صحيفة الخليج:
2024-07-09@17:01:26 GMT

«كوب 28» طوق النجاة للأرض

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

«كوب 28» طوق النجاة للأرض

إعداد: مصطفى الزعبي

في خضم درجات الحرارة المرتفعة، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، يجتمع زعماء العالم في جولة أخرى من محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في الإمارات، بالحدث العالمي «كوب28»، والذي يعد بمنزلة طوق النجاة للأزمات التي وضعت مناخ الأرض في ورطة.

ومن خلال هذا المؤتمر ستقود الإمارات جهود الدول واقتراحاتها والحلول المستدامة للتحديات المناخية، وسلة أهداف مناخية منها: التحول العالمي السلس إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق الاستدامة والتنوع الاقتصادي، وزيادة النمو، وتذليل العقبات أمام ذلك، والانتقال إلى عمليات التنفيذ، وتجاوز مرحلة التسويف، وسيوحد المؤتمر الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون، وإيجاد الحلول للتحديات المناخية، وتعزيز العمل الجماعي؛ لضمان مستقبل مستدام.

يقول المؤرخون: إن الأشخاص الذين ادعوا القدرة على التحكم في الطبيعة وموارد الطاقة من حولهم، رأوا في البيئة أداة يمكن استخدامها لتحقيق التقدم، وعلى مدار مئات السنين، أدى هذا الدافع إلى إعادة تشكيل مناخ الكوكب أيضاً، ودفع سكانه إلى حافة الكارثة للتغير المناخي.

وأعطوا مثالاً على ذلك، مكسيكو سيتي التي تعود إلى قرون مضت، كانت قائمة على جزر وسط بحيرة تيككوكو. وفي السنوات الأخيرة، اختفت معظم البحيرة، وجفت منذ فترة طويلة، لإفساح المجال للبناء والنمو الذي يضم اليوم 22 مليون شخص ينتشرون على حواف وادي المكسيك.

وقال لويس زامبرانو، أستاذ علم البيئة في الجامعة الوطنية في المكسيك: «الطبيعة لا تسبب هذه المشاكل الضخمة لوحدها».

وفي أماكن أخرى، تمت إزالة الغابات من مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض الزراعة أو رعي الماشية، أو تدهورت وتلوثت بسبب المحاجر والتعدين للمعادن. وأدى استغلال الطبيعة للحصول على مواردها إلى تحقيق التقدم والإنتاجية بالنسبة للبعض، لكنه كان أيضاً محركاً رئيسياً للانبعاثات والتدهور البيئي.
الفحم محرك الاقتصادات

بينما بنيت مدينة مكسيكو فوق الماء، كانت بريطانيا تستغل مساحات شاسعة من الفحم الذي ساعد بنهاية المطاف في تشكيل غطاء من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تضر الغلاف الجوي.

واستخدموا الفحم في المنازل للتدفئة والطهي، ولم يكن المصدر الوحيد للطاقة؛ إذ كانت الأخشاب أيضاً من المصادر، لكن الميزان مال بشكل كبير لمصلحة الفحم خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر من خلال الاختراعات التكنولوجية؛ مثل: الطاقة البخارية، وطرق النقل الجديدة مثل القنوات ووسائل النقل وفي وقت لاحق السكك الحديدية.

وعندما وصل الاقتصاد البخاري لتطوير محركات تعمل بالفحم لتسخين المياه وإنتاج الطاقة البخارية سهّل على أصحاب المصانع التحكم في العمل والطبيعة، مقارنة بالاقتصاد القائم على الطاقة المائية.

وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، اعتمدت الطاقة البخارية في الصناعات التحويلية ومصانع القطن والسفن البخارية والقاطرات حول العالم، ما أدى إلى تحول الفحم إلى تجارة عالمية.
بداية التغير

أنشأت القرون السابقة الظروف المناسبة لتغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية، ولكن الأجيال القليلة الماضية جعلت ذلك حقيقة واقعة.

في عام 1960، أطلق البشر نحو 9 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون في الهواء؛ وفي عام 2021، أنتجوا 36 مليار طن، وفقاً لمشروع الكربون العالمي.

