فيصل البناي لـ«الاتحاد»: الإمارات تمتلك بنية تحتية مثالية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أن الإمارات تعد حاضنة مثالية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بفضل امتلاكها المواهب والموقع الاستراتيجي والبنية التحتية، فضلاً عن بيئة الأعمال التنافسية.
وقال البناي لـ«الاتحاد» على هامش إطلاق شركة «AI71»، إن حكومة أبوظبي حققت خلال السنوات الأخيرة إنجازات كبيرة على مسار الاقتصاد الرقمي من خلال إنشاء مؤسسات متخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والتي من بينها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، والذي يسهم في الارتقاء بمكانة أبوظبي عاصمة عالمية للتقنية والتحول الرقمي وأبحاث التكنولوجيا المتطورة في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن إطلاق شركة «AI71» يأتي في إطار تسخير الإمارات لتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للجمهور.
وأضاف أنه في مثال حي على الانعكاسات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على المجتمع يبرز القطاع الصحي باعتباره من أكثر القطاعات المستفيدة من هذه التقنية، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي للطبيب المزيد من المعلومات والاستنتاجات التي من شأنها تحسين النتائج العلاجية، كما يوفر الوقت والجهد من خلال قراءة التحاليل والتقارير، ويضمن توفير أحدث المعلومات في المجال التخصصي.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي وفق هذه الآلية يصبح بمثابة المستشار لكل شخص في مجال عمله وتخصصه ما يضمن تحسين الخدمة والتقليل من الأخطاء وتسريع عملية الإنجاز.
وحول المقومات التي تم توفيره لتعزيز تنافسية الشركة الجديدة «AI71» قال البناي إنه تم إطلاق النسخة الأحدث من النموذج اللغوي الكبير فالكون والذي سيساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات، ودورها البارز والمثبت في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يمثل «فالكون 180 بي» نموذجاً مفتوح المصدر للاستخدامات البحثية والتجارية على حدٍّ سواء.
وأشار إلى أن النموذج اللغوي الكبير فالكون حصل على تقييم عالمي من جهات مختصة كأفضل نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح عالمياً ليتجاوز بذلك العديد من النماذج اللغوية التي أطلقتها شركات عالمية.
ولفت إلى أنه في سياق متصل، فإن الإمارات من أبرز دول العالم في مجال الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، كما أن الدولة تتميز بقدرتها على توفير البيانات في مختلف المجالات من دون تعقيدات غير مبررة ما يضمن تسريع النتائج للشركات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وحول دور الشركة الجديدة في تعزيز خصوصية البيانات، قال البناي إن شركة «AI71» توفر العديد من الخيارات للعملاء مثل نقل البيانات وتحليلها بقوة الذكاء الاصطناعي أو الاحتفاظ بهذه البيانات داخل المعالجات الخاصة بهم.
وتمكن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة منذ تأسيسه وخلال فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات، في بناء منظومة بحث حيوية تسهم خلال فترة قصيرة، في تعزيز مكانة أبوظبي عاصمة عالمية للأبحاث المتطورة، وتسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة والابتكار.
ويركز المجلس على استقطاب المواهب والكفاءات المحلية والعالمية، وجمع مواهب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تغطي مجموعة غنية من الثقافات والخبرات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات التکنولوجیا المتطورة الذکاء الاصطناعی فی مجال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأظهرت فعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» ريادة الإمارات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية تلك التقنيات في تحقيق قفزة تقنية للعمليات الدفاعية، حيث يتم تسخير هذه التقنيات في مختلف المنتجات والأقسام الدفاعية، وفي مقدمتها أنظمة الرادار والقيادة والتحكم، لتعزز هذه التقنيات المتقدمة عمليات اتخاذ القرار، والخدمات اللوجستية.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بأفعال الخصم، وتحسين تخصيص الموارد، واختصار أوقات تحليل البيانات، كما سيتم فحص إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الحرب في المجالات التكتيكية والاستراتيجية بشكل شامل.
ومع التهديدات المتزايدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة حول العالم (CBRNE)، خصص معرض «آيدكس» هذا العام، جلسة يومياً لاستكشاف طرق عمل الذكاء الاصطناعي والرجال الآليين في التخفيف من أخطار هذه التهديدات، كما تمت مناقشة أنظمة الرصد والنمذجة التنبؤية ودعم القرار، إلى جانب التحديات في موثوقية الذكاء الاصطناعي، والمخاوف الأخلاقية، والحاجة إلى التعاون العالمي لتعزيز الدفاع ضد تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والإشعاعية، والنووية، والمتفجرة.
