«النينيو» تجعل فيضانات الصومال أكثر كارثية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
دينا محمود (مقديشو، لندن)
أخبار ذات صلة نجاة مسؤول عسكري صومالي من محاولة اغتيال في مقديشو فيضانات تضرب إسطنبول وإزمير عقب عاصفةمع وصول عدد قتلى الفيضانات الأخيرة في الصومال إلى قرابة المئة شخص، ما يجعلها الأسوأ من نوعها منذ عقود في هذا البلد، حذر خبراء في المناخ، من أن وطأة تلك الكارثة الطبيعية، تفاقمت هذه المرة، بفعل تأثيرات ظاهرة التذبذب الجنوبي، أو«النينيو» المناخية.
وفي حين وصفت وكالات إغاثية دولية هذه الفيضانات بـ«النادرة»، ذَكَرَّ مراقبون بالتحذير الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة مؤخراً، من أن الصومال قد يكون عرضة لخطر مواجهة فيضان هائل، على نحو قد لا يحدث سوى مرة واحدة، كل قرن من الزمان.
وسبق أن أكدت المنظمة، أن عدد المتضررين من الفيضانات في الصومال خلال موسم الأمطار الذي يستمر عادة حتى شهر ديسمبر من كل عام، ربما يصل إلى 1.6 مليون شخص، وذلك في ظل حالة طوارئ، أعلنتها السلطات الحاكمة في مقديشو الشهر الماضي، بعدما شملت الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية، تدمير كثير من المنازل والطرق والجسور، بجانب ما نتج عنها من مقتل عشرات الأشخاص.
ويُضاف إلى ذلك، ما أشارت إليه منظمات إنسانية، من أن الفيضانات، أجبرت ما يُقدر بربع مليون شخص على النزوح من ديارهم، والانتقال لمناطق أخرى بداخل الصومال.
ونزح الكثير من هؤلاء، من مدينة بلدوين بوسط البلاد، إلى مناطق مرتفعة قريبة من الحدود مع إثيوبيا، وذلك بعدما أدت الأمطار الغزيرة، إلى حدوث فيضان لمياه نهر شبيلي.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، قال عدد من أولئك النازحين، إنهم كانوا قد لاذوا بـ «بلدوين» من الأصل، فرارا من المعارك الدائرة بين القوات الصومالية، ومسلحي حركة «الشباب» الإرهابية، التي تدين بالولاء لتنظيم «القاعدة»، وتتعرض منذ أكثر من عام لحملة عسكرية حكومية وعشائرية.
كما انتقل آخرون إلى هذه المدينة، بعدما اجتاحت موجة الجفاف غير المسبوقة التي تضرب الصومال منذ سنوات مناطقهم، وأفقدتهم سبل العيش، لا سيما تلك المرتبطة بالزراعة والرعي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
رئيس الصومال: مقديشيو الجديدة مشروع وطني ستفتخر به الأجيال القادمة
أكد رئيس الصومال حسن شيخ محمود، أن مشروع "مقديشيو الجديدة" الذي يهدف إلى تعزيز مكانة العاصمة كمركز تجاري إقليمي، يعد مشروعا وطنيا يشارك فيه رجال الأعمال وستفتخر به الأجيال القادمة.
الأمم المتحدة: الصومال في حاجة إلى 1.42 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانيةوأشاد الرئيس الصومالي في تصريح أوردته وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، اليوم السبت - بمدى إلتزام رجال الأعمال في المساهمة بتنفيذ المشروع، مقدما إليهم الشكر على دورهم البارز الذي يلعبونه في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز السلام، وحثهم على دفع الضرائب والمشاركة في إعادة إعمار البلاد.
وأطلقت الحكومة الصومالية بالتعاون مع رجال الأعمال، مبادرة "تنمية مقديشو الجديدة"، التي تستهدف بناء عدد من المشاريع التنموية الكبرى في العاصمة مقديشيو، وتحويل المدينة إلى مركز للنقل والأعمال في المنطقة وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
وتتضمن المرحلة الأولى من المبادرة، بناء مطار مقديشيو الدولي الجديد، وميناء مقديشيو ومنطقة اقتصادية خاصة. وتأتي هذه الخطط كجزء من خطة التحول الوطني (2025-2029) وتهدف إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الصومالي.
وتأمل الحكومة الصومالية في مشاركة رجال الأعمال والمغتربين الصوماليين في تمويل هذه المشاريع. وتتضمن الخطة الجديدة، مشاركة عامة مباشرة في الاستثمار، مما يسمح للحكومة والجمهور، والمستثمرين، والمؤسسات المالية بالقيام باستثمارات مشتركة.
وتقدر تكلفة المرحلة الأولى من بناء مطار مقديشيو الدولي بحوالي مليار دولار أمريكي. وتوفر الحكومة الأرض، كما ستقوم بتسهيل التصاريح المطلوبة لهذا المشروع الكبير.
وكان الصومال، قد وضع حجر الأساس لمطار مقديشيو الدولي منذ ما يقرب من 50 عامًا، لكن المشروع لم يتحقق بسبب الظروف الاقتصادية، والحروب الأهلية ، والحكومات الانتقالية. ومع النظام الاستثماري المبتكر الجديد، يأمل الصومال في تحقيق هذه المشاريع الطموحة خلال المرحلة الأولى.