“منتدى دبي للمستقبل” يناقش التحولات في حياة الإنسان ضمن فعاليات يومه الثاني
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
ناقشت جلسات محور التحولات في حياة الإنسان في اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل 2023” مجموعة من الموضوعات المهمة والتي شملت “قياس نجاح الأمم في المستقبل”، و”تأثير هندسة الجينات البشرية”، و”النموذج التصميمي الجديد لمصلحة كل المجتمعات”، و”ملكية البيانات التي تنتجها الآلة”.
وأجمع الخبراء المشاركون في هذه الجلسات على ضرورة تبنّي أنظمة مبتكرة لدعم مسيرة انتقال البشرية إلى الواقع الرقمي وغير الرقمي الجديدين، مؤكدين أن دمج الابتكار والتكنولوجيا بات حاجة لدفع عجلة النمو المستقبلي.
وقال البروفيسور ماثيو أغاروالا، المحاضر في “جامعة كامبريدج”، إنّ “الناتج المحلي الإجمالي” لم يعد المقياس الأمثل لتحديد نجاح الاقتصادات والأمم في المستقبل، داعياً إلى اعتماد مقاييس جديدة تتجاوز حدود النمو الاقتصادي، لتكون قادرة على تحديد مستويات جودة الحياة ورفاه المجتمعات واستدامة البيئة باعتبارها أولويات المستقبل.
بدوره، اعتبر الدكتور برايان تشيك، من مركز (CASSE) الاقتصادي، أن الاستدامة تعد أحد أشكال اقتصاد الحالة الثابتة، لافتاً إلى وجود إشكالية بين النمو الاقتصادي والاستدامة الاقتصادية، ما يحتم إيجاد مقاييس واضحة تأخذ بعين الاعتبار متطلبات المستقبل لا سيما على صعيد الرفاه الإنساني والبيئي والأمن الوطني والاستقرار العالمي.
من جهتها، دعت لورل باترسون من “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، إلى ابتكار مقاييس أكثر مرونة وديناميكية لمواكبة متطلبات التنمية متعددة الأبعاد، مع الأخذ بالاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والبيئية، مضيفة ضرورة الشراكات والتعاون عبر الحدود لتبني نماذج تركز على قياس جودة النمو.
وحول تأثير هندسة الجينات البشرية، اعتبر البروفيسور ديتر إجلي من مبادرة الخلايا الجذعية في “جامعة كولومبيا”، بأن العالم على عتبة تحول جذري في الرعاية الصحية مع تطور الهندسة الجينية التي تعزز جاهزية المجتمعات البشرية لمواجهة تحديات المستقبل، مؤكداً أهمية إيجاد أطر تشريعية تضمن الاستفادة القصوى من التقنيات المتطورة دون المساس بالتنوع الجيني.
واعتبر الدكتور ماثيو بريور من مركز “نيوكاسل” للخصوبة، أن تحديث وتوحيد القوانين والتشريعات المتعلقة بالهندسة الجينية عالمياً بات حاجة ملحة لتنظيم تقنيات الهندسة الجينية. وأضاف: “لا بدّ، عند التعامل مع الهندسة الجينية، من الأخذ بالاعتبار الجوانب الأخلاقية لضمان توظيف التقدم التكنولوجي في خدمة البشرية وصنع مستقبل أفضل للجميع.”
من جهته، أشار الدكتور محمد الدين الأستاذ المشارك في علم الوراثة في كلية الطب في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إلى أهمية الجينيات في فهم الماضي والحاضر والاستعداد للمستقبل، لافتاً إلى أن الهندسة الجينية لأغراض طبية تحقق نتائج واعدة على صعيد الارتقاء بصحة ورفاه الإنسان في المستقبل، مؤكداً أهمية التعاون بين الحكومات والمجتمعات لوضع ضوابط قانونية وأخلاقية.
وضمن جلسة بعنوان “نموذج تصميمي جديد لمصلحة كل المجتمعات”، شدّد دانيال بلوم، من “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، على أهمية الحوكمة كمظلة شاملة لتبني نهج مركزي وشامل يضمن إرساء دعائم تحقيق مصلحة المجتمعات، مؤكداً دور التعاون بين الحكومات والهيئات المجتمعية والقطاع الخاص لتحقيق المصلحة العامة.
بدورها، قالت كريستال سيميوني، رئيس “مؤسسة أفريفم ماكرو إيكونوميكس كولكتيف”، إن التغيير الحقيقي يتطلب تبني نهج العمل الجماعي وتحديث الأطر التشريعية والقانونية والتنظيمية، لافتةً إلى أنه لا يمكن تحقيق مصلحة المجتمعات دون التركيز على جوانب العدالة، والتعليم، والصحة، والمساواة.
