الفرصة التي يحملها لودريان للبنان أم لفرنسا؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لا تتفاوت المعلومات أو التوقعات حيال ما يمكن ان تحمله زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان - ايف لودريان، إذ كلها تُجمع على ان لا جديد في جعبة الديبلوماسي الفرنسي الذي يحطّ في بيروت بعد محطة في الرياض لم تحقق أيّ خرق بالنسبة الى الموقف السعودي من الملف اللبناني. ذلك ان ما كان قائماً قبل السابع من تشرين الاول الفائت لا يزال ينسحب على الموقف اليوم.
قد يكون من المبكر الحكم المسبق على فشل زيارة لودريان انطلاقاً مما يتوافر أو يتردد من معطيات، خصوصاً اذا كانت الزيارة ستنطلق من حيث توقفت قبل السابع من تشرين الاول، أي عند الخيار الثالث للرئاسة، بعدما طوى الديبلوماسي الفرنسي صفحة مرشحي الممانعة والمعارضة. لكن الاكيد ان من شأن الزيارة ان تعيد فتح الملف الرئاسي ولو من باب التذكير بأنه مضى على الشغور اكثر من عام، من دون اي آمال معلّقة على إمكان التوصل الى تحقيق خرق.
وإذا لم يكن هناك توقعات متفائلة حيال البُعد الرئاسي في زيارة لودريان، إلا ان هناك بُعداً آخر لا يقل اهمية في الظروف الأمنية السائدة في ظل التهديدات العسكرية الاسرائيلية، يكمن في الرسائل التي يحملها لجهة الحضّ على ضرورة إبعاد لبنان عن مخاطر الانزلاق في الحرب، فضلاً عن ضرورة العمل وبذل الجهود من اجل تطبيق القرار الدولي 1701 الذي يشكل المخرج أو الملاذ الأخير للبنان لحماية أمنه واستقراره.
أما الكلام عن فرصة جديدة تقدمها زيارة لودريان، فثمة مَن يسأل ما إذا كانت هذه الفرصة من أجل لبنان أم من اجل فرنسا للالتحاق بقطار الملف الاقليمي بعدما خرجت منه بفعل المواقف الأخيرة لرئيسها من القضية الفلسطينية.
قد تكون رسالة الرئيس ايمانويل ماكرون الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي امس في مناسبة ذكرى الاستقلال، مؤشراً إلى ما ستحمله محادثات لودريان في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، اذ اكد ماكرون ان بلاده تضاعف جهودها لتعزيز استقرار لبنان وأمنه واستقلاله، ودعمها لهذه الاهداف، لافتاً إلى ان امتداد رقعة الصراع إلى لبنان ستكون له عواقب وخيمة على البلاد وعلى الشعب اللبناني، وفرنسا تدرك ان لديها مسؤولية فريدة تجاهه.
في الانتظار، ثمة هاجس بدأ يشغل الأوساط السياسية المراقبة، ماذا لو تأكد فشل الزيارة وغياب اي مبادرة في طياتها؟ هل هذا يقفل الباب امام اي حلول اخرى؟ لا تجيب مصادر سياسية مواكبة للزيارة، مشيرة إلى ان ملف الاستحقاق الرئاسي خرج اساساً من يد باريس منذ الزيارة الاخيرة للودريان، وانتقل في شكل عملي إلى يد الدوحة التي عاد موفدها إلى بيروت الأسبوع الماضي واجرى جولة جديدة من المشاورات بعيدة من الاعلام. وهذا يعني، وفق المصادر، ان سقوط مبادرة لا يعني سقوط كل المبادرات، ولكن المشكلة ان لبنان ليس على الرادار الدولي أو الاقليمي اليوم، ما يجعل الاهتمام في حالة من التراجع أو البطء من دون ان يتوقف كلياً في انتظار نضج الرؤية حيال الوضع في المنطقة ككل، ذلك انه مع تفجّر حرب غزة تغيرت الاولويات، لكن الاستراتيجيات والاهداف لم تتغير. يبقى فقط تحديد موقع الدول المتضررة في التسوية وحصتها منها، والتوقيت الملائم للدخول فيها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قرقاش: موقف الإمارات متزن حيال سوريا منذ 2011
أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إن دولة الإمارات حافظت منذ بدايات الثورة السورية عام 2011 على موقف متزن حيال سوريا.
وكتب قرقاش في منشور على منصة "إكس": "منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، حافظت الإمارات على موقف متزن وواقعي يستند إلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها ودعم شعبها واحتضانه، والتصدي للإرهاب، من خلال عضوية التحالف الدولي، والموقف في الجامعة العربية، والدعم الإنساني للأشقاء السوريين، ويبقى اليوم هذا النهج الذي يوجهنا عربيا ودوليا".
وشدد قرقاش قبل أيام على "وحدة وسيادة سوريا وبناء دولة خالية من الإرهاب والتطرف، مع احترام حقوق السوريين دون تمييز".
وأضاف: "لنتعلم جميعًا من دروس العقد الماضي، وننظر إلى المستقبل بتفاؤل".