الثورة نت:
2025-01-03@04:55:09 GMT

تضحيات الشهداء لم ولن تذهب سدى

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ليس هناك عمل ولا موقف ولا تشريع إلهي للناس إلا وله ثمرة، فحين أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالقتال والجهاد في سبيله وعدهم بالنصر والتمكين والعزة والقوة والتأييد، وحين أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالإنفاق في سبيله والصدقة على الفقراء والمساكين وعدهم بأن يضاعف لهم الأجر والثواب وأن يضاعف لهم أموالهم وينميها ويجعل فيها البركة لتزداد اكثر قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهم في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)، وحين أمر الله عباده بالصيام وعدهم أن ثمرته هي الحصول على التقوى وحين أمرهم بالتقوى وعدهم بأن ثمرة التقوى هي الاستجابة والتوفيق في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة، بل إن الله تعالى وعد عباده المتقين المؤمنين به وبكتبه ورسله بأن يفتح عليهم البركات من السماء والأرض قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) يفتح عليهم البركات بكل أنواعها وكذلك الحال عندما أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالجهاد في سبيله والتضحية بأنفسهم في سبيله وعدهم بأن ثمرة ذلك هو أن يتخذ منهم شهداء ووعد الشهداء بالحياة الأبدية التي لا موت فيها ووعد أيضاً أن من ثمار التضحية في سبيلة هو الأمن بعد الخوف والنصر والتمكين والتنمية الاقتصادية وغير ذلك الكثير والكثير فليس هناك عمل مع الله تعالى إلا وله ثمار كبيرة وعظيمة ومباركة في الدنيا والآخرة.


من أعظم ثمار الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى بالنسبة لنا كشعب يمني أن أرواح ودماء الشهداء العظماء من أبناء اليمن من كل المحافظات أثمرت عزة وكرامة وحرية واستقلالاً، فالمواقف العملية الجهادية التي يقوم بها الشعب اليمني اليوم في مواجهة الطواغيت هي ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء والعمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني ونصرة لشعب فلسطين في غزة والضفة هي ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء بتوفيق من الله الذي له وحده الفضل وهو يؤتيه من يشاء، فعندما نرى الجيش اليمني يطلق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة مستهدفا إسرائيل فهذا فضل من الله تعالى وهذه إحدى ثمار تضحيات الشهداء وعندما نرى قائد الشعب اليمني المسلم السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله يتحدى طواغيت العالم ويكسر حالة الصمت والجمود والضعف ويتخذ المواقف القوية في مواجهة الأمريكان والصهاينة وأدواتهم، فهذا فضل من الله ونعمة وثمرة من ثمار تضحيات الشهداء وكذلك الحال عندما نرى الجيش اليمني يستولي على سفينة صهيونية ويستهدف السفن الصهيونية نصرة لشعب فلسطين فهذا شرف عظيم للشعب اليمني وهو أيضاً ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء العظماء وهي كثيرة جداً.
ولا يزال هناك الكثير من ثمار وبركات تضحيات الشهداء العظماء لم تتحقق بعد وهي في طريقها إن شاء الله تعالى على المستوى الداخلي، فلا بد أن يتغير كل الواقع من الأسوأ إلى الأفضل في الجانب الاقتصادي وفي الجانب التربوي والتعليمي وفي جانب العدل والقضاء وفي جانب الصحة وفي جانب الزراعة والاكتفاء الذاتي وفي مختلف جوانب الحياة، فليس هناك تضحية لمجرد التضحية بل ليس هناك تضحية بالنفس والروح والدم من أجل الآخرة فقط أو من اجل الثواب والأجر والحسنات فقط، لأن الله تعالى لرحمته وعدله شرع القتال والجهاد في سبيله من أجل استقامة الحياة الدنيا في كل المجالات وليس من أجل الآخرة، شرع الله الجهاد من أجل وضع حد للفساد والمفسدين في الأرض واستبدال الفساد بالصلاح والإصلاح واستبدال الظلم بالعدل واستبدال الجهل بالعلم والمعرفة واستبدال الفقر بالتنمية والبناء، وهذا يعني أن لكل تضحية ثمرة وأن الهدف الأساسي من الصراع بين الحق والباطل هو استقامة حياة الإنسان المؤمن هنا في الدنيا قال الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).
إن الهدف الأساسي من الأمر الإلهي للمؤمنين بمواجهة المفسدين في الأرض سواء على مستوى العالم بشكل عام أو على مستوى المسلمين أنفسهم هو استقامة الحياة الدنيا لتكون خالية من الفساد والظلم والاستبداد والقهر فيكون السائد هو العدل والحق والصلاح والإصلاح والخير في كل المجالات، وعلى أساس ذلك أمر الله بالجهاد والتضحية ووعد بأن تكون الثمار كبيرة وعظيمة ومباركة في الدنيا وكذلك في الآخرة على المستوى الشخصي بالنسبة للشهداء والمجاهدين أو على المستوى العام للأمة التي تقدم التضحيات من أبنائها فتحصد ثمرة ذلك النصر والتمكين والتأييد والبركات، وقد شهدت الأحداث والمتغيرات على أن تضحيات الشهداء العظماء لم ولن تذهب سدى وأنها تؤتي أكلها في الواقع، وهذه سنن وقوانين الله تعالى القائمة على العدل والرحمة وهو سبحانه القائل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) والقائل جل وعلا {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ} والقائل تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْـًٔا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشهداء العظماء الله تعالى فی الدنیا أمر الله فی سبیله من أجل

