شبابنا.. كيف يواجهون «تحديات» تغير المناخ؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
خولة علي (دبي)
أصبح الشباب أكثر يقظة بقضايا التغير المناخي، وباعتبارهم قوة محركة للتنمية وبناء اقتصاد مستدام، فمساعيهم كثيرة ومسؤوليتهم كبيرة لتطوير أفكارهم ووضع حلول للتحديات التي تواجه البيئة وتؤثر في مواردها وتلحق أضراراً بها، لذا يبادر الشباب بتقديم أنشطة وبرامج من شأنها العمل على توعية المجتمع بمفهوم الاستدامة والتغير المناخي، سعياً لحفظ الموارد والثروات الطبيعية، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
الاقتصاد الأخضر
المهندس أيوب الزرعوني «سفير الاستدامة»، أكد أن الشباب في دولة الإمارات يجب أن يواجه تحديات التغيير المناخي، والسعي لتحقيق التنمية المستدامة للحفاظ على البيئة، في ظل التزام الدولة بالقضايا البيئية على المستوى المحلي والعالمي، مع الاستفادة من الفرص الاقتصادية الخضراء، وتمكين الشباب من المشاركة في فعاليات توعوية وبيئية، سواء باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق المبادرات البيئية على أرض الواقع، مشيراً إلى أهمية دور الشباب كقوة محورية في دفع عجلة التغيير نحو الأفضل، وتحفيزه على تبني أساليب حياة مستدامة والعمل على الالتزام بها.
مسؤولية كبيرة
وترى منى اللوغاني، مرشد أكاديمي، أنه عند التحدث عن قضايا البيئة والتغير المناخي، يجب أن نؤكد الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في تغيير العالم نحو الأفضل، فالشباب هم قادة المستقبل الذين أمامهم مسؤولية كبيرة تجاه البيئة والتحديات التي تواجهها، لافتة إلى أن دور الشباب في (COP 28) له أهمية خاصة، فهم يمثلون الجيل الذي سيكون أكثر تأثراً بالتغيرات المناخية والبيئية المستمرة، لذلك ينبغي عليهم المساهمة الفعالة والواعية بقضايا البيئة والتغير المناخي في مجتمعاتهم، كما يمكن للشباب نشر المعرفة حول التحديات التي نواجهها عبر حوارات بناءة.
وأضافت اللوغاني أن نشاطهم ودورهم ومشاركتهم في المؤتمر العالمي للتغير المناخي وتفاعلهم مع الحدث، له تأثير إيجابي من خلال رؤيتهم للواقع البيئي من حولهم وكيفية التعامل معه، والتواجد كأعضاء في المنظمات غير الحكومية والشبابية والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تجري على هامش المؤتمر، ليساهموا في تقديم أفكار ومقترحات مبتكرة يمكن تبينها ودراستها وتحويلها إلى واقع ملموس، موضحة أن دور الشباب في (COP 28)، حيوي وأساسي لمواجهة التحديات البيئية والمناخية وتحقيق الاستدامة، فالشباب يمتلك الشغف والإرادة للقيام بالتغيير، وعليه أن يستثمر هذا الدور بشكل فعال، ويعمل جنباً إلى جنب مع القادة والخبراء المحليين والعالميين لبناء مستقبل مستدام للجميع.
عمل جماعي
وتتحدث حصة أحمد البلوشي، طالبة إعلام تطبيقي، وصانعة محتوى، وسفيرة في برنامج سفراء التغير المناخي، عن دور الشباب في دعم توجهات وجهود الدولة في تعزيز العمل الجماعي والبحث عن حلول مبتكرة تسهم بشكل أو بآخر في مواجهة قضايا التغير المناخي والحد من تداعياتها البيئية، وقد كان للبلوشي مشاركات واسعة في هذا المجال، منها جلسات حوارية في الحرم الجامعي تناولت الكثير من قضايا البيئة والاستدامة، بالإضافة إلى تبادل الأفكار والمعلومات من خلال عقد وتنظيم الكثير من ورش العمل وجلسات التدريب، وغيرها من الأنشطة التوعوية التي تتعامل مع مشاكل التغير المناخي.
طاقة نظيفة
أما المهندس إبراهيم البلوشي، الذي لديه أكثر من 2000 ساعة في مجال التطوع بمختلف مجالاته، فيؤكد أن كل فرد في المجتمع له دور مهم في تحقيق الاستدامة، خاصة أن دولة الإمارات تمتلك بدائل للطاقة النظيفة، بفضل القيادة الرشيدة التي تعمل على الحفاظ على البيئة، والحد من تفاقم مشكلة التغير المناخي، فالأمر يتطلب وقفة جادة من الشباب والتكاتف فيما بينهم للمساهمة في جعل موارد البيئة أكثر استدامة، ويؤكد البلوشي، قائلاً «يمكننا جميعاً الحفاظ على الاستدامة من خلال الحد من استخدام المواصلات الخاصة، والاتجاه نحو استخدام المترو والحافلات والسيارات الكهربائية، للتقليل من الانبعاثات الكربونية، مع التوقف عن استخدام المواد غير القابلة للتحلل باستخدام البدائل المصنوعة من مواد عضوية، إضافة إلى نشر الوعي من خلال ندوات وورش عمل أو وسائل التواصل الاجتماعي.
