يعلق العربُ الشرفاءُ الأملَ على اليمن، أكثر من غيرها من دول محور المقاومة، لسببين رئيسين، أولهما نوعية الرد اليمني على إسرائيل، وثانيهما سيطرة اليمن على البحر الأحمر، أو إمكانية ذلك.
فبمقابل تصريحات (النتن ياهو) بعودة عدوانه على غزة بعد الهدنة، بحجة حلمه بالقضاء على (حماس)، يتطلعُ كل عربي حر، بل كل أحرار العالم، إلى اليمن، بعد أن فقدوا كل أمل بأنظمتنا العربية، المنقادة طوعاً وكرهاً للإدارة الأمريكية.
لقد سجل اليمن حضوراً ملفتاً، وغير مسبوق، ما جعل الآمال تتعلق به، فنرى تصريحات الكثير من المحللين السياسيين تصب في هذا المجال، وبالذات فيما يتعلق بباب المندب والبحر الأحمر.
وفي الحقيقة، فهذه هي نفسها آمال الشعب اليمني. صحيح أننا -كشعب يمني- لم نَتَعافَ بعدُ من جراء العدوان الذي لم ينتهِ تماماً، والحصار الذي مازال قائماً، ومعظم أراضي اليمن تحت الاحتلال،،، ولكننا نأبى الحياة نفسها، إذا كنا سنحياها صمتاً وذلاً، فالحدث الطارئ ينادينا، ونحمد الله تعالى أن هيّأ لنا قائداً عظيماً، وثورة عظيمة، ورجالاً مؤمنين، يقودون البلد حسب توجيهات القائد الأشم. وهذا ما كانت تتمناه الشعوب العربية، التي ترزأ تحت أغلال المستعمرين الوطنيين، الذين يكبحون كل توجه شعبي وطني وقومي، لدى شعوبهم، إذا كان سيعارض اتفاقياتهم، التي تنص صريحاً بعدم مواجهة إسرائيل.
وأهمية البحر الأحمر لدى الغرب، أعظم منها لدى الشرق، فمعظم استهلاك الغرب من المواد الخام، وخاصة الوقود، يأتي من الشرق، وخاصة من الجزيرة العربية وما حولها، وهذه المواد لابد من أن تعبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وإن أغلق هذا الممر البحري لسبب ما، فإن طريق التجارة سيتحول إلى رأس الرجاء الصالح، وهذا يفرض نفقات نقل مضاعفة، بالإضافة إلى وقت أطول وأخطار أكثر، وقد رأينا كيف تأثر الاقتصاد العالمي بمجرد احتجاز سفينة واحدة لدولة الكيان.
صحيح أن أمر إغلاق البحر في وجه الغرب بشكل عام، سيشكل أزمة اقتصادية عالمية، ولكنها ستكون خطوة ضرورية لإنقاذ أهلنا في غزة والضفة الغربية، وفلسطين بشكل عام، بل يمكن أن نملى شروطنا بإجلاء قواعد العدو الأمريكي المتواجدة حالياً في كل من العراق وسوريا، وضمان عدم الاعتداء على أي بلد عربي مستقبلاً.
والآمال تعرّض وتستطيل أكثر، فلو، بالفعل، استطعنا فرض سيطرتنا على ممراتنا وبحارنا، وضمنّا استمرار تلك السيطرة، فلن نبقى حينئذٍ تحت الاستهداف الأميركي والغربي، ومحطاً لمؤامراته، ومصباً لويلاته وتهديداته، ولن نعود ساعتها عالماً ثالثاً، سيركع الغرب حتماً أمام إرادتنا.
إن أكثر من 50 ٪ من الاستهلاك السنوي للولايات المتحدة من الوقود، يأتي من الجزيرة العربية، وأغلبه من آبار نجد، وكذلك دول أوروبا، وإذا ما شَرِقَ المفجوعُ بلقمته تركها وطلب النجاة بعافيته.. فإن تعطلت نصف المصانع الأمريكية، وصل إلى قعر هاويته الاقتصادية، خاصة ونحن نشاهده هذه الأيام في أزمة اقتصادية، رغم سياسة الإدارة الأميركية التي تتعارض مع مصالحها ومصالح الشعب الأميركي، الذي يدفع الضرائب، لتنفقها إدارة بايدن في تمويل الصهاينة لقتل أطفال غزة ونساء غزة، واليوم يفتح جيش/أو عصابات الصهاينة، جبهة جديدة في مدينة (جنين) والضفة الغربية، كحرب استباقية، لوأد أي ثورة مستقبلية قد تفاجئه هناك. وكل هذا القتل، وإرادة القتل، لدى الصهاينة، ما كان ليحدث لولا الدعم الأمريكي، وأكرر: حتى ولو كان يتعارض مع المصالح الحقيقية لأمريكا، وهذا لأن الدولة العميقة راضية بذلك..
إننا اليوم نضرب مواقع للعدو الألدّ في (أم الرشراش)، ونقتاد سفنه بالقوة إلى سواحلنا، لنجبره على ترك أبناء غزة يعيشون فقط، لأن ما يمارسه من جرائم القتل الجماعي والتصفية العرقية، وتعمد استهداف المشافي ودور العبادة، كلها لا يتحملها بشرٌ سوي عاقل.
إننا اليوم أمام تحدٍّ وجوديّ، فإما أن نكون أو لا نكون، وليس أمامنا إلا أن نفعلَ ما يؤثر بالعدو الصهيوني ويردعه. وأقولها صراحة: إن اليمن هو الذي سيصنع هذا التأثير بإذن الله تعالى، فالمسألة لا تحتاج إلا إلى الإرادة، وهي موجودة لدينا قيادة وشعباً، دولة وحكومة، وفي هذه المرحلة سيتغربل الجميع،{فَأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَال).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عبد الملك الحوثي يهدد: أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
حذّر زعيم جماعة أنصار الله الحوثية، عبد الملك الحوثي، دولاً عربية من التورّط في التعاون مع العدوان الأمريكي على اليمن، مؤكّداً أن أي تعاون مع واشنطن في حربها على صنعاء، يُعدّ إسناداً لـ"إسرائيل".
ونبّه الحوثي في كلمته الأسبوعية إلى أن "أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيُقابل بردّ. وإذا قمتم بأي تعاون مع الأمريكي إما بالسماح له بالاعتداء علينا من قواعد في بلدانكم أو بالدعم المالي أو اللوجستي أو المعلوماتي فهو دعم وإسناد للعدو الإسرائيلي".
وطالب تلك الدول بـ"كفّ أذاها وشرّها عن اليمن، والاكتفاء بالتفرج على ما يحدث من جرائم ضد أبناء الشعب اليمني".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات لم يكن كبيراً". مقابل التكلفة الباهظة التي تكبدتها أمريكا من وراء عمليات القصف المستمرة في اليمن، والتي فاقت المليار دولار.
وأعلن الناطق باسم القوات الحوثية باليمن، فجر الأحد، عن استهداف سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في شمال البحر الأحمر.
وقال العميد يحيى سريع إن القوات الحوثية اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في البحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات عدة ساعات.
وأكد أن القوة البحرية استهدفت كذلك سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات "ترومان" بصاروخ باليستي.
ومنتصف آذار/ مارس الماضي، أعلن ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".
وشن الأمريكيون مئات الغارات على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 67 مدنيا وإصابة 146 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، بحسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
بينما تجاهلت الجماعة تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف "تل أبيب" منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.