وارتفع استخدام الطاقة بشكل كبير؛ حيث أصبح شراء السيارات والسفر الجوي والتكنولوجيا متاحاً بشكل أكبر في العديد من دول أمريكا الشمالية وأوروبا. وكانت دول أخرى مثل الصين واليابان والهند تقوم بتجميع أنظمة الطاقة الخاصة بها، اعتماداً على الوقود الأحفوري، وحدث كل هذا وسط تزايد الفهم والقلق بشأن الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ونما استخدام النفط في أواخر القرن التاسع عشر؛ لأنه لم يكن يتطلب عمالة كثيفة مثل الفحم، وهو أكثر ثراءً بالطاقة، كما أنه أسهل في نقله.

وقال جيه آر ماكنيل، المؤرخ في جامعة جورج تاون: «يمكن شحن النفط كسائل عبر الأنابيب، وكذلك عن طريق الشاحنات والناقلات وعربات السكك الحديدية».

وأدى ظهور السيارات في عشرينات القرن العشرين إلى قيام الولايات المتحدة ببناء نظام الطاقة الخاص بها والكثير من تقنياتها حول محركات الاحتراق الداخلي التي لا تزال تهيمن على السيارات والسفن والطائرات.

مقياس للتنمية

في الصين واليابان، كان الاستهلاك المتزايد بمنزلة مقياس للتنمية الاقتصادية في أوائل القرن العشرين، كما قال مؤرخ العلوم في جامعة هارفارد، فيكتور سيو.

ودرست اليابان التعدين الغربي لتطوير حقول الفحم الخاصة بها في كل من جزرها الأصلية وإمبراطوريتها.

وتعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم حالياً، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تتفوق عليها تاريخياً.

وفي الهند أيضاً، التي كانت جزءاً من الإمبراطورية البريطانية حتى حصولها على الاستقلال في عام 1947، تم استخدام الفحم لتعزيز تنمية البلاد، ومساعدة حكومات الولايات على كسب الدعم الشعبي، كما تقول إليزابيث تشاترجي، المؤرخة في جامعة شيكاغو الأمريكية.

وأنشأت الهند محطات مملوكة للدولة تعمل بالفحم، وبدأت في كهربة مدنها ومزارعها الأكبر حجماً، مع عدم وصول العديد من المناطق الريفية الأخرى إلى الخدمة حتى أوائل القرن الحادي والعشرين.

وقال تشاترجي: «تحدثت إنديرا غاندي، في وقت مبكر من عام 1981، علناً عن تغير المناخ، باعتباره تهديداً، لكنها واصلت استخدام الفحم وكانت بداية لعدم تطبيق».

زخم أمريكي

في الولايات المتحدة، بدأت القضايا البيئية تكتسب زخماً في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، مع أول يوم للأرض في عام 1970، بحسب ما قال جوشوا هاو، مؤرخ البيئة في كلية ريد في بورتلاند بولاية أوريغون. واستشهد بالتشريعات الرئيسية لإنشاء وكالة حماية البيئة الأمريكية، وقانون الأنواع المهددة بالانقراض؛ باعتبارها استجابات كبيرة لتلك اللحظة الكبيرة.

وأشار هاو أيضاً إلى عدم الرغبة في الانضمام إلى اتفاقيات المناخ الدولية، بما في ذلك تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع في عام 1997 ضد التوقيع على أي معاهدة مناخية تقضي بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقال هاو: إن هذا التصويت جاء، في رأيي، إلى حد كبير عندما ذهب التفاؤل بشأن الالتزام على المستوى الوطني بالتخفيف من آثار تغير المناخ وخاصة من خلال الاتفاقيات الدولية إلى الدخان.

لكن العديد من المؤرخين يتفقون، وسط كآبة المخاوف المتصاعدة بشأن المناخ والبيئة، على أن التحولات الجذرية بعيداً عن أفكار التقدم التي تعود إلى قرون من الزمن يمكن أن تشكل مستقبلاً أفضل.

