ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس لمدة 48 ساعة لن يوقف المعضلات الاستراتيجية والصداع السياسي الذي يعصف بإدارة بايدن بسبب الحرب.

وعلى الرغم من أن تمديد الهدنة في غزة يؤكد صحة الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تشارك فيها الولايات المتحدة بعمق، إلا أن الوضع لا يزال حساسا ويبدو استئناف القتال مرجحا في نهاية المطاف.

أين الأمريكيون؟

والسؤال الأكثر إلحاحا الذي يواجه البيت الأبيض هو: أين الأمريكيون؟ وعلى الرغم من الآمال في إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أمريكيين على الأقل خلال فترة التوقف الأصلية التي استمرت أربعة أيام، لم تخرج من غزة سوى الفتاة الأمريكية الإسرائيلية أبيجيل إيدان البالغة من العمر 4 سنوات، مما أثار خيبة أمل عميقة لدى المسؤولين الأمريكيين.

وبينما تشير إسرائيل إلى أنها منفتحة على تمديد آخر، فإنها تحذر أيضا من أن استئناف هجومها ضد حماس في نهاية المطاف سيكون أكثر كثافة مما كان عليه قبل الهدنة.

وقد يتسبب ذلك في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، كما حدث في وقت سابق من الحرب، والتي شملت قصف المناطق المدنية والحصار على مستشفيات غزة.

ومن غير المرجح أن يستمر أي ارتياح سياسي محلي يتمتع به بايدن خلال فترة التوقف، وسط انقسامات عميقة في حزبه الديمقراطي قبل انتخابات العام المقبل، لفترة طويلة بعد بدء الضربات الجوية مرة أخرى.

وهناك أيضا مؤشرات متزايدة على أن ضغط بايدن للحصول على أكثر من 14 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل يواجه حالة من عدم اليقين أعمق في الكونجرس. وعلقت الحزمة في جدل حول حزمة مساعدات أكبر لأوكرانيا وأمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بطريقة تؤكد كيف أن السياسة الداخلية غير القابلة للحكم تعوق الآن بشدة قدرة واشنطن على تنفيذ إرادتها في الخارج.

وزار مسؤولون دفاعيون إسرائيليون الكابيتول هيل مساء الإثنين للقاء حفنة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ حول الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا لشخص مطلع على الاجتماع.

الإعلام الإسرائيلي يهاجم الرئيس الروسي: يكسب الحرب في غزة لصالحه مثل الأفيال.. أوكرانيا ترد على صحيفة ألمانية بشأن تخلي الغرب عن كييف

وأتاح الاجتماع غير السري للديمقراطيين الفرصة لطرح أسئلة حول الحرب حيث تزايد قلق الكثيرين في حزبهم بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأصبحت مسألة فرض شروط على المساعدات الإسرائيلية مسألة ساخنة بين الديمقراطيين، الذين يتوقعون مناقشتها في الغداء يوم الثلاثاء.

في حين أن تحذيرات الإدارة الصارمة لخصومها ساعدت حتى الآن في احتواء الصراع، إلا أن المخاوف من التصعيد الإقليمي لم تخفت بعد.

الأمريكيون المفقودون

أوضحت شبكة “سي إن إن”،، أن المسؤولون الأمريكيون راقبوا إطلاق حماس سراح 11 رهينة أخرى يوم الاثنين - اليوم الأخير من اتفاق الهدنة الأصلي - بعناية خاصة، حيث كانوا يأملون في إطلاق سراح امرأتين أمريكيتين تم اختطافهما خلال هجمات حماس في 7 أكتوبر. لكنهم لم يظهروا، تاركين المسؤولين يعلقون آمالهم على أن يكونوا جزءا من عمليات الإفراج الممتدة من قبل حماس خلال اليومين المقبلين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لشبكة سي إن إن: “من الصعب التأكد من كيفية قيامهم بإعداد هذه القوائم”، مضيفا: “نأمل بالتأكيد في اليومين المقبلين في الجزأين المقبلين أن نرى بعض الأمريكيين يخرجون”.

عودة القتال تهدد المدنيين

في حين أن إطلاق سراح الرهائن وتدفق شحنات المساعدات إلى غزة مضمون بموجب الاتفاق الأصلي قد قدمت إغاثة إنسانية للفلسطينيين، لا أحد يعتقد أن الهدنة ستكون دائمة، حيث تتصاعد جهود الولايات المتحدة لتمديد فترة التوقف.

وإذا بدأ القتال مرة أخرى، فمن المرجح أن تستهدف العمليات الإسرائيلية مناطق تشمل معاقل حماس الجنوبية المكتظة بالسكان ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان، مما يزيد من احتمال وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين وما يترتب على ذلك من رد فعل دولي عنيف ضد إسرائيل.

