أدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام والمتاحة على نطاق واسع إلى خلق نوع جديد من "الأدب الروبوتي"، وحاليا تقدم شركة أمازون أكثر من 200 كتاب من تأليف الروبوتات باستخدام برنامج (شات جي بي تي) كمؤلف أو مؤلف مشارك، وهذا الرقم في ازدياد كل يوم.

وتختلف أسباب لجوء عدد من "الكتّاب" أو حتى الناس العاديين لهذا النوع من الكتابة، ولكن لنتذكر أن عملية الكتابة عملية مضنية ومنهكة ومتعبة وتحتاج للكثير من الوقت والطاقة والخيال الخلاق، ما يثبط عزيمة كثير من البشر الذين يحلمون بكتابة قصيدة أو قصة أو تأليف كتاب مهما كان نوعه.

قدمت هذه الأدوات فرصة حقيقية لـ"أنصاف الكتّاب" وبعض الهواة كي ينتجوا كتبا خاصة بهم، ويضعوا عليها أسماءهم كمؤلفين بغض النظر عن مدى مساهمتهم في تأليف وإبداع هذه الكتب.

الذكاء الاصطناعي يعوّض الموهبة

ومن هؤلاء بريت شيكلر، وهو بائع بمنطقة روتشستر بمدينة نيويورك، يحب الأدب وكان دائما يحلم بتأليف كتاب ما، ووضع اسمه عليه كمؤلف، ولكن موهبته وقدراته وإمكانياته اللغوية والإبداعية لم تكن تساعده على ذلك.

أنشأ شيكلر كتابا إلكترونيا للأطفال مكونا من 30 صفحة في غضون ساعات باستخدام برنامج شات جي بي تي، والكتاب مدرج الآن في متجر "أمازون" لبيع الكتب مقابل 2.99 دولار، وعلى منصة "كيندل" بـ9.99 دولارات، ويهدف الكتاب إلى تعليم الأطفال كيفية توفير المال، والشخصية الرئيسية في القصة هي "سامي السنجاب" الذي يجمع الجوز ويستثمره.

وعلق شيكلر قائلا "بدت فكرة تأليف كتاب ممكنة أخيرا.. اعتقدت أنه يمكنني القيام بذلك".

لم يضع شيكلر برنامج "شات جي بي تي" كمؤلف للكتاب على الغلاف الأمامي أو الخلفي، ولا تذكر صفحة المنتج أيضا اسم البرنامج، ولا النظام الأساسي الذي استخدمه لإنشاء الرسوم التوضيحية. بل وضع بكل بساطة اسمه كمؤلف للكتاب.

وفي الواقع، لا تتطلب سياسات أمازون الحالية من المؤلفين الكشف عن ذلك، حيث يسيطر عملاق التجارة الإلكترونية على نحو 80% من سوق الكتب الإلكترونية في العالم، مما يعني أن عددا كبيرا من القراء قد يجدون أنفسهم دون قصد يقرؤون الأعمال التي تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب لأطفالهم، أو يناقشونها في مجموعات نوادي الكتاب دون أدنى فكرة عن مؤلف الكتاب الحقيقي حسب ما ذكرت مجلة "بس سي ماغ" في تقرير لها.

والأسئلة التي تطرح نفسها كثيرة، ولعل من أهمها: مدى أصالة هذه الكتب التي يؤلفها الذكاء الاصطناعي، وهل تمثل كتابة الذكاء الاصطناعي إبداعا حقيقيا أم هي مجرد خوارزميات تعيد إنتاج أنماط مكررة؟

معنى الإبداع

قبل استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية التي تسمى الكتابة، يتعين أولاً تحديد ما يعنيه الإبداع.

يتضمن مفهوم الإبداع المعقد والمتعدد الجوانب إنشاء أفكار جديدة وقيّمة، وتكوين منتجات أو حلول جديدة، ويعني ذلك الأصالة والمرونة والخيال الخلاق، والقدرة على تجاوز أنماط التفكير التقليدية، وابتكار شيء جديد ومدهش يثير الإلهام، ويجعل المتلقي يرى العالم بشكل جديد مختلف عما سبق. وفي مجال الكتابة، يتضمن الإبداع ترتيب الكلمات والأفكار والعواطف بشكل فريد لإنشاء عمل أصيل لم يوجد من قبل، حسب تعريف "موسوعة ستانفورد للفلسفة".