من جهتها، أشارت كريستينا باك، مستشار في “البنك الآسيوي للتنمية”، إلى دور القطاع الخاص كلاعب محوري في تحقيق مصلحة المجتمعات، مؤكدةً أهمية الحوار البنّاء والتعاون والتنسيق بين أصحاب المصلحة لتطوير نماذج جديدة وإعادة تحديد الأدوار والأهداف وفقاً لمتطلبات المستقبل.
واختتمت جلسات محور “التحولات في حياة الإنسان” بجلسة حملت عنوان “من يمتلك البيانات التي تنتجها الآلة”، حيث أكّد خلالها البروفيسور داريو فلوريانو من “مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية”، قوة الآلة في صياغة ملامح المستقبل، مضيفاً بأن تسخير قوتها في خدمة المجتمعات والاقتصادات يتطلب الاهتمام بالجانب البشري وتعزيز النهج التفاعلي لتوليد مخرجات أكثر فائدة.
بدوره، اعتبر خليفة القامة، مدير “مختبرات دبي للمستقبل”، أن حماية الابتكارات تمثل أولوية قصوى، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة الإبقاء على نماذج “المصادر المفتوحة” مع الأخذ بالاعتبار حقوق الملكية الفكرية. واعتبر القامة أن التقدم الهائل الذي حققه الذكاء الاصطناعي سيتواصل خلال السنوات القادمة، في ظل توافر المواهب والتمويل والدعم.
ولفت مات هورفي، رئيس قسم قانون الذكاء الاصطناعي في شركة “جولينج دبليو إل جي”، إلى أن مبادئ حماية الملكية الفكرية التقليدية غير قادرة حالياً على مواكبة متطلبات الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى ضرورة وضع أطر تشريعية وقانونية جديدة تأخذ بالاعتبار التحديات الراهنة، لا سيما على صعيد تمركز قوة التكنولوجيا لدى فئة قليلة حالياً.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد بن زايد: نهج الإمارات قائم على بناء الإنسان وتمكين المجتمعات
أعلنت مؤسسة "إرث زايد الإنساني" تنفيذها عدداً من المبادرات البيئية والمجتمعية في جمهورية البرازيل الاتحادية بقيمة 40 مليون دولار، تزامناً مع الاحتفاء بمرور 50 عاماً من مسيرة العلاقات الإماراتية ـ البرازيلية.
ويأتي إعلان المبادرات في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى البرازيل، وشارك خلالها في قمة مجموعة العشرين (G20) التي استضافتها خلال شهر نوفمبر الماضي.
مؤسسات وجهاتوستنفذ مؤسسة "إرث زايد الإنساني" المبادرات من خلال المؤسسات والجهات التابعة لها، والتي تشمل مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، والتعاون مع "مؤسسة الأنهار النظيفة المحدودة"، وبالشراكة مع نظيراتها من المؤسسات البرازيلية المعنية في المجالين البيئي والمجتمعي، مع التركيز على دعم السكان الأصليين في منطقة الأمازون، و"برنامج معالجة التلوث البلاستيكي في نهر الأمازون"، والبرنامج الإماراتي لزراعة 10,000 فسيلة نخيل وتدريب المزارعين في ولاية باهيا، إضافة إلى تقديم الخبرة الفنية لحماية التنوع البيولوجي الغني في البرازيل والنظم البيئية الحيوية لدعم ما يُعرف باسم "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد" وهو مبادرة برازيلية أعلنت خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) للحفاظ على الغابات المطيرة الاستوائية في العالم، بتكلفة إجمالية تصل إلى 250 مليار دولار أميركي.
متانة العلاقات التاريخيةوأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الدولية الإنسانية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، متانة العلاقات التاريخية التي تجمع دولة الإمارات والبرازيل منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والتي أكملت مسيرة عقدها الخمسين وتميزت بتنوع روابطها الاقتصادية والثقافية وغيرهما، مشيراً سموه إلى ما توليه قيادة الدولة الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من حرص واهتمام بمواصلة تعزيزها على مختلف المستويات بما يحقق تطلعات شعبي البلدين الصديقين نحو التنمية والازدهار المستدامين.
دعم المشاريعوقال إن "مبادرات "مؤسسة إرث زايد الإنساني" تستهدف دعم المشروعات ذات الأبعاد المجتمعية والبيئية المتعددة لاسيما تلك التي تنعكس إيجاباً على الحياة المعيشية ويكون لها آثار اقتصادية وثقافية مشتركة، وتُسهم في تحقيق النماء للمجتمع".
نهج الإماراتوأضاف أن "مثل هذه المبادرات تجسد نهج دولة الإمارات الأصيل في بناء الإنسان وتمكين المجتمعات وتحقيق سعادتها، مؤكداً سموه أنها تستهدف إثراء الجهود والمبادرات الإنسانية والتنموية ومنها توفير الغذاء والرعاية الصحية وحوكمة إدارة المخلفات البيئية، فضلاً عن تطوير طرق الزراعة وتطبيق حلول صديقة للبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي، تماشياً مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة".