عمر العلماء يُطلع منتسبي البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين على أبرز الاستراتيجيات والمبادرات الإماراتية الرائدة في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
استعرض معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، خلال لقائه منتسبي البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين، الذي دشنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في يوليو الماضي، أبرز الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية التي رسخت مكانة دولة الإمارات عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك، في إطار الزيارات الميدانية والجولات المعرفية التي بدأها منتسبو البرنامج من الوزراء ومساعدي الوزراء ومدراء العموم ومساعديهم من 29 دولة، والتي تتواصل حتى يوم الخميس 30 نوفمبر الحالي، إلى عدد من الجهات الحكومية والمشاريع الحيوية في دولة الإمارات.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات ركزت منذ تأسيسها على تمكين الإنسان، واستثمرت في تطوير كفاءاته ليرسم واقع الدولة ومستقبلها، وتبنت أفضل نماذج الحكومات العالمية وطورتها وأضافت إليها لتتواءم مع رؤى القيادة وتطلعاتها المستقبلية، ولضمان بناء دولة تجمع خلاصة أفضل الأفكار والمفاهيم والممارسات والمبادرات الموجهة للمستقبل.
وقال ” يمكننا اليوم أن نلمس نتائج هذا النهج، إذ أصبحت دولة الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في عدد من المؤشرات، كما تواصل نموها على جميع الأصعدة”.
مشاركة المعرفة
وأشار معالي عمر سلطان العلماء إلى أن دولة الإمارات تواصل العمل مع الدول التي تشاركها الرؤى والطموح لبناء مستقبل أفضل، لافتاً إلى أن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين يشكل عنصراً معززاً لترجمة نهج الدولة في مشاركة المعرفة وتبادل الخبرات.
وتطرق معاليه إلى أسبقية دولة الإمارات في استحداث منصب وزير دولة للذكاء الاصطناعي عام 2017، وما عكسه ذلك من رؤية قيادية تستشرف المستقبل، وتدرك محورية التكنولوجيا في رسم ملامح وتوجهات العقود المقبلة، وتحرص على تعزيز الجهود لتحقيق الريادة في هذا المجال.
وأكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، اهتمام دولة الإمارات بالشباب، وحرصها على تعريف الأجيال الشابة بأهمية قطاع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات، وبمحورية دورهم في هذا السياق، لافتاً إلى أن الأبحاث الحديثة تؤكد أن العديد من المهن والاختصاصات ستعتمد في المستقبل على الذكاء الاصطناعي، كهندسة العمارة والطب وغيرها.
الذكاء الاصطناعي
واستعرض معالي عمر سلطان العلماء عدداً من المبادرات والبرامج التي أطلقتها دولة الإمارات ومن ضمنها مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، الذي استقطب عشرات الآلاف من المشاركين لتعريفهم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واعتماد الدولة 29 أكتوبر من كل عام، يوماً للبرمجة يحمل شعار “الإمارات تبرمج” والذي يصادف تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” أول حكومة إلكترونية بالمنطقة والعالم العربي في 29 أكتوبر 2001، وقد وصل عدد المشاركين في هذه المبادرة إلى 180,000 شخص.
وتطرق إلى الأطر التشريعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي طورتها دولة الإمارات، ومنها تشريعات متخصصة بتقنيات التزييف العميق وكيفية مكافحتها، وضوابط استخدام المرشحين في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى سياسات استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات واصلت الاستثمار في تطوير بنيتها التحتية الرقمية على مدار الأعوام الماضية، لتصبح لديها البنية الرقمية الأفضل في المنطقة، وضمن أكثر الدول تقدماً على مستوى العالم، حيث تملك الإمارات قدرات حاسوبية تتجاوز احتياجاتها، ما دفعها إلى توظيف هذه القدرات في تطوير نماذج لغوية كبيرة شبيه بتطبيق ChatGPT، وهو نموذج مفتوح المصدر يمكن تصديره إلى بقية دول العالم.
بناء القدرات
واستمع منتسبو البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين من معالي عمر العلماء إلى شرح حول استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، التي تركز على بناء القدرات واستقطاب الكفاءات من مختلف أنحاء العالم، وتطوير إطار العمل التشريعي والاستثمار في البنية التحتية،
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات نجحت خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2021، في تعزيز قدرات ومهارات 400 من المسؤولين الحكوميين من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي الذي نظمته بالشراكة مع جامعة أكسفورد، وأسهم في تعزيز خبرات المشاركين ليصبحوا خبراء مؤهلين للإشراف على مشاريع الذكاء الاصطناعي وضمان تنفيذها بصورة مسؤولة.
ولفت معاليه إلى أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات تركز حاليا على تحقيق 3 أهداف رئيسية تشمل توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية بصورة مسؤولة، موضحا أن الهدف الثاني يتمثل في التركيز على البحث والتطوير باعتباره في مقدمة الأولويات، حيث بلغ عدد الأوراق البحثية التي تم إعدادها في دولة الإمارات حتى شهر أكتوبر الماضي نحو 14,000 ورقة بحثية تُطور بشكل مستمر من الناحية البحثية، أما ثالث أهداف الاستراتيجية فيتمثل في الارتقاء بمواهب وكفاءات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات لتصبح الأولى عالمياً في هذا المجال المستقبلي.