وقال فريدريك ألبريتاون جونسون، المؤرخ بجامعة شيكاغو: «إذا أعاد البشر التفكير في الحاجة إلى النمو المستمر، فيمكن للمجتمعات أن تعمل ضمن قيود الموارد المحدودة وحدود الغلاف الجوي».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة التغير المناخي فی عام

إقرأ أيضاً:

الأكثر سخونة عالميا.. شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة..

يوليو 9, 2024آخر تحديث: يوليو 9, 2024

المستقلة/- يُعد شهر حزيران/ يونيو الماضي الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، والشهر الثالث عشر على التوالي الذي تسجل فيه درجات حرارة قياسية، وفقًا لوكالة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

كذلك يُعتبر “حزيران” الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يُسجَل فيه ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية عن فترة ما قبل الثورة الصناعية.

وأشار كبير علماء المناخ في كوبرنيكوس نيكولا جوليان عبر مقابلة: “إنه تحذير صارخ بأننا نقترب من هذا الحد الذي حددته اتفاقية باريس. تستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع بوتيرة سريعة”.

تعتبر علامة 1.5 درجة مئوية مهمة لأنها الحد الأقصى لدرجات الحرارة الذي اتفقت عليه جميع دول العالم تقريبًا في اتفاقية باريس لعام 2015. وقد قال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذا الحد لن يتم تجاوزه إلا بعد فترة طويلة من الحرارة الممتدة – قد تصل إلى 20 أو 30 عامًا.

وقال مدير كوبرنيكوس كارلو بونتيمبو في بيان له: “هذا أكثر من مجرد “شذوذ إحصائي” ويسلط الضوء على تحول مستمر في مناخنا”.

وقال العلماء إن سلسلة الحرارة القياسية التي تشهدها الأرض منذ أكثر من عام قد تنتهي قريبًا، ولكن لن تنتهي الفوضى المناخية التي صاحبتها.

ما مدى سخونة شهر حزيران؟

وفقًا لكوبرنيكوس، بلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يونيو حول العالم 16.66 درجة مئوية، أي أعلى من متوسط درجات الحرارة خلال 30 عامًا لهذا الشهر بمقدار 0.67 درجة مئوية.

وقد حطم شهر حزيران الرقم القياسي للشهور الأكثر سخونة على الإطلاق.

يلفت جوليان إلى أن الأمر لا يعني أن الأرقام القياسية يتم تحطيمها شهريًا، ولكنها “تتحطم بهوامش كبيرة جدًا على مدار الأشهر الـ13 الماضية”.

ويعتبر عالم المناخ في جامعة تكساس إيه آند إم، أندرو ديسلر أنه “بالنسبة للأغنياء وفي الوقت الحالي، الحدث مُكلف. أما بالنسبة للفقراء فهي معاناة. في المستقبل سيزداد مقدار الثروة التي يجب أن تكون لديك حتى يصبح معظم الناس يعانون”.

ما هو تأثير ارتفاع درجات الحرارة؟

يوضح جوليان أنه حتى دون الوصول إلى عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، ولكننا “رأينا عواقب تغير المناخ، هذه الظواهر المناخية المتطرفة” – أي تفاقم الفيضانات والعواصف وموجات الجفاف وموجات الحر.

وبحسب كوبرنيكوس، فقد ضربت حرارة شهر يونيو بشدة أكبر في جنوب شرق أوروبا، وتركيا، وشرق كندا، وغرب الولايات المتحدة والمكسيك، والبرازيل، وشمال سيبيريا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وغرب القارة القطبية الجنوبية. وقد اضطر الأطباء إلى علاج الآلاف من ضحايا ضربات الشمس في باكستان الشهر الماضي حيث بلغت درجات الحرارة 47 درجة مئوية.

وقال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذه الحرارة بمعظمها ناتجة عن الاحترار طويل الأمد الناجم عن الغازات الدفيئة المنبعثة من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.

يذهب قدر هائل من الطاقة الحرارية المحتبسة بسبب التغير المناخي الذي يسببه الإنسان مباشرة إلى المحيطات، وتستغرق تلك المحيطات وقتًا أطول في الاحترار والبرودة.

ما الدور الذي تلعبه ظاهرة “النينيو”؟

تلعب الدورة الطبيعية لظاهرتي النينيو والنينيا، وهما ظاهرتان طبيعيتان تتسببان في ارتفاع درجة حرارة وسط المحيط الهادئ وبرودته وتغيرات الطقس في جميع أنحاء العالم، دوراً في ذلك. وقد انتهت ظاهرة النينيو القوية التي تشكلت العام الماضي في حزيران/يونيو.

وقال العلماء إن هناك عامل آخر هو أن الهواء فوق قنوات الشحن في المحيط الأطلسي أنظف بسبب لوائح الشحن البحري التي تقلل من جزيئات تلوث الهواء التقليدية، مثل الكبريت، التي تسبب بدورها القليل من التبريد. وهذا يخفي قليلاً تأثير الاحترار لغازات الدفيئة.

وأكد تيانلي يوان، عالم المناخ في وكالة ناسا وجامعة ميريلاند بالتيمور في جامعة ميريلاند بالتيمور الذي قاد دراسة حول آثار لوائح الشحن البحري، أن هذا “التأثير المخفي أصبح أصغر، ومن شأنه أن يزيد مؤقتاً من معدل الاحترار” الناجم بالفعل عن غازات الاحتباس الحراري.

هل سيحطم عام 2024 الرقم القياسي لحرارة العام الماضي؟

قال عالم المناخ زيك هاوسفاذر من شركة سترايبس للتكنولوجيا ومجموعة بيركلي إيرث لمراقبة المناخ عبر منشور على موقع X أنه “بعد مرور ستة أشهر من هذا العام شهدت درجات الحرارة فها مستويات قياسية، “هناك فرصة بنسبة 95% تقريبًا أن يتفوق عام 2024 على عام 2023 ليكون العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة السطحية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر”.

ولا يزال بعض اللثام لم يكشف عن احتمالات ذلك، بحسب جوليان. في الشهر الماضي، منحت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فرصة بنسبة 50%.

وقال جوليان: “من المحتمل، كما أقول، أن يكون شهر يوليو 2024 أكثر برودة من شهر يوليو 2023، وأن تنتهي هذه السلسلة من الارتفاعات المتتالية، لا يزال الأمر غير مؤكد، فالأمور يمكن أن تتغير”

من جهته، فسّر عالم المناخ في جامعة فيكتوريا أندرو ويفر البيانات التي تظهر أن الأرض في طريقها لارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية إذا لم يتم الحد من الانبعاثات بشكل عاجل، معرباً عن خشيته من أن نهاية سلسلة الأشهر الحارة القياسية وحلول ثلوج الشتاء ستعني أن “الناس سينسون قريبًا” هذا الخطر.

فيما أعلنت عالمة المناخ بجامعة ويسكونسن أندريا داتون أن “عالمنا في أزمة. ربما تشعرون بهذه الأزمة اليوم – فأولئك الذين يعيشون في مسار إعصار بيريل يشهدون إعصارًا يغذيه محيط دافئ للغاية أدى إلى ظهور حقبة جديدة من العواصف الاستوائية التي يمكن أن تشتد بسرعة إلى أعاصير كبرى مميتة ومكلفة”.

 

المصدر:يورونيوز

مقالات مشابهة

  • الأكثر سخونة عالميا.. شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة..
  • طحالب خارقة قادرة على النجاة في المريخ
  • دراسة: جليد ألاسكا يذوب بوتيرة سريعة مقارنة بنهاية القرن العشرين
  • المناخ والقهوة والخيل.. أحدث إصدارات مكتبة الملك عبد العزيز العامة
  • معلومات عن كسوف القرن في عام 2027
  • العلماء يحذرون من حدث فضائي خطير!
  • صوبا.. قرية مقدسية من عهد الرومان هجرها الاحتلال الإسرائيلي
  • إسماعيل مرتجى.. قارئ غزي صدح بالقرآن في المسجد الأقصى
  • “ناسا” تتوقع خروج تلسكوب WISE عن مداره نتيجة توسع الغلاف الجوي للأرض
  • انفجارات شمسية نادرة قد تدمر طبقة الأوزون.. ماذا يحدث في الفضاء الخارجي؟