لننظر مثلا إلى هذه الجملة الشعرية لمحمود درويش:

"حاصر حصارك لا مفر…
اضرب عدوك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن.. حرّ"

إن المتأمل لجملة "حاصر حصارك" مثلا يدرك الأصالة مباشرة في النص الشعري، فكيف لك أن تحاصر حصارك؟ هذا يستوجب عليك كقارئ أن تسترسل قليلا في خيالك لتفهم كيف يمكنك أن تحاصر الحصار المضروب حولك.

في هذه الجملة أيضا مرونة وخيال خلاق من الصعب على إنسان عادي مثل "البائع" شيكلر أو برنامج "شات جي بي تي" أن يأتي به، وكي يعطيك نتيجة قريبة عليك أن تلقم البرنامج بمعنى الحصار، وأن تضرب له أمثلة عن الحصار، وأن تزوده بمعطيات دقيقة عن كيفية حدوث الحصار، وطرق الخلاص منه، وبعد ذلك عليك أن ترى النتيجة.

وقام كاتب هذه السطور بالفعل بهذه المحاولة لتلقيم البرنامج بكل المعلومات التي وجدها عن "الحصار"، فضلا عن المعلومات الموجودة لديه أصلا، ثم طلب منه أن يكتب مقطعا شعريا عن فك الحصار، وهذه هي النتيجة:

"كل يوم هو نقطة فارقة في المعركة
ينبت الصمود من جذور العزيمة،
تلتقط الأيدي بعضها بعضا بإخاء،
تتحد الأمم لرفع الحصار بصفاء.

على جدران الزمن يكتب التاريخ حكاية
قصة شعب ينهض بعزيمة واحتراق
يُحطم القيود وينسج الحرية خيوطها
تعلو الأصوات كالأمواج في البحر الراق".

وللقارئ أن يدرك ببساطة مدى الفارق بين النص الشعري الأصيل ومحاولات الخوارزميات لكتابة ما يشبه الشعر.

الخوارزميات والأصالة

تعتمد كتابة الذكاء الاصطناعي على خوارزميات تعالج كميات هائلة من البيانات لتعلم الأنماط والهياكل الموجودة في النصوص المولدة بواسطة الإنسان، وتُمكن هذه الخوارزميات، التي تعتمد غالبا على الشبكات العصبية، النماذج من إنتاج نص يشبه بشكل كبير الأسلوب والهيكل الذي يظهر في بيانات التدريب التي تم تلقيمها بها وفق ما ذكرت منصة "إيه آي كونتنتفاي".

ويجادل النقاد في أن هذه العملية تؤدي إلى إعادة إنتاج لأنماط موجودة بالفعل فحسب -وهم محقون في ذلك- مما يجعل كتابة الذكاء الاصطناعي تبدو بلا إبداع حقيقي. وأعتقد أن النتيجة في المثال السابق واضحة، فأنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الإبداع والأصالة، وتعاني بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بإنشاء محتوى فريد ومبدع حقًا.

صحيح أن هذه الأنظمة قادرة على تحليل كمّ هائل من البيانات التي تمت تغذيتها بها، وقادرة على إنتاج جمل متماسكة، إلا أنها تفتقر إلى القدرة التخيلية التي يمتلكها البشر للتفكير خارج الصندوق، وخلق شيء جديد ومبتكر تماما مثل جملة "حاصر حصارك".

كما تفتقر الكتابة الناتجة عن هذه البرامج إلى الذكاء العاطفي لفهم المشاعر والتعبير عنها بشكل فعال، وتفسير المشاعر الإنسانية والفروق الثقافية الدقيقة المعقدة التي تؤثر على كتابتنا، مما يؤدي إلى إنتاج محتوى سطحي خالٍ من العواطف، أو القدرة الحقيقية على التعاطف، أو فهم مشاعر البشر المختلفة والمتباينة ودمجها في المحتوى المكتوب.

