من مفارقات حضارة نتنياهو المزعومة: الأسرى.. رعاية وكرم في غزّة وضرب وتجويع في “إسرائيل”
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
الثورة /تقرير/ إبراهيم الاشموري
لطالما تشدق قادة الكيان الصهيوني بأن عدوانهم على قطاع غزة هو بمثابة المواجهة بين الحضارة والمدنية التي يمثلونها وبين قوى الوحشية والإرهاب التي تمثلها فصائل المقاومة الفلسطينية لكن أكاذيبهم سرعان ما تبخرت وصارت الحقيقة جلية أمام العالم بأحداث ووقائع ميدانية لا تقبل التشكيك.
ومع استمرار عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني على دفعات، تتواتر إشادات من أسيرات إسرائيليات محررات عن معاملة إنسانية تلقوها في قطاع غزة، مقابل روايات أسيرات فلسطينيات محررات عن ضرب وتجويع في سجون الاحتلال.
إنسانية عناصر كتائب القسام، الذراع العسكرية لـ”حماس”، أثارت أيضا غضبا وتعجبا في المجتمع “الإسرائيلي”؛ لقدرة الكتائب على التعامل بهذه الطريقة على الرغم من الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/ الماضي.
وخلال تسلميهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ظهر أسرى إسرائيليون، نساء وأطفال، وهم يبتسمون ويلوحون مودعين عناصر “القسام”، الذين رافقوهم في الأسر وحتى عملية التبادل، وهي مشاهد تثير التعجب في ظل عدوان الاحتلال الوحشي على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.
فلمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر الجاري، شن جيش الاحتلال عدوانا وحشيا مدمرا على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، إلى جانب دمار مادي هائل و”أزمة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت “حماس” هجوم “طوفان الأقصى” في مستوطنات غلاف غزة، يوم 7 أكتوبر، فقتلت أكثر 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بدأت في 24 نوفمبر الجاري مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
رسالة شكر
ربما لم يحدث من قبل أن يكتب أسير إلى آسريه مشيدا بهم، لكنه ما حدث بالفعل من دنيال، وهي أسيرة إسرائيلية محررة.
الإثنين الماضي، نشرت “القسام” رسالة شكر وامتنان كتبتها دنيال إلى عناصر المقاومة الذين رافقوها طيلة فترة أسرها.
وشكرت الأسيرة المحررة عناصر “القسَّام” على “إنسانيتهم الكبيرة” تجاهها هي وابنتها الصغيرة إميليا، التي قالت الأم إنهم عاملوها “بكل حب وحنان أبوي لا كأعداء”.
وتابعت: “اعتبرت ابنتي نفسها ملكة في غزة، فقد أبدى مقاتلو حماس صبرا كبيرا تجاه الطفلة.. لا من المرافقين فقط، بل من القيادة أيضا”.
أكلنا من أكلهم
ولـ”أسباب إنسانية”، أطلقت “حماس” في 23 أكتوبر الماضي سراح الإسرائيليتين يوخباد ليفشيتس ونوريت كوفير، فيما أبقت على زوجيهما بانتظار صفقة لتبادل الأسرى.
في اليوم التالي، وخلال مؤتمر صحفي على الهواء مباشرة في مستشفى بتل أبيب، فاجأت يوخباد الإسرائيليين بقولها إن “عناصر حماس كانوا ودودين جدا معنا”.
وأضافت أنهم “عالجوا رجلا كان مصابا بشكل سيئ في حادث دراجة، وكان هناك ممرض يعتني به وأعطاه الأدوية والمضادات الحيوية”.
كما “كانوا يهتمون بنظافة المكان حولنا، وهم مَن كانوا ينظّفون الحمامات وليس نحن.. وأكلنا من الطعام نفسه الذي يأكلون منه”، كما تابعت يوخباد.
وأردفت: “عندما وصلنا إلى مكان الاحتجاز أخبرونا أنهم مسلمون يؤمنون بالقرآن ولن يقوموا بإيذائنا. لقد كانوا كريمين معنا للغاية وهذا يجب أن يُقال”.
وعن سبب مصافحتها لعنصر من “القسام” لدى إطلاق سراحها، قالت يوخباد: “لأنهم عاملونا بطريقة لطيفة، ولبوا كل احتياجاتنا”.
ونقلا عن أسرى محررين، قال المراسل العسكري في القناة “13” الإسرائيلية ألون بن دافيد، خلال برنامج تلفزيوني مؤخرا، إنهم “لم يتعرضوا للعنف ولا للإهانة، وحاول عناصر حماس تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع”.
وأردف: “كانوا يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب”.
