صحيفة البلاد:
2025-02-28@19:04:40 GMT

مستشفى الشفاء يكشف زيف الإدعاء

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

مستشفى الشفاء يكشف زيف الإدعاء

وتكشفت الأقنعة المزيفة التي ترتديها إسرائيل، ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية بادعاء الحفاظ على حقوق الإنسان وعدم التمييز العنصري. لكن أحداث غزة الأخيرة بيّنت عوارهم وكشفت مخازيهم، وأثبتت أنهم أبعد ما يكون عن الإنسانية الحقة بهمجية الفعل ووحشية التصرف. والشاهد في ذلك الأرواح الفلسطينية المزهقة، والدماء المسالة؛ والأشلاء الممزّقة؛ والأسر المشتّتة؛ والمساكن المهدّمة؛ والبنى التحتية والفوقية المحطّمة.

مشاهد تبكي منها العيون وتتفطر لها القلوب، إلّا قلوب الجبابرة المتغطّرسين الذين يستهويهم القتل، وتسرّهم مناظر الدمار والخراب كخراب أنفسهم المشوّهة، وأنّ كل ما يدّعونه من أجل حقوق الإنسان شعارات وهمية لا أساس لها في الواقع، وإنما يفصّلونها فقط بما يخدم مصالحهم، دون اكتراث بالرأي العام العالمي، وغير عابئين بانتقاد بعض المنظمات الدولية. لأنهم وجدوا أنفسهم فوق القانون، يبررون ما يرغبون ويمارسون الإبادة الجماعية والتهجير القسري متجاوزين كل التعاليم والأعراف الدينية والدنيوية باستهداف الأبرياء العزل من الأطفال والشيوخ والنساء واستخدام الأسلحة المحرمة لتزيد أعدادهم على عشرات الآلاف من القتلى والمصابين معظمهم من الأطفال هذا غير ما لحق بالآخرين من تأثير نفسي عنيف. في الوقت الذي يستعدّ فيه العالم ليوم الطفل في أواخر هذا الشهر.

وهي لاشك جرائم حرب فظيعة مكتملة الأركان ومن المؤكد أن الضمير العالمي اليقظ لن يتجاهلها وإنها ستدفع بالمجرم “نتن ‫ياهو”‬ إلى المحاكمة العادلة على تلك الجرائم القبيحة التي تستدعي رصدها وتوثيقها وتقديمها للمحاكم الدولية لتتحمل إسرائيل مسؤوليتها كاملة ومعها شريكتها في الظلم والإبادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقودها إدارتها الحالية إلى مستنقع الظلم والفساد. هذه الإدارة التي تزعم وقوفها مع الحق لحماية الأبرياء من سكان أوكرانيا ، نجدها تقف بقوة مع الباطل ضدّ سكان غزة بمعايير مختلّه وتبريرات معتلّة تبرهن زيغهم عن الحق وبعدهم عن العدل وركونهم إلى الاستبداد، ليصبغوا دولتهم بصبغة الدولة المستبدة الظالمة أمام المجتمع الدولي. وقد يعلمون أو لا يعلمون أن الجنوح إلى الظلم يشكل أحد أهم أسباب السقوط للدول عاجلا أم آجلا. وفي التاريخ ألف عبرة وعبرة، لكن الإدارة الأمريكية المنحازة علناً للممارسات الهوجاء ،ستفقد ثقة العالم الخارجي كما ستفقد ثقة الداخل الأمريكي والذين عبروا عن عدم قبولهم لهذا الانحياز الظالم من خلال مظاهراتهم في شوارع عدد من المدن الأمريكية ضد الطغيان. ولعل ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش” بأن أصل معاناة الشعب الفلسطيني هو الاحتلال الغاشم وأن ما يقومون به لا يبرر لإسرائيل القتل الجماعي وأن لا أحد فوق القانون.‬

ولكم أن تتخيلوا الاستهداف الإسرائيلي بأعّتى الأسلحة للمستشفيات، هذا غير المدارس والجامعات والمساجد وأماكن العبادات. وقد أراد الله أن يفضح سوء فعلهم وحقارة صنيعهم أمام العالم عندما ضربوا مستشفى الشفاء بزعم أن هناك أنفاق ومخازن للأسلحة،
لتتضح الصورة جليّة بأن ادعاءهم باطل كما هي ادعاءاتهم الكاذبة من قبل، وأن هدفهم القتل الجماعي لا غير، بعيداً عن أدنى معاني الإنسانية.
وعلّمنا التاريخ بأن للظالم يوماً وإن طال المدى وأن إعانة الظالم مشاركة في الظلم، والله فوق الجميع.

alnasser1956@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

لا يمين ولا يسار‎

في أوروبا غالبا يستوي اليمين مع اليسار، يستوي الاشتراكيون مع المحافظين، ولا يفصل هؤلاء وهؤلاء عن اليمين المتطرف إلا خيط العنكبوت.

جاء الاشتراكيون إلى حكم بريطانيا بعد فترة طويلة من حكم المحافظين، ومع ذلك ما زالت طائرات بريطانيا تضرب في اليمن، وما زالت مخابراتها تتجسس على غزة، وما زالت شركاتها تمد الكيان بالسلاح.

وفي ألمانيا كان الاشتراكيون في الحكم بفضل الجاليات الإسلامية، ولكن عندما بدأ طوفان الأقصى كان مستشار ألمانيا الاشتراكي شولتز من أوائل القادة الذين هرعوا إلى تل أبيب، وكانت حكومة اليسار هي الأعلى صوتا في تأييد الاحتلال في الحرب الهمجية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وكان صوت وزيرة خارجية ألمانيا من أعلى الأصوات تأييدا للكيان، واعتبرت حكومة الاشتراكيين أن أمن الكيان جزء من أمن ألمانيا.

هؤلاء جميعا يجمعهم العنصرية والاستعلاء والاستعمار، ولا بأس من القتل والتهجير والإبادة طالما كان بعيدا عن كاميرات التصوير، ولهذا سكتوا جميعا عن قتل الصحفيين في غزة
هؤلاء جميعا يجمعهم العنصرية والاستعلاء والاستعمار، ولا بأس من القتل والتهجير والإبادة طالما كان بعيدا عن كاميرات التصوير، ولهذا سكتوا جميعا عن قتل الصحفيين في غزة.

كانوا يريدون أن تمر المذبحة بهدوء وبدون ضجيج، مثلما مرت في البوسنة خلال 3 سنوات بداية من عام 1992 وحتى عام 1995. حينذاك قتل الصرب 300 ألف مسلم، منهم 8000 في سربرنيتشا في يوم واحد تحت رعاية قوات حفظ السلام الهولندية التي لم تمنع القتل والاغتصاب.

كتائب المقاومة قي غزة لم تسمح لهم بذلك، فتولى المقاومون التوثيق بكاميراتهم وتولى الإعلام الحربي للفصائل النشر اليومي للمعارك، وتحمل صحفيو غزة ومعظمهم من الشباب اليافع كل المخاطر ولم يتخلوا عن مهمتهم فكانوا كتيبة مثل الكتائب. وفي هذه المعركة -معركة الإعلام- وصناعة الرأي العام وتوجيهه نستطيع أن نقول: إن المقاومة انتصرت بالضربة القاضية التي طرحت العدو أرضا أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، وجعلته منبوذا يهرّب قادته وجنوده من كل الدول التي يذهبون إليها، لدرجة أن أشد السياسيين الأوروبيين تعصبا إذا أراد أن يعلن دعمه الكامل للاحتلال فإنه يدعو رئيس وزراء الاحتلال لزيارة رسمية يعده أنه لن يتعرض فيها للاعتقال.

هذا هو الحال في أوروبا الرسمية كلهم عدو، وليس فيهم صديق، ولكن بعضهم أشد عداء من بعض. أما على المستوى الشعبي فالأمر مختلف، وهو ما يبشر بمستقبل مختلف تكون نتيجته أن يجرف الطوفان كل هذه القيادات العنصرية الفاشية الفاشلة. ونحن نرى أن الطوفان بدأ يفعل ذلك.

مقالات مشابهة

  • جويتريش: خفض المساعدات الأمريكية يجعل العالم أقل صحة وأمانا وازدهارا
  • إدارة ترامب تخطط لخفض عدد السفارات الأمريكية حول العالم
  • تقرير أمريكي: إسقاط طائرات MQ-9 يكشف تفوق اليمنيين على التكنولوجيا الأمريكية
  • أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية.. الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي!
  • ترامب يغازل أثرياء العالم بالجنسية الأمريكية مقابل 5 ملايين دولار
  • باحث: اقتصاد إسرائيل لن يتحمل غياب المساعدات الأمريكية.. ونتنياهو في مأزق|فيديو
  • قائد “أيزنهاور” يكشف تفاصيل جديدة عن هجمات صنعاء على القطع الحربية الأمريكية
  • لا يمين ولا يسار‎
  • وزير الصناعة يكشف أبرز التحديات التي تواجه قطاع الأدوية
  • التخلية قبل التحلية| كيف نستقبل رمضان بقلوب نقية .. علي جمعة يوضح