قطار «الطاقة النظيفة» ماضٍ من دون توقف
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
«من المؤكد أن تقدّم الطاقة النظيفة ماضٍ من دون توقف، سواء بدعم قطاع النفط والغاز، أو من دونه. لكن لا شك في أن الرحلة نحو تحقيق صفر من الانبعاثات، محفوفة بتكاليف ضخمة وصعوبات جمة، يصعب تجاوزها بمعزل عن القطاع».
هذه العبارات قالها دكتور فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، تعليقاً على تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة، يشير إلى أنه ينبغي على قطاع النفط والغاز، خفض الانبعاثات الكربونية، بنسبة لا تقل عن 60% بحلول عام 2030، للمحافظة على حرارة كوكب الأرض عند 1.
ويعكف منظمو مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة كوب 28، الذي ينعقد في مدينة دبي نهاية الشهر الجاري، على تحديد الدور الذي يترتب على قطاع النفط والغاز لعبه، وصولاً لمتطلبات اتفاقية باريس. وينبغي على قطاع الوقود الأحفوري، اتخاذ قرارات حاسمة وفورية، خاصة أن للخيارات التي يحددها، آثار تستمر لعقود طويلة قادمة. كما يترتب على المنتجين فيما يتعلق بمستقبل الوقود الأحفوري، تحديد الدور الذي يلعبونه في النظام العالمي للطاقة. أخبار ذات صلة «COP28» ينطلق غداً في «إكسبو دبي» أشجار «القرم» هدية الإمارات للمشاركين في «COP28» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة،«على منتجي النفط والغاز، اتخاذ قرارات حاسمة، فيما يتعلق بموقفهم تجاه قطاع الطاقة، وعلى القطاع الالتزام الحقيقي بمساعدة العالم للإيفاء باحتياجات الطاقة وأهداف المناخ، ما يعني عدم التعلق بوهم أن احتجاز كميات ضخمة من الكربون هي الحل».
ومن المتوقع، استحواذ شركات النفط والغاز، على حصة كبيرة في اقتصاد الطاقة النظيفة، في الوقت ذاته الذي تساعد فيه العالم على تفادي أسوأ المخاطر الناجمة عن التغير المناخي.
وفقاً للتقرير، فإن قطاع النفط والغاز، في حاجة إلى ضعف الاستثمارات السنوية البالغة 800 مليار دولار، بُغية تحقيق أهداف اتفاقية باريس بحلول العام 2030. وفي حال السعي لتحقيق ذلك، لدى القطاع العديد من الفرص المُتاحة للاستثمار في تقنيات التحول للطاقة النظيفة. لكن لا يزال على المنتجين، ضخ 50% من رؤوس أموالهم في مشاريع الطاقة النظيفة بحلول العام 2030، بحسب ذي إندبندنت.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطاقة النظيفة كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ النفط الانبعاثات الكربونية قطاع النفط والغاز الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
تحول تاريخي في سياسة الطاقة.. أوكرانيا توقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أوقفت أوكرانيا فعليًا نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا برفضها تجديد اتفاقية لاستخدام خط أنابيب عابر للحدود الوطنية كان بمثابة رابط طاقة حاسم لمدة ٦ عقود تقريبًا. ويمثل هذا التطور المهم، الذي أكده مسئولون من أوكرانيا وروسيا، فصلًا حاسمًا في الصراع الجيوسياسي والطاقة المستمر بين كييف وموسكو.
ضربة استراتيجية لنفوذ روسيا في مجال الطاقةوصف وزير الطاقة الأوكراني هيرمان جالوشينكو القرار بأنه "حدث تاريخي"، مؤكدًا آثاره على الاستراتيجية الاقتصادية والجيوسياسية لروسيا. وقال جالوشينكو في بيان: "إن روسيا تخسر الأسواق؛ وسوف تتكبد خسائر مالية"، مؤكدًا التزام كييف بإضعاف قدرات موسكو الحربية. إن إغلاق خط الأنابيب يتماشى مع الحملة الأوسع التي تشنها أوكرانيا، بدعم من الحلفاء الغربيين، للحد من نفوذ الكرملين في مجال الطاقة على أوروبا.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تعهد الشهر الماضي بإغلاق خط الأنابيب، على الرغم من مقاومة دول أوروبية مثل سلوفاكيا والمجر، والتي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. ويسلط موقف زيلينسكي المتحدي الضوء على تصميم أوكرانيا على تحدي موسكو، حتى في مواجهة الانتقام المحتمل.
أكدت شركة جازبروم، عملاق الطاقة الذي تسيطر عليه الدولة الروسية، وقف تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني أمس الأربعاء. هذا التطور، على الرغم من أهميته، يعكس اتجاها أوسع. منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، انخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي بشكل كبير، حيث انخفضت الأحجام عبر خط الأنابيب الأوكراني إلى ٢٥٪ فقط من مستويات ما قبل الحرب.
لا تزال دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا والعديد من دول البلقان تعتمد على الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا. ولكن الخبراء يعتقدون أن تخزين الغاز الحالي ومصادر الإمداد البديلة من شأنه أن يخفف من المخاطر المباشرة التي تهدد الكهرباء والتدفئة في هذه المناطق.
مولدوفا تواجه ضعفًا أعظمتمثل مولدوفا، التي أعلنت حالة الطوارئ في ديسمبر بسبب المخاوف بشأن انقطاع إمدادات الغاز، استثناءً بارزًا. ويرتبط أمن الطاقة في البلاد ارتباطًا وثيقًا بمحطة طاقة تعمل بالغاز في ترانسنيستريا، وهي منطقة منشقة تدعمها موسكو. وقد عملت شركة جازبروم على تعقيد مأزق مولدوفا من خلال التهديد بوقف جميع عمليات تسليم الغاز، مستشهدة بنزاعات الدفع غير المحلولة.
إن الوضع في ترانسنيستريا يذكرنا بشكل صارخ بالتعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالطاقة. ولا تزال المنطقة الناطقة بالروسية، التي أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٩١، تشكل نقطة محورية للتوتر، حيث تستغل موسكو نفوذها للحفاظ على السيطرة في المنطقة.
مشهد الطاقة في أوروبا: عصر جديديرمز هذا القرار الذي اتخذته أوكرانيا إلى تحول أوسع في المشهد الطاقي في أوروبا. ورغم أن إغلاق خط الأنابيب يمثل نهاية حقبة، فإنه يعكس أيضًا انفصال أوروبا التدريجي عن الاعتماد على الطاقة الروسية. وتؤكد هذه الخطوة على التفاعل الاستراتيجي بين سياسة الطاقة والجغرافيا السياسية، في حين تعيد الدول تقييم أمنها في مجال الطاقة في ضوء الصراعات العالمية المتصاعدة.