لمياء الهرمودي (الشارقة) 
تستقبل الشارقة عاماً جديداً في ظل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بمزيد من التألق والتطور في كافة مجالات وقطاعات العمل والإنتاج، ما جعل منها وجهة مثالية للحياة المستقرة، والاقتصاد والاستثمار المتميز.


وتعد إمارة الشارقة الثالثة بين الإمارات السبع في المساحة والتي تقدر بـ 2.590 كيلومتراً مربعاً، وتعادل هذه المساحة 3.3% من مجموع مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة من دون الجزر.
وتتميز الشارقة بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، وتعبر الصروح الثقافية والتعليمية المنتشرة بالإمارة عن مشهد يجمع بين الحداثة، فضلاً عن التمسك بالتقاليد الحية، وترفد الإمارة الاقتصاد الوطني بالعديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات.

ويبلغ عدد سكان إمارة الشارقة نحو 1.8 مليون نسمة وفقاً لتقرير التعداد السكاني لإمارة الشارقة لعام 2022. وتتكون التركيبة السكانية للقاطنين في الشارقة من 208.000 مواطن إماراتي، منهم 103.000 ذكوراً و105.000 إناثاً. ويبلغ عدد المقيمين من الوافدين 1.6 مليون نسمة، منهم 1.1 مليون ذكوراً و500.000 إناثاً.
وكنتيجة لتطور الإعلام وتشجيع المحتوى الثقافي والفكري للمادة الإعلامية، تم اختيار الشارقة كعاصمة للصحافة العربية لعام 2016، وعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، وحصدت الإمارة لقب «أكبر مَعرِضِ كتابٍ على مستوى العالم» على مستوى بيع وشراء حقوق النشر لعام 2021م، وفي 2015، نالت الشارقة لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2015، وفي 2014، اختارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية، تقديراً لإسهاماتها في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً.
وأصبحت الإمارة وبفضل مواقعها الأثرية الكثيرة ومتاحفها ومساجدها، تجسد المعنى الحقيقي لجمال الطبيعة، مع معانقة صحرائها العربية الجميلة لجبالها وبحارها، هذا في وقت تعجّ شواطئها الشرقية بالمواقع الأثرية والقلاع. وفي مسيرة تطورها التي تمتد لسنوات طويلة، قامت الإمارة في العام 1932، بتدشين أول مطار لها، وافتتاح أول مدرسة ومكتبة ومبنى للبلدية فيها. 
والإمارة الباسمة الإمارة الوحيدة التي تطل بسواحلها على الخليج العربي من الغرب وخليج عمان من الشرق. وتستأثر الشارقة بالحصة الكبرى من المحميات الطبيعية في دولة الإمارات، بدءاً بالشواطئ والسبخات ومحميات أشجار القرم، وغابات الأكاسيا وبساتين النخيل.

أخبار ذات صلة فرص تدريبية للمواطنين الباحثين عن عمل في مجال الطيران حمدان بن محمد يفتتح معرض «ابتكارات للبشرية 2023»

وقدمت الإمارة إنجازات لافتة في مجال الاستدامة، حيث خطت خطوات واثقة في جانب تحقيق الأمن الغذائي، من خلال تدشّين صاحب السموّ حاكم الشارقة، مشروع مزرعة القمح في منطقة مليحة، ومرعى النزهة بمنطقة المدام والذي يمثل امتداداً لمبادرات سموه في توفير مراعٍ طبيعية توفر البيئة المناسبة والمرافق والخدمات اللازمة لرعي الحيوانات في الساحات الطبيعية التي ستزرع فيها مختلف النباتات والأشجار التي تناسب المنطقة وتوفر القيمة الغذائية الغنية. وقد أعلنت مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني، التابعة لدائرة الزراعة والثروة الحيوانية، بدء المرحلة الثانية من الأعمال التطويرية لمشروع مزرعة القمح الكائنة في منطقة مليحة بالشارقة، تمهيداً لتجهيزه كاملاً للموسم الزراعي 2023/2024، بمساحة إجمالية تبلغ 1500 هكتار.
كما استطاعت تطويع الذكاء الصناعي في إنجازاتها، وذلك من خلال إطلاق مشروع استخدام الأقمار الصناعية في إدارة محاصيل القمح الذي تقدّمه دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، وهو عبارة عن مشروع رائد يوظّف أحدث التقنيات والممارسات العالمية المعتمدة في مجال الزراعة، لضمان إدارة المحاصيل وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة المنشودة، وذلك عبر استخدام صور الأقمار الصناعية والأدوات الرقمية الخاصة لجمع وتقييم المعلومات، بما فيها أجهزة الاستشعار الأرضية عن بُعد، ومحطات رصد للأنشطة اليومية.
واستطاعت الإمارة العمل على تحقيق أجندة حكومة دولة الإمارات لضمان استمرارية التنمية المستدامة وحماية البيئة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تطوير العديد من المدن الذكية المستدامة، فكان لمدينة الشارقة المستدامة دور واضح في هذه الأجندة، التي تهدف إلى إيجاد مجتمع عالمي المستوى ومُستدام وسعيد في دولة الإمارات، إذ تعتبر مدينة الشارقة المستدامة أول مجتمع متكامل في إمارة الشارقة يستهلك الطاقة بنسبة 0%.  