وشعر بايدن بالفعل بالجانب السلبي السياسي لمثل هذه العمليات، دوليا من حلفاء الولايات المتحدة ومحليا من الناخبين الأمريكيين الشباب والتقدميين والمسلمين الرئيسيين الذين يحتاج إلى الظهور بأعداد كبيرة في انتخابات العام المقبل، وحتى، وفقا لتقرير واشنطن بوست، بين موظفيه.

وبالتالي فإن الاحتمال هو أنه سيواجه صداعا سياسيا مشابها أو حتى أكثر حدة عندما تبدأ الحرب مرة أخرى.

وكان بايدن معزولا بشأن هذه القضية عن العديد من القادة والمسؤولين الأمريكيين والأجانب الذين يعتبرهم عادة أصدقاء سياسيين، وهذا من شأنه أن يثير التساؤل حول ما إذا كان سيتحول من رفضه القوي إلى دعوة نتنياهو إلى الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وهي الخطوة التي من شأنها أن تلحق الضرر بمحاولة إسرائيل سحق حماس.

مخاوف من التصعيد

أوضحت شبكة “سي إن إن”، أنه نادرا ما يحصل الرؤساء على الفضل في وقف الكوارث التي لا تحدث، لكن يمكن لإدارة بايدن أن تدعي النجاح حتى الآن في ضمان ألا يتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة بعد تحذيراتها الصارمة للخصوم التقليديين واستعراضها للقوة العسكرية، بما في ذلك إرسال مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المياه القريبة من إسرائيل.

ولكن في حين أن أعداء الولايات المتحدة مثل إيران لم يتعمقون بعد في الصراع، وتم تجنب التصعيد حتى الآن، يجب على الإدارة الحفاظ على اليقظة الدائمة.

وفي علامة على مخاوف التصعيد، سقط صاروخان باليستيان على بعد 10 أميال بحرية من المدمرة يو إس إس ميسون، وهي مدمرة صواريخ موجهة في خليج عدن ذهبت لمساعدة ناقلة تعرضت لهجوم من قراصنة صوماليين مشتبه بهم، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

وشن الحوثيون العديد من الهجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وإسرائيل، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر. ولم تحاول حاملة الطائرات “يو إس إس ميسون” إسقاط الصواريخ ولم يذكر البنتاجون ما إذا كانت السفينة مستهدفة على وجه التحديد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل حماس إدارة بايدن بايدن أمريكا الولایات المتحدة سی إن إن

إقرأ أيضاً:

الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني 

 

أدت الحرب المشتعلة منذ أكثر من 20 شهراً في السودان إلى تدمير بنية المتاحف القومية ومعالم التراث في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم، إلى جانب عدد من الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ تعرضت المواقع لأضرار وبعضها ما زال في مرمى الخطر، والآخر بات مكشوفاً في ظل غياب الحماية ويواجه أخطار النهب والتدمير والحريق، وأثر الصراع بشكل مباشر على الموروث الثقافي. 

بورتسودان _ التغيير

وفي الخرطوم تعرض المتحف القومي للتخريب والنهب، بجانب متحف الخليفة عبدالله التعايشي، كما تعرض القصر الجمهوري القديم للتشوية والتدمير الجزئي، بجانب متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الحربي

.

تقديرات أولية

كشف وزير الثقافة والإعلام السابق د. جراهام عبد القادر، عن جملة التقديرات الأولية والتي بلغت أكثر من (110) مليون دولار للمباني ومعينات العرض، هذا بخلاف المقتنيات الأثرية التي لا تقدر بثمن لأنها تجسد حضارة البلاد وتاريخها وهي الأهم، وفي ذات السياق ذكر تضرر المتاحف القائمة بالولايات التي دخلتها قوات الدعم السريع.

وأشار عبد القادر إلى أن “تداعيات الحرب أثرت على المتاحف في ولايات لخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وغرب دارفور) بالإضافة لقصف مباني متحف “علي دينار” بالفاشر ومتحف “شيكان بشمال كردفان، وشمل النهب والتدمير بالعاصمة الخرطوم المتحف القومي والمتحف الاثنوغرافيا ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الخليفة ومتحف القصر ومتحف الفولكلور، بالإضافة للمتاحف الخاصة.

سلسة إجراءات

وعن دور الحكومة في حماية الآثار أوضح جراهام أن الدولة اتخذت سلسلة من الإجراءات عبر هيئة الآثار والمتاحف ورئاسة الوزارء والشركاء لتأمين المتاحف في الولايات الآمنة، وتم تكوين لجان طوارئ بشأن حماية الاثار والتواصل مع الدول والمنظمات ذات الصلة.

