القصة الأخرى من فاطمة بنوي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
عبارة قرأتها ولا أدري أين: (إذا أردت أن ينصت الناس لك ، أرو حكاية).
عندما وقع نظري على كتاب”القصة الأخرى” للكاتبة فاطمة بنوي ،بادرت إلى اقتنائه حين زرت معرض الكتاب في الشارقة. لا أقصد من هذا الترّويج أو الإعلان كما يفعل بعض المشاهير وما أكثرهم !
ولكن معرفتي أن الكاتبة تملك سيرة ذاتية أطول منها : فهي الممثلة السعودية و حاملة الماجستير من هارفارد والتي اختارتها مجلة التايم الامريكية ضمن قائمة ” قادة الجيل الجديد”
وقد شاهدت “من أفلامها “بركة يقابل بركة ” ولها اليوم أكثر من عشرة أفلام شاركت بكتابة معظم سيناريوهاتها.
الكتاب (القصة الأخرى) صدر في ٥٢٩ صفحة منها الصور ومنها النصّ المطبوع ومنها المكتوب باليد بالعربي ومنها المخطوط بالإنجليزية فقد كتب أيضا بطريقة أخرى تعكس شخصية أخرى.
الكتاب من سبعة فصول وكل فصل في قسمين
يحتوي الكتاب على ١٣٣ قصة باللغة الإنجليزية و ١٣٢ باللغة العربية بعضها كتب باليد وبعضها ترجمات من الإنجليزية إلى العربية.
لفت نظري عبارة :” أؤمن أن بعض النهايات هي بدايات في زي تنكري ” . و تقول الكاتبة في موضع آخر: “إني لم أتمكن من شكر والدتي “ريم بخيت” بما فيه الكفاية كونها أفضل من رافقني خلال رحلة مراجعة ما كتبت حتى أوقات متأخرة من الليل.”
كقارئ ، وجدت في هذا الكتاب إختلافاً عمّا توقعت ، حيث ظننت أول الأمر ، إني سأحمل خربشات شابة مليئة بالصور الشخصية والرسومات لذكريات يتشابه سردها مع ما يقوله الكثير، ولكن وبعد تصفُّح أول فصول الكتاب وأقسامه ،وجدت حواراً حميماً وتناغماً حقيقياً يدعونا إلى اكتشاف الإنسانية التي نشترك فيها كبشر .
تناول الكتاب أيضا مشروع السرد القصصي على حساب theotherstoryproject@
والذي ظهر آخر سبتمبر 2015م.
وهذه منصّة لدعم فن السرد القصصي في مدينة جدة ،
حيث كانت فاطمة بنوي حريصة على تشجيع المشاركة من كل من تعرف أو تقابل في البيت أو الشارع أو المقهى وفي كل مكان حتى وقفتها عند بسطة البليلة أو بائعي الشاي على الحطب في الكورنيش ناهيك عن المكالمات والرسائل الإلكترونية. تقول فاطمة بنوي: كنت أطلب من راوي القصة أن
يكتب بأي لغة يشعربالارتياح فيها:(بس اكتب ٠٠ كنت أؤكد عليهم ٠٠ شارك قصتك بأي لغة ترتاح فيها).
وجدت قصتين :واحدة بالفرنسية والأخرى بالتغالوغ (الفلبينية).
أدركت هنا ،أن قصص مدينة جدة هي قصص عالمية.
جمع الكتاب نماذج كثرة لقصاصات ونصوص مطبوعة ومخطوطة باليد فيه مشاركات رائعة لأشخاص مختلفين في العمر والثقافة والجنسية، منهم البنات والأولاد والسيدات والرجال ،جمعت بين الطرافة والغرابة والتجربة و تخللها الفرح والأمل والأسى ،وجمع بينها الحب للناس والمكان.
وكما هو الحال ،فالنهايات هي بدايات في زي تنكري ومع ذلك تأتي دعوة الكاتبة في تساؤل :
هل أنت على استعداد لبدء رحلتك الخاصة مع السرد القصصي ؟
وتضيف : لو كنت ممّن اجتاز شوطاً في هذه الرحلة ،فاعتبرها دعوة شخصية مني لبدء مسيرتك الخاصة مع القصة الأخرى.
sal1h@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
التدخل السريع ينقذ فاطمة.. قصة فتاة هزت قلوب رواد السوشيال ميديا
شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية واقعة أثارت تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشر مقطع فيديو لفتاة تدعى فاطمة منصور تغني بصوت حزين أمام واجهة متجر فساتين زفاف.
ظهرت الفتاة في حالة من عدم الاتزان، حيث بدت تارة تضحك، وتارة أخرى تبكي، بينما كانت تتلعثم في الكلام أحيانًا وتنطق بجمل غير مفهومة، ما أثار قلق المارة الذين شاهدوا الموقف مباشرة.
تفاصيل مأساوية تكشفها الفتاة
كشفت فاطمة عن تفاصيل مؤلمة من حياتها، حيث قالت إنها كانت متزوجة من شخص يُدعى "منتصر" وأنجبت منه طفلًا اسمه "مالك"، لكنها سرعان ما دخلت في نوبة بكاء عند تذكرها لحياتها الماضية.
وعندما سُئلت عن سبب بكائها، أجابت بأنها أنجبت طفلين "جنا ومالك"، ما يشير إلى فقدانها حياتها الأسرية المستقرة.
كما أوضحت الفتاة أن والديها توفيا منذ سنوات، مؤكدة أنها لا تمتلك أي شخص يقف بجانبها، حيث قالت بحزن: "أبويا وأمي ماتوا وأهلي كلهم مليش حد"، ما زاد من تعاطف الناس معها بعد مشاهدة الفيديو.
رغبتها في العودة إلى دار الأمل
أثناء حديثها، أبدت فاطمة رغبتها في العودة إلى دار الأمل للكبار بلا مأوى بمدينة الزقازيق، حيث كانت تقيم سابقًا.
وذكرت أنها تعرف بعض المسئولين بالدار مثل "الدكتورة سعيدة" و"الدكتور محمد"، وأكدت أنها تحبهم وترغب في العودة إليهم للعيش بكرامة.
لكن سرعان ما غيّرت رأيها عندما أُعيد عليها السؤال مرة أخرى، حيث بدت مترددة في الرجوع إلى الدار، ما يشير إلى حالة من التذبذب النفسي وعدم الاستقرار التي تعاني منها.
التدخل السريع لإنقاذ الفتاة
في ظل انتشار الفيديو وتعاطف الجمهور، تدخل فريق "التدخل السريع" التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لمتابعة حالتها.
وأكد محمد فكري، أحد مسئولي الفريق، أنه تم تحديد موقع الفتاة في محافظة الشرقية، وجارٍ اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتأكد من حالتها الصحية والنفسية، والعمل على توفير الدعم المناسب لها.
وشدد فكري على أن الوزارة ستبذل قصارى جهدها لضمان حصول الفتاة على الرعاية الكاملة، سواء بإعادتها إلى دار الأمل إذا رغبت بذلك، أو إيجاد حل آخر يتناسب مع ظروفها، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو توفير حياة كريمة لها وحمايتها من أي مخاطر قد تواجهها في الشارع.
تعاطف واسع ودعوات لمساعدتها
أثار مقطع الفيديو مشاعر الكثيرين، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة الفتاة، وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل العاجل لإنقاذها وتوفير حياة مستقرة لها.
ووصف العديد من المعلقين حالتها بأنها تعكس معاناة العديد من الأشخاص الذين فقدوا الدعم الأسري ويواجهون صعوبات نفسية واجتماعية صعبة.
تظل قصة "فتاة الشرقية" مثالًا مؤلمًا للمعاناة الإنسانية التي يمر بها بعض الأفراد، لكنها في الوقت نفسه تسلط الضوء على دور المؤسسات الاجتماعية في إنقاذ من هم بحاجة إلى المساعدة، وضمان حصولهم على الرعاية والاهتمام اللازمين لمساعدتهم على بدء حياة جديدة ومستقرة.