تنوع كبير
وأجاب معالي عمر سلطان العلماء عن أسئلة المشاركين التي تناولت جوانب مرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن أبرزها العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والقطاع المالي وتحديداً عملية وضع الموازنات، مشيرا إلى أن غالبية أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على البيانات التاريخية المتاحة، وأن الدور البشري أساسي في وضع الموازنات، مع إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحديد جوانب الإنفاق التي يمكن ترشيدها.
وحول ضرورة وضع لوائح تنظيمية تقنن الذكاء الاصطناعي، أشار معالي عمر سلطان العلماء إلى التنوع الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتفاوت تأثيرها على حياة الإنسان، الأمر الذي يعني أن تقنين التكنولوجيا ذاتها لا يمكن تحقيقه وفق نهج موحد، مؤكداً الحاجة إلى حوار جماعي يتناول تنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحكم على كل حالة على حدة.
تعزيز الوعي
وفي سؤال حول التحديات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أكد معالي عمر سلطان العلماء أنه يترتب على جميع التقنيات التي نستخدمها تحديات عديدة محتملة، وهذا لا يعني رفضها، مشيراً إلى أن النهج الأمثل في هذه الحالات هو تعزيز الوعي الفردي والحكومي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وتحديد التحديات المرتبطة به كخطوة أولى، ثم التركيز على توظيفه بشكل أخلاقي مسؤول، وتعزيز المرونة والقدرة على تحديد التحديات وتوظيفها لصالح التطور التقني.
وحول دور دولة الإمارات في توحيد معايير الجودة، أشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تساهم في الجهود العالمية الموجهة لتطوير معايير الجودة “الآيزو” ISO الخاصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن توحيد المعايير يجب أن يتبع نهجاً متوازناً يركز على جوانب معينة من التكنولوجيا ولا يعيق مواصلة الابتكار.
حماية البيانات
وعن دور الذكاء الاصطناعي في حماية الخصوصية، أكد معاليه أن دور الحكومات يتمثل في الحرص على الاستثمار في حماية سرية المعلومات، منوهاً بأن على الحكومات أن تعطي الأولوية لحماية البيانات في إطار حرصها على الحفاظ على الأمن السيبراني.
وأشار إلى أن الحكومات التي تطمح إلى تحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي تخلق لنفسها الحافز اللازم لتوظيف هذه التكنولوجيا بدلاً من الاعتماد على التطبيقات الجاهزة، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز الكفاءة وتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي وأن أولويتها الأولى تقوم على الارتقاء بجودة الحياة.
أفضل الممارسات
وسيطلع منتسبو البرنامج خلال زياراتهم الميدانية على أفضل الممارسات الإماراتية في القطاعات الاستراتيجية سواء في الطاقة المستدامة، وأسواق المال، والبنية التحتية، والصناعة الوطنية، والفضاء والخدمات اللوجستية، والاقتصاد، والتحول الرقمي، وغيرها.
يذكر أن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين، الذي تم تصميمه بالتعاون بين مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، المنضوي تحت مظلة المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومكتب التبادل المعرفي الحكومي، يهدف إلى تعزيز قدرة المنتسبين على استشراف المستقبل ومواكبة المتغيرات والاستجابة لها، واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة، والاستعداد للتحديات المستقبلية للمجتمع، وتطوير السياسات والبرامج التي تعزز التنمية الشاملة والمستدامة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الرياضة الإماراتية.. إنجازات وألقاب وأرقام قياسية في 2024
شهدت الرياضة الإماراتية خلال عام 2024 سلسلة من الإنجازات البارزة في العديد من الرياضات والبطولات، التي عززت مستوى التقدم المستمر لها على الأصعدة كافة، بفضل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة والتخطيط الإستراتيجي من الجهات المعنية.
تنوعت الإنجازات التي تحققت ما بين الألعاب الجماعية وتحديداً في كرة القدم وكرة اليد، والألعاب الفردية وأبرزها الجوجيتسو، فيما جاء تتويج نادي العين بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم 2024، للمرة الثانية بتاريخه، في مايو 2024، أبرز إنجازات الرياضة الإماراتية خلال هذا العام في كرة القدم، خاصة وأن هذا الإنجاز قاده للتأهل إلى بطولتي كأس القارات "الإنتركونتننتال" لكرة القدم، وكأس العالم للأندية بنظامها الجديد والتي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية، يونيو (حزيران) 2025.
الشارقة لكرة اليد
حقق فريق الشارقة لكرة اليد بطولة دوري أبطال آسيا لكرة اليد للمرة الأولى في تاريخه، وذلك في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
الألعاب الخليجية
في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب، التي استضافتها الإمارات في أبريل (نيسان) الماضي، حلقت الرياضة الإماراتية في الصدارة بواقع 266 ميدالية ملونة في جميع الألعاب، بواقع 87 ميدالية ذهبية، و91 فضية، و88 برونزية.
