شروق عوض (دبي)
تتمتع الإمارات بعدد كبير من المحميات الطبيعية، والتي تلعب دوراً حيوياً في حماية البيئة والحد من تغير المناخ العالمي، حيث تقوم بعدة أدوار أبرزها الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحسين جودة الهواء وتنقيته، وتوفير مناخ أفضل ومستدام، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وامتصاصه، وذلك بحسب خبراء في البيئة والطبيعة.


وأوضحوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أنه مع استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، فإن المؤتمر يشكل منصة عالمية لمناقشة التحديات المناخية العالمية ووضع حلول وخطط توازن بين التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية الموائل الطبيعية.
وبيّنوا أن أهمية المحميات الطبيعية في الدولة- بالإضافة إلى دورها في الحد من التحديات المرتبطة بتغير المناخ- تكمن أيضاً في كل من الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تعتبر هذه المحميات موطناً للنباتات والحيوانات والأنواع النادرة التي تعيش في بيئاتها الطبيعية المتنوعة، وبفضل هذه الحماية، يتم الحفاظ على الأصناف المهددة بالانقراض والحفاظ على توازن النظام البيئي، وتعزيز السياحة البيئية إذ تمتاز المحميات الطبيعية في الإمارات بجمالها الطبيعي وتنوعها، ما يجعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية والاستكشاف.

توازن بيئي
قالت لينا ملوخ، أستاذ مساعد في كلية العلوم الطبيعية والصحية في جامعة زايد بدبي، «إن المحميات الطبيعية في دولة الإمارات تعمل على حماية الحياة البرية والبحرية وتعزيز التنوع البيولوجي، بما يسهم في صياغة نظام وتوازن بيئي فعال وصحي، حيث تعمل هذه المحميات على حماية كوكب الأرض من التأثيرات السلبية الحاصلة نتيجة التغيرات المناخية العالمية، إذ تعتبر الطبيعة العامل الأكبر في مكافحة الاحتباس الحراري، لذلك تعمل الإمارات على الحفاظ عليها والتوسع في إقامة المحميات الطبيعية من أجل المساهمة في الحد من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، حيث تقوم المحميات بالعديد من المهام كالحفاظ على المساحات الخضراء، والتي تعد أقوى مصادر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، إذ يتم من خلال الحفاظ على هذه المساحات تقليل تأثير ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو وتقوية استجابة النظام البيئي لتغير المناخ».

وأشارت ملوخ إلى أن دولة الإمارات تحرص على المحافظة على البيئة المستدامة عبر الاهتمام بالمحميات الطبيعية، بهدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، حيث تدعم الجهود التي تبذلها على الصعيد العالمي في مجال استدامة البيئة، والمحافظة على تنوعها البيولوجي من أجل ترسيخ أسس المجتمعات المستدامة، والصعيد المحلي من خلال تعزيز خططها لتوسيع انتشار المحميات الطبيعية، وإطلاق برامج إكثار الأنواع المهددة بالانقراض وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية، عبر إطلاق عدد من الاستراتيجيات وهي الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر، واستراتيجية استدامة البيئة البحرية والساحلية والإطار الوطني لاستدامة الثروة السمكية وغيرها.
وأكدت ملوخ أن دولة الإمارات تحتضن 49 محمية طبيعية تحتوي تنوعاً بيولوجياً وطبيعياً فريداً ومتميزاً، وتمثل هذه المحميات نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة، وتنقسم إلى 16 محمية بحرية تمثل نحو12.01% من المناطق البحرية والساحلية و33 محمية برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة، الأمر الذي أسهم في حماية البيئة الطبيعية طوال السنوات الماضية من آثار التغيرات المناخية العالمية، وكانت شاهدة على الوقوف في وجه خطر الاحترار العالمي، حيث تستمر المحميات في دورها بحماية البيئة المحلية، لتقف حائط صد في وجه التغيرات المناخية، وذلك وفقاً لاهتمام الدولة المبكر في الحفاظ على المحميات لضمان استدامتها، من خلال خطط بيئية مستدامة.

