أكد خبراء إعادة تصور الطبيعة المشاركون في “منتدى دبي للمستقبل 2023″، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن الحد من المخاطر البيئية، وتعزيز قدرة الطبيعة على تجديد نفسها، وإحداث تأثير إيجابي في الموائل الطبيعية التي تؤدي دوراً حيوياً في مستقبل النظام البيئي، سيؤسس لعالم تزدهر فيه الإنسانية في ظل توازن بيئي يعزز استقرار كوكب الأرض وصحة سكانه.

وأجمع المتحدثون في جلسات محور “إعادة تصوّر الطبيعة” على أهمية إتاحة المجال للطبيعة لإعادة بناء نفسها، ووضع حد لما يهدد بيئاتها وتنوعها الحيوي النباتي والحيواني، بما في ذلك الأنشطة البشرية غير المستدامة، مع التركيز على الخطط التنموية التي تراعي الاستدامة في كل قطاعات تصميم المستقبل.

وتناولت جلسات اليوم الأول ضمن محور إعادة تصور الطبيعة مواضيع “الابتكار الجديد في قطاعات الطاقة”، و”تكامل الطبيعة والتكنولوجيا في مدن المستقبل”، و”إمكانات غير محدودة لقطاع الطاقة في الفضاء”، و”تقنيات المناخ المعتمدة على الذكاء الاصطناعي”.

وأكدت الدكتورة عائشة النعيمي، مدير إدارة مركز ابتكار الطاقة الشمسية في هيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي تلعب دوراً استباقياً للوصول إلى مرحلة التحول في الطاقة، مؤكدةً أن طريق التحول في الطاقة ليس مسؤولية الحكومة وحدها بل مسؤولية الأفراد على حد سواء.

وسلطت النعيمي، خلال مشاركتها في الجلسات الموضوعية، الضوء على أهمية استكشاف طرق فعالة لزيادة قدرة الطبيعة على إعادة تأهيل نفسها مؤكدة أن ذلك يؤثر إيجابا على النظم البيئية والموائل البيئية.

بدوره شدد ديباك كريشنان، نائب مدير برنامج “إنديا إنرجي” في معهد الموارد العالمية، على أهمية التحول في مجال الطاقة، مؤكدًا أن هذا التحول ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل هو واقع ثابت ومُستدام. وقال: “التحول في الطاقة هو هنا ليبقى، وعلينا أن نتحاور بشكل جاد بدلاً من الجدال حول الفوز والخسارة، إنه التحدي الذي يتطلب التعاون واتخاذ الإجراءات الفعّالة لضمان استدامة مصادر الطاقة والحفاظ على أمن الطاقة للمستقبل”.

من ناحيته، أكد محمد أونال، من شركة “شيل” على دور صناع القرار كعامل حاسم لتحقيق التحول في مجال الطاقة وضمان أمانها، مشيراً إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الحكومات، بل ينبغي وضع سياسات جوهرية لتعزيز هذا التحول.

وقال: “صانعو القرار في السياسات العامة هم صناع المستقبل إذا ما التزموا بتحقيق تحول الطاقة والحفاظ على أمنها. ويتعين علينا تشجيع السياسات الرشيدة واتخاذ الخطوات الحاسمة لضمان نجاح هذا التحول وتحقيق استدامة الطاقة في العالم”.

وفي جلسة أخرى حول تكامل الطبيعة والتكنولوجيا في مدن المستقبل، أكدت ميليسا مورينو، المؤسس المشارك لمؤسسة “مايكوهاكرز”، على أهمية “التواصل الفعّال مع الطبيعة”. وقالت: “التواصل مع الطبيعة سينجح بالتأكيد، والتجسيد هو مفتاح لفهم الأنواع المختلفة الموجودة في الطبيعة. وبفهم عميق للتكامل بين البيئة والتكنولوجيا، يمكننا الوصول إلى مفهوم المدن المستقبلية”.

بدورها، اعتبرت الكاتبة والباحثة جوهانا هوفمان، من مؤسسة “ديزاين فور أدابتيشن”، أن الحاجة الملحة تكمن في أن يصبح لدينا نموذج تفكير لوضع حلول للتحديات التي تطرأ على البيئة والتكنولوجيا في الوقت الحالي.