متفقا معه، قال متحدث آخر خلال البرنامج إن ما استمعت إليه من شهادات أسرى محررين “يشعرنا بالخجل”، خاصة أن الأسيرة يوخباد قالت الكلام نفسه سابقا، فتم تكذيبها وقالوا إن “حماس” أثرت عليها.
وأضاف: “لقد كانت تقول الحقيقة تماما مثلما قال هؤلاء (الأسرى)، جلست معهم وسمعت منهم الرواية نفسها بالضبط”.
قمع وتهديد بالاغتصاب
على الجانب الآخر، عاشت الأسيرات الفلسطينيات “أياما صعبة” في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، كما قالت ميسون موسى الجبالي، وهي أقدم أسيرة فلسطينية وأطلقت إسرائيل سراحها في 26 نوفمبر الجاري.
وأوضحت ميسون أن “السلطات الإسرائيلية قمعت الأسيرات بالضرب والرش بالغاز والعزل الانفرادي.. السجانون هددونا بمزيد من القمع وأخبرونا أن لديهم ضوء أخضر لفعل أي شئ.. كانوا يقدمون طعاما شحيحا لـ80 أسيرة لا يكفي بالكاد لأقل من عشرة”.
كما قالت الأسيرة المحررة فاطمة عمارنة إن “السلطات الإسرائيلية سحبت كل شيء من الأسيرات وضيقت عليهن بعد 7 أكتوبر”.
وشددت على أن “الأسيرات بحاجة للكثير.. يفتقدن الطعام والأغطية والملابس.. وأبرز احتياج لهن هي الحرية”.
أما الأسيرة المحررة ولاء طنجي فقالت إن “إدارة السجون انتهجت تفتيش الأسيرات تفتيشا عاريا، وغالبية الأسيرات هُددن بالاغتصاب”.
وتابعت أنه “منذ بداية الحرب، تنتهج إدارة السجون سياسة التنكيل بالأسرى، الأوضاع صعبة للغاية، عشنا أياما من الجوع والعطش، وتم ضربنا ورشنا بالغاز، وتوجيه الإهانات إلينا”.
فيما قالت الأسيرة المحررة عطاف جرادات إن الأسيرات “تعرضن للضرب بشكل مبرح وللإهانة.. بعد 7 أكتوبر، أنا شخصيا تعرضت للضرب حتى ترك أثارا على جسدي، ووجهت لنا الإهانات وتركنا دون فراش وأغطية.. حاولت السلطات الإسرائيلية كسر معنوياتنا، لكنها فشلت”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“لن نوقف الحرب في غزة”.. تل أبيب تشترط إطلاق كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار
المناطق_متابعات
فيما يحصي أهل غزة جثث موتاهم جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع، مع تصاعد أعداد القتلى، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إطلاق كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار.
وأكد ساعر في تصريحات، اليوم الثلاثاء، “ألا وقف للنار من دون إطلاق كافة الرهائن”.
أخبار قد تهمك الخارجية الفلسطينية تُطالب المجتمع الدولي بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 18 مارس 2025 - 11:57 صباحًا استشهاد 254 فلسطينيًا في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة 18 مارس 2025 - 11:43 صباحًاكما أشار إلى أن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في غزة، لذا لا يمكنها القبول بذلك”، وفق تعبيره.
وفقا للعربية : كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية حمل في وقت سابق اليوم حركة حماس مسؤولية الهجوم على القطاع. وأكد المتحدث الإسرائيلي، أورين مارموشتاين، في إحاطة صحافية مصورة أن حماس تتحمل مسؤولية التصعيد.
كما اعتبر أنه لا يمكن لحماس أن تكون جزءا من مستقبل القطاع.
وشدد على أنه “تم استئناف القتال في غزة لتحقيق أهداف الحرب”، مضيفا أنه “لم يكن أمام إسرائيل سوى استئناف القتال”. وأفاد بأن المفاوضات مع الحركة عبر الوسطاء وصلت إلى حائط مسدود.
إلى ذلك، أشار إلى أن 59 أسيراً إسرائيليا ما زالوا في قبضة حماس.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن بوقت سابق أن الهجوم جاء إثر معلومات عن إعادة حماس رص صفوفها والتحضير لهجمات جديدة.
في المقابل، أنفت الحركة ادعاءات إسرائيل حول التحضير لشن هجوم، مؤكدة ألا أساس لها من الصحة، وأنها مجرد تبرير للعودة إلى الحرب.
كما شددت على أنها “تسعى مع الوسطاء من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وشلال الدم في القطاع”.
أتت تلك التصريحات فيما ارتفع أعداد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى أكثر من 413 أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما جاءت بعد تعثر المفاوضات في الدوحة بعد أسابيع من المباحثات، من أجل تمديد الهدنة دون جدوى.