بيئة آمنة
دعا نهيان المسكري طالب جامعي، عضو في مجلس الشباب، ومن المهتمين في مجال العمل التطوعي، أفراد المجتمع من مقيمين ومواطنين بضرورة الالتزام بالحفاظ على البيئة وإرساء دعائم الاستدامة من خلال المشاركة في برامج وأنشطة تسهم في حماية الموارد الطبيعية، والتقليل من مخاطر التغير المناخي، لننعم ببيئة نظيفة وآمنة وصحية، وأضاف «نحن كشباب مسؤوليتنا كبيرة تجاه المجتمع والدولة في العمل يداً بيد لنشر الوعي البيئي وتحقيق استدامة الموارد، وذلك بمواجهة مشاكل التغير المناخي الذي أصبح مصدر قلق للعالم بشكل واضح».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي الإمارات الاستدامة كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ التغیر المناخی دور الشباب الشباب فی من خلال
إقرأ أيضاً:
تقرير جديد يكشف عن جهود مكافحة تغير المناخ في اليمن
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشف تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن عن تداعيات تغير المناخ الخطيرة على البلاد، موضحاً الجهود المبذولة للتخفيف من آثاره.
يُعاني اليمن من ندرة المياه، وتفاقمت هذه الأزمة بسبب تغير المناخ والصراعات والظواهر الجوية المتطرفة كالفيضانات. وقد أثر هذا الوضع سلباً على إدارة الموارد، مما أعاق جهود التعافي وبناء السلام.
وتُظهر الدراسة حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ، خاصةً في القطاع الزراعي. فقد أدى تدهور التربة ونقص المياه وتواتر الظواهر الجوية القاسية إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما أثر بشكل كبير على الفئات الأكثر ضعفاً.
إلا أن التقرير سلط الضوء على مبادرات محلية واعدة تسعى لبناء القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ. فقد التزمت السلطات المحلية، ضمن مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)، بالحد من الآثار البيئية الضارة عبر قطاعات عدة، منها البناء وإدارة المياه والطاقة المتجددة والزراعة.
واعتمدت السلطات المحلية، ضمن سعيها للتخفيف من آثار تغير المناخ، على استخدام مواد بناء مستدامة كالأحجار والأخشاب المحلية، وتصاميم موفرة للطاقة، مع دمج أنظمة الطاقة المتجددة، كالألواح الشمسية، وأنظمة حصاد مياه الأمطار.
وشملت هذه الجهود التخطيط الدقيق لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التلوث، مع مراعاة تحمل البنية التحتية للظواهر الجوية القاسية. كما شجعت السلطات المحلية مشاركة المجتمعات المحلية في عملية التخطيط.
وفي سياق مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، قامت السلطات المحلية بتركيب ألواح شمسية في أكثر من 70 مركزًا تعليميًا ضمن مشروع SIERY، مما وفر كهرباءً مستمرة، وخفض التكاليف، وعزز التعلم، لا سيما للنساء والفتيات.
كما ركزت جهود التشجير على زراعة حوالي 6000 شجرة حول مرافق الخدمات العامة، وذلك لامتصاص انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء.
وفي المناطق المعرضة للفيضانات، دعم مشروع SIERY السلطات المحلية بتوفير معدات لإدارة نفايات الفيضانات وتحسين شبكات الصرف الصحي. كما تم إعادة تأهيل 15 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي و34 شبكة مياه، وتحسين خدمات الصرف الصحي في 365 مرفقاً.
وفي حضرموت، أدت إعادة تأهيل قنوات الري الرئيسية إلى خفض هدر المياه بنسبة 57%، وزيادة كفاءة استخدام المياه بنسبة 77%، وتحسين الإنتاجية الزراعية.
وعزز مشروع SIERY الزراعة المائية كحل مستدام، كما دعم تحسين البنية التحتية للمياه لنحو 200 مزارع بن، مما قلل من اعتمادهم على هطول الأمطار.
وأخيراً، أدى التحول من مولدات الديزل إلى الطاقة الشمسية في 114 مكانًا عامًا إلى توفير ما يقارب 738,504 دولارًا أمريكيًا سنويًا من تكاليف الديزل، وتجنب انبعاث 2,735 طنًا من ثاني أكسيد الكربون. ويُعد هذا المشروع ممكناً بفضل دعم الاتحاد الأوروبي.