إقرأ أيضاً:

حكم الكتابة وطباعة الصور على الحلوى في المناسبات وأعياد الميلاد

6 حكم الكتابة وطباعة الصورعلى الحلوى في المناسبات وأعياد الميلاد
قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بأعياد الميلاد جائز شرعًا؛ لما فيه من إشاعة الفرح والسرور بين أفراد العائلة، بشرط أن يتمّ ذلك في حدود الأدب والاحترام، والبعد عن الوقوع في المآثم والمحرمات.

وأوضحت الإفتاء أن الطُّرُق التي يقوم بها بعضُ الناسِ في المناسبات مِن عملِ حلوى "التورتة" وتزيينِها بكتابةِ أسمائهم عليها أو كتابةِ بعضِ العِبَاراتِ؛ مثل: "عيد ميلاد سعيد" ونحوها أو وَضْعِ صورهم عليها هي مِن المُباحات التي لا حرج فيها ولا إثم.

وأضافت الإفتاء أن التحدث بنعمة الله على المرء وإدخال السرور على الناس سننٌ مستحبة، ندب إليها الشرع الشريف، ونوَّه بها، وتذكُّر الإنسان لليوم الذي أنعم الله فيه بإبرازه للحياة وإقامته لعبادة الله مِنْ تذكر النعمة والتحدث بها هو ممَّا ندب إليه الشرع في نحو قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وقد ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف، فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ- فِيهِ» رواه مسلم.

وأضافت الإفتاء قائلة: الاحتفال بأعياد الميلاد جائز شرعًا؛ لما فيه من إشاعة الفرح والسرور بين أفراد العائلة، شريطة أن يتمّ ذلك في حدود الأدب والاحترام، والبعد عن الوقوع في المحرمات والمآثم، وإن الطُّرُقَ التي يَطلُبُها بعضُ الناسِ مِن عملِ حلوى "التورتة" وتزيينِها بكتابةِ أسمائهم عليها أو كتابةِ بعضِ العِبَاراتِ كــ: "عيد ميلاد سعيد" ونحوها أو وَضْعِ صورهم عليها- هي مِن المُباحات التي لا حرج فيها ولا إثم، غير أنَّنا ننصح بأن تُسَمَّى الأشياء بأسمائها؛ فنقول: "يوم ميلاد سعيد" ونحو ذلك مِن العِبَارات؛ لِئَلَّا تتداخل مع الأعياد المنصوص عليها في الإسلام.

مقالات مشابهة

  • ‏زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
  • تأملات قرآنية
  • حكم صيام شهر رجب كاملًا.. الإفتاء توضح
  • أسرار القرآن: سورة الملك حماية من عذاب القبر وبركة في الدنيا
  • هل يجوز قيام الليل بقراءة القرآن فقط بدون صلاة؟.. انتبه لـ3 حقائق
  • حكم الكتابة وطباعة الصور على الحلوى في المناسبات وأعياد الميلاد
  • بيان فضل إطعام الطعام في الإسلام
  • الإفتاء: سيدنا آدم نبي بنص القرآن والله تعالى خص الأنبياء بالذكر
  • قائد الجيش: دماء الشهداء لن تذهب هدراً
  • عام ٢٠٢٤ في سطور خجولة.