الفنون القتالية
على صعيد الألعاب القتالية حلت الجوجيتسو في الصدارة، بعدما حققت مشاركات الدولة العديد من الإنجازات في البطولات العالمية المختلفة وكان أبرزها الحصول على 59 ميدالية ملونة في منافسات البطولة الآسيوية في أبوظبي مايو (أيار) الماضي، فيما شهدت بطولة الجائزة الكبرى التي أقيمت في تايلاند يونيو (حزيران) الماضي الحصول على 15 ميدالية ملونة.
وخلال مشاركتهم في بطولة العالم للناشئين والشباب في كرواتيا أحرز لاعبو المنتخب 18 ميدالية ملونة تصدروا بها البطولة، كما بلغ حصاد الإمارات في بطولة العالم باليونان والتي أقيمت أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 61 ميدالية ملونة.
وخلال الحدث السنوي الأبرز وهو بطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو، أحرز لاعبو منتخب الإمارات للجوجيتسو 11 ميدالية ملونة في منافسات المحترفين، بواقع ذهبيتين، و5 فضيات، و4 برونزيات.
الشطرنج
في سياق متصل توج نادي العين للشطرنج والألعاب الذهنية، في شهر أغسطس (آب)، بلقب بطولة العالم للفرق في فئة الشطرنج السريع، التي نظمها الاتحاد الدولي في كازاخستان، بعد تحقيق 9 انتصارات و3 تعادلات دون أي خسارة، كما حصد منتخب الإمارات للشطرنج 6 ميداليات في البطولة العربية للشطرنج، التي أُقيمت في الشارقة في شهر نوفمبر، موزعة على (ذهبيتين- وفضيتين- وبرونزيتين).
وأحرز لاعب منتخب الإمارات سالم عبد الرحمن، ونادي الشارقة الثقافي للشطرنج، ذهبية مهرجان بيل الدولي لأساتذة الشطرنج "بطولة التحدي" بسويسرا في يوليو الماضي.
فريق الإمارات للدراجات
إنجازات الرياضة الإماراتية خلال العام الجاري شملت أيضاً رياضة الدراجات، إذ حقق فريق الإمارات للمحترفين نتائج مميزة، أبرزها الحصول على المركز الأول في تصنيف الفرق لطواف العالم وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعد أن حقق هدفه العام الجاري مسجلا 81 انتصاراً، بينما تأهلت صفية الصايغ لاعبة المنتخب الوطني للدراجات إلى أولمبياد باريس 2024 كأول امرأة إماراتية وعربية تحقق هذا الإنجاز في تاريخ اللعبة.
وتمثلت أبرز الإنجازات الرياضية الإماراتية في 2024 في حصول منتخب الإمارات على 9 ميداليات في بطولة آسيا للقوة البدنية التي أُقيمت في طشقند، أوزبكستان، بينما نال اللاعب كريم رامي الميدالية البرونزية في الكاراتيه في مسابقة الكاتا ضمن النسخة الـ 22 من بطولة آسيا للكاراتيه للناشئين والشباب التي أُقيمت في الفلبين.
زوارق الإمارات
واصلت الإمارات تسجيل التفوق في الرياضات البحرية؛ إذ توج فريق الشارقة للزوارق السريعة، بلقب بطولة العالم للفورمولا 4، للمرة الأولى في تاريخه بعد تصدر زورق "الشارقة 69" الجولة الختامية التي أقيمت في إيطاليا في شهر سبتمبر، كما فاز "زورق الفجيرة 96" بلقب بطولة العالم للزوارق السريعة "إكس كات" 2024، وتوج فريق أبوظبي للزوارق السريعة، بلقب بطولة العالم للفورمولا 2.
الفروسية
في رياضة الفروسية أحرز فرسان الإمارات ذهبيتي الفرق والفردي في بطولة العالم للخيول الصغيرة للقدرة بعمر 8 سنوات لمسافة 120 كلم التي أقيمت بجزيرة سردينيا الإيطالية، كما تأهل المنتخب الوطني لقفز الحواجز إلى الأولمبياد " أولمبياد باريس 2024"، وتوج فرسان الإمارات بذهبيتي الفرق والفردي في بطولة العالم للخيول الصغيرة للقدرة في إيطاليا سبتمبر الماضي.
البادل
أحرز منتخب الإمارات للبادل لقب النسخة الثالثة من بطولة كأس الخليج العربي للبادل، التي أقيمت في الكويت، وحقق منتخب الناشئين المركز الثاني لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في البحرين، بينما حصد منتخب الإمارات للجودو، في ختام مشاركته في بطولة طوكيو "جراند سلام"، المركز الأول عربياً والسادس في الترتيب العام، بعد فوزه ببرونزية وزن تحت 52 كجم عبر اللاعبة بشيرات خرودي.