تضحيات الشهداء لم ولن تذهب سدى
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ليس هناك عمل ولا موقف ولا تشريع إلهي للناس إلا وله ثمرة، فحين أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالقتال والجهاد في سبيله وعدهم بالنصر والتمكين والعزة والقوة والتأييد، وحين أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالإنفاق في سبيله والصدقة على الفقراء والمساكين وعدهم بأن يضاعف لهم الأجر والثواب وأن يضاعف لهم أموالهم وينميها ويجعل فيها البركة لتزداد اكثر قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهم في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)، وحين أمر الله عباده بالصيام وعدهم أن ثمرته هي الحصول على التقوى وحين أمرهم بالتقوى وعدهم بأن ثمرة التقوى هي الاستجابة والتوفيق في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة، بل إن الله تعالى وعد عباده المتقين المؤمنين به وبكتبه ورسله بأن يفتح عليهم البركات من السماء والأرض قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) يفتح عليهم البركات بكل أنواعها وكذلك الحال عندما أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالجهاد في سبيله والتضحية بأنفسهم في سبيله وعدهم بأن ثمرة ذلك هو أن يتخذ منهم شهداء ووعد الشهداء بالحياة الأبدية التي لا موت فيها ووعد أيضاً أن من ثمار التضحية في سبيلة هو الأمن بعد الخوف والنصر والتمكين والتنمية الاقتصادية وغير ذلك الكثير والكثير فليس هناك عمل مع الله تعالى إلا وله ثمار كبيرة وعظيمة ومباركة في الدنيا والآخرة.
من أعظم ثمار الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى بالنسبة لنا كشعب يمني أن أرواح ودماء الشهداء العظماء من أبناء اليمن من كل المحافظات أثمرت عزة وكرامة وحرية واستقلالاً، فالمواقف العملية الجهادية التي يقوم بها الشعب اليمني اليوم في مواجهة الطواغيت هي ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء والعمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني ونصرة لشعب فلسطين في غزة والضفة هي ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء بتوفيق من الله الذي له وحده الفضل وهو يؤتيه من يشاء، فعندما نرى الجيش اليمني يطلق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة مستهدفا إسرائيل فهذا فضل من الله تعالى وهذه إحدى ثمار تضحيات الشهداء وعندما نرى قائد الشعب اليمني المسلم السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله يتحدى طواغيت العالم ويكسر حالة الصمت والجمود والضعف ويتخذ المواقف القوية في مواجهة الأمريكان والصهاينة وأدواتهم، فهذا فضل من الله ونعمة وثمرة من ثمار تضحيات الشهداء وكذلك الحال عندما نرى الجيش اليمني يستولي على سفينة صهيونية ويستهدف السفن الصهيونية نصرة لشعب فلسطين فهذا شرف عظيم للشعب اليمني وهو أيضاً ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء العظماء وهي كثيرة جداً.
ولا يزال هناك الكثير من ثمار وبركات تضحيات الشهداء العظماء لم تتحقق بعد وهي في طريقها إن شاء الله تعالى على المستوى الداخلي، فلا بد أن يتغير كل الواقع من الأسوأ إلى الأفضل في الجانب الاقتصادي وفي الجانب التربوي والتعليمي وفي جانب العدل والقضاء وفي جانب الصحة وفي جانب الزراعة والاكتفاء الذاتي وفي مختلف جوانب الحياة، فليس هناك تضحية لمجرد التضحية بل ليس هناك تضحية بالنفس والروح والدم من أجل الآخرة فقط أو من اجل الثواب والأجر والحسنات فقط، لأن الله تعالى لرحمته وعدله شرع القتال والجهاد في سبيله من أجل استقامة الحياة الدنيا في كل المجالات وليس من أجل الآخرة، شرع الله الجهاد من أجل وضع حد للفساد والمفسدين في الأرض واستبدال الفساد بالصلاح والإصلاح واستبدال الظلم بالعدل واستبدال الجهل بالعلم والمعرفة واستبدال الفقر بالتنمية والبناء، وهذا يعني أن لكل تضحية ثمرة وأن الهدف الأساسي من الصراع بين الحق والباطل هو استقامة حياة الإنسان المؤمن هنا في الدنيا قال الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).
إن الهدف الأساسي من الأمر الإلهي للمؤمنين بمواجهة المفسدين في الأرض سواء على مستوى العالم بشكل عام أو على مستوى المسلمين أنفسهم هو استقامة الحياة الدنيا لتكون خالية من الفساد والظلم والاستبداد والقهر فيكون السائد هو العدل والحق والصلاح والإصلاح والخير في كل المجالات، وعلى أساس ذلك أمر الله بالجهاد والتضحية ووعد بأن تكون الثمار كبيرة وعظيمة ومباركة في الدنيا وكذلك في الآخرة على المستوى الشخصي بالنسبة للشهداء والمجاهدين أو على المستوى العام للأمة التي تقدم التضحيات من أبنائها فتحصد ثمرة ذلك النصر والتمكين والتأييد والبركات، وقد شهدت الأحداث والمتغيرات على أن تضحيات الشهداء العظماء لم ولن تذهب سدى وأنها تؤتي أكلها في الواقع، وهذه سنن وقوانين الله تعالى القائمة على العدل والرحمة وهو سبحانه القائل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) والقائل جل وعلا {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ} والقائل تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْـًٔا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشهداء العظماء الله تعالى فی الدنیا أمر الله فی سبیله من أجل
إقرأ أيضاً:
تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في مواطن أقدم على ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية
المناطق_واس
أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا حول تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن أقدم على ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية في منطقة القصيم، فيما يلي نصه:
قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا )، وقال تعالى ( وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ)، وقال تعالى (وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، وقال تعالى (إِنَّما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
أخبار قد تهمك وزارة الداخلية: غرامة تصل إلى 100,000 ريال في حال تأخر شركات ومؤسسات خدمات الحجاج والمعتمرين بالإبلاغ عن أي حاج أو معتمر لم يغادر بعد انتهاء المدة المحددة لإقامته 7 أبريل 2025 - 1:10 مساءً تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الجوف 7 أبريل 2025 - 12:34 مساءًأقدم /علي بن موسى بن علي الزهراني – سعودي الجنسية – على ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية تمثلت في انضمامه إلى تنظيم إرهابي في الخارج، ومبايعة زعيمه والسفر بطريقة غير نظامية والقتال في صفوف التنظيم، وتوليه مهام عملياتية لخدمة أهداف التنظيم الإجرامية، وتدريب عناصر إرهابية على القتال واستخدام الأسلحة، وقيامه بتمويل الإرهاب داخل المملكة بعد عودته.
وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب تلك الجرائم، وبإحالته إلى المحكمة المختصة صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد تأييده من مرجعه، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ماتقرر شرعًا، وتم تنفيذ حكم الـقتل تعزيرًا بحق / علي بن موسى بن علي الزهراني – سعودي الجنسية – يوم الأربعاء 11/ 10/ 1446هـ الموافق 09/ 04/ 2025 م بمنطقة القصيم.
ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في كل من يتعدى على الآمنين، وينتهك حقهم في الحياة والأمن، وتحذر في الوقت نفسه كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.
والله الهادي إلى سواء السبيل.