بدوره، أكد أديب دادا، المهندس المعماري ومؤسس شركة “ذا أذر دادا” للاستشارات المتكاملة والهندسة المعمارية، على أن التغيير في طريقة التفكير يلعب دورًا حاسمًا في التفاعل مع المجتمع والطبيعة.

وقال الدكتور سانجاي فيجندران، قائد مشروع “سولاريس” بوكالة الفضاء الأوروبية، أن الطاقة الشمسية المستمدة من الفضاء تمثل المصدر النهائي والأكثر استدامة للطاقة، في انتظار استغلال إمكانياتها.

واعتبر البروفيسور جون مانكينز، مؤسس “آرتيمس لحلول إدارة الابتكار”، أن إمكانيات قطاع الفضاء في تسريع عمليات إعادة تأهيل الطبيعة لا حدود لها. وقال: “إدخال النهج المعماري المبتكر المعتمد على الذكاء الاصطناعي وظهور الروبوتات ساعدا في تطوير البحث لتسخير الطاقة الشمسية المستمدة من الفضاء”.

بدوره، قال البروفيسور ناوكي شينوهارا، الأستاذ المتخصص بالطاقة الشمسية الفضائية في جامعة كيوتو، إن العالم يتقدم في تعزيز نقل الطاقة اللاسلكي من الفضاء، معتبرًا هذا التطور أمرًا واعداً للمجتمعات البشرية.وام

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإعلان رسميا عن حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID”

الثورة نت/..

أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID” في إطار التخفيضات الكبيرة لمساعدات الولايات المتحدة إلى الخارج، والتي أثارت استياء كثير من البلدان والمنظمات الإنسانية.

وذكر وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان، أن “وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو اس ايد” أبلغتا اليوم الكونغرس بنيّتهما خوض عملية إعادة تنظيم تقتضي نقل بعض مهام الوكالة إلى الوزارة بحلول الأول من يوليو 2025 وإلغاء مهام الوكالة الأخرى التي لا تتوافق مع أولويات الإدارة”.

وأضاف روبيو أن “يو اس ايد” ابتعدت منذ زمن طويل للأسف عن مهمّتها الرئيسية”، مشدّدا على ضرورة “إعادة توجيه برامجنا للمساعدة الخارجية لتتماشى مباشرة مع ما هو أفضل للولايات المتحدة ولمواطنينا”. وتابع “نواصل برامج أساسية لإنقاذ الأرواح ونقوم باستثمارات استراتيجية تعزّز شراكاتنا وتقوّي بلدنا”.

وندد ديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بهذه الخطوة، قائلين في بيان إن إعادة التنظيم “لن تجعل من المستحيل تنفيذ أي من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فحسب، بل إن العبء الذي سيلقى على عاتق وزارة الخارجية سيتسبب بتعطيل كبير لمهمتها الأساسية”. أضاف البيان أن “هذا الاقتراح غير قانوني وخطير وغير فعال”.

ووقّع الرئيس ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير مرسوما يأمر بتجميد المساعدة الأمريكية الأجنبية لمدّة 90 يوما استتبع بعدّة اقتطاعات في برامج مختلفة للوكالة، بالرغم من إعفاءات مرتبطة بالمساعدة الإنسانية الحيوية. ووضع الجزء الأكبر من موظّفي الوكالة في إجازة إدارية.

وتسبّب هذا القرار بصدمة في أوساط الوكالة المستقلّة التي أنشئت بموجب قانون صدر عن الكونغرس الأمريكي العام 1961. وكانت ميزانيتها السنوية تقدر ب42,8 مليار دولار تشكّل وحدها 42 % من إجمالي المساعدات الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • الصين تكشف عن خططها لاستكشاف عدة كواكب في المجموعة الشمسية
  • في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • “البيئة”: (40) محطة رصد تُسجّل هطول أمطار في (9) مناطق وحائل والجوف الأعلى كميةً بـ (11.0) ملم
  • في طرابلس.. حريق في ألواح للطاقة الشمسية (فيديو)
  • “وقاء” يؤكد أهمية دور المفتش والمراقب الميداني في استدامة الأمن الغذائي
  • بطارية نووية مبتكرة قد تدوم مدى الحياة دون إعادة شحن
  • الإعلان رسميا عن حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID”
  • مفتي الجمهورية: حماية البيئة واجب ديني وأخلاقي على كل مسلم
  • المفتي: الإسلام سبق النظم الحديثة في حماية البيئة