وحققت الشارقة مؤشرات واضحة في جانب الاستدامة الاقتصادية، إذ شهدت الإمارة نمواً متواصلاً في الرخص الصناعية الجديدة والمجددة خلال العشرين عاماً الماضية، كما أنه بلغت مساهمة قطاع الصناعة التحويلية في الناتج المحلي للإمارة نحو 16% خلال 20 عاماً ماضية، وهو أحد دعائم الاستدامة الاقتصادية في الإمارة، وبلغ نحو 22 مليار درهم مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021. كما تشير التقديرات الأولية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للشارقة في 2022 قد نما بنسبة 5.2 بالمئة، ليصل إلى 136.9 مليار درهم، مقارنةً بـ 130.1 مليار درهم في عام 2021. وسجل القطاع غير النفطي زيادة 5.2 بالمئة، ليصل الإجمالي إلى 133.4 مليار درهم في عام 2022 مقارنةً بـ 126.8 مليار درهم في عام 2021.
وفي بداية 2023 اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الموازنة العامة للإمارة بإجمالي نفقات بلغت نحو 32.2 مليار درهم، حيث تهدف الموازنة العامة إلى تحقيق الاستدامة المالية وتعزيز التنافسية الاقتصادية، والريادة الثقافية والعلمية والسياحية، وتعزيز القدرات الحكومية في مواجهة التحديات والتي يواجهها الاقتصاد العالمي ومنها التضخم وارتفاع الفائدة، حسب بيان لدائرة المالية المركزية بالشارقة.
وعملت دائرة المالية على تعزيز الاستقرار والاستدامة المالية للحكومة، والعمل على تعزيز كفاءة ضبط الإنفاق الحكومي، مع العمل على تلبية متطلبات الجهات الحكومية وتحسين قدرتها لمواجهة متطلبات التنمية، وتطوير مستوى ترشيد الإنفاق الحكومي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشارقة الإمارات إمارة الشارقة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

مجلس الشارقة الرمضاني يناقش آفاق تطوير القطاع الصناعي

بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، استعرض مجلس الشارقة الرمضاني 2025، الذي عقد أمس الأول الجمعة، تحت شعار "الشارقة: تشكيل المستقبل، تمكين النمو"، آفاق تطوير القطاعات الاقتصادية في الإمارة، مع التركيز على القطاع الصناعي باعتباره واحداً من أهم محركات النمو، وعنصراً بارزاً من عناصر التنويع الاقتصادي ومناقشة دوره في تعزيز الإنتاج والتنافسية على المستويين الإقليمي والمحلي.

وجاء المجلس، الذي عقد في منطقة مليحة بالشارقة بتنظيم مشترك من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بحضور الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، والشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، إلى جانب عدد من المسؤولين في الهيئات الحكومية والخبراء والمتخصصين في قطاعات الاستثمار والسياحة والتصنيع والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وشهد المجلس توقيع 3 مذكرات تفاهم بين "استثمر في الشارقة" ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والثانية بين "شراع" ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات)، إلى جانب مذكرة تفاهم بين "استثمر في الشارقة" ومجموعة "ألف"، و ذلك بهدف تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في الشارقة، من خلال توفير التسهيلات والحوافز في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ودعم رواد الأعمال عبر التمويل وبرامج تطوير الشركات الناشئة إضافةً إلى توسيع فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية.
وتناول المجلس استراتيجيات تطوير قطاع التصنيع بهدف تحليل الفرص والتحديات مستعرضا النماذج الرائدة وقصص النجاح التي تعزز دور الشارقة المتنامي في المشهد الصناعي الإقليمي والعالمي، حيث تحتضن الإمارة 35% من حجم القطاع الصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

نمو  شامل

وقالت الشيخة بدور القاسمي: "يعتمد مستقبل الشارقة على قدرتنا على دمج الابتكار مع الاستدامة بشكل مدروس، مع ضمان أن يكون تراثنا مصدر إلهام لتقدمنا، وليس قيداً عليه، ويجسّد المجلس الرمضاني هذا الالتزام، إذ يمثل مساحة حيوية للحوار نستكشف فيها سُبل النمو الشامل، فكل شراكة نؤسسها وكل فكرة نشاركها تقرّبنا من الوصول إلى مستقبل يراعي قيمنا ويدعم رواد الأعمال ويرسخ المرونة الاقتصادية المستدامة لمصلحة الأجيال القادمة.
وسلّط الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي الضوء على المكانة الاقتصادية البارزة التي حققتها دولة الإمارات عالمياً، مشيراً إلى شبكتها الواسعة من الشراكات والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مختلف القطاعات.
وقال: "تفتح اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) آفاقاً جديدة أمام المصنّعين في الشارقة مما يجعل التجارة محركاً أكثر تأثيراً في اقتصادنا ومع ربط أسواقنا بالاقتصادات الناشئة في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، فإننا نوسع نطاق أعمالنا بشكل كبير، ونسهم في تشكيل نظام تجاري عالمي قوي بالفعل، و إننا نشهد اهتماماً عالمياً متزايداً بالشارقة حيث تواصل جذب الشركات من مختلف أنحاء العالم ومن خلال الاستفادة من هذه الاتفاقيات يمكن للمصنّعين في الإمارة الوصول إلى أسواق جديدة، وتنويع صادراتهم وتعزيز مكانتهم في طليعة التجارة العالمية".

جذب الاستثمارات

وفي حديثه حول اللجنة العليا للتكامل الاقتصادي في الشارقة استعرض الشيخ فاهم القاسمي المبادرات الهادفة إلى تعزيز النمو الصناعي والاستدامة وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة.
وقال إن اقتصاد الشارقة يحقق أداءً متميزاً ويتطور بوتيرة لافتة، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 145 مليار درهم متجاوزاً المتوسط العالمي بنسبة 3.5%، ويشكل قطاع التصنيع اليوم نحو 17% من اقتصادنا إلى جانب التطورات الكبيرة التي نشهدها في مجالات الزراعة والعقارات، ونحن فخورون للغاية بالشركات التي اختارت الشارقة موطناً لها، خاصة في القطاع الخاص الذي كان العمود الفقري لاقتصادنا لأكثر من عقد من الزمن، وهو ما أثمر اختيار شركات عالمية كبرى للاستثمار في الشارقة، مثل هاليبرتون وأمازون.

مقالات مشابهة

  • 2.6 مليار درهم صافي أرباح «الإمارات للألمنيوم» خلال 2024
  • 3.3 مليار درهم حجم المساهمات في حملة «وقف الأب» بمشاركة 160,560 متبرعاً
  • 3.3 مليار درهم حجم المساهمات بحملة «وقف الأب» بمشاركة 160,560متبرعاً
  • مساهمات حملة وقف الأب تصل إلى 3.3 مليار درهم
  • الإمارات تستهدف رفع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوي إلى 240 مليار درهم في 2031
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتعزيز السياحة والضيافة وجذب الاستثمارات
  • «محمد بن راشد للأعمال الخيرية» تدعم «وقف الأب» بـ20 مليون درهم
  • 177 مليار درهم صادرات الإمارات من الخدمات الرقمية
  • مجلس الشارقة الرمضاني يناقش آفاق تطوير القطاع الصناعي
  • مجلس الشارقة الرمضاني 2025 يستشرف مستقبل القطاع الصناعي