أشجار «القرم» هدية الإمارات للمشاركين في «COP28»
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
تلعب أزمة تغير المناخ العالمية في مؤتمر الأطراف «COP28»، المحور الأول في نقاشات الدول المشاركة، ودعمها لإيجاد حلول ناجعة للأزمة، ولكن الزوار ضمن أولويات الإمارات المستضيفة للمؤتمر، ويشكلون محوراً أساسياً للدولة، كونهم الفئة المجتمعية التي تتأثر من تداعيات المناخ أولاً، والمساهمة في ذات الوقت بمشاركة حكوماتهم من أجل اتباع سلوكيات مفيدة للحد من تغير المناخ ثانياً، حيث عمدت الإمارات إلى تكريم كل زائر مشارك بالمؤتمر بهدية خالدة في تربة الدولة طوال حياته، والتي تتمثل في زراعة عشر أشجار «قرم».
وتهدف الإمارات من خلال هذه الهدية لكل زائر مشارك بـ «COP28»، إلى دعم الهدف الـ 13 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلق «بالعمل المناخي»، والذي يحث على اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ والتكيف مع آثاره، ودعم المبادرات الوطنية، بما في ذلك المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 والتي تتماشى مع هدف الدولة المتمثل في زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.
الحياد المناخي
وتعكس الهدية المقدمة من دولة الإمارات للزوار المشاركين في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» بمدينة إكسبو دبي، التزام الدولة بتحقيق الحياد المناخي وتعزيز اتباع الحلول المبنية على الطبيعة للحد من تأثيرات التغير المناخي وخفض البصمة البيئية لزوار المؤتمر، وذلك بمعدل امتصاص طن واحد من الكربون لكل 5000 شجرة قرم.
وتأتي خطوة تكرّيم الإمارات للزوّار المشاركين في المؤتمر بتلك الهدية، بعد أن أطلقت هيئة البيئة في إمارة أبوظبي مبادرة «غرس الإمارات» لزراعة عشر أشجار «قرم» لكل زائر للمؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 70 ألف شخص، بما في ذلك قادة العالم والمنظمات غير الحكومية وممثلو القطاع الخاص والسكان الأصليين والشباب من مختلف بقاع الأرض، للمساهمة بصنع علامة فارقة في العمل المناخي، حيث سيتم من خلال المبادرة، زراعة أشجار القرم باستخدام أساليب مبتكرة مثل الزراعة باستخدام الطائرات من دون طيار، خلال الوقت الحالي الذي يعتبر الفترة المناسبة لزراعة هذا النوع من الأشجار، وذلك ضمن المناطق الساحلية التي تعتبر من البيئات المناسبة لزراعة أشجار القرم، مثل محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي ومدينة المرفأ وجزيرة الجبيل.
كما تؤازر هذه المبادرة أهداف مبادرة القرم - أبوظبي والتي أطلقت في فبراير 2022، من خلال توفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة استعادتها، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.
حلول الطبيعة
وتوفر مبادرة زراعة أشجار «القرم» كواحدة من الحلول القائمة على الطبيعة، أكثر من ثلث احتياجات التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز المرونة اللازمة لمواجهتها، حيث تعد هذه الأشجار من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية لمجموعة متنوعة من الخدمات البيئية والاقتصادية في العالم، كما تساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ، فهي تعتبر من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة وتخزن الكربون، فضلاً عن المساعدة في تحسين جودة المياه ودعم أنشطة السياحة البيئية.
وتحتضن إمارة أبوظبي 85% من مساحة أشجار القرم في دولة الإمارات، حيث أثمرت جهود هيئة البيئة في الإمارة عن زراعة 40 مليون شجرة قرم خلال الـ 10 سنوات الماضية، في جزر ومناطق مختلفة، منها السعديات والجبيل وياس والحديريات وأبو الأبيض والظنة، كما ساعدت برامج الهيئة على زيادة مناطق أشجار القرم بمقدار 64 كيلومتراً مربعاً، بالتوازي مع تطبيق قوانين الحماية الصارمة، حيث ازدادت مساحة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطى 35%، واليوم تصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلومتراً مربعاً، بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.
استمرارية الزراعة
الإمارات تزرع أشجار «القرم» منذ تأسيسها في سبعينيات القرن العشرين، حتى باتت هذه الأشجار تغطي 204 كيلومترات مربعة من مساحة الدولة خلال عام 2022.وتمثل مساحات أشجار «القرم» في دولة الإمارات مواقع طبيعية نادرة ومدهشة وزاخرة بالأحياء البرية تفصل بين اليابسة والبحر، كما تعمل على إنتاج الأكسجين وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة، وهذا ما يساعد بشكل كبير في تقليص الاحتباس الحراري، حيث تعتبر تربة هذه المساحات غنية إلى حد كبير بمصارف الكربون مما يعزل كميات كبيرة من الكربون عبر آلاف السنين، ويمكن لأشجار القرم تقليل الضرر الحاصل جراء الكوارث الطبيعية وبالتالي زيادة المقاومة ضد التغيرات المناخية وآثارها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أشجار القرم الإمارات مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة تغیر المناخ زراعة أشجار أشجار القرم
إقرأ أيضاً:
فيديو | هدية من «أم الإمارات» إلى الشعب الفلسطيني.. وصول سفينة تحمل 5800 طن مساعدات إلى ميناء العريش
العريش - وام
وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وذلك تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.
وكان في استقبالها بميناء العريش وفد يضم الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة وراشد مبارك المنصوري الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي واللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء.
وزارت ميثاء الشامسي والوفد المستشفى الإماراتي العائم في مدينة العريش الذي يقدم خدماته للأشقاء الفلسطينيين من سكان قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3.
وقامت والوفد الزائر بجولة في أروقة المستشفى وتعرفت إلى أقسامه المختلفة والخدمات التي يقدمها للمصابين والجرحى من قطاع غزة والتقوا بالمرضى للاطمئنان على صحتهم.
وكانت السفينة انطلقت من ميناء الحمرية بإمارة دبي، في 20 يناير الماضي، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3» تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتعد السفينة الأكبر من حيث الحمولة منذ انطلاق عملية «الفارس الشهم 3»، إلى قطاع غزة هدية من «أم الإمارات» إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحمل السفينة على متنها 5800 طن من المواد الإنسانية، ومواد غذائية ومواد إيوائية ومستلزمات طبية، وتصل السفينة قبل شهر رمضان الفضيل لتوفير المساعدات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين، استجابة للوضع المأساوي في غزة ولتخفيف معاناتهم المستمرة.
وساهم في تأمينها كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وجمعية دار البر، وجمعية الشارقة الخيرية.
وتتزامن هذه المساعدات مع انطلاق المرحلة الأكبر من عملية الفارس الشهم 3 في غزة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، حيث كثفت عملية الفارس الشهم جهودها لتلبية الاحتياجات العاجلة للأشقاء في غزة.