بالإضافة إلى ذلك، تكافح نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم الأعراف المجتمعية، والسياقات الثقافية والتاريخية المعقدة، والفروق الدقيقة التي تشكل عصب التواصل والاجتماع البشري، مما يجعل من الصعب على هذا الذكاء إنتاج محتوى حساس ثقافيا، ومدرك للسياق الذي يدور فيه.

القدرة على ابتكار أفكار وصور فريدة

يتمتع الكتّاب البشريون بالقدرة على توليد أفكار جديدة ومبتكرة قد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعامل معها أو تفسيرها. لنتأمل مثلا قول المتنبي:

وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ.. أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟

كيف سيفهم الذكاء الاصطناعي أن الصبح ليل، وكل البيانات والمعلومات التي تمت تغذيته به توضح الفروق الدقيقة بين الليل والصباح؟

إن هذه القدرة لدى البشر على ابتكار معان جديدة هي ما يجعل عملهم متميزًا عن المحتوى العام الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، هذا فضلا عن فهم السياق العاطفي والنفسي الذي جعل من الصباح ليلا مدلهما في عقل وفكر الشاعر.

وهناك نقطة أخرى مهمة، وهي قدرة الإبداع البشري على استخدام اللغة كشكل فني، من خلال استخدامهم للاستعارات والكنايات واللغة الشعرية لإثارة المشاعر وإنشاء صور حية في ذهن القارئ. هذه اللمسة الفنية هي نتاج للخيال البشري ولا يمكن للذكاء الاصطناعي تكرارها. هل يمكن للذكاء الاصطناعي تأليف بيت شعر مثل:

مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا.. كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ

إن مثل هذه القدرة على التشبيه والاستعارة وابتكار الصور الشعرية الفريدة هو ما يميز الإبداع البشري، وهو شيء من الصعب جدا تقليده، ناهيك عن ابتكاره.

النموذج التعاوني.. كيف يمكن للكتّاب الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي؟

يعتبر السؤال حول ما إذا كانت كتابة الذكاء الاصطناعي تمثل إبداعا حقيقيا أم أنها مجرد خوارزميات تكرر أنماطا كتابية موجودة سابقا، مسألة معقدة ومتعددة الأوجه. يكمن التناقض في التوازن بين قدرة الخوارزميات على تكرار الأنماط التي يتم تغذيتها بها، وقدرتها الهائلة على تحليل البيانات، وجمع المعلومات بسرعة فائقة، وبين إمكانية هذا الذكاء في المساهمة في الإبداع الفعلي.

وكما رأينا، فإن الإبداع الفعلي عملية مختلفة تماما عن تكرار الأنماط وتحليل البيانات، وهنا يبرز نموذج آخر، هو النموذج التعاوني، حيث يستطيع الكتّاب الاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي في عملية الكتابة، من خلال قدرته على جمع وتحليل كمّ هائل من البيانات في وقت قياسي، وفق ما ذكرت منصة "ديجيتال كومونز التابعة لجامعة ليندن وود" الأميركية.

ونضع -فيما يلي- عددا من الطرق التي يستطيع بها الذكاء الاصطناعي مساعدة الكتّاب في عملهم، ومن أبرزها:

توفير المعلومات والبيانات بسرعة فائقة

عادة ما كان يمضي الكتّاب الكثير من الوقت في البحث عن المعلومات والبيانات اللازمة لمشاريعهم الإبداعية، وكان هذا يتضمن قراءة عدد كبير من الكتب، وقضاء ساعات طويلة في المكتبات العامة، أو البحث عبر الإنترنت، ولكن الأمر يختلف الآن مع مساعدي الكتابة بالذكاء الاصطناعي، فمن خلال تحليل كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط يستطيع الكتّاب الحصول بسرعة وفعالية على المعلومات والبيانات التي يحتاجونها بالضبط.

الأخطاء اللغوية

تتفوق برامج الكتابة بالذكاء الاصطناعي في اكتشاف وتصحيح الأخطاء المتعلقة بالنحو وعلامات الترقيم والتهجئة. وتستخدم هذه البرامج خوارزميات متقدمة لتحديد واقتراح تصحيحات لأخطاء الكتابة الشائعة تلقائيا.

ومن خلال التعلم الآلي، تعمل برامج الكتابة بالذكاء الاصطناعي باستمرار على تحسين دقتها في تصحيح اللغة والقواعد من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات النصية.

كما توفر أدوات تصحيح اللغة والنحو المدعومة بالذكاء الاصطناعي اقتراحات في الوقت الفعلي، مما يساعد الكتّاب على تحسين محتواهم، وتجنب الأخطاء اللغوية الشائعة بسرعة وكفاءة، وتوفير الوقت والجهد المبذول سابقا في التدقيق اللغوي اليدوي، وتسمح للكتّاب بالتركيز على تطوير أفكارهم وأسلوب الكتابة العام لديهم.

تطوير الحبكة وبناء الشخصيات

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا مهما في تطوير الحبكة ومساعدة الكتّاب والروائيين على حل المشكلات التي تصادفهم أثناء تطور وتقدم الأحداث في الرواية، وذلك من خلال تحليل القصص والأحداث داخل العمل الروائي، وتحديد عناصرها الأولية ومسارات تطورها، ومن ثم تقديم إرشادات للروائي حول وتيرة العمل، وتقلبات الحبكة، وتطوير الشخصية.

كما يمكن لمساعدي الذكاء الاصطناعي المساعدة في إنشاء الشخصية من خلال تقديم اقتراحات لتطوير شخصيات مقنعة ومتعددة الأبعاد، استنادًا إلى تحليل الشخصيات والنماذج الأولية الموجودة، حيث يمكن لهذه الأدوات أن تقترح السمات والخلفيات الدرامية والدوافع، كما يساعد الذكاء الاصطناعي أيضا في الحفاظ على الاتساق في سلوك الشخصية والحوار طوال أحداث الرواية حسب تقرير لمنصة "جيني إيه آي".

تحسين الكفاءة

يعاني العديد من الكتّاب من تكرار استخدام كلمات معينة بغير وعي منهم، كما أنهم يمضون الكثير من الوقت والجهد في البحث عن كلمات بديلة لكلمات أخرى استخدموها من قبل، وهنا فإن مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي يسارع إلى تقديم خيارات بديلة للكلمات، مما يساعد الكتّاب في العثور على الكلمات المثالية للتعبير عن أفكارهم بدقة ووضوح، وتعتبر هذه الميزة مفيدة بشكل خاص عند البحث عن الكلمة الصحيحة لنقل معنى دقيق.

كما يمكّن الذكاء الاصطناعي الكتّاب من تحديد الأخطاء وتصحيحها بسرعة، ويقدم رؤى قيّمة حول بنية الجملة وسهولة القراءة، مما يسمح للكتّاب بتعزيز وضوح وتماسك لغتهم، ويمكنهم من التركيز على التعبير عن أفكارهم بفعالية وانسيابية، بدلا من الانشغال بآليات الكتابة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الکتابة بالذکاء الاصطناعی کتابة الذکاء الاصطناعی من البیانات شات جی بی تی القدرة على من خلال

إقرأ أيضاً:

أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت

في ليلةٍ وضحاها استطاع "شات جي بي تي" أن يأسر العالم ويجعل الجميع يتحدث عنه، بدءًا من المهتمين والعاملين في القطاع التقني وحتى المستخدمين المعتادين، ومعه بزغ عصر الذكاء الاصطناعي وانتشاره في كافة الاستخدامات.

ورغم المزايا العديدة التي يقدمها نموذج "شات جي بي تي" كنموذج ذكاء اصطناعي، إلا أنه ليس الوحيد في الساحة حيث يوجد العديد من المنافسين المختلفين من عدّة شركات تقنية، وعلى غرار "شات جي بي تي"، فإن هذه النماذج في بعض الأحيان تكون أكثر تخصصًا لأنها موجهة لاستخدام بعينه، وهو ما يجعل نتائجها في هذه التخصصات تتفوق على "شات جي بي تي" الذي يعد نموذجًا عامًا لا يتخصص في شيء بعينه.

لا تختلف طرق عمل هذه النماذج كثيرًا عن "شات جي بي تي"، حيث توفر صندوقا للحديث وتوجيه الأوامر للذكاء الاصطناعي الذي يعمل في شكل أقرب إلى مساعد شخصي يقرأ ويتفاعل مع كافة الرسائل والطلبات التي توجهها له، ومن بين المنافسين، تعد هذه النماذج هي الأقوى.

"كلود 3.5" (Claude 3).. الأكثر بشرية

يأتي نموذج "كلود 3.5" من تطوير شركة "أنثروبيك" وهو أحدث النسخ التي تطرح لهذا النموذج تحديدًا، كما يعد المنافس الأبرز أمام "شات جي بي تي" بسبب تطور التقنيات التي يعتمد عليها والواجهة سهلة الاستخدام للنظام.

يتمايز النموذج بعدد الرموز الأكبر بين جميع نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ حصل النموذج على ترقية لعدد هذه الرموز ليصل إلى مليون رمز بعد أن كان 200 ألف رمز، وهذا الأمر جعل "كلود 3.5" أكثر دقة من غيره وسرعة، كما أنه قادر على توليد إجابات أكثر تفصيلًا من غيرها بشكل يجعله يبدو أكثر احترافية وعمقًا في الإجابات.

يتوفر "كلود 3" في نسخة مجانية وأخرى مدفوعة، وحين تقدم النسخة المجانية نموذج "كلود 3.5 سونيت"، فإن النسخة المدفوعة تقدم "كلود 3.5 أوبس" بقدرات أعلى وسرعة أكبر في الاستجابة للأوامر والطلبات المختلفة.

"كلود 3.5" من تطوير شركة "أنثروبيك" هو أحدث النسخ التي تطرح لهذا النموذج تحديدًا (غيتي) "جيميناي".. الأفضل في المعلومات الحية

غيّرت "غوغل" من اسم نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ليصبح "جيميناي" بعد أن بدأ حياته تحت اسم "بارد"، وهذا التغيير لم يكن تسويقيًا فقط، بل إشارة للقدرات الجديدة التي امتلكها النموذج، خاصةً بعد أن تم دمجه مع نموذج توليد الصور الخاص بها.

يتمتع "جيميناي" بقدرة على توليد الصور مباشرةً من داخله دون الحاجة للانتقال إلى واجهة أخرى، ولكن هذه الصور دومًا تكون لشخصيات غير حقيقية فضلًا عن كونه محدود القدرات في تعديل الصور وإضافة اللمسات العديدة عليها.

تمايز "جيميناي" الحقيقي ينبع من قدرته على الوصول إلى بيانات محرك بحث "غوغل"، وهذا يجعله الأكثر اطلاعًا على البيانات المحدثة عبر الإنترنت، كما أن الشركة تحاول دمجه مع محرك البحث الخاص بها في نموذج البحث الجديد الذي بدأ طرحه في الولايات المتحدة، وذلك بعد دمجه مع تطبيقات "غوغل" السحابية المخصصة للمستخدمين.

يعاني "جيميناي" من القيود الأكثر صرامة بين نماذج الذكاء الاصطناعي المتنوعة، وذلك لأن "غوغل" تضع عليه الكثير من القيود خوفًا من الاستخدام السيئ والعقوبات التي قد تطالها نتيجة هذا الاستخدام، ولهذا، فإنها تتيح "جيميناي برو" في النسخة المجانية، بينما تقدم في النسخة المدفوعة "جيميناي ألترا" الذي يعد أكثر قوة.

"جيميناي" يتميز بقدرته على توليد الصور مباشرةً من داخله دون الحاجة للانتقال إلى واجهة أخرى (غيتي) "بريبليكستي" (Perplexity)..الأفضل للأبحاث

يصف البعض نموذج الذكاء الاصطناعي هذا بأنه بديل مباشر لمحرك بحث "غوغل" وليس فقط "شات جي بي تي"، وذلك لأنه مخصص أكثر للأبحاث العلمية والبحث عن المعلومات المختلفة، إذ يتمتع النموذج بوصول واسع إلى العديد من مكتبات الأبحاث العلمية مفتوحة المصدر فضلًا عن المجالات والمصادر العلمية الحديثة.

إحدى أهم مزايا هذا النموذج هي قدرته على توليد المعلومات بشكل منظم وعلمي واضح بعكس نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تميل إلى تبسيط المعلومات، كما يتيح تضييق مصدر المعلومات إلى مصادر بعينها، وهو الأمر المفيد في تلخيص الأوراق العلمية والبحث بداخلها.

حصل النموذج على تحديث أخير أتاح له عرض المعلومات على شكل صفحات بسيطة وواضحة، إذ يمكن للنموذج توليد المعلومات بشكل مباشر في صفحة واحدة واضحة تضم كافة التفاصيل الخاصة بها.

في النسخة المدفوعة من "بريبليكستي" يمكنك الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى من داخله، وهذا يزيد من قيمته بشكل كبير للغاية.

"باي" (Pi).. المساعد الشخصي أولًا

عندما طورت شركة "إنفليكشن إيه آي" (Inflection AI) فإن الهدف الرئيسي من ورائه كان تقديم نموذج مساعد شخصي قادر على مساعدة المستخدم للبحث وتقديم فائدة حقيقة له، وهو يركز بشكل كبير على المهارات الشخصية والعلاقات فضلًا عن التحديات اليومية المختلفة.

يمكنك التحدث مع "باي" حول المشاكل التي تواجهها في يومك ليجيبك بشكل منطقي وبسيط كأنك تتحدث مع أحد أصدقائك ذوي الخبرة الواسعة، ويمكن للنموذج حل بعض المشاكل الشخصية التي تواجهك ومساعدتك على الوصول إلى النتائج التي ترغب بها.

في بداية استخدام النموذج، تخرج لك رسالة ترحيبية واضحة، تخبرك بأن الهدف الرئيسي لنموذج "باي" هو أن يكون مفيدًا لك ويساعدك لتصبح شخصًا أفضل، وهذا ما يحاول النموذج القيام به عبر كافة مزاياه، بدءًا من الواجهة الجانبية البسيطة وحتى نماذج الأوامر المعدة مسبقًا.

يستطيع "باي" أيضًا الوصول إلى كافة المصادر والمعلومات المحدثة عبر الإنترنت، مما يجعله مساعدًا شخصيًا قادرًا على جلب المعلومات والأخبار الحديثة أولًا بأول.

"غروك".. مستقبل شبكات التواصل الاجتماعي

نموذج "غروك" هو محاولة إيلون ماسك المشاركة في صيحة الذكاء الاصطناعي، وهو مختلف عن بقية نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة، في البدء، لا يمتلك "غروك" قيودًا كثيفة، ويجعله هذا أكثر عنفًا وصراحة في الردود المختلفة.

الهدف الرئيسي وراء هذا النموذج هو تقديم آلية جديدة لمتابعة أحدث الأخبار والتفاصيل حول العالم بشكل واضح وسهل، وذلك في حالة لم تكن ترغب في متابعة الصفحة الرئيسية لمنصة "إكس"، إذ يستطيع "غروك" عرض كافة الأخبار اليومية المتعلقة بشيء بعينه بشكل واضح وسهل ومباشر أيضًا.

يأتي نموذج "غروك" جزءًا من اشتراك منصة "إكس" الاحترافي المدفوع، ولا يوجد له تطبيق منفصل، لذا يجب الوصول إليه عبر تطبيق "إكس" أيضًا.

مقالات مشابهة

  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • الجبورى: تقاس قدرات الدول وإمكاناتها بمدى تحكمها في تكنولوجيا المعلومات والإستفادة من البيانات الضخمة
  • أفضل 5 تطبيقات ذكاء اصطناعي لأجهزة الآيفون والأندرويد
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت
  • بالفيديو.. مختصة: الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التحقق من جودة البيانات
  • طلاب جامعة بنها يبتكرون نظاما جديدا لمراقبة السيارات يساهم فى الحد من الحوادث
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • الخشت: الجامعة تطبق أنماطا تعليمية مختلفة لتنافس مثيلاتها بالدول المتقدمة