تتسم العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة والمتانة ويسودها التفاهم و لا توجد عقبات تعترض مسار هذه العلاقات بشكل عام، وينعكس هذا التفاهم في المواقف المتشابهة التي تتبناها الدولتان تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية و المسألة العراقية والوضع في السودان والموقف المتأزم في لبنان.

العلاقات المصرية التونسية 

تحرص البلدان على التشاور وتنسيق المواقف في مختلف المحافل الدولية والإقليمية بما يحقق مصالحهما المشتركة، ونذكر في هذا الصدد على سبيل المثال التأييد المتبادل للترشيحات المصرية والتونسية في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية.

في هذا السياق، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التونسي قيس سعيد، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وكيفية تعزيزها بما يحقق مصلحة الشعبين، حيث أكد الزعيمان حرصهما على العمل المشترك لتطوير العلاقات.

ناقش الاتصال الأوضاع حول القضية  الفلسطينية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية لاستغلال الهدنة الجارية في قطاع غزة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وكذا جهود إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وهو ما ثمنه الرئيس التونسى.

واتفق الجانبان على أهمية العمل على الوقف الدائم لإطلاق النار، والتحرك العاجل لتقديم كافة سبل الدعم لإغاثة أهالي القطاع، مع السعي لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية.

وثمن الرئيس التونسي الجهود المصرية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة .

وأكد الرئيس السيسي ونظيره التونسي على أهمية العمل على الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة والتحرك العاجل لتقديم كافة سبل الدعم لإغاثة أهالي القطاع.

في هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن مصر وتركيا تتميزان بعلاقات طيبة ويسعى كل من الطرفين إلى تطوير العلاقات مع الطرف الآخر، مشيراً إلى أن اللقاء السابق الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التونسي قيس سعيد على هامش قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد لم يكن صدفة بل هو لقاء مهم بل والاهم ومن اكبر الاجتماعات التي عقدت حيث حديث الأشقاء حول العلاقات الواسعة والممتدة خاصة في ظل ظرف عالمي سياسي متغير بعد قيام الحرب الروسية الأوكرانية .

وأضاف “نزار” خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الاتصال بين الرئيسين جاء في سياق ضرورة العمل على الوقف الدائم لإطلاق النار، والتحرك العاجل لتقديم كافة سبل الدعم لإغاثة أهالي.

تابع: مصر وتونس تعملان على توطيد القرار السياسي المشترك وتوسيع العلاقات المصرية التونسية ، وبسط الرؤية التونسية في مسألة الهجرة ومصر معنية بذلك، فضلاً عن الرؤية التونسية بليبيا ومصر ايضاً معنية بذلك من أجل أمنها القومي، وكذلك التداخل بين المصلحة والمنفعة والمشاريع المشتركة بين البلدين.

تطورات القضية الفلسطينية 

وعقد السفير إيهاب فهمى سفير مصر لدى تونس على مدار الأشهر الماضية عدة لقاءات مع ممثلى الجالية المصرية، وذلك بمقري السفارة ودار السكن.

كما قام مؤخراً بزيارة إلى ولاية صفاقس على رأس بعثة قنصلية، حيث تم خلال تلك اللقاءات مناقشة أوضاع المصريين فى تونس واحتياجاتهم، وكذلك كيفية الاستفادة من خبراتهم فى دعم الوطن.

وأعرب المواطنون عن تقديرهم البالغ لحرص السفارة المصرية فى تونس على تعزيز التواصل مع الجالية، وتوفير كافة التسهيلات المرتبطة بالمعاملات القنصلية الخاصة بهم.

وقام السفير المصري باستعراض الجهود المبذولة من أجل الارتقاء بمسار العلاقات المصرية/ التونسية فى شتى المجالات، وكذلك التذكير بالمبادرات التي طرحتها الدولة في إطار الحرص على تحقيق مصالح أبنائها المواطنين المقيمين فى الخارج، بالإضافة إلى المشروعات التنموية الضخمة التى تستهدف النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وما تقوم به الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها الوطنية لتوفير حياة كريمة للمصريين.

ومن جهة أخرى، شهدت تلك اللقاءات أيضاً التأكيد على أهمية ممارسة أعضاء الجالية المصرية في تونس لحقهم الدستوري والوطني بالتصويت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بمقر السفارة خلال أيام الأول والثاني والثالث من ديسمبر ٢٠٢٣، مع استعراض كافة القواعد المُنظمة ذات الصلة. وقد عكست تلك اللقاءات اهتماماً كبيراً من جانب أعضاء الجالية المصرية في تونس بالمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم.

جدير بالذكر أن  الرئيس التونسي قيس سعيد أكد استعداد بلاده الكامل لدعم الشعب الفلسطيني بما يتوفر لديها من إمكانيات، جاء ذلك خلال اجتماع عقده لبحث سبل دعم الشعب الفلسطيني- إن دعم بلاده لفلسطين لن يقتصر على إصدار بيانات، بل ''سنقف إلى جانب الفلسطينيين بكل ما لدينا؛ فنحن نؤثر على أنفسنا ولو كانت بنا خصاصة".

واستنكر استخدام مصطلح ''قصف'' عند الإشارة لهجمات إسرائيل، واعتماد كلمة ''رشقات'' في ما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، لافتا في هذا الإطار: ''القصف بالقصف وليس بالرشق والغارة بالغارة''، مؤكدا أن القضية قضية فلسطين وليست قضية غزة فقط.

وشدد رئيس التونسي على ضرورة "دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة من معركة التحرير حتى يتمكن من استرجاع حقه في كل فلسطين"، وكذلك تقديم الدعم الصحي للشعب الفلسطيني لأنه مهم جدا بالنسبة لهم في الوضع الراهن.

وأكد ضرورة تعاون وزارة الشؤون الاجتماعية، في إطار الاتحاد التضامني الاجتماعي لدعم الشعب الفلسطيني بما يتوفر لتونس من إمكانات، مُقرا بوجوب دعم الشعب الفلسطيني في معركته الحالية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تونس مصر القضية الفلسطينية الرئيس التونسي قيس سعيد غزة الرئيس التونسي السيسي دعم الشعب الفلسطینی الرئیس التونسی لإطلاق النار فی هذا

إقرأ أيضاً:

«مصر» تطلق صرخة الحق أمام العدل الدولية: لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟

تواصل مصر تكثيف جهودها في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومنع عملية الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، سواء بالاتصالات مع مؤسسات المجتمع الدولي والدول الأوروبية والإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل، أو بالوساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سعيا منها في إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة لأهالي غزة الذين يقاتلون في الوقت الحالي الجوع والعطش، بسبب نفاد الغذاء في كافة أماكن القطاع.

واستمرار لذلك، تقدمت مصر بمرافعة شفهية أمام محكمة العدل الدولية اليوم 28 أبريل 2025، أطلق فيها الوفد المصري المتمثل في السفير حاتم عبد القادر، مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية الدولية والمعاهدات، و المستشارة الدكتورة ياسمين موسى، المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية، تصريحات تعبر عن رسالة مصر للعالم أجمع عنوانها: «لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟»

وشدد الوفد المصري خلال المرافعة على أن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل جزءاً من إجراءات واسعة النطاق وممنهجة وشاملة تهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع وتحقيق ضم فعلي للأراضي الفلسطينية، ولفت الوفد إلى أن هذه السياسة مُثبتة بالتصريحات العلنية الصادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين وكذلك تشريعات الكنيست، فضلاً عن الإجراءات الإسرائيلية المستمرة لتقويض دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وتجفيف مصادر تمويلها، بهدف عرقلة حق العودة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل ركناً أساسياً من حقهم في تقرير المصير المكفول بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأوضح الوفد المصري أن ذلك تزامن مع مواصلة إسرائيل تنفيذ عمليات الإخلاء القسري والتهجير المتكرر تحت ذريعة ما يسمى بـ «أوامر الإخلاء»، مما أدى إلى نقل الفلسطينيين قسراً إلى مناطق لا تتمتع بالمقومات الأساسية للمعيشة، وعرقلة وصول الإمدادات والخدمات الأساسية اللازمة للحياة، وذلك ضمن سياسة ممنهجة لخلق ظروف تهدف إلى جعل غزة غير صالحة للحياة.

مرافعة الوفد المصري أمام محكمة العدل الدولية مرافعة الوفد المصري أمام محكمة العدل الدولية مرافعة الوفد المصري أمام محكمة العدل الدولية مرافعة الوفد المصري أمام محكمة العدل الدولية مرافعة الوفد المصري أمام محكمة العدل الدولية

وأشار الوفد المصري خلال المرافعة إلى أن إسرائيل دأبت منذ أكتوبر 2023 على استخدام سياسة التجويع والحصار الكامل على غزة كسلاح موجه ضد المدنيين بالقطاع، وأمعنت إسرائيل في استخدام ذلك السلاح بإغلاقها كافة المعابر إلى غزة بشكل متعمد وتعسفي، مما حال دون دخول الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والإمدادات الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، ويأتي ذلك في ظل استئناف إسرائيل لعدوانها الوحشي على غزة، والذي أسفر عن مقتل 52، 000 مدني بريء منذ أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك مع استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين والبنية التحتية الضرورية لبقاء السكان الفلسطينيين على قيد الحياة، يُضاف إلى ذلك تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلية لهجماتها ضد العاملين في المجالين الطبي والإنساني، الأمر الذي دفع بغزة إلى كارثة إنسانية.

وركزت المرافعة المصرية على استعراض الدفوع القانونية التي تُثبت وجود التزامات على عاتق إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك الاتفاقية الخاصة بامتيازات وحصانات أجهزة الأمم المتحدة، فضلاً عن التزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال بضمان وتسهيل توفير الإمدادات والمساعدات العاجلة دون عوائق، وفقاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأكد الوفد المصري أن إسرائيل أخلت بالفعل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي سواء بالسياسة الممنهجة لاستهداف المدنيين وممثلي المنظمات الإغاثية، أو بالإمعان في فرض عقبات قانونية وإدارية تعيق وتقيد وصول المساعدات الإنسانية، وتوجيه هجمات مباشرة على البنية التحتية الإنسانية، بما في ذلك قصف معبر رفح الحدودي بهدف تعطيله عن العمل والاستيلاء على الجانب الفلسطيني من المعبر، وما تبعه تنفيذ إسرائيل هجومها العسكري على مدينة رفح، التي كانت ملاذاً لأكثر من مليون فلسطيني، ومركزاً رئيسياً لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما ألحق أضراراً جسيمة بالعمليات الإنسانية وزاد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، ومع اضطرار الوكالات الإنسانية إلى الانسحاب حفاظاً على سلامة موظفيها، توقف وصول المساعدات الإنسانية من معبر رفح، والذي كان شريان الحياة لقطاع غزة.

واختتم الوفد المصري المرافعة بطلب قيام المحكمة بالإعلان في رأيها الاستشاري أن الاحتلال الإسرائيلي الممتد للأراضي الفلسطينية يمثل انتهاكا مستمرا للقانون الدولي، وأن الالتزامات الإسرائيلية كقوة قائمة بالاحتلال تستمر في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين انتهاء الاحتلال، كذلك إقرار المحكمة بالتزام إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال بجبر الضرر الذي أحدثته وذلك من خلال رفع الحصار المفروض على غزة بشكل فوري وغير مشروط، وضمان وصول الإمدادات الأساسية للمدنيين بقطاع غزة على نطاق واسع وبشكل آمن عبر كافة المعابر المؤدية للقطاع، دون معوقات أو قيود، والتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2735، والتوافق حول خطة إغاثة عاجلة للمدنيين الفلسطينيين، وتيسير تنفيذها بكافة السُبل المتاحة، والامتناع عن إعاقة وجود ونشاطات الأمم المتحدة ووكالاتها، بما في ذلك الأونروا، وكذلك الدول الثالثة التي تقدم المساعدات الإنسانية، وإلغاء القوانين غير المشروعة المتعلقة بالأونروا التي أقرتها إسرائيل، واحترام الامتيازات والحصانات الممنوحة للأونروا وغيرها من وكالات الأمم المتحدة، وضمان حمايتها، فضلاً عن إعلان المحكمة أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير يشمل حقه في السعي لتحقيق تنميته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أرضه، بما في ذلك الحق في تلقي مساعدات التنمية من أجل التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وعدم تهجيره أو طرده من أرضه.

اقرأ أيضاًقدم معلومات سرية لمحكمة العدل العليا.. «الشاباك» يفضح نتنياهو

عاجل| محكمة العدل الدولية تستقبل مذكرة قطر ضد إسرائيل «تفاصيل»

ابو الغيط يرحب بالتصويت الكبير في الامم المتحدة لصالح قرار احالة حظر الأونروا الى محكمة العدل الدولية

مقالات مشابهة

  • 40 شهيدا بغزة في يوم واحد وأزمة الجوع تتفاقم
  • وزير الخارجية: مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني
  • منصور : الشعب الفلسطيني في قفص يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم
  • وقفة في مديرية صنعاء الجديدة إسناداً للشعب الفلسطيني وتأكيد الجهوزية لأي تصعيد
  • الرئيس التونسي يندد بـ"تدخل سافر في الشأن الداخلي" بعد انتقادات خارجية  
  • الرئيس التونسي يندد بـتدخل سافر بالشأن الداخلي
  • تدخل سافر في الشأن الداخلي.. أول رد من الرئيس التونسي علي انتقاد محاكمة سياسيين
  • رئيس مجلس الشيوخ في منتدى جنوب-جنوب: مصر تؤمن بالتعاون المشترك وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • «مصر» تطلق صرخة الحق أمام العدل الدولية: لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟
  • رئيس الوزراء القطري: نرفض تجويع الشعب الفلسطيني وجهود الوساطة مستمرة