أخبار ذات صلة «COP28» ينطلق غداً في «إكسبو دبي» أشجار «القرم» هدية الإمارات للمشاركين في «COP28» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

الملاذ الآمن
بدورها، أكدت حبيبة المرعشي، ناشطة بيئية ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، أن المحميات الطبيعية في دولة الإمارات تلعب دوراً بارزاً في حماية التنوع البيولوجي والاستدامة البيئية في ظل تغير المناخ العالمي، وتعتبر هذه المحميات بمثابة ملاذ آمن للكائنات الحية والنباتات والحيوانات التي تعيش داخل حدودها، حيث يتم الاهتمام بالأنواع التي توجد في داخلها وحمايتها، للمساهمة في استدامة هذه الأنواع والحفاظ على التنوع البيولوجي، كما تعمل المحميات على الحفاظ على الأنظمة الإيكولوجية والتوازن البيولوجي، إذ توفر بيئة مناسبة للتفاعل البيئي بين الكائنات الحية والنظم البيولوجية والحماية من التغيرات السريعة المرتبطة بالتغير المناخي.
ولفتت إلى أن الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» التي تستضيفها دولة الإمارات، خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو بدبي، تعمل على زيادة الوعي العام حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي من تداعيات التغير المناخي، حيث يشجع المؤتمر على التعاون الدولي وتبادل المعرفة والتجارب المختلفة للحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق النتائج المرجوة، كما يوفر منصة لتوجيه التمويل وتحديد الموارد اللازمة لدعم المشاريع البيئية وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز الاستدامة البيئية.
وأكدت أن دولة الإمارات تعد واحدة من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً بحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، حيث عملت على التوسع في المحميات الطبيعية، بهدف تعزيز قدرة البيئة على التكيف مع تغير المناخ والتأثيرات المحتملة، وبفضل الاحتفاظ بمناطق طبيعية محمية، فقد مكن الدولة على توفير مصد قوي للتغير المناخي والتخفيف من تأثيراته بفضل توفير بيئة مناسبة للحياة النباتية والحيوانية.

وذكرت بأنه نتيجة استشراف دولة الإمارات لمستقبل البيئة وضمان استدامة مواردها للأجيال الحالية والمستقبلية، وبانتهاج سياسة التوسع في إنشاء المناطق المحمية والعمل على مواجهة تلك التحديات التي تواجه التنوع البيولوجي، فقد ارتفع عدد المحميات الطبيعية المُعلنة في الدولة من 19 محمية في عام 2010 إلى 49 محمية في عام 2020، منها 10 مواقع مصنفة كمواقع للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية «رامسار»، ومحمية مروح ومحمية وادي الوريعة، وهما مدرجتان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لشبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».
وأضافت: ضمن النتائج أيضاً تصدر الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الترتيب العام لتقرير «مؤشر الأداء البيئي 2022» الصادر عن جامعة ييل والذي يرصد أداء 180 دولة في مجال الأداء البيئي، كما تربعت الإمارات في المركز الأول عالمياً في 6 مؤشرات من إجمالي مؤشرات التقرير البالغ عددها 40 مؤشراً، والمؤشرات هي: (المحميات البحرية، خدمات النظام البيئي، قلة انحسار الأراضي الرطبة، قلة الاعتماد على الوقود الصلب المنزلي، انخفاض معدل نمو الكربون الأسود، وقلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغطاء الأرضي)، كما حلت الإمارات في المركز الأول إقليمياً، والثالث عالمياً في «مؤشر حيوية النظام البيئي»، وجاءت الإمارات أيضاً في المركز الأول إقليمياً في «مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية»، و«مؤشر معالجة مياه الصرف الصحي» الذي حلت فيه بالمركز الـ 13 عالمياً، كما تصدرت الإمارات الدول العربية في «مؤشر قلّة الصرف الصحي غير الآمن».

تخزين الكربون
أوضح الدكتور إبراهيم علي، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، أن حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على التوسع في المحميات الطبيعية، يؤكد اهتمام الدولة الكبير بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ، بالإضافة إلى دعم السياحة البيئية وتحسين جودة الهواء والمناخ.
وبيّن أن المحميات الطبيعية تعتبر موئلاً مهماً لتنوع الحياة والأنظمة الإيكولوجية، حيث تحتضن هذه المناطق نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض، كما تلعب دوراً حاسماً في حفظ التوازن البيئي ودورة الأحياء في النظام الإيكولوجي، ووجودها واستدامتها يسهم في تفادي التداعيات السلبية لتغير المناخ، مشيراً إلى أن المحميات الطبيعية تلعب دوراً مهماً في تخزين الكربون وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث تمتص نباتات المحميات هذا النوع من الغازات خلال عملية التمثيل الضوئي، ما يؤدي إلى تخزين الكربون فيها، وبالتالي، فإن الحفاظ على المحميات الطبيعية يسهم في الحفاظ على استقرار المناخ وتقليل الآثار الضارة للاحتباس الحراري.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التغير المناخي الإمارات المحميات الطبيعية مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ كوب 28 الاستدامة الحفاظ على التنوع البیولوجی المحمیات الطبیعیة فی ثانی أکسید الکربون دولة الإمارات النظام البیئی هذه المحمیات حمایة البیئة تغیر المناخ تلعب دورا

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف سبب تفاقم حرائق لوس أنجلوس: تغير المناخ في قفص الاتهام!