نهب وتهريب

وقالت مدير المتحف القومي اخلاص عبد اللطيف، إن متحف السودان القومي قد تعرض لعملية نهب كبيرة، إذ خرجت شاحنات كبيرة محملة بكل مواد الأثرية المخزونة بمتحف السودان القومي، وخروجها عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب ثم توزيعها على مناطق الحدود وخاصة جنوب السودان.

وأشارت إخلاص، إلى تعرض متاحف أخرى للنهب، وكذلك التدمير، منها متحف نيالا بجنوب دارفور حيث تم نهب جميع الممتلكات والمجاميع المتحفية، بالإضافة للأثاث وفترينات العرض، كذلك متحف “الخليفة عبدالله التعايشي” المتعارف باسم بيت الخليفة بأمدرمان، الذي تعرض للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى.

وذكرت عبد اللطيف في ذات السياق، إن المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة، منذ عصر الحجري وحضارة كرمة ونبتة ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والاسلامية، حيث إن مخازن متحف السودان القومي تعتبر المستودع الرئيسي لكل آثار السودان

التي لا تقدر بقيمة مادية.

ولفتت إلى أن المعروض في المزادات العالمية ليست المواد المسروقة حتى الآن وربما ممتلكات شخصية أو تتبع لأي جهة تم اقتنائها قديماً في فترة الاستعمار.

متحف الخليفة

على صعيد متصل، قال ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف المكلف جمال محمد زين العابدين، إن المواقع الأثرية بمنطقة أمدرمان غربي مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون “بوابة عبدالقيوم” أنها لم تصب بأي ضرر وهي بحالة جيدة، أما “البوردين والطابية “الواقعة على النيل الأبيض وتطل على جزيرة توتي، لم يتمكن الفريق من الوصول إليها نسبة للتوجيهات الأمنية لوجودها بالقرب من النيل.

في ذات السياق قال ممثل هيئة الآثار إن عمليات النهب التي وقعت “بمتحف الخليفة” متمثلة في تعريض مبانيه وتكسير دواليب العرض وسرقة أهم آثاره، من قبل “قوات الدعم السريع” ومن أهم الآثار التي سرقت “سيف الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية”، و”سيف الأمير عبدالرحمن النجومي” و”سيف الأمير أبوقرجة” و”كأس خاص بشرب الخليفة عبدالله مصنوع من قرن وحيد القرن ويقال أن به مفعول لأبطال السم” وأيضا تمت سرقة أنواط ونياشين ونجوم خاصة بالجنرال غردون باشا وكثير من العملة التي كانت تستخدم أثناء حكم الدولة المهدية وبعض الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات ومذكرات يوسف ميخائيل عن الإمام المهدي وخليفته عبدالله.

وفيما يخص المعروضات الأثرية التي ظهرت على مواقع تجارة عالمية وما إن كانت من المفقودات، ذكر زين العابدين أنه من ناحية العاملين في مجال الآثار لا يخطر ببالهم موضوع تقييم الآثار ماديا لكن هناك دائما تجارة غير مشروعة يكون لها ثمنها على حسب نوع وشكل القطعة، رغم إن تقيم الآثاريين يختلف عن ذلك.

الهوية السودانية

ومن جهتها قالت منظمة اليونسكو عبر بيان لها، ان هنالك تقارير عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.

وتعرب منظمة اليونسكو عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، من قبل الجماعات المسلحة، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غيره المشروع.

وتجدد اليونسكو دعوتها للجمهور وسوق الفن المتورطين في تجارة الممتلكات الثقافية في المنطقة والعالم، إلى الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان. وأي بيع غير قانوني أو نقل لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية السودانية.

بورتسودان – برعي صديق

مقالات مشابهة

  • تفاؤل حذر بشأن إنجاح صفقة الهدنة وتبادل الأسرى في غزة
  • دعوى قضائية تركية ضد الخارجية الأمريكية بسبب “إسرائيل”
  • سموتريتش مُعقّبا على صفقة التبادل: "سيئة ولا تخدم مصالح إسرائيل"
  • إذا لم تضع إسرائيل شروطاً جديدة..حماس: الهدنة ممكنة
  • إسرائيل: سنواصل السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب
  • الجارديان تستعرض الأزمات التي تعصف بألمانيا وفرنسا قبل عودة ترامب
  • محمد فراج: ترامب وإدارة بايدن نهج متشابه تجاه القضية الفلسطينية
  • تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
  • الأزمات تعصف بألمانيا وخسارة تهدد استقرار برلين.. تقرير
  • الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني