الأنصار .. واهتمامهم بشهدائهم «سر» انتصاراتهم الكاسحة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يهتم أعداء وخصوم الأنصار بالتشنيع بهم والتحريض عليهم مع كل تشييع لشهيد من الأنصار وعند كل صورة أو فعالية أو مناسبة تظهر فيها مقابر الشهداء كحدائق غناء عامرة بالاخضرار والترتيب والزيارات على مدار الساعة .. عوضاً عن ما تكسبه عقيدة الشهادة من مهابة وجدانية واجتماعية فرضت حضورها المؤثر على الساحة اليمنية منذ عزز الأنصار ثقافة الاستشهاد دينياً ووطنياً في نفوس الناس بإحياء هذا الإرث أخلاقيا وعمليا كما لم يحدث من قبل في تاريخ العرب .
لا أحد أبداً مثل الأنصار يولي اهتماما بالشهداء .. الأنصار وحدهم من يمنحون الشهيد ما يستحقه من التكريم والخلود والبقاء حيا لا يفارق الذاكرة ولا يطمره النسيان عقب دفن جثمانه بوقت قصير كما هو حال الآخرين الذين يمتازون بنسيان وتجاهل وإهمال من يضحون بأرواحهم معهم حدا يجعل المقاتل في صفوفهم يفكر ألف مرة بما بعد مقتله ؛ عكس مقاتلي الأنصار تماماً؛ ممن صار تسابقهم إلى الموت باستبسال وشجاعة مدعاة تأمل وذهول المهتمين والمراقبين وخبراء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية.
بين اهتمام الأنصار المثير التقدير بشهدائهم واتهامات مناوئيهم وغرمائهم السطحية لهم بما لا ينطلي أو يؤثر ويحقق أدنى نتيجة في صف الأنصاريين .. يكمن السر الصغير عما وراء انتصار الأنصار في كل حرب وكل مواجهة وكل تحد ومؤامرة آخرها ما نعايشه حاليا من تحالف أعتى ترسانة عسكرية وأغنى الدول ضدهم في حرب ضروس أسموها «عاصفة الحزم» تتزعمها السعودية ضد اليمن بهدف استئصال واجتثاث «الأنصار» وجميع اليمنيين الأحرار الصامدين في وجهها بثبات أسطوري للعام التاسع على التوالي وعلى أهبة الاستعداد للصمود والقتال في جبهات الوغى الى يوم القيامة .
حوالي سبعة عشر عاماً تقريبا يواظب الأنصار على احياء فعالية الشهيد السنوية بزخم لافت وتفاعل منقطع النظير لا يخفت أو يتضعضع رغم ارتفاع أعداد الشهداء واتساع المقابر وبقاء الحرب مستعرة المعارك تحصد يوميا المزيد من الأرواح وتستنزف الجهود والطاقات والإمكانات .. ما يجعل الواحد يفكر بدهشة عن كيف يستطيع الأنصار توفير ما تحتاجه الحرب من رجال وعتاد وزاد في وقت يحتاج فيه أعداؤهم لاستئجار وشراء الجنود وكتائب الحروب من عديد بلدان وبنفقات بمئات مليارات الدولارات ومع ذلك يعجزون عن جمع الرتل الكافي للحرب وتوفير البدلاء عمن يقتلون يوميا بأرقام مرتفعة .. إلى درجة تجعلنا نجزم أن الأنصار أرواح لا تموت قياساً بحجم من قالوا مقابل تدفق أضعافهم للقتال على مدار الوقت .. بأقل التكاليف وبكل سهولة ومن كل الفئات والمستويات والانتماءات والأعمار والمناطق .. والسر في ذلك يكمن في القدرة على إقناع الجميع بعدالة القضية وصوابية المظلومية والنجاح في زرع روح التضحية والفداء في نفوس الناس جيلاً بعد جيل كظاهرة استثنائية يتفرد بها الأنصار ويمتازون بها ومنها يستمدون القوة والقدرة على قلب المعادلة والتحكم بمسار وزمن ووقت المعركة وبلورة الانجاز ميدانيا نصرا بعد نصر .
وهاهم الأنصار يبادلون شهدائهم الوفاء والسمو والمجد بالسير على ذات النهج والدرب والمنهج دونما خوف ولا فتور ولا تردد ولا قنوط أو يأس أو ضعف أو تكاسل عن المضي قدما لجبهات الحرب بإباء وشموخ قل نظيره وبكل عنفوان وبلا هوادة .. الأب مع ولده .. والأم تبعث ببقية أبنائها للمعركة عند استشهاد ابنها الأول .. وهكذا يظل الشهداء أيقونة الانتصار الجامح بمسيرة الأنصار والسر الأبرز تعبيراً ودلالة في كيان هذه الحركة…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قيادة وموظفو مكتب الصحة بالأمانة يزورون ضريح الشهيد الصماد ورفاقه
الثورة نت|
زارت قيادة وموظفو مكتب الصحة والبيئة في أمانة العاصمة، اليوم، ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين، في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد.
وخلال الزيارة، وضع مدير مكتب الصحة الدكتور مطهر المروني ومعه موظفو المكتب، إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ورفاقه، وقرأوا الفاتحة على أرواحهم وكافة شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والدفاع عن الوطن وليحيا الشعب اليمني حرا كريماً.
واطلع الدكتور المروني وموظفو مكتب الصحة، على معرض الشهيد الرئيس الصماد وما يحتويه من صور ومجسمات ومقتنيات توثق العديد من مواقفه النضالية والجهادية والوطنية والإنسانية والانتصار لقضايا الأمة.
وأكدوا أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهيد لتخليد مآثر الشهداء والتضحيات التي قدموها في ميادين الجهاد والعزة والكرامة، لافتين إلى المعاني التي جسدها الشهيد الصماد في التضحية والتصدي لقوى العدوان والطغيان والاستكبار العالمي.
وأشاروا إلى مكانة الشهداء العظماء ومواقفهم في مواجهة قوى العدوان ومرتزقتهم، وإفشال مؤامراتهم والدفاع عن قضايا الأمة التي من أجلها سطروا أعظم معاني الوفاء والحب لله والوطن.
كما نظم مكتب الصحة بأمانة العاصمة، فعالية تكريمية لأسر شهداء منتسبي القطاع الصحي بالأمانة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن.
وفي التكريم أكد مدير مكتب الصحة الدكتور مطهر المروني، اعتزاز الجميع بأسر الشهداء من أبناء القطاع الصحي الذين قدموا أرواحهم ليبقى الشعب اليمني عزيزاً محافظاً على سيادته واستقلاله وأمنه.
وأشار إلى أن تكريم أسر الشهداء يأتي تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة والقيادة السياسية وحرصها على الاهتمام بأسر وأبناء الشهداء، وفاءً لعطائهم وتضحياتهم العظيمة.
ولفت الدكتور المروني إلى أهمية الذكرى السنوية للشهيد في إحياء وتخليد مآثر الشهداء وبطولاتهم، واستلهام معاني العطاء والفداء من تضحياتهم والسير على دربهم نصرة للدين ودفاعاً عن الوطن واستقراره.