المناطق_واس

خلصت دراسة علمية إلى أن تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية زاد من احتمالية وشدة الظروف الحارة والجافة والرياح، التي أججت حرائق الغابات المدمرة مؤخرا في مقاطعة لوس أنجلوس جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية.

ولكن أسباب الحرائق المستمرة والمعقدة تتداخل بشكل كبير، لذا يبدو أن تأثير الاحتباس الحراري على الحرائق، التي استمرت لأسابيع أقل نسبيا مقارنة بدراسات سابقة عن موجات الحرارة القاتلة والفيضانات والجفاف.

أخبار قد تهمك سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية 29 يناير 2025 - 11:21 صباحًا زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا 29 يناير 2025 - 11:18 صباحًا

ووفقا للتقرير الذي صدر، الثلاثاء، فإن الاحتباس الحراري زاد من احتمالية الظروف المناخية المؤدية إلى الحرائق هذا الشهر بنسبة 35 بالمئة وزاد من شدتها بنسبة 6 بالمئة.

وأشار معدو الدراسة إلى أن عوامل أخرى ساهمت في هذه الحرائق السريعة التي دمرت آلاف المنازل وأودت بحياة ما لا يقل عن 29 شخصا.

وتشمل هذه العوامل الرياح القوية النادرة “سانتا آنا”، التي تحدث مرة واحدة في العقد، والخريف الجاف الذي أعقب عامين شديدي الأمطار أديا إلى نمو سريع للأعشاب والشجيرات القابلة للاشتعال والطقس الحار والهواء الجاف والمنازل المعرضة للخطر في المناطق المهددة بالحرائق.

لكن فريق الدراسة المعني بتتبع تأثير المناخ تمكن فقط من قياس العوامل المتعلقة بمؤشر الطقس الخاص بالحرائق، وهو الظروف الجوية التي تسهم في خطر الحرائق.

ويشمل مؤشر الطقس الخاص بالحرائق قياسات هطول الأمطار السابقة والرطوبة وسرعة الرياح، وهو المجال الذي نظر فيه الفريق ووجد دلائل على تغير المناخ يمكن قياسها.

 

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 29 يناير 2025 - 12:23 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:49 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل تخرّج 650 طالبًا من كليات ومعاهد الهيئة الملكية بينبع أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:46 صباحًا“حكاية مشاريع”.. مبادرة بجامعة طيبة أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:42 صباحًامغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري أبرز المواد29 يناير 2025 - 8:05 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية أبرز المواد29 يناير 2025 - 8:02 صباحًاإصابة 7 أشخاص جراء اندلاع حريق داخل طائرة ركاب في كوريا الجنوبية29 يناير 2025 - 9:49 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل تخرّج 650 طالبًا من كليات ومعاهد الهيئة الملكية بينبع29 يناير 2025 - 9:46 صباحًا“حكاية مشاريع”.. مبادرة بجامعة طيبة29 يناير 2025 - 9:42 صباحًامغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري29 يناير 2025 - 8:05 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية29 يناير 2025 - 8:02 صباحًاإصابة 7 أشخاص جراء اندلاع حريق داخل طائرة ركاب في كوريا الجنوبية سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ في قفص الاتهام: حرائق لوس أنجلوس تعكس تصاعد المخاطر البيئية
  • «البيئة»: إجراء دراسات تحليلية لتحديد تأثيرات تغير المناخ المحتملة على المنطقة المحلية
  • مركز معلومات تغير المناخ: عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض خلال أيام.. «فيديو»
  • مصر.. “زاحف” غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
  • باحثة أمريكية تشيد بجهود الإمارات لمواجهة أزمة المياه العالمية
  • تحذير عالمي بمواجهة تغير المناخ والتهديد النووي
  • خبير بيئي: الاعتراف بحقيقة تغير المناخ ضروري لمواجهة الانبعاثات الدفينة
  • دراسة تكشف سبب تفاقم حرائق لوس أنجلوس: تغير المناخ في قفص الاتهام!
  • وزيرة البيئة ونظيرها الأردني يناقشان خطة عمل «هيئة البحر الأحمر» لمكافحة تغير المناخ
  • مشروبات طبيعية للتخلص من احتباس الماء في الجسم.. حلول فعّالة لصحة أفضل