الحرة:
2025-02-04@16:59:30 GMT

حملة مختلفة.. تحديات وتحذيرات تواجه إسرائيل في جنوب غزة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

حملة مختلفة.. تحديات وتحذيرات تواجه إسرائيل في جنوب غزة

بينما يؤكد مسؤولون إسرائيليون بارزون على مواصلة الحملة العسكرية في غزة عقب انتهاء "الهدنة" السارية ليومين إضافيين، تُسلط تحذيرات أميركية، كشفت عنها وسائل إعلام الضوء، على "تحديات" ومشهدٍ معقد قد ينعكس بالسلب ويخلف كارثة إنسانية كبيرة في حال استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته على الأرض، تحديدا في جنوبي القطاع.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله، الثلاثاء، إن "إدارة بايدن تشعر بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في جنوب غزة"، وأنها "أبلغت إسرائيل بأن "النزوح الذي قد يحصل على إثرها سيتجاوز قدرة أي شبكة دعم إنساني".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "رد فعل الحكومة الأسرائيلية كان مقبولا"، كاشفا عن "وجود تفاهم على ضرورة شن نوع مختلف من الحملة في الجنوب"، في إشارة إلى تغير عسكري قد يطرأ في حال استؤنفت العملية.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من أنها يجب أن "تقاتل بشكل جراحي (دقيق) في جنوب القطاع وتتجنب المزيد من التهجير الجماعي للفلسطينيين في حربها ضد حماس".

واعتبرت الصحيفة الموقف الأميركي "أقوى تحذير من إدارة بايدن للمسؤولين الإسرائيليين حتى الآن بشأن المرحلة التالية من عمليتهم العسكرية".

ولا يعرف ما إذا كانت الهدنة التي تم تمديدها يوم الاثنين ليومين آخرين قد تسير على مسار ثابت، بمعنى أن تتجه إسرائيل وحماس إلى المضي فيها لأيام أكثر في المرحلة المقبلة، مقابل الاستمرار بعمليات تبادل الرهائن والمعتقلين.

ومع ذلك يتضح من حديث المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل لن تتراجع عن عمليتها العسكرية في غزة حتى تحقيق كامل الأهداف، وعلى رأسها تفكيك حركة حماس، وأنها بصدد استئناف القتال والتوجه جنوبا.

"لا خيار آخر"

وفي أحدث المواقف الرسمية، قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس خلال زيارته للجنوب: "بعد وقف إطلاق النار سيكون هناك إطلاق نار متجدد. مجلس الحرب بأكمله متحد في هذا الموقف، ولا يوجد خيار آخر".

و"نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب"، كما أضاف غانتس.

بينما أكد رئيس الأركان، هرتسي هاليفي أن "جيش الدفاع جاهز للاستمرار في القتال"، وقال: "نستغل أيام فترة تعليق النشاطات العسكرية مؤقتا للتعلم وتعزيز الجاهزية والموافقة على الخطط العملياتية للمراحل اللاحقة".

وفي تعليقه على التحذيرات الأميركية أضاف هاليفي: "أتحدث كثيرا مع القيادة العليا في الولايات المتحدة وأيضا مع القادة السياسيين هناك، نجري حوارات.. ونسمع المقترحات".

وتابع: "هم يدركون جيدا أنه ليس من الجيد لنا أن نخوض قتالا في منطقة مليئة بالمدنيين. كيف نقوم بهذا الإخلاء؟ هناك أساليب مختلفة وسنختار منها ما يناسبنا في غزة، وأعتقد أن المسؤولون في الولايات المتحدة سيتفهمون ما نقوم به".

ويعتقد ألكسندر لانغلويس، وهو باحث أميركي يركز على شؤون الشرق الأوسط، أن "زيادة الضغوط الأميركية تمثل أمرا هاما في الوقت الحالي، رغم أن إسرائيل تميل إلى تجاهلها أو استمالة المصالح الأميركية لتفعل ما يحلو لها".

وفي المقابل يرى الباحث، في حديثه لموقع "الحرة" أن "الضغوط قد تبدو أشبه بتواطؤ على شكل غطاء سياسي لإسرائيل". وفي حين أنها متزايدة، وقد تدفع الأخيرة لإعادة التفكير في العمليات، فإن لانغلويس يشكك في فعالية ذلك.

وعلى مدار أسابيع، كان البيت الأبيض حريصا على الإعلان إنه لا يملي كيفية قيام إسرائيل بعملياتها العسكرية، لكن الرئيس بايدن وكبار موظفيه أصبحوا أكثر إلحاحا مع تكشف الأزمة الإنسانية، وفق "نيويورك تايمز".

وتأتي الضغوط، حسب الصحيفة، في الوقت الذي يعرب فيه مسؤولو الإدارة الأميركية عن تفاؤلهم بإمكانية استمرار دخول المساعدات إلى غزة، حتى عند استئناف القتال.

ومن جانب إسرائيل يوضح المحاضر في مركز الدبلوماسية العامة في تل أبيب، غولان برهوم، أن "هدفها في القضاء على حماس لن يتم التراجع عنه"، دون أن يستبعد "طرقا جديدة وأدوات ربما تختلف من مكان لآخر"، قاصدا شمال غزة وجنوبه.

ويعتقد برهوم أن أي عملية عسكرية، وفي نهاية المطاف، يجب أن تصل إلى نقطة إدخال القوات البرية على الأرض، وهو ما قد يحصل في جنوب القطاع، في حال تم استئناف الحرب بعد "الهدنة".

ويقول: "القوة البرية سيحتاجها الجيش الإسرائيلي، وسيواصل أيضا العمل كقوات كاملة من البحر والجو والقوات الهندسية والمشاة".

هل يختلف شكل الحملة؟

أسفرت الحرب الإسرائيلية في شمال قطاع على مدى شهر ونصف الشهر عن مقتل الآلاف من المدنيين في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، ودفعت بقرابة مليون شخص إلى النزوح جنوبا.

وأصبح 45 بالمئة من إجمالي المنازل في جميع أنحاء القطاع مدمرا للغاية بحيث لا يمكن العيش فيها، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي غضون ذلك، ومنذ أصدرت إسرائيل أوامر الإخلاء لأول مرة في شمال قطاع غزة في 13 أكتوبر نزح ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الجنوب، في ظل سعي إسرائيل للإطاحة بـ"حماس".

ولم ينته الجيش الإسرائيلي بعد من عملياته في شمال القطاع، وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ خاض مواجهات مع مسلحي حماس على أكثر من جبهة.

والآن، وبينما يواصل التهديد بتوسيع رقعة انتشار قواته في غزة ومناطق الشمال ويقول مسؤولوه إنهم بصدد الانتقال جنوبا، يشير تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن هذه المرحلة ستكون "الأصعب"، لاعتبارات عدة أبرزها كثافة تواجد المدنيين هناك.

ويوضح الدكتور، عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي أن "الكارثة الإنسانية التي تخشاها الآن الولايات المتحدة تشكلت وباتت أرضيتها متوفرة".

ويقول لموقع "الحرة: "اليوم نتحدث عن غذاء ودواء، وبعد أيام سنتحدث عن مأساة تتعلق يالأمراض والبنى التحتية ومصادر العيش.. واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل وخشيتها الآن من كارثة حديث متأخر".

وإذا ما استؤنفت المرحلة التالية من الحرب "ستكون أقل ضررا على المدنيين وأكثر مواجهة فعليا مع حماس"، وبالتالي "ستكون عمليات ذات أبعاد نخبوية".

ويضيف السبايلة أن "إسرائيل كان هدفها الوصول لهذه النقطة، التي توقفت عندها من أجل الهدنة".

وأضاف: "إسرائيل وضعت أساسات للكارثة لأنها تريد إعادة رسم جغرافيا غزة وتفريغها ديمغرافيا بحيث لا تبقى حاضنة لفكرة ميليشيات أو تنظيمات لما كانت عليه".

ولا يرى الباحث الأميركي لانغلويس كيف يمكن لإسرائيل التغلب قانونيا على قضية الكثافة السكانية في جنوب غزة.

ويقول: "لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص والمجتمعات، ويمكن منطقيا اعتبار المناطق الآمنة الإنسانية الصغيرة في الجنوب أهدافا مستقبلية نظرا للإجراءات الإسرائيلية حتى الآن خلال حرب عام 2023".

ولم تثبت إسرائيل بعد أنها "لا تشن ضربات غير متناسبة أو عشوائية".

وفي حال التزمت بتجدد القتال في الجنوب يتابع لانغلويس: "سوف نشهد أضرارا جسيمة للمدنيين مثلما حدث في الشمال"، وقد يضغط هذا على واشنطن للدعوة بشكل علني إلى إنهاء القتال.

"الأهداف مترابطة"

وتنظر إسرائيل إلى أهدافها الثلاثة في قطاع غزة على أنها مترابطة، حسب ما يقول المسؤول السابق، أيوب قرا، وهي القضاء على حماس وتحرير الرهائن و"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.

ويضيف قرا لموقع "الحرة": "لا يمكن أن تنتهي الحرب مع بقاء حماس كقوة عسكرية، ومن هذا المنطلق هناك خلاف في وجهات النظر"، معتبرا أن "الأميركيين قد يفكرون بمنظور مختلف والإسرائيليين كذلك. لكن هناك تقاطع على أن تستمر الحرب".

ويعتقد المسؤول السابق أن خط الاتصال القائم والنقاشات التي يتم تبادلها بين إسرائيل وواشنطن "ترتبط بتفكير سياسي لا عسكري"، من منطلق أن الأهداف على الأرض "يجب تحقيقها".

ومن جانبه يضيف الباحث السياسي غولان برهوم أن إسرائيل "لم يعد بإمكانها العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر. هي لن تقبل بأي وجود لحماس سواء في الشمال أو الجنوب. وفي حال قبلت ستكون قد سلمت مفاتيح دولة إسرائيل".

"المعركة التالية مسألة وقت وستكون أقوى"، وبينما لا يستبعد برهوم أن تسفر المطالب الأميركية عن إبطائها، يعتبر أن "بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يلعب على حبلين مثل ما فعل في تسعينيات القرن الماضي بشأن اتفاق أوسلو".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی جنوب فی غزة فی حال

إقرأ أيضاً:

حديقة الحيوان بالفيوم.. متنفس طبيعي تواجه تحديات كبيرة

تعد حديقة الحيوان بالفيوم واحدة من أهم الوجهات الترفيهية والتعليمية في المحافظة، حيث توفر بيئة طبيعية مميزة للزوار من مختلف الأعمار للاستمتاع بمشاهدة الحيوانات والتعرف على الحياة البرية عن قرب.  

تاريخ الحديقة وتطورها:

تم إنشاء حديقة الحيوان بالفيوم لتكون مساحة خضراء تجمع بين الترفيه والتثقيف البيئي، حيث تضم مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية والأليفة، مثل الأسود، والنمور، والزرافات، بالإضافة إلى الطيور النادرة والزواحف. 
شهدت الحديقة تطويرات متتالية لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للجمهور، مما جعلها وجهة مثالية للعائلات والرحلات المدرسية.  

بحوث الصحراء يعزز جهود تطوير الزراعة في سيوة لمواجهة التحديات البيئية

أقسام الحديقة ومعالمها:

تضم الحديقة عدة أقسام متميزة، من بينها:  
- منطقة الحيوانات البرية التي تشمل الأسود والنمور والدببة.  
- بيت الزواحف الذي يضم الثعابين والتماسيح والسلاحف النادرة.  
- منطقة الطيور التي تحتوي على البجع والطاووس والببغاوات الملونة.  
- حديقة الأطفال التي توفر أنشطة ترفيهية وتعليمية، بالإضافة إلى إمكانية التفاعل مع بعض الحيوانات الأليفة.  

أهمية الحديقة ودورها البيئي:
 
تلعب حديقة الحيوان بالفيوم دورًا مهمًا في نشر الوعي البيئي بين الزوار، حيث تنظم ورش عمل ومحاضرات حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، كما تسهم في برامج الإكثار للحيوانات المهددة بالانقراض.  

تحديات وتطلعات المستقبل:

رغم أهمية الحديقة، إلا أنها تواجه بعض التحديات مثل الحاجة إلى مزيد من التطوير في المرافق والخدمات، بالإضافة إلى تحسين بيئة الحيوانات لضمان رفاهيتها،  وتسعى الإدارة إلى تحديث الحديقة وإضافة المزيد من الحيوانات النادرة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية بارزة في الفيوم.  

تظل حديقة الحيوان بالفيوم نقطة جذب رئيسية لمحبي الطبيعة والحيوانات، حيث تجمع بين المتعة والتعليم في آنٍ واحد، مما يجعلها وجهة مثالية لقضاء أوقات ممتعة برفقة العائلة والأصدقاء.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • يديعوت أحرونوت: 4 خيارات لحكم غزة بعد انتهاء الحرب
  • إسرائيل تعيد شحنة مساعدات من «معبر رفح» وتستعد لسيناريو استئناف الحرب
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • حديقة الحيوان بالفيوم.. متنفس طبيعي تواجه تحديات كبيرة
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
  • قبل مناقشات الشيوخ .. تحديات تواجه البحث العلمي في مصر