شعبان بلال (القاهرة) 
كشف الدكتور محمد الزمرلي، مسؤول الاتصال الوطني للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغيرات المناخية بوزارة البيئة التونسية، أن تركيز تونس خلال مشاركتها في COP28 ينصب على تسريع العمل من أجل تحديد آليات مساعدة الدول النامية على التنفيذ الفعلي لمساهمتها، وتفعيل سياستها، لمجابهة تداعيات التغيرات المناخية.


وأوضح في حوار مع «الاتحاد»، أن تونس خلال المؤتمرين السابقين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP26 وCOP27 كانت من أبرز الدول النامية من حيث تقديمها لمساهمتها المحددة وطنياً، وتحديد أهداف طموحة في مجال مجابهة التغيرات المناخية، ضمن استراتيجياتها للتنمية المحايدة للكربون والتصدي لتأثير التغير المناخ بحلول عام 2050. 
وأضاف، أن آليات التنفيذ التي ستركز عليها تونس تشمل تحديد هدف عالمي موحد، ومؤشرات واضحة للتكيف مع التغيرات المناخية، وتعزيز الطموح في مجال التقليص من الانبعاثات، ووضع برامج دولية عملية للمساندة، والدعم من خلالها يتم تنفيذ وتمويل برامج دولية متكاملة، خاصة في مجالات الطاقة والنقل المستدام والأمن المائي والغذائي والاقتصاد الدائري.

آليات تمويل
وأشار الزمرلي إلى أن الاتفاق بشأن آليات التمويل وتحديد هدف دولي للتمويل ودعم الاستثمار بالدول النامية، يعتبر من الآليات المهمة لتفعيل سياسات مجابهة المناخ والتقليص من تأثيراته بالدول النامية، وتتجلى الأولويات من خلال مواقف تونس، والمسار التفاوضي وورش العمل على هامش المؤتمر. 
وتابع الزمرلي، في حواره مع «الاتحاد»، إن تونس ستتولى تنظيم أكثر من 10 ورش عمل جانبية خلال قمة المناخ في الإمارات، تركز بصفة خاصة على التشاور مع كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص، وتبادل الخبرات حول نجاعة آليات التمويل المتاحة، في إطار الاستثمار المناخي والسبل العملية للمزيد من تطويرها وإحكام استغلالها. 
وبحسب المسؤول التونسي، تتولى بلاده خلال المؤتمر تنظيم عدد من ورش العمل المتعلقة بتطوير التكنولوجيات وتعزيز القدرات لتنفيذ برامج ومشاريع كبرى، خصوصاً في مجالات الطاقة المستدامة والهيدروجين والنقل والصناعة، وأهمية التكنولوجيا في مجال التنمية الاقتصادية، وبعث المؤسسات وخلق مواطن الشغل وتقليص البطالة. 
نسق متسارع 
وحول التحديات المرتبطة بالمناخ في تونس، ذكر الزمرلي أن مظاهر التغير المناخي وتداعياته تشهد نسقاً متسارعاً في بلاده، التي تعتبر، حسب التقرير الأخير للهيئة الدولية لخبراء المناخ، إحدى الدول الأشد تضرراً من تأثيرات التغيرات المناخية، التي تتمثل في ارتفاع معدلات درجات الحرارة والتي فاقت 1.6 درجة مئوية، مقارنة ببداية القرن العشرين، وهي معدلات فاقت بكثير ارتفاع معدلات درجة الحرارة على المستوى العالمي.
وأشار أيضاً إلى تقلص واضح في مستوى التساقطات، وتفاقم الكوارث الطبيعية خاصة الفيضانات والحرائق، والفقدان التدريجي للرمال وانجراف الشريط الساحلي بأكثر من 15 في المئة من الشريط الساحلي التونسي.

أخبار ذات صلة الأعاصير.. ثورة المحيطات فرص تدريبية للمواطنين الباحثين عن عمل في مجال الطيران مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

شح المياه
وكشف الزمرلي أن هناك 19 دولة عربية تشكو حالياً من تراجع الموارد المائية إلى ما دون عتبة الفقر المائي، المحددة عالمياً بـ1000 م3 سنوياً للفرد، في حين أن نسبة الفرد من الموارد المائية بتونس يقع دون عتبة الشح المائي، ولا يتجاوز حالياً معدل 380 م3 للفرد سنوياً، وقد تسببت الظواهر المناخية في تفاقم العديد من الإشكاليات البيئية والتنموية، خاصة التقلص الواضح للموارد المائية وتراجع الناتج الزراعي، بما يهدد جدياً الأمن المائي والغذائي والبنية الأساسية في تونس.
إجراءات حاسمة 
وفيما يتعلق بالعمل على موجهة هذه التحديات، بيّن المسؤول بوزارة البيئة التونسية أن تونس تعمل حسب قدراتها وإمكاناتها على تعزيز استغلال المصادر المائية غير التقليدية، خاصة من خلال تحلية مياه البحر واستغلال مياه الصرف الصحي المعالجة، من خلال شبكة تسمح بنقل هذه المياه نحو مناطق الطلب لاستغلالها في مجالات الري والزراعة، إضافة إلى العمل على مزيد تعزيز المردودية الزراعية، من خلال تطوير خصوبة الأراضي وتعزيز استغلال أساليب الري المقتصدة للمياه والطاقة، وإعداد خريطة زراعية تحدد الأنماط الأكثر ملائمة مع الخصائص الطبيعية والمناخية لكل منطقة تونسية.
ولفت الزمرلي إلى أن العمل أيضاً على زيادة استغلال الطاقة المتجددة يعتبر كذلك من الخيارات الاستراتيجية المهمة التي تعمل عليها تونس، من أجل التقليص من انبعاثات غازات الدفيئة، والاستغلال الأمثل للطاقات الطبيعية المتوفرة، على غرار طاقة الشمس والطاقة الرياح.
ويرى الزمرلي أن التغيرات المناخية تمثل تهديداً حقيقياً على البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلم، وما تتطلبه مجابهتها من اعتمادات واستثمارات مهمة، تتجاوز بكثير قدرات الدول النامية، منوهاً إلى أن اعتماد حلول ناجعة يتطلب تكاتف جهود كل الدول والمنظمات الدولية والقطاع الخاص بطرقة أكثر تنظيماً والتزاماً.

التزام جماعي 
وشدد على أن التصدي لتداعيات تغير المناخ، يتطلب أكثر من ذي قبل التزاماً جماعيا حقيقياً لدور الدول والفاعلين، يرتكز على عدة أسس أبرزها التزام الدول المتقدمة بتحقيق أقصى الطموح في مجال التقليص من الانبعاثات، انطلاقاً من المسؤولية التاريخية لهذه الدول، وأن تلعب دوراً قيادياً في مجال التمويل المناخي، ودعم الدول النامية الأكثر هشاشة للتكيف مع التغيرات المناخية. 
هذا بجانب ضرورة التركيز على المبادرات الدولية، الأكثر جدية وتحديد آليات ناجعة لتمويلها، والعمل على مشاريع كبرى ذات أثر ملموس في المجالات المتعلقة بالطاقة المتجددة والنقل والمستدام والزراعة والاقتصاد الدائري، وإرساء آليات ناجعة لتقييمها ومتابعتها على المستويات الدولية والإقليمية.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإمارات تونس البيئة المناخ التغير المناخي كوب 28 التغیرات المناخیة الدول النامیة العمل على من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

إجابات أسئلة امتحان الجغرافيا كاملة لطلاب الثانوية العامة 2024

يبحث طلاب الشهادة الثانوية، الشعبة الأدبية عن اجابات اسئلة امتحان الجغرافيا السياسية 2024 الذي أدوه اليوم في تمام الساعة صباحًا واستمر لمدة 3 ساعات كاملة، وضم 46 سؤالًا، منها 44 سؤالًا اختياريًا يتم الإجابة عليها في كراسة البابل شيت، وسؤالين مقاليين يتم الإجابة عليها في ورقة الأسئلة المقالية.

نستعرض في السطور التالية إجابات امتحان الجغرافيا 2024 كاملة التي قدمها مدرس أول جغرافيا سياسية، كحلاوي فتحي محمد، لـ«الوطن»، حتى يمكن للطلبة الاطمئنان إلى نتيجتهم من خلال مقارنة إجاباتهم بها، كالتالي:

إجابة الأسئلة الاختيارية 

1. الظروف المناخية للحد

2. عدد دوائر العرض 

3. اليونان 

4. نظم المعلومات الجغرافية

5. انجلترا

6. م _ س

7. مضيق باب المندب

8. الحوض الأوسط لنهر الراين

9. تجانس السكان

10. الموقع الجغرافى 

11. شربطى عرضى 

12. إنتاج المادة الخام 

13. روسيا الاتحادية

14. س

15. غنية بالموارد الطبيعية

16. أوزباكستان

17. كوريا الجنوبية

 18.  نيجريا وغانا

19. الجهاز التنفيذى لمجلس التعاون

20. الهجرة غير الشرعية

21. أوربا

22. الوادى والدلتا

23. إجراء الانتخابات

24. موريتانيا

25. انظمة الحكم السياسية 

26. الزنوج فى جنوب أفريقيا

27. زيادة انبعاث الغازات الدفيئة 

28. العراق وسوريا

29. طبيعة العلاقات الدولية فى السلم

30. بوركينا فاسو

31. الشركات متعددة الجنسيات 

32. 65

33. مياه إقليمية وتكملية

34. كتالونيا

35. امتلاكها مياه داخلية

36. معاهدة ماسترخت

37. الحافة خارجية المياه الإقليمية والتكملية

38. بوليفيا وباراجواي

39. الفصل بين تنفيذية وتشريعية

40. مشروعات البنيه التحتية

41. نجاح الحلف في توسع شرقا

42. جورجيا

43. السياسية الاستعمارية

44. إنجلترا ونيجيريا

إجابة الأسئلة المقالية 

45. مظاهر تأثير النظام العالمى الجديد على الدول النامية

1- احتكار مطلق للسلاح والمال والتكنولوجيا من قبل دول الغرب الرأسمالية ومن ثم تحويل كثير من المساعدات الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والتبادل التجاري لصالح العلاقات الجديدة بين شرق أوربا والغرب عموما علي حساب الدول النامية.

2- لم تعد الدول النامية في سلم أولويات الدول الغربية المتقدمة حيث اتجه الاهتمام إلي دول أوربا الشرقية.

3- يدور الصراع الراهن حول التكنولوجيا لتوظيفها من اجل الوصول إلي اعلي معدلات الإنتاج، ولذلك يدور الصراع الخفي علي المواد الخام التي تدخل في الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل: اليورانيوم والذي تتوافر خاماته في بعض الدول النامية وخاصة إفريقيا؛ ما يجعلها مطمعا للدول المتقدمة.

46. التكتلات الاقتصادية تقوم على أساس التنوع وليس التشابه مثل تنوع الموارد الاقتصادية فمثلا دخول مصر الكوميسا للحصول على المواد الخام المختلفة.

مقالات مشابهة

  • إجابات أسئلة امتحان الجغرافيا كاملة لطلاب الثانوية العامة 2024
  • الصين تؤكد استعدادها لتقديم حلول العلوم والتكنولوجيا النووية لعدد من الدول النامية
  • مدرب حراس تونس يرحل إلى نهضة بركان
  • مسؤول أممي يشيد بجهود «الري» في تطوير ورفع كفاءة المنظومة المائية
  • الاتحاد يسعى للتعاقد مع دي فراي مدافع إنتر ميلان
  • ننشر جهود أمن المنافذ خلال 24 ساعة
  • تونس.. 6 أكتوبر موعد إجراء الانتخابات الرئاسية
  • تونس وفرنسا تبحثان الآفاق الاستثمارية لقطاع صناعة مكونات السيارات
  • أحمد حسني: مصر من أهم الدول الرائدة في مجال الإنشاد الديني
  • قيس سعيد يحدد موعد الانتخابات الرئاسية في تونس