبيض، برز اعتقاد لدى إيران بإمكانية تثبيت نفسها مجدداً خلال مفاوضات مع واشنطن، ما يعني انتزاع إعتراف جديد بها. الأمرُ هذا عنصر قوة أيضاً ويمثل نقطة إيجابية بالنسبة لطهران".
أيضاً، تقول المصادر إن الحديث خلال القمة العربية – الإسلامية عن شجب الإعتداءات الإسرائيلية التي طالت إيران، يعني أيضاً بشكل أو بآخر حصول "مؤازرة" واضحة لطهران في وجه تل أبيب، ما يعني عرقلة لمشروع الأخيرة الحربي والهجومي ضدّ لبنان وإيران وغزة على حدّ سواء.
إذاً، ما يعني حالياً، وفق المصادر، أن إيران "لن تُضحي" بأوراقها القوية في الوقت الراهن، لكن المرحلة الآنية تدفعها للنظر أكثر في استراتيجياتها ضمن المنطقة وفي علاقاتها بالدول الأخرى لاسيما مع لبنان.. فهل ستعتبر هذه الحرب بداية نقلة جديدة في السلوك الإيراني الذي سادت حوله تساؤلات كثيرة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"