دمج الذكاء الاصطناعي
قال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ«بيانات للحلول الذكية» التابعة لشركة «سبيس 42»: «إن (سبيس 42) تكشف خلال مشاركتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025) عن الحلول التي تدمج بين الاتصال الفضائي والذكاء الاصطناعي والأنظمة الجيومكانية، كحل متكامل يعرض للمرة الأولى».
وقال: «إن الأنظمة الجيومكانية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الفضاء لها استخدامات متعددة مثل الاتصال الفضائي، ورصد الأرض من الفضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى دمج القدرات بشكل متناسق لإتاحتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على استخلاص مجموعة من البيانات التي تدعم متخذي القرار في العديد من المجالات».
ونوّه بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات الأمن الوطني، وإدارة الأزمات والكوارث، مثل رصد الكرة الأرضية من الفضاء، عبر مجموعة من المستشعرات تشمل التصوير الضوئي والراداري والحراري، ويتم استقطاب هذه البيانات تحت مظلة واحدة، ومن ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لربط هذه البيانات وتحليلها لتعطي بيانات تنبؤية تدعم صانعي القرار.
وأوضح أنه في مثال لذلك، تشارك «سبيس 42» في منظومة إدارة الأزمات والكوارث قبل وأثناء وبعد الحدث، حيث تقوم أنظمة الرصد بالحصول على صورة كاملة للمنطقة المنكوبة ليبدأ الذكاء الاصطناعي استخلاص هذه البيانات لتحديد سياق تحركات الأشخاص والطاقم الطبي، ومن ثم أثناء الحدث تقدم صور المراقبة الفضائية صورة بانورامية لصانع القرار من الحدث، وأخيراً يتم تحليل تأثير الحدث على المديين القصير والطويل.
الممارسات الأخلاقية
قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس»: «علينا أن نفرق بين استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، والتطبيقات الصناعية، ومن جانبنا نهتم بالجزء الثاني الخاص بالأنظمة الصناعية والدفاعية».
وأضاف: «الشركة طرحت مبادرة CortAIx والتي تضم 600 مهندس وأكثر من 100 طالب»، لافتاً إلى أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 منتج دفاعي.
وأشار إلى أنه يمكن تقسيم هذه المنتجات على أربع فئات، أولها الرادارات، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقوية الأداء، حيث يستطيع الرادار التركيز على اتجاه قدوم الطائرة، كما تستخدم في أنظمة القيادة والتحكم لحماية أرواح العسكريين والمدنيين.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في أبراج المراقبة، حيث يمكن تحديد مسارات معينة للطائرة لتقليص الانبعاثات البيئية، وأخيراً يتم تسخيره في التحكم بسرب الطائرات من دون طيار، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في التحكم في نمط سير هذه المسيّرات.
وقال: «إننا نحرص على ترسيخ الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في قطاع الدفاع، بحيث يكون الإنسان هو المتحكم في الذكاء الاصطناعي وليس العكس».
طبقات جديدة
قال آميت كالياني، نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب المشارك لمجموعة «بهارات فورج»: «إن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في مجال الدفاع، حيث تقود العديد من الشركات الإماراتية التقدم في هذه الصناعة، لا سيما في مجال التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي».
وأضاف أن جودة وتقدم المنتجات المعروضة في «آيدكس 2025» تعكس تركيز الإمارات القوي على نمو قطاع الدفاع، كاشفاً عن أن الشركة تخطط إلى تأسيس منشأة صيانة في دولة الإمارات لدعم إمداداتها من المعدات الدفاعية بشكل أفضل إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال: «إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في إضافة طبقات جديدة من الذكاء، وجعل المنتجات العسكرية أكثر قدرة، مما سيؤدي إلى تقليل الأضرار الجانبية، وتعزيز الفعالية والكفاءة، وربما في نهاية المطاف تقليل الحاجة للقتال الجسدي».
وذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تستخدم عبر منصات مختلفة في القطاع الدفاعي، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين سهولة التنقل عبر ميدان المعركة والكفاءة التشغيلية، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية تتضمن ترجمة اللغات، وتحويل لغات متعددة إلى اللغة المطلوبة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيساً في تعزيز فاعلية أنظمة القيادة والتحكم العسكرية. ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً فعالاً في أنظمة التحكم في الحرائق للمركبات القتالية مثل الدبابات وبشكل عام، يوفر الذكاء الاصطناعي ميزة إضافية على الصعيد العسكري، مما يساعد على تطوير حلول دفاعية أكثر ذكاء وفعالية.