في نقد حركتي: كيف محوت أميتي عن حداثة الإمام الصادق المهدي؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
في نقد حركتي: كيف محوت أميتي عن حداثة الإمام الصادق المهدي؟
د. عبد الله علي إبراهيم
(أنشر في مناسبة ذكرى رحيل السيد الصادق المهدي مقدمة ورقة علمية بالعنوان أعلاه أعض فيها بنان القلم على ما فاتني كماركسي ممارس لها من العلم بمأثرة الإمام الصادق المهدي فينا. وهي في باب كتابات للشفافية معروفة بإطراح الامتياز بالجهل عما ينبغي لك معرفته.
هذه الورقة عن مساعي الإمام الصادق المهدي لتحديث حزب الامة ولبرلته في الستينات في مواجهة صعبة مع تقاليد الإمامة في شعب الأنصار والتي سادت في الحزب. وهي مساع طرقت أذني كمعاصر لها في صف اليسار وخفي خطرها علي حتى استبان لي بعد قراءات لاحقة عنها صبرت على عرضها أو تحليلها. وعليه فالورقة تنتمي إلى فرع من علم الشفافية يتقصد المرء فيه إزالة أميته عن مسألة. وهي ليست أمية عن جهل، بل أمية عن امتياز أيضاً. ومعروفة بالإنجليزية كـ (unlearning privilege).
ومتى خرج المرء لمحو أميته على نحو ما ذكرنا فهو قد شرع في نقد حركته السياسية والاجتماعية التي جعلت أميته عن مساعي مثل الإمام الصادق موضوع نظرنا ميزة. وهي خطة أخرى في الشفافية معروفة في الإنجليزية بـ (critique of my movement). وممن رأيته جرب أخذ حركته حول شأن ما بالشدة عبد الوهاب الأفندي الذي نقد الحركة الإسلامية قبل انقلابها في 1989 على أغلاطها الاستراتيجية والتكتيكية حيال مسألة جنوب السودان وحركة الجنوبيين القوميين.
تساءلت وأنا اقرأ عن مساعي الإمام الصادقة لتحديث الحزب كيف استغشينا في ثوبنا الماركسي عن مسائل كدح لأجلها الإمام الصادق في بطن الحوت هي طبق الأصل مما اعتقدنا ونحن خارج بطنه. فأثار غير مسبوق قضية الفصل بين السياسة والإمامة في حزب الامة والأنصار مما انشغلنا به أيضاً. وجاء بمشروع للإصلاح الزراعي في مشاريع “اقتصاديات القداسة” لأعيان الأنصار في النيل الأبيض والأزرق وتحويلها لملكية جمعيات المزارعين التعاونية. وكنا في اليسار من شق غير مسبوق سبيل العمل النقابي في أوساط مزارعي المنطقتين. كما دعا مثلنا تماماً إلى تحرير التجارة الخارجية بتأميم البنوك وشركات التأمين المملوكة لغير السودانيين. ودعا في حزب لأعيان القبائل إلى تصفية الإدارة الأهلية، أو إصلاحها يقوم عليه الكفء لا الوريث بغض النظر. وكان ذلك ديدننا.
ليس من العسير معرفة كيف “غِبانا” الإمام الصادق. فلربما كانت أميتنا عن الإمام قدراً تراجيدياً. فقد رأينا منه في ذلك الزمن وجهاً وغابت وجوه. رأينا منه ما انحجبنا به عنه وهي سياساته المعادية لحزبنا الشيوعي فيما بعد ثورة أكتوبر 1964. فكان حل حكومة أكتوبر الثورية الأولى التي أكرمتنا مستحقين كحزب أثراً من تحشيد للأنصار بواسطة حزب الامة روع الخرطوم وطأطأ سر الختم الخليفة، رئيس الوزراء، له فحل الحكومة في فبراير 1965. وكان ذلك التحشيد نفسه هو الذي رتب له حزب الامة لحل الحزب الشيوعي في شتاء 1965.
لربما احتاج اجحاف الإمام على رأس حزب الأمة بنا منا لنكون من الملائكة المجنحة برفيف السماحة والعفو لنتجاوز ذنبه فينا حتى نرى اجتهاداته الحداثية المذكورة. ولكن الثوري ملائكة من نوع آخر. فعلى شدة الثورية مع الخصم الكائد إلا أنها تكون بمنجاة من مثل أميتنا عن الإمام الصادق متى أحاطت بالأمر من كل وجوهه. لا تفرط في شيء منه. فغريزة البقاء وحدها هي التي تملي على الثوري أن يرى وميض النار تحت الرماد. فالتشفي من الإمام بالجهل بظاهرته الحداثية لا يضره. ولكنه جهل كمشي المكب على وجهه. وهو انتحار الثوري علناً.
الوسومالأنصار الإمام الصادق المهدي الخرطوم السودان الليبرالية الماركسية حزب الأمة د. عبد الله علي إبراهيم سر الختم الخليفةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأنصار الإمام الصادق المهدي الخرطوم السودان الليبرالية الماركسية حزب الأمة د عبد الله علي إبراهيم حزب الامة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد السعودي يناقش استقالة مدير "الأخضر"
يعقد الاتحاد السعودي لكرة القدم اجتماعاً، الأربعاء، من أجل بحث عدة ملفات تتعلق بالمنتخب الأول، أبرزها منصب مدير المنتخب والذي رحل عنه مؤخراً حسين الصادق، باعتذاره عن عدم الاستمرار في مهام عمله.
وكان الصادق استقال مؤخراً بعدما عمل سابقاً مع المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، وواصل عمله أيضاً مع المدرب الحالي الفرنسي هيرفي رينارد، قبل أن يعلن الإثنين استقالته من منصبه.
— مدير المنتخب الوطني "حسين الصادق" يقدم اعتذاره عن الاستمرار في منصبه ????⬇ pic.twitter.com/SRSN4sFblx
— المنتخب السعودي (@SaudiNT) November 25, 2024
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، حسب موقع كووورة، اليوم الثلاثاء، أن هناك 4 أسماء مرشحة لشغل منصب مدير المنتخب خلال الفترة المقبلة، وهي: أسامة هوساوي وصالح الداود وعبدالرحمن القحطاني ونايف القاضي.
ويمتلك الرباعي خبرات رياضية واسعة، بالإضافة إلى عمل بعضهم في المجال الإداري بعد الاعتزال، بجانب شغل مناصب عدة سواء على مستوى التحليل أو في العمل مع مختلف الأندية.
ومن المقرر أن يحسم الاتحاد السعودي هذا الملف، خصوصاً أن "الأخضر" من المقرر أن يبدأ تجمعه المقبل في شهر ديسمبر (كانون الأول).
ويستعد المنتخب السعودي لخوض منافسات بطولة كأس الخليج "خليجي 26"، والتي تقام في الكويت الشهر المقبل.
وكان الأخضر تعثر على مستوى تصفيات كأس العالم 2026 بعدما تعادل مع أستراليا وخسر من إندونيسيا بالجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المونديالية، لتتعقد حساباته نسبياً في التأهل المباشر لنهائيات البطولة.